استراتيجية تحليل المهام

لا شك أن الاستراتيجيات الحديثة في مجال

التعليم

وتنمية المهارات قد ساعدت كثيرًا على تذليل العديد من الصعاب التي تواجه بعض المتعلمين وخصوصًا الأشخاص الذين يُعانون من صعوبات التعلم ، ولا سيما أن هذه الوسائل التعليمية تُساعد على تنمية أهم المهارات التي لا يُمكن الاستغناء عنها لدى الأفراد أصحاب

التأخر الفكري

والذهني خصوصًا ، ومن أهم هذه الاستراتيجيات هي استراتيجية تحليل المهام .

ماهي استراتيجيات التعليم

دائمًا ما نجد أن

الوسائل التعليمية

في المراحل الابتدائية قائمة على تعلم المهارات عبر الأنشطة المختلفة ، في حين أن الوسائل التعليمية في المراحل الثانوية تهدف فقط إلى الاهتمام بالمحتوى التعليمي بغض النظر عن تنمية المهارات ، الأمر الذي يجعل الطلاب عند التحاقهم بالجامعة غير قادرين على تفعيل التواصل بين ما يتعلمونه وما يحتاج إليه سوق العمل من مهارات .

ونظرًا إلى تلك الفجوة السلبية في العملية التعليمية ، أصبح هناك اعتماد كبير على استخدام

استراتيجيات

تعليمية في كل المراحل التعليمية تعمل على تنمية كل المهارات لدى الطالب طوال سنواته الدراسية بما فيها الدراسة الثانوية والجامعية ، في هذا الصدد قام عدد كبير من الخبراء بتحديد مجموعة من الطرائق والأساليب الجديدة التي يتم اتباعها في الدول المتقدمة علميًا من أجل إعداد الطالب علميً ونفسيًا واجتماعيًا وعلميًا وتقديم

شخصيات ناجحة

ذات وجود مؤثر بشكل إيجابي داخل المجتمع [1] .

استراتيجية تحليل المهام

استراتيجية تحليل المهام والمفاهيم تُعد من هم وأشهر الاستراتيجيات التي يُمكن من خلالها مُساعدة الأطفال الذين يجدون

صعوبة في التعلم

على تحليل المعلومات والمهام بشكل أكثر سهولة حتى يكون قادرًا على تعلمها وفهمها بشكل أفضل وأسهل وخلال وقت قصير أيضًا ، ولا سيما أن تلك الاستراتيجية يتم تطبيقها بكل أساسي في المدارس الفكرية من أجل العمل على تأهيل الأطفال أصحاب صعوبات التعلم .

تعريف المهمة

المقصود بالمهمة التي يتم تحليلها وتقسيمها إلى أكثر من جزء وتدريب الطفل على القيام بها في ظل هذه الاستراتيجية هي كافة المهام المتعلقة بالتناسق العضلي العصبي والحركة والأنشطة المتعلقة باستخدام عضلات الجسم الكبيرة والصغيرة بشكل متناسق من أجل الوصول إلى هدف مُحدد ، منها المشي ، ارتداء الملابس ،

الإمساك بالقلم

والكتابة ، وغيرهم .

خطوات تنفيذ استراتيجية تحليل المهام

يُمكن تنفيذ هذه الاستراتيجية عبر مجموعة من الخطوات الهامة على النحو التالي :

  • يجب مراقبة كافة الأخطاء التي يقع فيها الطفل بشكل دقيق ومن ثم تحديدها في صورة نقاط وأولويات .
  • وضع الهدف الخاص والخطة التي سوف يتم اتباعها من أجل إصلاح كل خطأ يقع به الطفل .
  • تجزئة كل مهمة يتم تعليمها للطالب إلى عدة مهام ، أي تقسيم كل مهمة إلى أكثر من جزء ومساعدة الطالب على تنفيذ كل منهما بشكل متتالي .
  • يجب اتباع التسلسل المناسب عند تعليم الطفل أحد هذه المهام ، حيث يتم البدء من الأقسام السهلة وصولًا إلى الأجزاء الصعبة .

إرشادات استراتيجية تحليل المهام

هناك مجموعة من الإرشادات التي يجب أخذها في الاعتبار من أجل تطبيق تلك الاستراتيجية بنجاح [2] ، وهي :

  • عند طرح مهمة جديدة على الأطفال من أجل البدء في تنفيذها ، يجب إظهار مد يد العون للطالب في البداية حتى يُقدم على البدء في تنفيذ المهمة ، ويجب أيضًا البدء في وضع

