نادي باريس الاقتصادي
يُعد نادي باريس الاقتصادي من أشهر النوادي المالية و الاقتصادية في العالم كله، حيث يُقدم مجموعة من الخدمات المالية، التي تأتي من بينها التمويل، وإعادة هيكلة الدين ، وسداد الديون، وإلغاء الدين للبلاد المستدينة مع دائنيهم، و يقوم بتخفيف الديون والآعباء المالية عن الدول المدينة والمُثقلة بالديون وتعاني من سدداها للدول الدائنة .
نادي باريس الاقتصادي
نادي باريس الاقتصادي عبارة عن جماعة غير رسمية ، تتكون من مجموعة من المسئولين الماليين من تسعة عشر دولة من أكبر الدول اقتصادا في العالم أجمع، وفي الوقت الحالي أصبحت 20 دولة بعد دخول إسرائيل إليهم، و الذين يقدمون الخدمات المالية، مثل: التمويل، و إعادة هيكلة الدين، وسداد الدين، و إلغاء الدين على البلدان المستدينة و التفاهم مع دائنيهم . [1]
كما يقوم صندوق النقد الولي بعمل تحديد لأسماء تلك الدول المستدينة بعد أن تكون كل الحلول البديلة قد فشلت، وقتها يتدخل الصندوق للحل .
تأسيس نادي باريس الاقتصادي
تم تأسيس نادي باريس الاقتصادي بعد الإطاحة بالرئيس الأرجنتيني خوان دومينجو بيرون بانقلاب عسكري عام 1955م ، وقد طالبت الأرجنتين الأمم المتحدة وصندوق النقد الدولي بجدولة ديونها ، فتم عقد اجتماع في باريس بين مندوبي الدول الرئيسية الدائنة للأرجنتين وتم عقد هذا الاجتماع في باريس عام 1956 م ، وكان ذلك بداية تأسيس نادي باريس .
ثم تم وضع بعض المبادئ و القواعد لإجراءات النادي خاصًة في نهاية عام 1970من خلال الحوار بين الشمال والجنوب .
موعد انعقاد نادي باريس الاقتصادي
يتم انعقاد اجتماع الأعضاء المسئولين بنادي باريس الاقتصادي كل 6 أسابيع ، وذلك في وزارة الاقتصاد والمالية والصناعة الفرنسية بمدينة باريس، ويرأس اجتماع النادي مسئول الخزانة الفرنسي الحالي وهو المدير المالي للخزانة رامو فرناندز . [2]
الهدف من وراء نادي باريس الاقتصادي
ويهدف نادي باريس الاقتصادي إلى إيجاد حلول الاقتصادية للأوضاع السيئة للدول ، حيث تسعى الدول الأعضاء للنادي إلى إيجاد محاولات أو حلول مناسبة لمواجهة المشاكل و الصعوبات التي تواجهها الدول التي لديها مديونيات و لا تستطيع سداد ديونها .
وتقوم الدول الأعضاء بنادي باريس بالاتفاق مع الدول الدائنة التي يكون لها أعضاء بالنادي على إيجاد حلول في إمكانية تغيير أساليب دفع المديونيات إليهم أو سداد الديون المستحقة لهم، حيث يجتمع النادي بالدول المدينة و التي تحتاج إلى دين عاجل لسداد ديونها، وذلك لتحسين أوضاعها الاقتصادية والمالية .
لذا فصندوق النقد الدولي يتدخل من الناحية العملية لوضع برنامج للدولة المدينة مشروط و مدعوم بضرورة الالتزام، حيث أن نادي باريس الاقتصادي ليس لديه أية قوانين تشريعية بصفته جهة غير رسمية فهم مجموعة من الأعضاء .
لذا تقوم الدول الدائنة بوضع مجموعة من القواعد و المبادئ التي تفيد بتأمين أي اتفاقات يتم إبرامها أو عقدها بين الدول المدينة و الدول الدائنة، وهذه القواعد يتم قبولها من كل الأطراف، و لابد من ضرورة الإجماع عليها و التضامن معها، و رغم ذلك تقوم الدول الدائنة بمنح بعض المرونة لتدخل نادي باريس في وضع الحلول للدول المدينة حتى السداد إذا وجدتها تجد بعض الصعوبات في سداد الديون .
