تعريف الفلسفة التحليلية

مصطلح التحليل اعتاد العامة عل استخدامها بمعني فك الشيء لمعرفة الأجزاء الأولية التي تقوم بتركيبه، وفلسفة التحليل تقوم بتوضيح فهمنا لكل ما يحدث حولنا مثل الجمل، أو المعلومات عن طريق تحليل الكلمات الأولية .

معنى الفلسفة التحليلة

انطلق مصطلح الفلسفة التحليلية وبدأ تداولها خلال فترة القرن العشرين، وذلك مع ظهور تيار الفكر الفلسفي السياسي، الذي نشأ آنذاك، و بدأ تداولها مع أعمال الكُتاب و الفلاسفة أمثال: برتراند رسل و جورج إدوارد مور، وانتشر هذا المصطلح الفلسفي ببعض البلدان، يأتي على رأسها كل من: المملكة المتحدة، والولايات المتحدة الأمريكية، و كندا و استراليا، و أيضًا إيطاليا .

ولكن ماذا يعنى مصطلح الفلسفة التحليلية، وماذا يضم تحت طياته؟ّ، أو الأقسام التي تخرج من هذا المصطلح، و هل أحد أنواع الفلسفة، أم فكر و منهج معين، و لماذا ظهر فى هذا

التوقيت

؟، و من أبرز رواد تلك الفلسفة التحليلية؟، كل هذه التساؤلات سيتم الإجابة عليها خلال السطور التالية . [1]

ماهي فلسفة التحليل

فلسفة التحليل أو الفلسفة التحليلية هي نوع من أنواع مدارس الفلسفة، و تنصب على اللغة وتحليلاتها، حيث يتم التخلص من كل ما يشوب التعبيرات اللغوية من التباسات أو غموض أو خلط و زيف لبعض الأمور والحقائق .

مؤسسي علم الفلسفة التحليلية

و تلك المدرسة الفلسفية تُعد أكثر شيوعًا فى البلاد الناطقة باللغة الإنجليزية، و تعتبر تلك الفلسفة مميزة عن الموجودة بدول غرب أوروبا، لاعتمادها بشكل كبير على أفكار المؤسسين لتلك الفلسفة، و يأتي على رأسهم كلًا من الفيلسوف: جورج إدوراد مور، و برتراند رسل، و اللذان كان متأثران بأفكار الفيلسوف الألماني كوتلوب فرجه و مؤلفاته، و ذلك مع العديد من رواد الفلاسفة التحليليين من دول ألمانيا، و فرنسا و النمسا . [2]

تعريف الفلسفة التحليلية

و إذا تم تعريف بشكل دقيق ولغوى للفلسفة التحليلية، فنرى أن كلمة تحليل باللغة تُشير إلى الفك والفتح، حيث أنها تحليل تعنى حل، و حلل العقدة، أى انحلت و تم فك كل أجزاءها المركبة، أما فى الفلسفة فترمز إلى فك الموضوع وتحليله عن طريق البحث بمصادره أو عناصره الأولية، سواء كان هذا الموضوع عبارة عن قضية ما، أو فكرة معينة أو حتى مجموعة من العبارات باللغة .

فالفلسفة التحليلية تُعرف بأنها تحليل و توضيح مع إبراز الشيء الذي نوهم بأنه شيئًا غامضًا و لكنه يتم إبرازه بكل عناصره المختلفة بشكل تحليلي، و كل هذا نوعًا من الفلسفة المعاصرة، والتي تقوم على التحليل للعناصر .

كما أن الفلسفة التحليلية يمكن تعريفها على نحو آخر، بأنها تلك العملية التي يُراد من خلالها اكتشاف كل العناصر المختلفة التي تتعلق بموضوع ما، و ذلك بهدف تحقيق غرض معين، أي أن الغرض من هذا التحليل الفلسفي لأية موضوع هو توضيح الأمور

الغامضة

و توجيه الانتباه إليها، وتحليل الأشياء المُركبة إلى أجزاء متعددة يسهل فهمها و التعامل معها والخروج من خلالها بمجموعة من النظريات  .

