ماهو اضطراب المزاج الدوري
اضطراب المزاج من وقت إلى اخر بالتزامن مع التعرض إلى أحداث وعوارض الحياة المختلفة أمر طبيعي ويكون صحي في نفس الوقت ، ولكن في بعض الأحيان ؛ قد يكون هناك اضطراب شديد وواضح في سلوك الإنسان ؛ حيث نجده ينتقل من حالة فرح إلى سعادة والعكس بشكل سريع جدًا ودون وجود أسباب واضحة تستدعي ذلك ، ويتم وصفه في هذه الحالة بإنه إنسان حاد المزاجية ، في حين أن العلماء والأطباء قد وجدوا أنه يوجد حالة مرضية قد تكون هي الدافع وراء هذا الاضطراب النفسي وهي تعرف باسم دوروية المزاج أو اضطراب المزاج الدوري .
تعريف اضطراب دوروية المزاج
إن اضطراب دوروية المزاج أو المزاج الدوري Cyclothymic Disorder هو عبارة عن حالة مرضية نفسية نادرة جدًا وهي تحمل العديد من أعراض الاضطرابات الأخرى المتعلقة بالهوس مثل الاضطراب ثنائي القطب ، ولكن في حالة دوروية المزاج ؛ فإن نسبة الهوس والتحول من السعادة إلى الحزن مرة أخرى ويكون ذلك ناتج عن درجة اكتئاب خفيفة وانخفاض بقدر ما في
هرمون السعادة
، ولذلك ؛ فإن لحظات السعادة لدى المريض في هذه الحالة لا تستمر قصيرًا مما يجعله يتحول من السعادة إلى الحزن سريعًا ، وهكذا .
أعراض اضطراب المزاج الدوري
هناك بعض الأعراض التي يُممكن من خلالها تمييز مرض اضطراب المزاج الدوري دونًا عن غيره من الأمراض الأخرى ، كما يلي [1] :
-الإصابة بالهوس الخفيف والتقلب بين ارتفاع الحالة المزاجية تارة والإصابة بأعراض الاكتئاب تارة أخرى ، واسمرار ذلك لمدة لا تقل عن عامين حتى يتم بالفعل تأكيد تشخيص دوروية المزاج .
-أن تكون الفترات التي يكون بها مزاج المُصاب مستقرة وهادئة ليس بها هوس أو اكتئاب أقل من شهرين ، لأن القدرة على استمرار الاستقرار النفسي لأكثر من شهرين تدل على عدم الإصابة بأي حالة مرضية .
-تأثير أعراض الكابة والحزن أو أعراض الحالة المزاجية المرتفعة بدون سبب على الأنشطة اليومية والأساسية سواء في المدرسة أو في الجامعة أو العمل أو حتى على أهل المنزل المرافقين للمريض .
-وجود أعراض بعيدة عن الاكتئاب الشديد جدًا أو الاضطراب ثنائي القطب أو أعراض مرضية اخرى معروفة يدل على أن الحالة مُصابة بنسبة كبيرة باضطراب المزاج الدوري .
-كما يجب فحص حالة المريض أولًا والتأكد من أنه لا يتعاطى أي مواد مخدرة أو
المخدرات
المهلوسة لأنها قد تكون هي التي تسببت في تلك الأعراض الاضطرابية المزاجية .
أعراض عضوية لدوروية المزاج
غير أن اضطراب المزاج الدوري قد يؤثر سلبيًا أيضًا على الحالة الصحية البدنية والعضوية للمريض ، ومن أهم أعراض ذلك ، ما يلي :
-
الشعور بالرغبة في البكاء دائمًا .
-
الأرق وعدم القدرة على النوم الهادئ المستمر .
-
اضطراب ملحوظ في الشهية بالزيادة أو النقصان .
-
اضطربات ذهنية مع مشاكل في التفكير وانخفاض القدرة على التركيز .
-
الانسحاب الاجتماعي والتشتت الدائم .
-
الشعور الدائم بالضعف والإجهاد .
-
عدم الشعور بالراحة .
-
البكاء في أوقات لا تستدعي ذلك على الإطلاق .
-
الدوار والصداع والام الرأس .
-
ضعف العضلات .
-
اضطراب الجهاز الهضمي وخصوصًا القولون العصبي .
-
المبالغة دائمًا في ردود الفعل تجاه الأحداث المختلفة .
-
عدم الاستقرار العاطفي على الدوام .
أسباب الإصابة بـ دوروية المزاج
اضطراب المزاج الدوري هو عبارة عن حالة مرضية نادرة الحدوث ن ولذلك ؛ لم يتوصل العلماء حتى الان إلى السبب الرئيسي لحدوث الإصابة ، وكن قد أشارت الأبحاث والدراسات العلمية إلى أن الفئات المعرضة إلى أكثر إلى تطور تلك الحالة المرضية ، قد تكون ما يلي [2] :
-عامل الوراثة ، ووجود أي من
أفراد العائلة
المُصابين باضطراب المزاج الدوري أو أي اضطرابات أخرى مثل الاضطراب ثنائي القطب أو الاكتئاب الشديد جدًا .
