ما هو تحليل بروتين إنترلوكين Interleukin-6

في عالم الطب والتحاليل الطبية ؛ هناك عدد كبير جدًا من الاختبارات والفحوصات التي يُمكن من خلالها اكتشاف عدد جم من الحالات المرضية ولا سيما أن معظم التحاليل الطبية الكيميائية قائمة على قياس نسبة بعض المواد في الجسم ومقارنتها بالمراجع الخاصة بالنسب الطبيعية ، ومن ثم ؛ تقرير حالة المريض واتباع الخطة العلاجية المناسبة .

بروتين إنترلوكين 6

بروتين إنترلوكين Interleukin-6 أو المعروف اختصارًا باسم IL-6 هو عبارة عن بروتين طبيعي تنتجه الخلايا المختلفة بالجسم ، وهو يُساعد على تنظيم رد الفعل المناعي ، وبالتالي ؛ فهو دلالة هامة على وجود نشاط مرتفع في الجهاز المناعي ، حيث يرتفع البروتين في الجسم عن النسبة الطبيعية في حالة الالتهابات والعدوى وأمراض المناعة الذاتية واضطرابات القلب وبعض أنواع السرطان .

ويُعتبر Interleukin-6 هو واحدًا من مجموعة جزيئات كبيرة تعرف باسم السيتوكينز Cytokines وتلك الجزيئات لها وظائف متعددة في الجسم وخصوصًا في الجهاز المناعي ، حيث أنها تُساعد على التحكم في الاستجابة المناعية ، كما أنها تعتبر جزء من مراحل حدوث الالتهابات ، وهي تتضمن تنشيط المراحل المتسلسلة للاستجابة المناعية بالجسم .

كما يلعب بروتين إنترلوكين 6 دورًا هامًا أيضًا في تمييز الخلايا الدموية من نوع B ، ويعزز من إنتاج بروتينات الطور الحاد ، إلى جانب دوره في تنظيم درجة حرارة الجسم ، والحفاظ على صحة العظام ، وتعزيز وظائف المخ ، وعلى الرغم أنه بشكل أساسي يؤدي إلى زيادة البروتينات ؛ إلا أنه قد يكون في بعض الأحيان ذات تأثير مضاد لإنتاج البروتينات [1] .

اختبار Interleukin-6

هو عبارة عن اختبار يتم من خلاله تقدير نسبة بروتين إنترلوكين 6 في دم المريض ، حيث يعتمد هذا الاختبار على الحصول على عينة دم عادية من وريد المريض ، ومن ثَم يتم إجراء الاختبار عبر مجموعة من المحاليل والكيماويات المختلفة إلى جانب الاعتماد أيضًا على أجهزة قياس مُحددة من أجل الحصول على قيمة صحيحة للبروتين في الدم .

وفي بعض الأحيان ؛ قد يتم استخدام بعض سوائل الجسم الأخرى من أجل قياس نسبة Interleukin-6 مثل

السائل النخاعي

المخي Cerebrospinal fluid والسائل الزلالي المفصلي (synovial fluid) .

أسباب إجراء اختبار Interleukin-6

قد يطلب الطبيب إجراء اختبار قياس نسبة الـ Interleukin-6 من أجل تقييم حالة المريض خصوصًا إذا كان يُعاني من بعض الأمراض المرتبطة بالالتهابات الكبيرة في الجسم ، مثل المراحل المتأخرة من مرض السكري ، والتهابات المفاصل والعظام ، والتهاب المفاصل الروماتويدي ،

العدوى الفيروسية

أو البكتيرية ، تسمم الدم (الإنتان) ، الذئبة الحمراء ، وأمراض المناعة الذاتية الأخرى ، إلى جانب استخدامه أيضًا في حالات تقييم القلب والأوعية الدموية .

ونظرًا إلى أن تكلفة إجراء اختبار Interleukin-6 مرتفعة نوعًا ما ؛ فإن الطبيب يقوم بتوجيه المريض أولًا إلى إجراء الاختبار الأكثر شيوعًا لقياس نسبة الالتهابات في الجسم وهو البروتين النشط سي C reactive protein الذي يتم إنتاجه في الكبد بمعدل مرتفع في حالات الالتهابات ، وإذا أشارت النتائج إلى ارتفاع نسبة البروتين النشط بشكل كبير ؛ فإن الطبيب قد يوجه المريض في هذه الحالة إلى إجراء اختبار بروتين انترلوكين 6 للتثبت من الحالة المرضية إلى جانب إجراء عدد من الاختبارات الطبية الأخرى أيضًا وفقًا لما تقتضيه الحالة المرضية .

النسبة الطبيعية لـ Interleukin-6

النسبة الطبيعية وفقًا للمراجع العالمية التي قد أقرتها منظمة الصحة العالمية هي أن تكون قيمة بروتين Interleukin-6 في الدم أقل من أو تساوي 1.8 بيكو جرام / مل ، أما إذا زادت نسبة البروتين عن هذا الحد ؛ فإن ذلك قد يُنذر بحالة مرضية تتطلب التدخل الطبي العلاجي .

