من هو فرانسيس تاونسيند مُنظم المعاشات التعاقدية

عمل الدكتور فرانسيس إيفريت تاونسند المولود في أسرة مزارعة فقيرة كطبيب ومقدم صحي أثناء الكساد العظيم، وعندما كان تاونسند في سن التقاعد أصبح مهتماً بكيفية تقديم الحكومة الفيدرالية لمعاشات الشيخوخة، وألهمه مشروع قانون الضمان الاجتماعي لعام 1935، الذي وجده غير مناسب له أو لغية من المتقاعدين، أن يغير من هذا الأمر فأصبح هو مُنظم المعاشات التعاقدية في العالم.

حياة الدكتور فرانسيس إيفريت تاونسند المبكرة

ولد فرانسيس تاونسيند كثاني طفل من ضمن ستة أطفال بالأسرة، في مدينة فيربري بولاية إلينوي، في 13 يناير 1867، بأسرة أحد المزارعين، وعندما كان طفلاً انتقلت الأسرة إلى نبراسكا حيث حصل على عامين من التعليم في المدرسة الثانوية في اكاديمية التجمعات، بعد تركه المدرسة عمل تاونسند كعامل بمزرعة في ولاية كانساس وكولورادو.

في عام 1887، اقترض 1000 دولار من والده وانتقل إلى ولاية كاليفورنيا لتطوير تجارة زراعة القش، لم يكن المشروع ناجحاً بشكل كبير، إلا أنه قد التحق بكلية أوماها الطبية، ساند نفسه بنفسه جزئياً أثناء الدراسة من خلال عمله في إحدى الصحف، وتم نقله حتى يعمل تحت التدريب، وكان خلال فترة الدراسة الجامعية اشتراكياً متحمساً.

بعد التخرج، عمل تاونسند كطبيب في بيلي فورش، في مدينة داكوتا الجنوبية، وهي بلدة تعتمد على تربية الماشية، فكان يعمل على علاج أمراض سكان هذه المدينة، من رعاة البقر، وعمال المناجم وحتى مع العاهرات، التقى أرملة فيلهلمينا بوجو، والتي كانت تعمل ممرضة وسرعان ما أصبحت زوجته، وكتب تاونسند بالصحيفة المحلية لهذه المدينة وخدم في مجلس المدينة أيضاً، أدت وجهات نظره التقدمية في السياسة السائدة في هذه المدينة على إجباره على مغادرة المدينة.

في عام 1917، عندما بدأت الحرب العالمية الأولى، جند تاونسند نفسه كضابط طبي في الجيش، وعاد إلى ولاية ساوث داكوتا بعد الحرب، ولكن سوء حالته الصحية تفاقمت بسبب الشتاء القارس الذي دفعه إلى الانتقال إلى جنوب كاليفورنيا.

وجد الدكتور فرانسيس إيفريت تاونسند نفسه في ممارسته الطبية يتنافس مع الأطباء الكبار بالسن والأطباء الجدد الأصغر سناً، ولم يكن أدائه جيداً من الناحية المالية، وقضى وصول الكساد العظيم على مدخراته المتبقية، تمكن من الحصول على وظيفة مسؤول الصحة في لونغ بيتش، حيث لاحظ آثار الكساد، وخاصة على كبار السن الأميركيين، عندما حدث تغيير في السياسة المحلية، أدي هذا الأمر إلى فقدان وظيفته، وجد نفسه قد كُسر مرة أخرى.[1]

خطة المعاشات التقاعدية في تاونسيند

شهدت الحقبة التقدمية عدة خطوات لإقامة معاشات الشيخوخة والتأمين الصحي الوطني، ولكن مع الكساد ركز العديد من الإصلاحيين على التأمين ضد البطالة.

في أواخر الستينيات من عمره، قرر تاونسيند فعل شيء حيال الدمار المالي للمسنين الفقراء، لقد تصور برنامجاً قانونياً تقدم به الحكومة الفيدرالية معاشاً شهرياً قدره 200 دولار لكل أميركي يزيد عمره عن 60 عاماً، ورأى أن هذا يتم تمويله من خلال ضريبة بنسبة 2٪ على جميع المعاملات التجارية، ستكون التكلفة الإجمالية أكبر من 20 مليار دولار في السنة، فهو رأى أن المعاشات التقاعدية هي حل للكساد، وقال إنه إذا طُلب من المستلمين إنفاق 200 دولار في غضون ثلاثين يوم، فإن ذلك من شأنه أن يحفز الاقتصاد بشكل كبير ويخلق تأثيراً سريعاً ينهي الكساد.

تم انتقاد الخطة من قبل العديد من الاقتصاديين، حيث أنه بشكل أساسي سيتم توجيه نصف الدخل القومي إلى ثمانية في المائة من السكان الذين تزيد أعمارهم عن 60 عاماً، لكنها كانت لا تزال خطة جذابة للغاية، خاصةً للمسنين الذين سيستفيدون.

