علاج السرطان بالإشعاع البروتوني
على الرغم من وجود عدد كبير جدًا من الخطط والأنواع العلاجية التي يتم الاعتماد عليها في مواجهة وعلاج مرض السرطان بمختلف أنواعه ؛ إلا أن عدد كبير من هذه العلاجات يُؤدي إلى حدوث بعض الآثار الجانبية غير المرغوب بها على المرضى ، والبعض الآخر من أنواع العلاج لا يُمكن من خلاله علاج حالات المرض المتأخرة ، ولذلك ؛ فإن الأبحاث وجهود العلماء لا زالت مستمرة ؛ من أجل الوصول إلى علاج مثالي لهذا المرض ، وقد ظهر مؤخرًا أسلوب علاجي جديد هو علاج السرطان بالإشعاع البروتوني .
مرض السرطان
يُعتبر مرض السرطان من الأمراض التي يُعاني منها جزء كبير من المرضى على مستوى العالم سواء أطفال أو كبار ، حيث أن هذا المرض ينشأ عندما يحدث عدم تحكم من الجسم في معدل انقسام الخلايا ، وبالتالي ؛ تنمو الأورام داخل الجسم وما يثميز الورم الحميد من الورم السرطاني أن الورم الحميد لا تغذيه الوعية ادلموية ، في حين أن الورم السرطاني تُغذيه الاوعية الدموية عبر عملية بناء اوعية دموية جديدة angiogenesis ، وهذا ما يؤدي إلى تفاقم وتطور المرض وانتقاله إلى أجزاء أخرى أيًَا من الجسم عبر عملية الانتشار أو الـ metastasis .
طرق علاج السرطان
هناك عدة طرق توصل إليها العلماء من أجل علاج السرطان ، مثل :
العلاج المناعي
وهو الذي يعتمد على استخدام مجموعة من العقاقير العلاجية التي من شأنها أن تقوي جهاز المناعة ليقوم بدوره في مواجهة النمو السرطاني ويمنع انتشاره إلى أجزاء أخرى بالجسم .
العلاج الكيميائي
أما العلاج الكيميائي ؛ فهو الذي يتم من خلاله استخدام بعض الأدوية العلاجية أيضًا التي تُساعد على مواجهة الخلايا السرطانية والقضاء عليها ، ولكن من أبرز مساوئ هذا العلاج أنه يؤدي إلى التأثير على الخلايا السليمة أيضًا وتظهر له اثار جانبية أخرى أيضًا غير مرغوب بها .
العلاج الإشعاعي
كما أن العلاج الإشعاعي أيضًا يُعتبر من أشهر أنواع العلاجات التي يتم الاعتماد عليها في علاج عدد كبير جدًا من مرضى السرطان ؛ نظرًا إلى أنه فعال في القضاء على الخلايا السرطانية ومنع انتشارها إلى أجزاء أخرى بالجسم ، ولكنه أيضًا قد لا ينجح في علاج الحالات المتأخرة ويؤدي إلى ظهور اثار جانبية غير مرغوب بها .
العلاج بالمواد الطبيعية
ويُذكر أن العديد من الأبحاث أيضًا قد أشارت إلى أنه يوجد مجموعة من المواد الطبيعي التي يُمكن من خلالها علاج السرطان ببعض المواد الطبيعية مثل مادة الكركمين والعلاج باستخدام الخميرة وغيرها من الطرق الأخرى الطبيعية التي من شأنها أن تُساعد على التخلص من المرض بسهولة وسرعة وأمان ، دون أن يكون المريض عرضة إلى آثار جانبية تؤثر على صحته وعلى حياته بأكملها .
علاج السرطان بتقنية النانوتكنولوجي
وحديثًا تم ابتكار طريقة أخرى اكثر فعالية وأقل اثارًا جانبية من أنواع العلاجات الأخرى ، حيث قد قام العالم المصري الجليل الدكتور مصطفى السيد بابتكار طريقة علاج السرطان من خلال جزيئات نانو الذهب .
وتعتمد هذه الطريقة على أن جزيئات الذهب عندما يتم تصغيرها إلى جزيئات في حجم النانومتر ؛ تكتسب عدد كبير من الصفات الأخرى الهامة والتي لا تتوفر في معدن الذهب كبير الحجم ، ومن اهم تلك الصفات هي صفة البلازمون Plasmon .
حيث أن جزيئات نانو الذهب عندما تكتسب قدر كبير من الطاقة الضوئية ترتفع إلى مستوى طاقة مرتفع ، وبعد ذلك تفقد هذه الطاقة في صورة طاقة حرارية وتعود إلى مستواها الطبيعي مرة أخرى .
