شرح استراتيجية بائع الكلمات
طرائق التعليم الحديثة أصبحت هي العامل الأساسي في مضاعفة معدل استفادة الطلاب من السنوات الدراسية ، ولا سيما أن الأجيال السابقة قد عانت بشكل كبير من دراسة مواد وحفظ معلومات ضخمة من أجل النجاح في الامتحانات ثم الاصطدام بمتطلبات سوق العمل غير المتوفرة لديهم بعد التخرج ، وفي هذا الصدد اتجهت المملكة والعديد من الدول الأخرى إلى استخدام أحدث وأهم وأفضل طرائق واستراتيجيات التعليم الحديثة لرأب هذا الصدع .
الاستراتيجية التعليمية
مفهوم الاستراتيجية يُعني رسم الخطة الممنهجة التي تعتمد على مجموعة من المعطيات والفروض المُجربة ومن ثم انتظار مجموعة من النتائج المُحددة أيضًا ، ولا ينطبق الفكر الاستراتيجي على مجال دون الاخر ، وإنما هو مفهوم يُمكن تعميمه على كافة العلوم وكافة مجالات الحياة أيضًا ، ولأن التعليم هو العامل الأساسي والحاسم في معدل تقدم وازدهار وتفوق الدول ؛ فإن الغالبية العظمى من المكفرين يُلقون بكامل اهتمامهم على اكتشاف النظريات والاستراتيجيات التربوية والتعليمية التي يُمكن من خلالها التخلي عن الطرق التقليدية العقيمة في تعليم وتربية النشء الحديث .
أهمية طرائق التعليم الحديثة
هناك عدد لا نهائي من فوائد تطبيق طرائق واستراتيجيات التعليم الحديثة [1] ، مثل :
-تُساعد في تغيير الشكل التقليدي والمتعارف عليه منذ عشرات السنين لشكل الصف المدرسي وطريقة إدارة الشرح أثناء الحصة الدراسية .
-تُركز على تنمية كل من الجانب المعرفي والجانب الإدراكي معًا بشكل متوازي ومتوازن بدلًا من تنمية جانب المعرفة فقط والإبقاء على الجانب الفكري والمهاري دون تنمية أو تطوير .
-كافة الاستراتيجيات التعليمية الحديثة تُساعد على خلق جو من التفاعل الديناميكي الفعال داخل الفصل وتعزز من دور ومشاركة الطالب في سير العملية التعليمية بشكل أكبر .
-جميع الاستراتيجيات والنظريات التعليمية الحديثة دون استثناء ؛ تستنكر الشكل التقليدي للعملية التعليمية القائم على أن يكون الطالب مُتلقي فقط لكم هائل من المعلومات التي قد تُطلعه على بعض الأحداث والموضوعات ولا تُحقق الفائدة الحقيقة المرجوة من العملية التعليمية .
-كما أن تطبيق تلك الاستراتيجيات قد ساعد بشكل كبير جدًا على أن تكون بيئة العملية التعليمية بيئة مرحة ومُحببة إلى التلميذ وخالية من الضغط العصبي والخوف من الإخفاق في الإجابة والتعرض إلى العقاب أو تقليص الدرجات وغيرها من مساوئ وعيوب النظام العام التقليدي للتعليم .
استراتيجية بائع الكلمات
ومن ضمن الاستراتيجيات التعليمية الجديدة والمميزة ؛ فإن استراتيجية بائع الكلمات تعتبر واحدة من أجمل وأفضل الاستراتيجيات التي قد ساعدت بالفعل على خلق روح من المتعة والمشاركة والتعاون والاستمتاع بالعملية التعليمية بين الطلاب وبعضهم البعض ، حيث أنها تقوم على فكرة توزيع بعض الملصقات التي تحمل مجموعة من الكلمات على التلاميذ ثم طرح بعض الأسئلة وعلى الطالب الذي يوجد لديه الملصق المحتوي على الإجابة الصحيحة أن يتنبأ بذلك .
تطبيق استراتيجية بائع الكلمات
إن تطبيق استراتيجية بائع الكلمات أمر سهل جدًا ولا يسترق وقت أو جهد طويل ، حيث أنها تتم عبر الخطوات التالية :
-في البداية ؛ يقوم المعلم بتكوين مجموعة من الأسئلة التي تكون إجابتها في كلمة واحدة ، ومن ثم القيام بكتابة هذه الإجابات على ملصقات ووضعها في صندوق .
-هذا الصندوق يكون من الكرتون ذو حجم متوسط نسبيًا ويكون له حامل خاص يُمكن لأحد الطلاب أن يحمله في عنقه كما لو كان بائعًا .
-وبعد إعداد الصندوق ومحتوياته ، يقوم المعلم أثناء الحصة بتكليف أحد التلاميذ بحمل هذا الصندوق والمرور على زملائه وتوزيع الملصقات الموجودة داخل الصندوق عليهم بشكل عشوائي .
