المهارات الاستقلالية لذوي الاحتياجات الخاصة
تُعد المهارات الاجتماعية السلوكية والاستقلالية هي أكثر ما يسعى أهالي ومعلمي الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة إلى تعليمها إلى الأطفال ؛ حتى يكونوا قادرين قدر الإمكان على ممارسة بعض
المهارات الحياتية
والاجتماعية الأساسية بأنفسهم دون الحاجة إلى الاعتماد على الاخرين .
أنواع المهارات الحياتية والاستقلالية
هناك عدد كبير جدًا من أنواع المهارات الحياتية الأساسية والاستقلالية التي يجب تعليمها إلى الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة ، كما يلي [1] :
المهارات الاجتماعية
وهي تضم ثلاثة أنواع فرعية من المهارات ، مثل :
- المهارات الاجتماعية الأساسية .
- العلاقات الشخصية .
-
التقاليد الاجتماعية
.
المهارات اليومية
وهي تضم أيضًا ثلاثة أقسام ، هي :
- الأنشطة اليومية .
- العناية الصحية والشخصية بالنفس .
- المهارات الاستقلالية وتحمل المسؤولية .
أمثلة على المهارات الاستقلالية
المهارات الاستقلالية هي المهارات التي ينبغي على كل شخص أن يقوم بها بنفسه دون الاستعانة بأي شخص اخر سواء الوالدين أو المعلم أو الإخوة ، ومن أهم الأمثلة على تلك المهارات الاستقلالية ، ما يلي :
- القدرة على تناول الطعام دون مساعدة .
- القدرة على ملء أكواب المياه وشربها دون مساعدة .
- القدرة على ارتداء وخلع الملابس والأحذية دون مساعدة .
-
قضاء الحاجة و
النظافة الشخصية
دون مُساعدة . - إعداد الحقائب المدرسية بأنفسهم .
أفكار تعليم المهارات الاستقلالية
هناك مجموعة من الأفكار التي يُمكن من خلالها تعليم ذوي الاحتياجات الخاصة أهم المهارات الاستقلالية ، ومن أهمها ، ما يلي [2] :
مكافأة الطفل عن تنفيذ المهارة
يُعد التعامل بأسلوب المكافأة أحد أهم العوامل التي تدفع
الطفل
إلى تنفيذ بعض المهارات الهامة والحياتية بحماس وإقبال ، وبالتالي ، إذا كنت تُريد تعليم طفلك أي مهارة جديدة ، فعليك أن تعرف أكثر ما يُحبه طفلك ، وتعده بالحصول على مكافأة إذا ما تمكن من تنفيذ تلك المهمة بنجاح مثل أن تجه مثلًا إلى تناول وجبة الطعام خاصته بمفرده وبطريقة صحيحة حتى يحصل على اللعبة التي يُفضلها وهكذا .
التسلسل في تنفيذ المهمة
ووهو تقسيم المهمة الواحدة إلى أكثر من جزء كما هو الحال في
استراتيجية تحليل المهام
، وقد يتم تنفيذ تلك الفكرة بأحد الطرق التالية :
التسلسل إلى الأمام
وهو يعني بتقسيم المهمة إلى مجموعة من الخطوات ثم البدء بالخطوة الأولى والبسيطة ثم الانتقال إلى جزء أكثر صعوبة وهكذا ؛ حتى يُتقن الطفل تنفيذ تلك المهمة ، ويُذكر أن هذه المهمة تُساعد على تهيئة وإعداد الطفل بدنيًا وذهنيًا جيدًا قبل الوصول إلى الجزء الأخير في المهمة والذي دائمًا ما يكون أكثر صعوبة .
التسلسل إلى الوراء
وهي على النقيض من التسلسل إلى الأمام ؛ حيث يتم البدء بالتدريب على تنفيذ الخطوة الأخيرة أولًا من المهمة حتى يُتقنها الطفل تمامًا ، ثم الانتقال إلى الخطوة قبل الأخيرة وهكذا ، وتُعد هذه الطريقة من الطرق المشوقة والمسلية والتي يفضلها بعض الأطفال لأنها تُعطيهم شعور بالقدرة على إتمام المهمة بنجاح ، وبالتالي ؛ يترسخ في أذهانهم أنهم قادرون بالفعل على تنفيذ كل خطوات المهمة الأخرى باقتدار وسهولة .
التعليم بالتكرار
كما أن التكرار يُعد أهم أهم الأفكار الإيجابية التي يُمكن من خلالها تعليم الطفل خطوات تنفيذ كل مهمة من المهام بشكل أكثر قدرة وسهولة ، حيث قد أشار خبراء الرعاية الذاتية إلى أنه من أدعى أسباب تعلم أي مهارة هو الحرص على تكرارها بشكل يومي ؛ حيث قد تكون في البداية صعبة نوعًا ما ولكن مع استمرار تنفيذها بشكل يومي ؛ يُصبح تنفيذها سهلًا ويسيرًا على الأطفال .
