من هو الرسام الأميركي الانطباعي تشايلد حسام
عرف عن تشايلد حسام أنه رسامًا أمريكيًا ، لعب دورًا بارزًا في نشر الرسوم الانطباعية في الولايات المتحدة الأمريكية ، حيث قام بتشكيل مجموعة منفصلة من الفنانين المكرسين للأسلوب
الانطباعي
، واشتهروا باسم The Ten ، ومع نهاية حياته كان تشايلد أحد أكثر الفنانين نجاحًا في العالم.
كان تشايلد قد فتح مكانًا يوضح من خلاله ، كيفية تحويل الفن إلى منتج تجاري مربح بشكل كبير ، وتميز أسلوبه ونهجه بين الأعمال الفنية الأمريكية التي قدمها غيره من المتميزين ، وعلى الرغم من الروح الرائدة في حياته المهنية المبكرة ، انتقد تشايلد حسام بشكل متكرر التطورات الحديثة في حركة الفن ، حيث كان يرى أن الانطباعية هي قمة التطور الفني ، وأن حركات مثل
التكعيبية
كانت تمثل انحرافات.[1]
الحياة المبكرة والتعليم
لتشايلد حسام
وُلد تشايلد حسام في أسرة من نيو إنجلاند ، وتنتمي أصولها إلى مستوطنين إنجليز ، أتوا إلى أمريكا في القرن السابع عشر ، وكشف تشايلد عن موهبة فنية من سن مبكرة ، وكان تشايلد قد نشأ وترعرع في بوسطن ، وكان في كثير من الأحيان يستمتع بلقب عائلته ، حيث يظن الكثيرون بأن لقب حسام يتمتع بجذور عربي ، حيث بدأ الأمر مع كتابة الاسم هورشام في إنجلترا ، ثم خضع لعدة تغييرات إملائية قبل أن تستقر العائلة على حسام.
عانت عائلة الحسام من الفقر في عام 1872 ، بعد اندلاع حريق كارثي في منطقة بوسطن التجارية ، فذهب تشايلد للعمل للمساعدة في إعالة أسرته ، واستمر بالعمل لمدة ثلاثة أسابيع فقط في
قسم المحاسبة
في دور نشر Little و Brown و Company ، وكلنه تركهم جميعًا ليبدأ العمل في متجر لنقش الخشب أفضل.
بحلول عام 1881 كان لدى تشايلد حسام استوديو خاص به ، حيث عمل رسامًا مستقلًا ، وبدأت أعمال تشايلد في الظهور في مجلات مثل هاربرز ويكلي “Harper’s Weekly” وسينشري “The Century” ، وكان حسام قد بدأ فنه باستخدام لطلاء ، وكانت أدواته المفضلة عبارة عن لوحة مائية.[2]
اللوحات الأولى لتشايلد حسام
في عام 1882 كان لدى تشايلد حسام ، أول معرض منفرد له ، وتكون المعرض من حوالي 50 لوحة مائية معروضة في معرض بوسطن الفني ، وكان الموضوع الرئيس هو المناظر الطبيعية للأماكن التي زارها حسام ، من بين تلك المواقع كانت جزيرة نانتوكيت.
التقى حسام مع الشاعرة سيليا ثاكستر في عام 1884 ، كان والدها يمتلك فندق أبليدور هاوس في جزر شولز في ولاية ماين ، وعاش حسام هناك وكانت وجهة مفضلة من قبل العديد من
الشخصيات المهمة
في الحياة الثقافية في أواخر القرن التاسع عشر في نيو إنجلاند ، هذا الفندق الذي زاره كل من الكتاب رالف والدو إمرسون وناثانيل هوثورن وهنري وادزورث لونجفيلو ، وقام حسام بتعليم سيليا ثاكستر الرسم بالألوان المائية ، وشملت
اللوحات التعليمية
، مناظر من حدائق الفندق وشواطئ الجزيرة ، كموضوع في العديد من لوحاته.