-ويلي ذلك قيام المعلم بطرح الأسئلة المختلفة المتعلقة بالمصطلحات والكلمات المكتوبة على الملصقات ، وعلى الطالب أن يتمكن من اكتشاف أن إجابة السؤال الذي يطرحه المعلم موجودة على الملصق الموجود بحوزته .
-وإذا لم يتمكن الطلاب من التعرف على إجابة السؤال الذي يطرحه المعلم والخاص بأحد الملصقات ؛ على المعلم أن يقوم بتوضيح بعض المعلومات الإضافية حتى يتمكن الطلاب من التفكير والوصول إلى الإجابة .
مزايا استراتيجية بائع الكلمات
إن تطبيق استراتيجية بائع الكلمات داخل الصف يُساعد في الحصول على عدد كبير من المزايا والفوائد ، مثل :
-يُساعد على خلق جو من المرح والسعادة أثناء العملية التعليمية ولا سيما إذا تمكن المعلم من أن يدير هذه الاستراتيجية بذكاء وبطريقة مُحببة إلى التلاميذ .
-كما يُساعد أيضًا على عطاء الفرصة للطالب أن يقوم بالتفكير والتحليل لكل سؤال يطرحه المعلم حتى يتعرف على ما إذا كانت إجابة السؤال هي التي بحوزته أم لا ، وهذا بالطبع من شأنه أن يُنمي ملكة التفكير والتحليل والتركيز لدى الطالب .
-ومن جهة أخرى ؛ فإن هذه الاستراتيجية تُساعد على التعاون البناء بين الطالب والمعلم وتعزز من درجة مشاركة الطلاب في إبداء ارائهم في مختلف الأسئلة التي يطرحها المعلم .
عيوب استراتيجية بائع الكلمات
في حين ان البعض قد وجه بعض الانتقادات إلى استراتيجية بائع الكلمات ، مثل :
-التوزيع العشوائي للملصقات على التلاميذ قد لا يُساعد على حصول كل طالب على ملصق ، وبالتالي ؛ يكون متفرجًا وليس مشاركًا في الاستراتيجية أثناء تنفيذها .
-قد لا يتمكن المعلم عبر هذه الاستراتيجية من تحديد مدى قدرة الطالب على التوصل إلى الإجابة خصوصًا عندما يتشارك الطلاب في التفكير من أجل الوصول إلى الإجابة الصحيحة .
-كما أن البعض قد أشار إلى أن استراتيجية بائع الكلمات ليست استراتيجية مرنة ؛ حيث أنه يوجد بعض المواد الدراسية التي لا يُمكن تطبيق النظرية عليها ؛ في حين أن البعض يرى أن مهارة المعلم هي الفيصل في تحديد مدى جدوى تطبيق هذه النظرية التعليمية الحديثة في أي مادة .
-ويرى اخرون أيضًا أن التفكير الجماعي بين الطلاب وبعضهم البعض من أجل التوصل إلى الحل الصحيح قد لا يكون وسيلة جيدة لتقييم الطلاب من قِبل المعلم بشكل صحيح .
مثال على استراتيجية بائع الكلمات
وإليكم مثال على تطبيق استراتيجية بائع الكلمات في اللغة العربية :
-يقوم المعلم بكتابة بعض الكلمات والحروف على بعض الملصقات أو الأوراق الكرتونية مثل ( الام ، ياسمين ، الوئام ، الإخلاص ، التوحيد ، الأمل ، وغيرهم ) ، ووضعها داخل صندوق كرتوني أيضًا بحامل .
-يقوم المعلم بتوجيه أحد الطلاب إلى المرور على زملائه كالبائع وتوزيع هذه الملصقات عليهم كما لو كان بالفعل بائعًا .
-ويلي ذلك قيام المعلم بطرح بعض الأسئلة وعلى سبيل المثال ، ما هي الكلمة التي تحتوي على المد بالألف والمد بالياء ، وهنا تكون الإجابة على الملصق الذي يحمل كلمة ( ياسمين ) .
-وسؤال اخر مثل ، ما هي الكلمة التي تحتوي على همزة ومد ، وهنا تكون الإجابة هي ( الوئام ) ، وسؤال ؛ ما هي الكلمة التي تحتوي على حرف الواو وعلى مد بالياء فقط ، وهنا تكون الإجابة في كلمة ( التوحيد ) وهكذا .
-بعد أن تنتهي جميع الأسئلة الخاصة بالملصقات ، يقوم المدرس بتدريب الطلاب على طريقة نطق الحروف والمد والكلمات بطريقة صحيحة .
-ويُمكن تكرار ذلك على أي درس أو مادة من أجل ترسيخ المعلومات في ذهن الطالب بطريقة مسلية وممتعة .