صفات السلالة القوقازية
ينتمي بني البشر بوجه عام إلى عدد من السلالات البشرية المتنوعة ؛ وعلى الرغم أن السلالة البشرية بوجه عام تعود إلى سيدنا ادم ـ عليه السلام ـ إلّا أن العصور الوسطى والحديثة قد قامت بتصنيف السلالة البشرية إلى مجموعة من السلالات البشرية التي تأتي كل منها بصفات وملامح مختلفة نتيجة التطور الجيني الذي حدث للبنية البشرية على مر العصور .
السلالات البشرية
وفقًا للتركيب الجيني والعوامل البيئية التي يتعرض لها بنو البشر ؛ فهم يختلفون بشكل ملحوظ فيما بينهم في لون البشرة وطول القامة ولون العين ، وحجم الرأس ، وحجم الأنف ، وغيرها من الصفات الجسدية الأخرى ، وقد أعزى العلماء ذلك إلى تنوع الجينات الوراثية الخاصة بكل سلالة بشرية والاختلاط فيما بين السلالات ، وفي هذا الصدد ؛ تم تقسيم البشرية إلى ثلاثة سلالات أساسية هي السلالة الزنجية (السوداء) ، والسلالة المغولية (الصفراء) ، وأخيرًا السلالة القوقازية (البيضاء) .
أنواع السلالات البشرية
تأتي السلالات البشرية الثلاثة بمواصفات مختلفة عن بعضها البعض على النحو التالي :
السلالة الزنجية
الأشخاص الذين ينتمون إلى السلالة الزنجية يتميزون بلون البشرة السوداء الداكنة ، والشعر الأسود المجعد ، والشفاة الغليظة ، والأنف الكبير والعريض نوعًا ما ، ونظرًا إلى أن عدد كبير من الزنوج قد تم ترحيلهم وتهجيرهم إلى قارتي أمريكا الشمالية والجنوبية فيما كان يُعرف حينذاك باسم تجارة الرقيق ( تجارة العبيد) من أجل العمل في المزارع الخاصة بإنتاج القطن وتكرير السكر وإنتاج التبغ وغيرهم ، فقد انتشر جزء كبير من أبناء هذه السلالة في دول الأمريكيتين ، وفي بعض الدول الأوروبية أيضًا ، بل إن الكثير من الزنوج قد حصلوا على جنسيات هذه الدول .
ووفقًا لبعض الإحصائيات العالمية ؛ فإن سلالة الزنوج تبلغ حوالي 10 بالمائة من إجمالي السكان على مستوى العالم ، وتتركز هذه السلالة أيضًا بشكل أكبر في قارة أفريقيا ؛ حيث أن نسبة السلالة الزنجية في قارة أفريقيا تبلغ ما يقرب من 70 بالمائة من سكان القارة ، ولذلك ؛ يُطلق عليها اسم القارة السمراء ، كما أن الزنوج في قارة أفريقيا يُمثلون 75 بالمائة من جملة الزنوج بالعالم .
وهناك عدة أقسام داخل السلالة الزنجية تشمل ما يلي : (زنوج السودان ، البانتو ، الأقزام ، النيليون ، البوشمن ، وغيرهم ) .
السلالة المغولية
أما السلالة المغولية فهم الأشخاص الذين يتسمون بالبشرة المائلة إلى الصُفرة والشعر الأسود المسترسل ، وهم يمثلون حوالي 40 بالمائة من إجمالي سكان العالم ، وتقع النسبة الأكبر منهم في الصين وكوريا واليابان ودول جنوب وشرق قارة اسيا ، وجماعة الاسكيمو في ألاسكا ، وكندا والهنود الحمر في أمريكا ، وبعض سكان سيبيريا .
السلالة القوقازية
وفيما يخص صفات السلالة القوقازية Caucasus ؛ فإن الأشخاص المنتمين إليها يتميزون بالبشرة البيضاء النقية ، والشفاه الرفيعة ، والشعر المتموج ، ونحن كعرب ننتمي إلى هذه السلالة البشرية ، وهي من السلالات المنتشرة بشكل كبير في مختلف قارات العالم سواء اسيا أو أفريقيا أو الأمريكتين أو أوروبا ، ويمثل أصحاب هذه السلالة نصف سكان العالم تقريبًا .