كما أن فلاسفة هذا النوع من الفلسفة التحليلية يرون أن تحليل اللغة هو الأساس التي ترتكز عليه الفلسفة التحليلية، حيث تركز على الألفاظ والمعاني، فيقوم الفيلسوف التحليلي بدوره بتحويل

المعاني العميقة

والمختلفة إلى ألفاظ يمكن إدخالها فى سياقات متعددة يمكن التعامل معها بشكل واضح . [2]

ومع مرور الوقت، وبالأخص خلال سبعينيات القرن العشرين بدأ فلاسفة التحليل إلى البحث فى موضوعات ومشكلات من خلال المنهج التحليلي، حيث قاموا بفك و توضيح التشابكات المختلفة للسياقات التي تناقش التربية و يدور حولها الكثير من المجادلات .

فقام الفلاسفة بوضع الكثير من الدراسات و الأفكار مع بعض المعايير الموضوعية، من خلال البحث والدراسة فى المقولات التربوية، والمفاهيم التربوية بعدة مصطلحات المختلفة، حيث تم التركيز على مجموعة من المصطلحات، من أبرزها على سبيل المثال: الاهتمام، و إشباع الاحتياجات، و الرغبات، و النظام، و مفهوم التربية أيضًا .

خصائص الفلسفة التحليلية

تقوم الفلسفة التحليلية على أساس عاملان أساسيان، و هما المنطق و فلسفة اللغة، حيث تقوم على التفكير المنطقي اللغوي للفلسفة، و الذي تضمن مجموعة من التوجهات إلى نشأت مثل: الذرية المنطقية، و الوضعية المنطقية، و تجريبية المنطق، مع المنطقية، و فلسفة اللغة القانونية وفلسفة الدين، وفلسفة اللغة، و أيضًا فلسفة العقل و فلسفة السياسة، بالإضافة إلى

الميتافيزيقا

، و تلك التوجهات أو الأقسام تمثل فروع الفلسفة التحليلية .

مميزات الفلسفة التحليلية

تتميز الطريقة الفلسفية التحليلية بمجموعة من الميزات التي جعلتها رائدة بين

أنواع الفلسفة

المختلفة، حيث أصبحت بمثابة ثورة فى تاريخ الفكر الفلسفي ، حيث قامت بنقل الفلسفة من مجال الموضوعات و الأشياء بشكل عام، إلى التطور والبحث فى الألفاظ والعبارات، مع الخروج بدراسات تشمل المعاني و الأفكار و مجال الرياضيات أيضًا .

كما أن الفلسفة التحليلية أهم ما يميزها هو عدم وجود مبحث معين، أو محدد و مشترك بين الفلاسفة، حيث أن أبرز ما يجمع بين الفلاسفة هو منهج التحليل فقط، بالإضافة إلى أن فلاسفة التحليل يتميزون بالدقة و الوضوح، مع الاهتمام بفهم منطق اللغة .

التطبيقات التربوية للفلسفة التحليلية

خرج من منهج الفلسفة التحليلية مجموعة من التطبيقات، لعل من أبرزها هي النظرية التربوية، والتي بدأ فيلسوف التربية خلالها بتوضيح و تفسير المفاهيم والمصطلحات التي تستخدم بها، مع تحديد معانيها بشكل دقيق .

ثم تم الانتقال إلى النظرية لاستخراج الافتراضات والأدلة المختلفة للنظرية التي تستند عليها مع إثباتها بالحقائق الموجودة بالعلوم المختلفة، و تم قياس مدى قابليتها و قبولها مع المعتقدات الأخلاقية و الدينية، مع الأخذ بمدى التبريرات التي يمكن أن يتم وضعها بالنظرية . [1]

مذاهب الفلسفة التحليلية

تقوم مدرسة الفلسفة التحليلية على مجموعة من المعايير، لعل أبرزها هي الدقة والوضوح،  كما تقوم على التحليل المنطقي و اللغوي، و التطور عن المدارس الفلسفية التقليدية التي سبقتها، و تتعدد مدارس الفلسفة التحليلية لتشمل كلًا من :

المدرسة التجريبية المنطقية

هذه المدرسة أو الطريقة قام بتأسيسها (موريس شليك) وزملاؤه، و تم نسبها فيما بعد للفيلسوف أوجست كونت، وفي القرن العشرين أصبحت تم تعريفها باسم الفلسفة التحليلية، والتي تشير إلى دقة اللغة وتنظيم الرموز المستخدمة بها .

المدرسة الواقعية الجدلية

وتلك المدرسة أسسها العالم ( جورج مور )، في انجلترا،  و كان أول من فتح طريق التحليل الفلسفي المعاصر .