-الكتمان الدائم للمشاعر وعدم الإفصاح عن مشاعر الحزن والفرح إما خوفًا من العقاب أو رغبة في عدم إخبار الاخرين في يجول في خاطره من مشاعر سواء سعادة أو حزن ؛ وهذا ما يجعله فيما بعد غير قادرًا على التعبير عن مشاعره بشكل معتدل ومن ثم إعطاء الأحداث رد فعل مبالغ به ، لأن الكتمان الدائم للمشاعر قد يُولد الانفجار النفسي ومن ثم الإصابة بدوروية المزاج .
-الإصابة بالاكتئاب مع عدم علاج المريض بالخطة العلاجية النفسية و
العقاقير الطبية
المناسبة ؛ قد يؤدي إلى إصابته بهذه الحالة المرضية ، ولكن يُذكر أن هذا الاضطراب الجوري المزاجي الذي قد يوصف بأنه هوس خفيف ليس بالضرورة أن يحدث لكل مرضى الاكتئاب .
-التعرض إلى الاضطهاد النفسي أو البدني في مرحلة الطفولة أو المراهقة سواء على أيدي الأهل أو الغرباء من أدعى أسباب تور حالة دوروية المزاج والتي قد تحول لاحقًا إلى اضطراب ثنائي القطب .
-المرور بتجارب صعبة ومؤلمة وصدمات قوية مثل فقدان الأهل أو أحدث الأصدقاء أو مشاهدة حوادث مُفجعة ؛ قد يؤثر سلبيًا على الاتزان النفسي لدى الإنسان ومن ثم يُصاب إما بالاكتئاب أو باضطراب المزاج الدوري .
-بعض الجنود الذين يخوضون حروب قوية ويعرضون إلى أحداث مفجعة تفقدهم أقرانهم قد يُصابوا بدوروية المزاج إذا لم يحصلوا على الدعم المعنوي والنفسي فورًا .
علاج اضطراب المزاج الدوري
هناك أكثر من خطة علاجية ونفسية يُمكن الاعتماد عليا من أجل التغلب على حالة اضطراب المزاج الدوري ؛ حتى يحول الطيب دون تطور وتحول الحالة المرضية إلى اضطراب ثنائي القطب وحالات هوس شديدة ، وتشمل هذه الخطط العلاجية ، ما يلي :
العقاقير الطبية العلاجية
لا يوجد حتى الان عقاقير علاجية مُحددة يُمكن الاعتماد عليها من أجل علاج دوروية المزاج ؛ وإنما يُمكن الاعتماد على استخدام الأدوية المضادة للذهان والأدوية المضادة للتشنجات والاختلاج مثل أدوية الليثيوم ، ولا سيما أن
مضادات الاكتئاب
لا تجدي مع مرضى دوروية المزاج .
العلاج الطبي النفسي والسلوكي
كما يتم الاعتماد على أكثر من خط سير علاجي نفسي لمنع تطور حالة اضطراب المزاج الدوري ، مثل :
العلاج السلوكي المعرفي
: حيث يتم عبر هذا العلاج بالحرص على تغيير المفاهيم والمعتقدات المترسخة في ذهن المريض ومساعدته على أن يتخطى أي موقف يتعرض له بأعلى قدر ممكن من الاتزان النفسي والتخلص من رد الفعل المبالغ به ومحاولة طرد
الأفكار السلبية
وانعدام تقدير الذات من رأسه واستبدالها بالمعاني والأفكار الإيجابية .
العلاج الاجتماعي والشخصي : أما العلاج الشخصي والاجتماعي ؛ فهو الذي يُركز على إعادة تأهيل الإنسان للانغماس في المجتمع والتخلص من الرغبة الدائمة في الانعزال والبكاء وضبط وتيرته العصبية والاندفاع في المشاعرة وعدم الاستقرار النفسي والعاطفي الدائم الذي يُعاني منه .
العلاج النفسي الجدلي : كما أن العلاج الجدلي والذي يُساعد المريض على أن يُعمل عقله دائمًا ويكون أكثر وعيًا وذو قدرة على تنظيم يومه وحياته وردود فعله وأولوياته يُعد من أهم أنواع العلاج النفسي أيضًا التي تُساعد المُصاب على التغلب سريعًا على حالة دوروية المزاج .
ويُذكر أن قدرة
الطبيب
او المعالج النفسي على التنبؤ مُبكرًا بإصابة الشخص بدوروية المزاج ؛ تُعد من أهم الأسباب التي تُساعد على عدم تطور الحالة المرضية إلى اضطرابات نفسية أخطر ، بل تُساعد على أن تُعيد هذا الإنسان إلى حياته الطبيعية الخالية من أي اضطراب مزاجي أو نفسي خلال فترة زمنية قصيرة وبشكل أسهر كثيرًا عن اكتشاف الحالة متأخرًا .