كما يقوم النادي بلقاء الدول الدائنة حوالي من عشرة إلى أحد عشر مرة خلال العام، وذلك للتفاوض والتباحث فيما بينهم للوقوف حول موقف الديون الخارجية للدول المدينة، و وضع حلول منهجية خاصة بديون و قضايا الدول النامية التي تُعانى من عبء الديون الكثيرة، و تعقد تلك الاجتماعات في مدينة باريس .
الدول الأعضاء في نادي باريس الاقتصادي
يتضمن نادي باريس الاقتصادي مجموعة من الدول التي تملك أكبر اقتصاد في العالم، و هذه الدول تتمثل في كل من : (أستراليا، و النمسا، و بلجيكا، و كندا، و الدنمارك، أيضًا فنلندا، و فرنسا، و ألمانيا، و أيرلندا، بالإضافة إلى إيطاليا، و كوريا الجنوبية، و اليابان، و هولندا، مع النرويج، و روسيا، و إسبانيا، و السويد، سويسرا، و المملكة المتحدة، والولايات المتحدة ) .
و تلك الدول المذكورة سابقًا هم الأعضاء الدائمون للنادي، وقد انضمت إليهم إسرائيل في الفترة الأخيرة في (24 يونيو عام 2014 ) لتُصبح بذلك مجموعة الدول الأعضاء تتكون من 20 دولة .
بعض الأحداث التاريخية لنادي باريس الاقتصادي
أبرم أعضاء نادي باريس الاقتصادي مجموعة من الاتفاقيات، والتي وصلت إلى ما يقرب من أكثر من 343 اتفاقية منذ عام 1956، وكانت تتعلق بحوالي سبعة و سبعين دولة مدينة حول العالم، كما غطت الدول الأعضاء بالنادي حوالي ما يبلغ 389 مليار دولار و هو مجموع الدين المُغطى منذ عام 1983 .
أما في فترة التسعينيات، قامت الدول الأعضاء بنادي باريس بمعاملة البلاد الفقيرة على مستوى العالم، والتي تُعاني من الكثير من الديون والتي لا تستطيع إيجاد حلول لسدادها، حيث قام النادي وقتئذ مع تلك الدول المدينة بإعطائها مجموعة من الامتيازات مع أكبر الدول المدينة، و اتبعت معهم سياسات منح السندات المالية و لجأ النادي للدول الدائنة أو الغير حكوميين للحل .
ومع دخول الألفية الرابعة على وجه خاص في عام 2004، قام نادي باريس الاقتصادي بشطب كل ديون دولة العراق، كما قام النادي بعد زلزال المحيط الهندي في نفس العام 2004 بإعطاء تسهيلات لكل البلدان التي تضررت من الزلزال لسداد التزاماتها وديونها .
مبادئ نادي باريس الاقتصادي
يعمل نادي باريس الاقتصادي وفق مجموعة من المبادئ الهامة، والتي تُعرف بمبادئ النادي الستة ، و تتمثل في :
أن النادي يعمل كمجموعة لا كدول فردية .
قرارات النادي يتم إصدارها بالتوافق بين أعضائه .
يقوم أعضاء النادي بتبادل ما لديهم من معلومات حول القضايا التي تشغل اهتمام النادي .
النادي يتعامل مع القضايا التي تشغل محل اهتمامه كل حالة على حدا و ذلك لتجنب الوصفات أو الحلول الجاهزة .
القروض التي يقدمها النادي ترتهن بإبداء الدول المدينة استعداداتها لاتخاذ إجراءات اقتصادية للإصلاح .
كما أن النادي يضع شرطًا بألا تؤدي أو تُبرم أية اتفاقيات بين الدول المدينة مع أي دائن في المستقبل إلى تهديد مديونيتها لدول النادي .