    الوسائل التحفيزية

    لتشجيع جميع الطلاب على المشاركة في تنفيذ المهمة بحماس دون إجبار .
  • عند طرح المهمة ؛ يجب ملاحظة الأطفال الذين سوف يقبلون عليها فورًا من تلقاء أنفسهم لتحديد نوعية الاستجابات الذهنية والنفسية لديهم .
  • يجب على المعلم أن يراقب تنفيذ هذه الاستراتيجية بدقة ؛ حتى يتم تنفيذها عبر التسلسل الصحيح ، لأن الإخلال بترتيب أقسام المهمة قد يأتي بنتيجة عكسية وخصوصًا إذا قام الطالب بالبدء في الأجزاء الصعبة من المهمة أولًا لأنها تُفقده القدرة على استكمال باقي الأجزاء .
  • بعض المعلمين قد يقوموا باختصار أجزاء وأقسام المهمة نظرًا إلى ضيق

    الوقت

    ، وهو امر خاطئ تمامًا لا يؤدي إلى الحصول على نتيجة مُثمرة ؛ وإنما قد يؤدي إلى إلى فقدان الطالب إيمانه بقدرته على إتمام المهمة نتيجة عدم وضع التدريج المناسب للتقدم في أجزاء المهام .

أهمية استراتيجية تحليل المهام

هناك عدد هائل من الفوائد التي تنتج عن تطبيق هذه الاستراتيجية لدى أصحاب صعوبات التعلم [3] ، ومنها ما يلي :

-تُركز بشكل أساسي على ظاهرتي التعميم والتداخل ، حيث أن بعض الأطفال يخلطون خطئًا بين مهمة والأخرى نتيجة وجود وجه تشابه نوعًا ما فيما بينهما ، وبالتالي ؛ فإن التزام هذه النظرية بالانتباه إلى ظاهرة التعميم يمنع الخلط الخاطئ بين المهام المختلفة ، كما أن الانتباه أيضًا إلى ظاهرة التداخل يمنع حدوث خلط في ذهن الطالب بين المهام القديمة والمهام الجديدة .

-كما أن هذه الاستراتيجية أيضًا تُساعد على قياس عدد كبير من سمات الشخصية لدى الطفل ، مثل ( معدل التناسق العصبي العضلي لدى الطفل ، السرعة في تنفيذ المهام ، الدقة في التنفيذ ، الوقت المستغرق لتنفيذ كل مهمة ، قدرة الطالب على إنجاز المهام من خلال تعرضه إلى ظروف تنفيذ مختلفة مثل إتمام بعض المهارات في المنزل وأخرى في المدرسة وهكذا ) ؛ وهذا يُشير بشكل قاطع إلى أن الاستراتيجية تُساعد على اكتشاف مواطن القوة في شخصية الطفل وتنميتها إلى جانب اكتشاف نقاط الضعف لديه ومحاولة التغلب عليها قدر الإمكان وبشكل تدريجي أيضًا .

-من خلال إتمام تطبيق الاستراتيجية بشكل صحيح ؛ وتدريب الطالب على تنفيذ مهام مختلفة بنجاح ، يُمكن هنا الانتقال إلى مرحلة أخرى يتم بها تدريب الطفل على مهام أكثر صعوبة ، وبالتالي ؛ يكون الطفل في نهاية الأمر قادرًا على تنفيذ عدد هائل من المهارات الحياتية الأساسية المختلفة بسهولة ودون صعوبات تعلم .

تطبيق استراتيجية تحليل المهام في الرياضيات

يُمكن عرض مثال على تنفيذ الاستراتيجية في مادة الرياضيات عبر الخطوات التالية :

-يقوم المعلم بعرض المهمة الأساسية على السبورة ، وعلى سبيل المثال جمع عددين كل منهما مكون من رقمين .

-ثم يقوم المعلم بتقسيم المهمة إلى أجزاء مُحددة ؛ مثل أن يقوم مثلًا بإرشاد الطلاب إلى ( تحديد خانة الاحاد ، تحديد خانة العشرات ، جمع أول رقمين ووضع الناتج أسفلهم ، جمع ثاني رقمين ووضع الناتج أسفلهم )

-وبعد ذلك ؛ يتم إعطاء كل تلميذ مسألة يُمكن من خلالها جمع عددين معًا ، ويُفضل أن تكون أعداد أولية بسيطة خالية من التعقيد وخصوصًا إذا كانت تلك المرة الأولى لتعليم التلاميذ جمع عددين معًا .

-ويجب على المعلم أن يقوم بملاحظة التلاميذ أثناء قيام كل منهم بحل المسألة الحسابية بمفرده من أجل التأكد ما إذا كان كل طالب يتبع الطريقة السليمة والتسلسل الصحيح في حل المسألة أم لا ، وعند إتمام تعلم هذه المهارة ، يتم التدريب على مهمة جمع ثلاثة أرقام وهكذا .

-كما يُمكن تعميم تلك النظرية التعليمية فيما بعد على كل دروس مادة الرياضيات ودروس المواد الأخرى من أجل الوصول بالطالب إلى أعلى مستوى من القدرة على إتمام المهام المختلفة بنجاح ولا سيما في

مراحل التعليم

الأولى والابتدائية .