ما هو العصر الكمبري
هي من أهم الفترات التي مرت على الأرض ، حيث ظهرت خلاله معظم الحيوانات لأول مرة في السجل الأحفوري ، عادة ما يطلق على هذا العصر اسم ” Cambrian Explosion ” نظرًا للوقت الضيق الذي تظهر في تلك الكمية المتنوعة ، وتم الاعتقاد قديمًا أن الصخور التي يرجع عمرها للعصر الكمبري تحتوي على أقدام حفريات للحيوانات الاحفورية .
ما هو العصر الكمبري
هو العصر الأول من العصور الستة المميزة لحقبة الحياة القديمة ودهر البشائر ، وهو ذا قاعدة زمنية غير ثابتة ويعتقد أنه استمر نحو 53 مليون عامًا ، وقد أسس هذا العصر العالم الجيولوجي آدم سيدجويك ، احتفظت صخور العصر الكمبري الباقية على بقايا لينة للحيوانات والأصداف الصلبة مما يجعل بيولوجيا العصر الكمبري أكثر وضوحًا بالنسبة لنا من العصور الأخرى ، ولعل من أبرز ما يميز هذا العصر هو تغير شكل الحياة بالكامل على كوكب الأرض ، إذ تميزت حيوانات ما قبل الكمبري بصغر حجمها وكونها وحيدة الخلية ودقيقة ، وقبل عصر الكمبري بملايين الأعوام بدأت الحيوانات تطور بشكل تدريجي حيث أصبحت متعددة الخلية ومعقدة – تلك الكائنات حتى هذا العصر لم تتحجر – إلى أن جاء العصر الكمبري وتعددت أشكال الحياة على الأرض وهو الأمر الذي جعل اسمه الانفجار الكمبري ، نظرًا لتنوع وتعدد الشعب الحديثة وتطور الرؤية والنشوء بسبب التشعع في العصر الكمبري ، وأيضًا ظهور الحيوانات ذات الحبل العصبي الظهري والشبيهة بالبطلينوس والمفصليات أو أسلاف العناكب والحشرات . [1]
أيضًا عرفت المحيطات تنوع أشكال الحياة حيث ظهرت بها الطحالب الحمراء المرجانية والطحالب الخضراء وأنواعًا أخرى منها الفقاريات والسمك المدرع ، بينما الأرض كانت لم تزل قاحلة من الناحية الحيوية حيث لم يظهر بها سوى بكتيريا التربة والرخويات ، وذلك نتيجة المساحة النباتية النادرة على الأرض في ذلك العصر .
و بينما كانت البحار ذات درجة حرارة دافئة 21 درجة مئوية ، والجليد القطبي لم يكن له وجود ، ونسبة الأكسجين في الجو كانت 12.5% ، بينما ثاني أكسيد الكربون كان مركزًا بنسبة 4500 جزء في المليون ، أي مضاعفًا 16 مرة عن تركيزه في عصرنا الحالي .
هناك بعض الجدل السائد حول ما تمثله الطبقات الأحفورية في بداية العصر الكمبري ، إلا أنه في المؤتمر الجيولوجي الدولي تم وضع الحدود الأدنى لما قبل 543 مليون عام ، أي ما يمثل أول ظهور في السجل الأحفوري للديدان التي نتج عنها جحور أفقية ، كذلك ترك لنا العصر الكمبري أدلة لانقراض جماعي حدث منذ 490 مليون عام ، وقد أعقب العصر الكمبري فترة يطلق عليها ” أوردوفيك ” . [1]
لماذا سمي بالعصر الكمبري
هي كلمة لاتينية ، تعود في أصلها إلى كامبريا ، وهو الاسم الروماني لويلز ، إذ بينما درس العالم الجيولوجي آدم سيدجويك طبقات الصخور فقد كان تشارلز داروين من بين طلابه ، لكنه لم يتقبل نظرية داروين في التطور والانتقاء الطبيعي . [1]
مناخ العصر الكمبري
في مستهل العصر الكمبري كانت لم تزل الأرض ذات مناخًا باردًا ولكن بدأت الحرارة ترتفع تدريجيًا مع انحسار الأنهار الجليدية في نهايات دهر بروتروزويك إيون ، وبينما تشير الدلائل الكونية إلى انفجار جزيرة رودينيا المنفصلة ، فقد بدأ العصر الكمبري وكانت الأرض عبارة عن قارتان ، حيث كانت جندوانا موجودة بالقرب من القطب الجنوبي ، وهي حاليًا عبارة عن إفريقيا وأستراليا وأمريكا الجنوبية والقارة القطبية الجنوبية ، وأجزاء من قارة آسيا .
وكانت لورنتيا تتكون من كتل أرضية هي عبارة حاليًا عن أمريكا الشمالية وأجزاء من أوروبا ، نتج عن تزايد المساحات الساحلية والفيضانات التي سببها التراجع الجليدي في العصر الكمبري إلى تكوين بيئات بحرية ضحلة .
وفي تلك المرحلة تمامًا لم تكن هناك حياة على الأرض بعد ، كانت فقط الحياة المائية ، حيث كان قاع البحر يكسوه غشاءًا من الحياة الميكروبية فوق طبقة كثيفة من الطين الذي لا يحتوي على أكسجين .
وفي أواخر فترة البورتروزيك تطورت أشكال الحياة من وحيدة الخلايا إلى متعددة الخلايا وكذلك إلى الرعي ، حيث بدأت هذه الكائنات ” الديدان ” في الحفر ، الذي نتج عنه خلط الأكسجين بطين قاع المحيط ، وبسبب وجود البكتيريا الزرقاء بدأ الأكسجين يتزايد تدريجيًا في الماء . [1]
منتصف العصر الكمبري
بدأ منتصف هذا العصر في عملية من الانقراض الجماعي ، حيث تعرضت الشعب المرجانية للموت ومعها ثلاثيات أكثر بدائية ، وتفترض بعض النظريات أن السبب في هذا الانقراض يرجع إلى قلة نسبة الأكسجين في الجو والتي ترجع إلى ارتفاع منسوب المياه الباردة من أعماق المحيطات ، في النهاية تسبب هذا الأمر في تزايد البيئات الساحلية الضحلة ويتوقع العلماء أن هذا التزايد هو الذي مهد الطريق أمام الإشعاع المفاجئ في أشكال الحياة والتي اطلق عليه ” انفجار الكمبري ” . [1]
أحافير العصر الكمبري
وجد العلماء الكثير من العينات التطورية في العصر الكمبري في الأحافير الموجودة في سيريوس باسيت في جرينلاند ، في تشنجيانغ بالصين ، وبورجيس شيل في كولومبيا البريطانية ، حيث تعد أحافير بالغة الوضوح ، إذ نتج عن ظروف التحجر انطباعات واضحة لكل أجزاء الجسم الصلبة واللينة والسجلات الكاملة لأنواع الكائنات الحية في العصر الكمبري .
بينما تتكون أحفوريات جرينلاند من الكائنات المفصلية التي تعود للعصر الكمبري المبكر وما نوعان فقط ، ولكن تحتوي تلك الموجودة في كولومبيا البريطانية على 12 نوع من الحيوانات والتي تعود إلى نهايات العصر الكمبري
ولعل من أبرز ما عرف العصر الكمبري هو ذاك الحيوان المخيف والمفترس وهو حيوان سباحة يتموج من خلال ثني جسمه المفصص كان لديه عيون معقدة التركيب واثنين من الزوائد ، بالإضافة إلى مخلب ذو رؤس أمام فمه . [1]