بعد الزواج من كاثلين مود دوان في فبراير 1884 ، انتقل حسام إلى شقة في ساوث إند في بوسطن ، وبدأت لوحاته في التركيز على مشاهد المدينة ، وكانت لوحة يوم مطير في بوسطن “Rainy Day، Columbus Avenue، Boston” ، واحدة من أبرز الأعمال التي تم إنجازها بعد فترة وجيزة من الزفاف.
في حين لا يوجد ما يشير إلى أن حسام قد شاهد ، اللوحة المميزة لغوستاف كايلبوت بعنوان شارع باريس يوم المطر ، قبل أن يرسم قطعته الخاصة ، إلا أن العملين متشابهان بشكل كبير ، وأحد الاختلافات فقط ؛ هو أن لوحة بوسطن خالية من أي من الرموز السياسية ، التي وجدها الكثير من المراقبين في تحفة كايلبوت Caillebotte ، وسرعان ما أصبحت “Rainy Day، Columbus Avenue، Boston” إحدى لوحات حسام المفضلة ، وأرسلها ليتم عرضها في معرض 1886 ، الذي أقامته جمعية الفنانين الأمريكيين في نيويورك.[3][4]
احتضان الانطباعية لتشايلد حسام
في عام 1886 غادر حسام وزوجته من بوسطن ، وتوجها إلى باريس
عاصمة فرنسا
، ومكثا هناك لمدة ثلاث سنوات ، ودرسا الفن في أكاديمية جوليان في باريس ، وتوسعا في الرسم بشكل كبير ، وكانت المدينة والحدائق الموضوع الرئيسي ، الذي ساعد على شحن اللوحات المكتملة إلى بوسطن لبيعها ، بهدف الحصول على المال للإنفاق على حياتهما في باريس ، وأثناء تواجده في باريس ، شاهد حسام
اللوحات الانطباعية
الفرنسية في المعارض والمتاحف ، ومع ذلك لم يلتق حسام بأي من الفنانين ، ولكن هذا التعرض أدى إلى تحول كبير في رسم حسام الانطباعي ، فأصبح أسلوبه أكثر ليونة وبدأ في استخدام الألوان الفاتحة ، ولاحظ تلك التغيرات الواضحة أصدقائه ، والفنانين في بوسطن ووافقوا على التطورات.
عاد حسام إلى الولايات المتحدة في عام 1889 ، وقرر الانتقال إلى
مدينة نيويورك
مع كاثلين ، فاستأجر شقة استوديو في شارع Fifth Avenue، وعلى الرغم من تطور الانطباعية الأوروبية إلى ما بعد الانطباعية وfauvism ، تمسك حسام بحزم بأساليبه الانطباعية المعتمدة حديثا ، وسرعان ما أصبح زميلا للرسامين الإنطباعيين الأمريكيين آلدن وير وجون هنري ، وصاروا جميعًا أصدقاء وزملاء ، ونجح الثلاثي في تطوير علاقة صداقة ، مع الانطباع الفرنسي كلود مونيه.
في منتصف تسعينيات القرن التاسع عشر ، بدأت تشايلد حسام في السفر خلال فصل الصيف ، لرسم المناظر الطبيعية في غلوستر وماساتشوستس وأولد لايم وكونيتيكت ومواقع أخرى ، وبعد رحلة أجراها صوب هافانا في كوبا عام 1896 ، أقام حسام أول معرض للمزادات لنفسه في نيويورك ، بمعارض الفنون الأمريكية ، وشارك فيه بأكثر من 200 لوحة هي كل ما رسمه أثناء مسيرة حياته المهنية ، إلا أنه لسوء حظه ، بيعت اللوحات بأقل من 50 دولارًا في المتوسط لكل صورة ، ولعل هذا هو السبب في عودة حسام إلى أوربا ، بعد أن شعر بالإحباط من تأثير الركود الاقتصادي ، عام 1896 في الولايات المتحدة.