وبالتالي ؛ يجب أن يحرص متخصص رعاية الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة والوالدين على إتاحة الفرصة لأطفالهم على ممارسة وتنفيذ أهم المهارات الاستقلالية بشكل يومي من أجل إتقانها تمامًا ، وتُعد هذه الطريقة هي أحد أنجح طرق تعليم المهارات الاستقلالية .
التعليم بالثناء
كما أن فكرة إكساب الطفل المهارات الاستقلالية عبر التقدير والثناء هي أحد أنجح
طرق تعليم الطفل
أيضًا ؛ وهو يُعني أن يقوم المعلم أو الوالد بالثناء على أي مهمة أو خطوة يقوم بها الطفل وإعطائه الثقة بنفسه حتى وإن لم يقوم بتنفيذها بشكل صحيح بنسبة مائة بالمائة ، وينطبق ذلك على أي مهارة يكون بها الطفل سواء التي يتم تدريبه عليها أو أي مهمة اخرى مُفيدة له ، وعلى سبيل المثال ؛ إذا قام الطفل بالإمساك بالمشط وقام بتمشيط شعره بنفسه ؛ فهنا عليك أن تُثنى ثناءً حسنًا على هذا الفعل ، لأن هذا الأمر يُشجع الطفل على تنفيذ العديد من المهارات الأخرى المفيدة .
التعليم بالتدريج
من الخطأ أن يبدأ تعليم الطفل في البداية بمهام صعبة ، وإنما من الصحيح أن يبدأ تعليمه بعض المهارات البسيطة ، ثم الانتقال إلى مهارات أقل سهولة ثم مهارات صعبة ثم مهارات أكثر صعوبة وهكذا ، بأن يبدأ الأمر بتوجيه الطفل على سبيل المثل إلى الضغط على بعض الأزرار ، ثم إلى تمشيط شعره ، ثم إلى شرب المياه بمفرده ، ثم ارتداء ملابسه ، وهكذا .
التطبيق العملي
العديد من الأشخاص لا يُمكنهم إتقان أي مهمة وخصوصًا
ذوي الاحتياجات الخاصة
المتعلقة بالإعاقات البدنية إلا عند تنفيذها في بيئة مُحددة، حيث لن يُمكنه أن يوجه تركيزه البدني على المشي مثلًا إلا إذا تواجد في الشارع أو النادي ، ولا يُمكنه تكييف ذهنه على أداء مهمة التقاط الأشياء لأصحاب إعاقة الأطراف العلوية مثلًا إلا إذا تم وضعه في موقف يُحتم عليه القيام بذلك وهكذا ، مما يُوضح أن التطبيق العملي والتكيف أحد أهم عوامل إكساب ذوي الاحتياجات الخاصة أهم المهارات الاستقلالية التي يحتاجون إليها .
كما يجب أن يتم توفير مجموعة من المعدات والأدوات التي تُساعد الطفل على تنفيذ تلك المهمة أولًا ، ثم البدء في تقليل تلك الأدوات شيئًا فشيئًا إلى أن يتمكن الطفل من تنفيذ المهمة دون وسائل مُساعدة من الاخرين أو الأدوات المادية والحسية .
التعليم في مجموعة
تدريب الأطفال في مجموعة وخصوصًا من أصحاب نفس نوع الإعاقة في بعض الأحيان ؛ قد يكون عاملًا مُساعدًا على تشجيع الطفل على الإنخراط مع أقرانه والعمل على اكتساب القدرة على تنفيذ المهمة في جو ودود وهادئ وتعاوني بين الأطفال وبعضهم البعض ، ولكن يجب الرجوع إلى المتخصص في علاج الطفل أولًا لتقرير ما إذا كان التواجد في مجموعة يُناسب حالة الطفل أم لا .
والجدير بالذكر أن العديد من المدارس الفكرية ومراكز ذوي الاحتياجات الخاصة في العديد من البلدان المتقدمة والنامية ؛ أصبحت تعتمد على تطبيق مفاهيم وخطوات
الاستراتيجيات الحديثة
الخاصة بتدريب الأطفال أصحاب الاحتياجات الخاصة على اختلاف طبيعة حالة كل منهم ؛ حتى يتمكنوا من اكتساب أهم المهارات الحياتية والاستقلالية والمهارات الاجتماعية والعناية الذاتية أيضًا بسهولة وخلال وقت قصير .
ومن جهة أخرى ؛ أشار بعض خبراء التنمية الذاتية أيضًا إلى أنه من المهم أن يتم إرشاد الاباء إلى
طريقة تدريب الأطفال
في المنزل على تنفيذ المهام المختلفة بتسلسل صحيح ؛ لأن ذلك من شأنه أن يرفع من درجة تركيز الطفل ومن قدرته على تنفيذ تلك المهام بسهولة .