القراءة في عالم الحاسوب تقودك للتعرف على مصطلحات جديدة ، ولعل مصطلح ” الفضاء الإلكتروني ” هو المصطلح الأكثر تداولاً في عالم الحاسوب والشبكات والبرمجة ، فالفضاء الإلكتروني أو كما يطلق عليه ”

الفضاء السيبراني

” ، هو ذلك الوسط الذي يضم مجموعة ضخمة من الشبكات في مكان واحد .

تم إطلاق هذا المصطلح على مركز تجمع الشبكات للاتصال الإلكتروني ؛ حتى يسهل على خبراء البرمجة ودارسيها عملية التعلم ، فالمصطلحات دائماً ما تسهل عملية التواصل بشكل أكبر ، وتجعل عملية التعلم مبسطة بصورة أفضل ، اليوم نتعرف على مفهوم الفضاء الإلكتروني ، ومحتويات هذا الفضاء الافتراضي ، كما سنطلعك على سلبيات وإيجابيات هذا الفضاء ، وأبرز المخاطر التي قد يتعرض لها الفرد عند التعامل مع الفضاء الإلكتروني .

تعريف الفضاء الالكتروني الافتراضي

الفضاء الإلكتروني هو تلك المساحة التي تجتمع بها كل أنظمة الحاسوب ، ذلك المكان يشهد كافة عمليات التواصل الإلكتروني التي تحدث بصورة مستمرة ، داخل الفضاء الإلكتروني تجتمع عناصر متعددة ، فهذه المساحة تشمل مجموعة البيانات والمعلومات الخاصة بكل شبكة من شبكات الحاسوب ، كما يحتوي هذا الفضاء كذلك على أجهزة الحاسوب والأنظمة البرمجية المعقدة ، بالإضافة إلى المستخدمين .

ظهور مصطلح الفضاء الالكتروني

نجد أن مصطلح الفضاء الإلكتروني قد أصبح متداول بشكل أكبر مع نهاية القرن الماضي ، ففي فترة التسعينيات كان العمل على أنظمة الحاسوب و

الشبكات

والبرمجة أكثر نمواً ، وهذا ما استدعى إلى استخدام بعض المفاهيم العلمية والبرمجيات الثابتة ؛ من أجل مساعدة الخبراء في المناقشات العلمية التي تهدف إلى التطوير ، وكذلك من أجل مساعدة الدارسين لهذا العلم على تسهيل عملية التعلم عليهم بشكل أكبر .

يذكر أن مفهوم الفضاء الإلكتروني قد تم شرحه للمرة الأولى في رواية بيت الملائكة العنكبوتي ، ومنذ ذلك الحين أصبح استخدام مصطلح الفضاء الإلكتروني ، أو ” الفضاء السيبراني ” متداول على نطاق واسع في الوسط البرمجي ، والوسط التكنولوجي بشكل عام ، خاصةً مع التطور الذي يشهده العالم بالآونة الأخيرة ، ذلك التطور الذي يعتمد على الأجهزة الإلكترونية والتفاعلات الرقمية بشكل أكبر . [1]

محتويات الفضاء الالكتروني

يحتوي الفضاء الإلكتروني على 3 طبقات أساسية ، هذه الطبقات التي قام خبراء الحاسوب والبرمجة بتعريفها كالتالي

طبقة الفضاء الإلكتروني المادية

تلك الطبقة تحتوي على كل المعدات والأجهزة الملموسة ، مثل أجهزة الحاسب الآلي والكابلات التي تربط بينها ، بالإضافة إلى الأسلاك التي تسهم في عمليات الاتصال الإلكتروني بين أجهزة الحاسوب ، بالإضافة إلى كافة البرمجيات التي يتم الاعتماد عليها في عالم الحاسوب .

طبقة الفضاء الإلكتروني المنطقية

تلك الطبقة تعتمد على

لغات البرمجة

الخوارزمية ، فالإنسان لا يمكنه أن يتعامل مع الحاسوب باللغة البشرية ، بينما يقوم بالتعامل معها من خلال لغات البرمجة المختلفة ، تلك اللغات التي تمتلك مجموعة من الأكواد المتعددة ، التي تتألف من أرقام ورموز تمد الحاسوب بالأمر ، وما يقوم به الحاسوب هو تنفيذ الأمر الذي تم إدخاله إليه .

طبقة الفضاء الإلكتروني الإعلامية

هذه الطبقة هي الطبقة الخارجية الثالثة للفضاء الإلكتروني ، في هذه الطبقة يظهر وجود المستخدم ، فعلى سبيل المثال صورك الشخصية على مواقع التواصل الاجتماعي ، تعتبر أحد مكونات الطبقة الإعلامية ، ونفس الأمر ينطبق على

بريدك الإلكتروني

، أو أرقام هاتفك الجوال ، أو أي وسيلة تواصل تربطك شخصياً مع العالم الرقمي . [1]

ايجابيات الفضاء الالكتروني

يمتلك الفضاء الإلكتروني مجموعة من الإيجابيات ، فلم يتم الاعتماد على هذه المساحة الإلكترونية من دون منفعة ، لنتعرف سوياً على أهم مزايا الفضاء الإلكتروني .