بدأ Townsend بتنظيم خطة المعاشات التقاعدية للشيخوخة القديمة التي تدعي (خطة Townsend) في سبتمبر 1933، وتمكن من إنشاء حركة خلال أشهر، نظمت المجموعات المحلية أندية لدعم الفكرة، وبحلول يناير 1934، قال Townsend أن 3000 مجموعة قد بدأت نشاطاتها، وقاموا ببيع المنشورات والشارات وغيرها من المواد الدعائية والتوعوية بالحملات، في منتصف عام 1935، قال تاونسند أن هناك 7000 نادي مع 2.25 مليون عضو، معظمهم من كبار السن، تمكنوا من جلب حملة لعريضة تحتوي على 20 مليون توقيع لتقديمها إلى الكونغرس.

توجه تاونسند مدعوماً بالدعم الهائل، وتحدث إلى الحشود المبتهجة أثناء سفره، وتحدث أيضاً بمؤتمرين وطنيين تم تنظيمهما حول خطة تاونسيند.

في عام 1935، بتشجيع من الدعم الهائل لفكرة تاونسند، مرر فرانكلين ديلانو روزفلت ” الصفقة الجديدة” وهي قانون الضمان الاجتماعي، أحتشد الكثيرون في الكونغرس، للضغط عليهم لدعم خطة تاونسند، إلا أنه لم يتم تمرير قانون الضمان الاجتماعي والعمل به.

اعتبر تاونسند هذا بديلاً غير مناسب وبدأ مهاجمة إدارة روزفلت بغضب، وانضم إلى القس جيرالد سميث وهوي لونغز مع القس تشارلز كوجلين في الاتحاد الوطني للعدالة الاجتماعية وحزب الاتحاد.

واصل Townsend العمل من أجل خطته، حيث قام بإجراء تغييرات لمحاولة جعلها أكثر تبسيطاً قبولًاً للمحللين الاقتصاديين، واصلت جريدته العمل على فكرته مع محاولاته الجديدة، التقى الرئيسين ترومان الثالث والثلاثين وايزنهاور والرابع والثلاثين في لوس أنجلوس بتاونسيند حيث كان تاونسيند لا يزال يلقي خطباً لدعم إصلاح برامج الأمن الخاصة بكبار السن.

استثمر تاونسند الكثير من الطاقة في حزب الاتحاد وتنظيم الناخبين للتصويت للمرشحين الذين أيدوا خطة تاونسند، وقدر أن حزب الاتحاد سيحصل على 9 ملايين صوت في عام 1936، وعندما كانت الأصوات الفعلية أقل من مليون، وتم إعادة انتخاب روزفلت بأغلبية ساحقة، تخلى تاونسند عن سياسات الحزب.

أدى نشاطه السياسي إلى الصراع داخل صفوف مؤيديه، لذلك تم رفع بعض الدعاوى القضائية عليه، في عام 1937، طُلب من Townsend الإدلاء بشهادتها أمام مجلس الشيوخ بشأن مزاعم الفساد في حركة خطة Townsend، عندما رفض الإجابة على الأسئلة التي واجهه بها معارضيه أدين بتهمة ازدراء الكونغرس والرئيس روزفلت، على الرغم من معارضة تاونسند للصفقة الجديدة التي أصدرها الرئيس روزفلت، إلا أنه ساعد في التخفيف من الحكم الصادر في تاونسيند لمدة 30 يوماً.[2]

آليات TOWNSEND لتنفيذ المعاشات التقاعدية

كان هناك العديد من النظريات والأفكار والمخططات الاقتصادية غير القياسية التي خرجت خلال فترة الكساد الكبير، تضمنت العديد من هذه المخططات معاشات الشيخوخة، حيث كان الأمر يحتوي على احتياجات شديدة بالنسبة لكبار السن، وكان هناك تعاطف كبير من الشعب الأمريكي معهم، إلى حد بعيد كانت خطط التقاعد البديلة الأكثر نفوذاً هي بديل لخطة المعاشات التقاعدية لكبار السن التي وضعها الرئيس روزفلت.

كانت الفكرة الأساسية لخطة تاونسند هي أن الحكومة ستقدم معاشاً تقاعدياً قدره 200 دولار شهرياً لكل مواطن يبلغ من العمر 60 عاماً فما فوق، وسيتم تمويل المعاشات من خلال ضريبة مبيعات وطنية وبشكل أكثر دقة “ضريبة المعاملات”، تنص الخطة على فرض ضريبة بنسبة على القيمة الإجمالية لكل معاملة تجارية أو صناعية أو مالية، حيث يدفعها الموظف أو العامل أو التاجر أو غيرها.

الشروط الأهلية للحصول على المعاشات  التقاعدية

كانت هناك ثلاثة شروط أهلية للاستحقاقات المستلمة بموجب الخطة:

  • كان على الشخص أن يتقاعد عن العمل.
  • أن تكون حياة هؤلاء الأشخاص الماضية خالية من الأعمال الإجرامية.
  • كان على المتقاعد إنفاق الأموال داخل الولايات المتحدة في غضون 30 يوماً من استلامها.[3]