بعد جولة إلى إنجلترا وفرنسا وإيطاليا ، عاد حسام إلى نيويورك في عام 1897 ، وهناك ساعد زملائه الانطباعيين ، على الانفصال عن جمعية الفنانين الأمريكيين وتشكيل مجموعتهم الخاصة التي تسمى العشرة أو The Ten ، وعلى الرغم من الرفض من مجتمع الفن التقليدي ، سرعان ما وجدت المجموعة نجاحًا مع الجمهور ، وقاموا بالفعل كمجموعة بتجهيز معارض ناجحة ، على مدار عشرين عامًا متصلة.[5][6]
وفاة تشايلد حسام
بحلول نهاية العقد الأول من القرن الجديد ، كانت تشايلد حسام واحدًا من أكثر الفنانين نجاحًا تجاريًا في الولايات المتحدة ، حصل على ما يصل إلى 6000 دولار لكل لوحة ، وكان فنانا غزير الإنتاج ، حيث بلغ إنتاجه طيلة حياته المهنية ، أكثر من 3000 عمل.
عاد تشايلد وكاثلين حسام إلى أوروبا في عام 1910 ، ووجدوا أن المدينة أكثر حيوية من ذي قبل ، فقام حسام برسم المزيد من اللوحات ، التي تصور الحياة الباريسية الصاخبة والاحتفالات باستخدام
الباستيل
.
عند العودة إلى نيويورك ، بدأ حسام في رسم ما أسماه بلوحة النافذة ، والتي كانت واحدة من أكثر أعماله شعبية ، وبحلول الوقت الذي شارك فيه حسام في معرض الأسلحة في عام 1913 في مدينة نيويورك ، كان أسلوبه الانطباعي هو السائد في كل أعماله ، وكانت الطليعة أبعد من الانطباعية بتجارب التكعيبية ، والتماثيل الأولى للفن التعبيري.
وفي عام 1919 استقر حسام في لونغ آيلاند ، وكان حسام قد نجح في ازدهار أسعار اللوحات الفنية ، في العشرينيات من القرن الماضي ، وهذا الأمر جعل منه رجلًا ثريًا حتى نهاية حياته ، حيث استمر حسام في الدفاع عن الانطباعية بشدة ، ضد النقاد الذين رأوا أن هذا الأسلوب الانطباعي قد صار قديم الطراز ، وتوفي تشايلد حسام في عام 1935 عن عمر ناهز 75 عامًا.[7]
أبرز أعمال تشايلد حسام
تتألف الأعمال الأكثر تميزا وشهرة في حياة تشايلد حسام ، من مجموعة من حوالي ثلاثين لوحة اشتهرت باسم سلسلة العلم ، والتي بدأها في عام 1916 عندما بدأت موجات التأهب للمشاركة الأمريكية في الحرب العالمية الأولى.
وعلى الرغم من أنه كان لديه آمال كبيرة في بيع السلسلة بأكملها كمجموعة تذكارية للحرب ، في مقابل 100000 دولار ، إلا أنه تم بيع الصور بشكل فردي بعد عدة معارض جماعية ، وكانت الأخيرة في معرض كوركوران في عام 1922.
عرضت أعمال حسام المميزة ، في أكثر الشوارع العصرية في نيويورك بأسلوبه التأليفي ورؤيته الفنية ، وفي معظم لوحات سلسلة العلم ، طغت الأعلام على المقدمة ، بينما مثلت الأعلام الأخرى جزءًا من بانوراما الأعياد ، أيضًا في بعض الأعمال ، برزت الأعلام الأمريكية تلوح بمفردها وفي غيرها ، ترفرف أعلام الحلفاء أيضًا.
كما يمكن أن نرى بوضوح ، في أكثر لوحاته الانطباعية وهي سلسلة The Avenue in the Rain (1917 ، الأعلام وانعكاساتها شديدة الوضوح بحيث تظهر وكأنها تُرى من خلال نافذة ملطخة بالمطر ، كما تغطي لوحات حسام ، جميع الفصول وظروف الطقس والضوء المختلفة.[8]