تفسير نتائج اختبار Interleukin-6

في الوضع الطبيعي ؛ فإن نسبة بروتين انترلوكين 6 تكون منخفضة جدًا وقد لا تتمكن أجهزة القياس من تحديدها (not detected) ، أما إذا أشارت النتائج إلى ارتفاع نسبة هذا البروتين في دم المريض ؛ فقد يكون ذلك ناتجًا عن أحد الأسباب المرضية التالية :

  • التهاب المفاصل الروماتويدي .

  • الذئبة الحمراء

    .
  • مختلف أمراض المناعة الذاتية .
  • العدوى .
  • تسمم الدم .
  • السكر .
  • السكتة الدماغية .
  • أمراض القلب والشرايين .
  • السرطان .

وهنا سوف يقوم الطبيب باتخاذ الإجراءات اللازمة تجاه المريض من أجل التغلب على الحالة المرضية قبل أن تتطور أو اتباع الخطط العلاجية الإسعافية الصحيحة إذا كانت الحالة المرضية متأخرة بالفعل .

فوائد أخرى لاختبار Interleukin-6

لا يزال البحث العلمي قائمًا بواسطة عدد ليس بالقليل من العلماء والباحثين من أجل التوصل إلى وظائف أخرى طبيعية لهذا البروتين وبروتينات السيتوكينات عمومًا داخل الجهاز المناعي وارتباط كل نسبة من نسب البروتين في الدم بمختلف الحالات الصحية والأمراض ، والتثبت هل هذا البروتين بالفعل يُساعد على تطور المرض وتفاقم الحالة المرضية أم أنه مجرد رد فعل طبيعي من الجسم عند التعرض إلى حالات مرضية مُحددة ، وقد يُساعد ذلك على تشخيص الأمراض وعلاجها ومتابعة الحالة المرضية وقياس مدى تطورها وغيرها من الفوائد الأخرى المنتظرة والمتعلقة بنتائج تلك

الأبحاث العلمية

المتعمقة حول بروتين IL 6 والسيتوكينات عمومًا .

احتياطات إجراء اختبار بروتين انترلوكين 6

-عند أخذ عينة الدم من ذراع المريض بهدف إجراء اختبار بروتين إنترلوكين (Interleukin-6) يتم وضعها في أنبوبة محتوية على مانع التجلط EDTA ؛ ولا بُد أن يتم وضع العينة في جهاز الطرد المركزي فورًا ، حيث يتم وضع العينة داخل

جهاز الطرد المركزي

على سرعة 1500 لفة في الدقيقة لمدة 10 دقائق .

-ومن ثم فصل البلازما الناتجة أعلى الأنبوبة عن باقي مكونات الدم خلال 30 دقيقة على الأكثر ، ويتم وضع العينة في الفريز فورًا أو وضعها في

الثلاجة

؛ حيث يُمكن حفظ العينة في الثلاجة لفترة زمنية أقصاها 24 ساعة قبل إجراء التحليل ، وعند مرور 24 ساعة على العينة بالثلاجة ولم يتم إجراء التحليل بعد ؛ فيجب وضعها هنا في المجمد ، ولا يُمكن بأي حال من الأحوال حفظ العينة في درجة حرارة الغرفة حتى وإن كان ذلك لدقائق معدودة .

-لا يُمكن إجراء تحليل بروتين إنترلوكين (Interleukin-6) على العينة الدهنية في حين أنه يُمكن إجرائه على العينة إذا كان بها نسبة تحلل دموي Hemolysis أو إذا كانت نسبة الصفراء مرتفعة بالعينة icterus دون التأثير سلبيًا على نتائج الاختبار .

-يُمكن أن يتم حفظ عينة البلازما إيديتا Plasma EDTA في المجمد من أجل إجراء الاختبار في أي وقت لمدة أقصاها 21 يومًا .

-من الإجراءات الوقائية الهامة أن يتم تطهير يدي الطبيب المتخصص في سحب عينة الدم ، وأن يتم تطهير مكان سحب العينة من ذراع المريض أيضًا باستخدام الكحول الإيثيلي بنسبة 70 % وترك مكان السحب حتى يجف قبل إدخال الإبرة .

-عند سحب العينة في المنزل ؛ لا بُد من حفظها في الثلاجة أو المجمد إلى حين إرسالها إلى المختبر لإجراء الفحص .

-لا ينبغي للمريض أن يفسر نتيجة الاختبار بنفسه ؛ وإنما إذا كان نتائج الاختبار تشير إلى ارتفاع نسبة بروتين إنترلوكين (Interleukin-6) في الدم بمعدل يتخطى الـ 1.8 بيكور جرام في المللي الواحد من الدم ؛ فهنا لا بُد من العودة إلى

الطبيب

حتى يُقرر الطريقة الصحيحة للتغلب على الحالة المرضية التي يُعاني منها المريض [2] .