وهناك بعض السلالات الأخرى الفرعية أيضًا التي ينتمي إليها جزء من سكان العالم ؛ مثل السلالة النوردية المنتشرة في قارة أوروبا من الجهة الشمالية مثل دول ألمانيا والنرويج والدنمارك وإنجلترا ؛ وأبناء هذه السلالة يمتازون بالقامة الطويلة والفارهة في بعض الأوقات ، والبشرة النقية جدًا خفيفة اللون مع بروز لعظام الخدين ، ويُذكر أن أصحاب هذه السلالة هم الذين قد قاموا بغزو الهند وإيران منذ ما يقرب من 1300 عام ق.م. وهذا ما جعل أبناء هذه الدول يشبهون كثيرًا السلالة النوردية ؛ نتيجة الاختلاط الذي قد حدث بين أهل الهند وإيران وغيرهم وبين أبناء هذه السلالة .
خصائص السلالة القوقازية
-تُعتبر السلالة القوقازية هي أكثر أنواع السلالات البشرة انتشارًا في مختلف قارات العالم ، ونظرًا إلى التبادل الجيني والوراثي على مر العصور ، فقد نشأ عدد من السلالات المختلفة نوعًا ما والمتفرعة من السلالة القوقازية ، حيث أنها كان من المعروف أن القوقاز هم فقط أصحاب البشرة البيضاء ، أما الان فإن أصحاب البشرة القمحية مثل غالبية بناء الوطن العربي ينتمون إلى هذه السلالة ، ومن أشهر أنواع تلك السلالات الفرعية على سبيل المثال هي السلالة الميديترانية التي ينتمي إليها الشعب المصري ، والسلالة الألبية والتي ينتمي إليها السوريون والفرنسيون والإيطاليون وغيرهم .
-يوجد للسلالة القوقازية وجود في كل قارات العالم ، حيث أنهم يُمثلون النسبة الأكبر من سكان أوروبا وأمريكا الشمالية وبعض دول اسيا وأفريقيا وجميع دول حوض البحر المتوسط .
-يتميز القوقازيون بشدة بياض البشرة والشفاة صغيرة الحجم والوجه المشرب بالحمرة والشعر الأصفر أو البنى والأسود وتتباين تلك الصفات في العصر الحالي فيما يخص أبناء تلك السلالة من دولة إلى أخرى نظرًا إلى اختلاط الجينات بين أبناء الدول المختلفة عبر الزواج الذي يتم بين أشخاص ينتمون إلى سلالات مختلفة ، وهذا ما أدى إلى ظهور أجيال تحمل صفات مختلطة بعض الشيء بين السلالات .
-أشار الخبراء والمؤرخين إلى أن القوقاز يعود أصلهم إلى منطقة القوقاز الواقعة الواقعة بين حدود قارتي أوروبا واسيا ، وهي التي تقع بها أيضَا جبال القوقاز ، إلى جانب أن القوقلز كانوا ينقسمون إلى قوقاز الجنوب وقوقاز الشمال ، ويُذكر أن إطلاق هذا الاسم على سلالة القوقاز يعود إلى قوقاز ابن توغارما وهو من سلالة سيدنا نوح ـ عليه السلام ـ ؛ حيث يُعتبر هو حفيد ابنه يافث .
القوقاز في التاريخ الإسلامي
كانت بلاد القوقاز معروفة لدى المسلمين وخصوصًا الجزء الجنوبي منها باسم ( بلاد الرحاب ) ، وهي تُعتبر اليوم جزء من دولة روسيا ، ومنها دولة أرمينيا حينذاك ، ويُعض القائد المسلم ( عياض بن غنم ) هو اول من دخل امرينيا من المسلمين وكان ذلك في عهد أمير المؤمنين الفاروق ـ عمر بن الخطاب ـ رضي الله عنه ، حيث قد تم حينذاك إتمام الفتح الإسلامي لبعض المدن بها مثل بدليس ودربند .
وكانت مدينة باب الأبواب ( دربند ) ؛ هي أشهر مدن القوقاز لدى المسلمين وكان ذلك في عهد عثمان بن عفان ـ رضي الله عنه ـ وهي أحد مدن دولة داغستان في العصر الحالي ، وكانت تلك المدينة من أهم الدول الإسلامية في هذا الوقت وكان يحيطها سور كبير ممتد ذو قوة وسمك كبير ، وُذكر أن مدينة باب الأبواب أو دربند كانت مقر الأمراء والحكام العرب في ظل الخلافة العباسية .
وهناك عدد كبير من المدن التي قد تم فتحها فتحًا إسلاميًا على يد عدد كبير من القادة العرب وكانت تُمثل قدر كبير من المراكز الثقافية والعلمية الهامة لدى المسلمين وساعدت على دخول عدد كبير من أبناء القوقاز في الإسلام ، ومن أشهر هذه المدن هي كل من : مدينة تبريز ، مدينة مراغة ، مدينة شروان ، وغيرهم الكثير من المدن الأخرى الهامة .