إلى جانب أن جزيئات نانو الذهب أيضًا عند توجيهها إلى أحد الخلايا السرطانية فإنها ترتبط مع عدد كبير من المستقبلات الموجودة عليها والتي تغيب عن الخلايا العادية ، وبالتالي عند استثارة تلك الجزيئات بالضوء ، فإنها تنتج طاقة حرارية كفيلة بقتل الخلايا السرطانية فقط والإبقاء على الخلايا السليمة .
وهذا ما جعل العالم بأكمله يتجه الآن إلى استخدام تقنية النانو تكنولوجي في علاج السرطان .
طريقة علاج السرطان بالإشعاع البروتوني
ونظرًا إلى أن جهود العلماء لا زالت تتواصل من أجل اكتشاف أفضل الطرق العلاجية الفعالة للسرطان ؛ فقد تمكن فريق بحثي في بريطانيا من ابتكار طريقة جديدة لعلاج السرطان من خلال الاعتماد على الإشعاع بالبروتون بدلًا من الإشعاع العادي وقد تم نشر هذه الدراسة في عام 2014م في مجلة علمية تحمل اسم ( لانسيت أونكولوجي ) ، وقد تم إجراء هذه الدراسة على ما يقرب من 60 مريض في الفئة العمرية ما بين 3 إلى 21 سنة ، وكان ذلك في الفترة الزمنية 2003م وحتى عام 2009م [1] .
حيث أن العلاج البروتوني والذي يُعرف أيضًا باسم العلاج البروتوني هو أحد أنواع العلاجات التي تعتمد على الأشعة الصادرة من البروتونات وليس الأشعة السينية X rays من أجل مهاجمة الخلايا السرطانية بشكل فعال ، ويعتمد هذا العلاج على استخدام بعض الذرات ذو الطاقة المرتفعة حتى تكون قادرة على تدمير الخلايا السرطانية مثل الأكسجين والهيدروجين .
وقد أشارت نتائج استخدام هذا العلاج إلى أنه لا يترك آثار جانبية سلبية على الخلايا السليمة كما يفعل العلاج الإشعاعي التقليدي ، حيث أنه يؤثر على الخلايا المحيطة بنسبة أقل من العلاج الإشعاعي العادي بما يُعادل 60 بالمائة تقريبًا .
كما أن تقليل الجرعة الإشعاعية في هذه الحالة سوف يكون فعال وسوف يكون أقل اثار جانبية أيضًا في نفس الوقت ، ومن أ[رز مزايا هذه التقنية العلاجية الجديدة ؛ هي أنها مناسبة تمامًا للأطفال ولا تظهر عليهم اثار جانبية ضارة مثل التي تظهر عند استخدام العلاج الكيميائي أو الإشعاعي .
وقد أشارت التقارير العلاجية باستخدام الإشعاع البروتوني إلى أن الجهاز المستخدم هنا يُعرف باسم جهاز السنكروترون الذي يعمل على مضاعفة سرعة البروتونات حتى تتمكن من الوصول إلى عمق مُحدد في الجسم ومن ثم تقوم بتوجيه الإشعاع على الورم فقط دون تعريض الخلايا السليمة له .
ويُذكر أن هناك إجراءات تسبق استخدام جهاز البروتونات السنكروترون ؛ وهي التي يتم من خلالها تحديد موقع وحجم المرض بشكل تأكيدي مثل استخدام الرسم المقطعي CT أو استخدام الرسم عبر الرنين المغناطيسي MRI .
استخدام الإشعاع البروتوني لعلاج السرطان
كما قد أشار العلماء والأطباء أيضًا إلى أن علاج السرطان بالإشعاع البروتوني يُساعد على علاج أنواع السرطان التالية :
- علاج سرطان الجهاز العصبي المركزي ( مثل سرطان المخ والحبل الشوكي ) .
- علاج سرطان منطقة الرأس والعنق .
- علاج سرطان العين .
- علاج سرطان الجهاز الهضمي مثل علاج سرطان الكبد .
- علاج سرطان الجهاز التناسلي مثل علاج سرطان البروستاتا .
- علاج سرطان الرئة والبلعوم .
ويُذكر أن هذه الطريقة تُعد من أهم الآمال التي يُقدمها العلماء إلى مرضى السرطان لأنها تُعتبر أكثر الطرق فاعلية في علاج المرض والقضاء عليه وأقلها آثار جانبية في نفس الوقت ، مما يُعني اننا بتنا على بُعد خطوات معدودة من العصر الذي سوف يكون مرض السرطان به مرض قابل للعلاج والشفاء بشكل تام دون أن يترك أي آثار جانبية ضارة على صحة المريض .