التواصل مع العالم الخارج داخل نطاق واحد ، فالفضاء الإلكتروني يساعد في عملية التواصل الاجتماعي
فكافة وسائل التواصل التي تقوم بالتفاعل معها يومياً ، ما هي إلا جزء من الفضاء الإلكتروني ، وهذا ما يجعل العلاقات الاجتماعية أكثر قوة ، ويجعل العالم قرية واحدة .
يسهل الفضاء الإلكتروني عمليات البيع والشراء على مستوى العالم ،

مواقع البيع الإلكتروني

ما هي إلا جزءاً من عناصر هذا الفضاء .
إذ أصبح بإمكانك الشراء عبر الأنترنت بكل سهولة ، بدلاً من القيام بجولات التسوق المرهقة .
تسهيل عمليات الحجز الإلكتروني ، وذلك من خلال المواقع الإلكترونية المخصصة لـ

حجز تذاكر الطيران

والقطارات والحافلات المختلفة .
بالإضافة إلى إمكانية حجز الفنادق وبيوت الضيافة بكل سهولة ، وذلك ما سهل على الإنسان الكثير من المجهود ، عند السفر والتنقل حول العالم .
التعرف على الأخبار الهامة فور حدوثها ، والتفاعل مع تلك الأخبار من خلال نشرها في غضون ثوان معدودة عبر وسائل التواصل المختلفة .
الدراسة كذلك أحد المميزات التي سهلها الفضاء الإلكتروني ، لأنه يمكّن الدارس من التواصل الإلكتروني مع مواقع التعلم المختلفة حول العالم . [2]

سلبيات الفضاء الالكتروني

احتواء الفضاء الإلكتروني على كم هائل من البيانات المخزنة ، يجعله سلاحاً قوياً في أيدى المجرمين .
إذ يستطيع بعض خبراء البرمجة سرقة المعلومات بسهولة ، من خلال الدخول إلى الحسابات الشخصية ، وكذلك إلى أنظمة المؤسسات الكبرى ، والاستيلاء على قاعدة البيانات الخاصة بها .
أصبح الفضاء الإلكتروني ملاذاً للسارقين من نوع آخر ، فعلى سبيل المثال قرصنة

الأفلام

والموسيقى والمسلسلات ربما تكون ممتعة للجمهور .
بينما تؤدي سرقة تلك البيانات إلى تدمير مؤسسات صناعة المحتوى في العالم .
يمتلك الفضاء الإلكتروني الكثير من الوسائل التي تشجع على الاحتيال ، ففي الماضي كانت عمليات الاحتيال صعبة إلى حد ما ، لكن مع توفير الفضاء الإلكتروني لوسائل الاتصال المتطورة ، أصبحت عمليات

الاحتيال

أكثر سهولة على المجرمين . [3]

خطورة الفضاء الالكتروني

حماية البيانات

حماية البيانات على الفضاء الإلكتروني ليست أمراً سهلاً ، فمن الممكن أن تتعرض كبرى المؤسسات التجارية إلى الانتهاك ، إذا لم تمتلك أنظمة حماية قوية ، ومبرمجين على أعلى مستوى يستطيعون التصدي لأي انتهاك من قبل المخترقين .

التعرض للفيروسات

الفيروسات الإلكترونية بإمكانها أن تتلف نظاماً بالكامل ، وهذا يشكل خطراً كبيراً لدى المؤسسات الكبرى ، فإذا تعرض حاسوبك إلى أحد

فيروسات الكمبيوتر

، وفقدت كافة البيانات الشخصية التي كانت تتواجد عليه ستكون أزمة بالنسبة إليك ، وهذا بالضبط حال المؤسسات التي تتعرض للفيروسات الإلكترونية .

سهولة عمليات الاحتيال

إن الاحتيال أصبح أكثر سهولة عبر الفضاء الإلكتروني ، فأي شخص يمكنه القيام بالاحتيال عبر هذا الفضاء ، وهذا قد يتسبب في خسارة المنشآت الكبرى لأموال طائلة ، نتيجة لعمليات الاحتيال الاحترافية .

البريد المزعج

الكثير من شركات الاحتيال تقوم بإرسال

رسائل بريدية

عشوائية إليك ، من الممكن أن تحتوي بعض تلك الرسائل على برامج تجسس ، تقود الشركة إلى التعرف على بياناتك الشخصية بالكامل ، ومن ثم إرسال المزيد من الرسائل المزعجة عبر بريدك الخاص . [4]

تجنب مخاطر الفضاء الالكتروني

تقوم المؤسسات الكبرى بتجنب مخاطر الفضاء الإلكتروني ، من خلال تعيين خبراء

الأمن السيبراني

، أولئك الخبراء قادرين على حماية نظام المؤسسة بالكامل .
من خلال تزويد نظام المؤسسة بنظام حماية متكامل ، يكافح عمليات الاختراق المختلفة ، ويكافح دخول الفيروسات إلى النظام الخاص بالمؤسسة .
أما الحماية الشخصية من مخاطر الفضاء الإلكتروني ، تكون من خلال

حماية البيانات

والمعلومات الشخصية باختيار كلمات المرور القوية .
بالإضافة إلى عدم فتح الروابط المتشعبة التي ترسل إلى بريدك بشكل عشوائي ، إلا عند التأكد من مصدر الإرسال . [5]