من روماليزا ” محمد بن خلفان البرواني “

قد تجد العديد من الأبطال والعديد من أمجاد العمانيين على مر الزمان في أغلب صفحات التاريخ إلا أنه هناك العديد من الأبطال الذين لم يتم ذكرهم بشكل كبير، فأحد العمانيين تمكن بمهارته وشجاعته من إبهار قيصر ألمانيا الذي قام بتكريمه بدلاً من أن ينكل به بسبب ما قام به مع الاحتلال الألماني في أفريقيا.

من هو روماليزا

هو محمد بن خلفان بن خميس البروني، المعروف باسم بروناليزا ولد سنة 1855، هو عماني سواحلي، ولد بالجزء الأخير من القرن الـ19 وكان يعمل تاجراً للرقيق والعاج في شرق أفريقيا، وبمساعدة من تيبوتيب تمكن من أن يصبح سلطان أوجيجي، وفي فترة من الفترات تمكن من أن يسيطر على مدينة تنجانيقا بأكملها، وهذا قبل أن يتم هزيمته من قبل القوات البلجيكية التي كانت تحت قيادة البارون فرانسيس دانيس في شهر يناير سنة 1894م.

الخلفية التاريخية للتجارة بالقرن الـ 19

يعود تاريخ تجارة العبيد من شرق إفريقيا إلى آلاف السنين، تم توثيق العرب على أنهم تجار عبيد في ساحل شرق أفريقيا في القرن الثاني الميلادي، وأنشأ العرب سلسلة من المراكز التجارية على طول الساحل، من خلال التواصل المطول مع العرب، نشأت ثقافة سواحلية مميزة بين سكان البانتو في المنطقة، بالرغم من أن

اللغة السواحيلية

لها جذور في لغة البانتو، إلا أنها تضم العديد من الكلمات من أصل عربي.

لسنوات عديدة، كانت

زنجبار

تعتبر جزءاً من مملكة عمان، وحصل التجار السواحيليون والعرب على عبيد من شرق إفريقيا و باعوهم في الأسواق الكبرى مثل زنجبار على الساحل، وبلغت التجارة ذروتها في القرن التاسع عشر.

التاجر روماليزا

ولد روماليزا في ليندي في حوالي عام 1855، على ساحل المحيط الهندي في جنوب تنزانيا الحديثة. تلقى تعليمه في زنجبار في عهد ماجد بن سعيد (1856-1870)، وصل التاجر العربي من زنجبار إلى منطقة لوبا في أواخر خمسينيات القرن التاسع عشر، حيث كان يتاجر بالعبيد والعاج والنحاس، بالاعتماد على القوة حسب الحاجة لهزيمة الزعماء المحليين غير المتعاونين معه، وتمكن من أن يوسّع إمبراطوريته التجارية بثبات.

في عام 1875، أسس عاصمته كاسونجو، أمضى روماليزا بعض الوقت مع تيبوتيب في في تابورا في تنجانيقا الغربية، ويقال إنه اكتسب اسمه من قرية أو ضاحية قريبة تدعى روماليزا، شكلت قرية روماليزا تحالفاً تجارياً مع تيبوتيب.

تمكن روماليزا من إنشاء سوق كبير في يوجيجي حتى يتمكن من تبادل الملح الذي يعد السلعة الأهم في هذه المناطق مع العديد من السلع الأخرى، وذلك بالقرب من بحيرة تنجانيقا في دولة تنزانيا حاليا سنة 1840، تمكن روماليزا وتيبوتيب من السيطرة على المنطقة بحلول سنة 1881.

بعام 1883 تمكن روماليزا من أن يكون زعيماً على المجتمع السواحيلي في منطقة أوجيجي، حيث تمكن روماليزا وجنوده من أن يحكموا القبضة على خمس من أهم المراكز التجارية على الساحل الشمالي الشرقي لبحيرة تنجانيقا ما بين سنة 1884 و1894، كما قام بإطلاق سلسلة من الغارات في الجبال حتى يتمكن من السيطرة على هذه المناطق حتى قرية نهر روسيزي بحيرة كيفو.

في عام 1886، اعترف تيبوتيب بدولة الكونغو الحرة وأصبح حاكماً للمناطق الشرقية التي كانت مغطاة بشبكته التجارية، في عام 1890 قدم روماليزا كميات كبيرة من العاج لشركة البحيرات الأفريقية للنقل، وتوفي التاجر الشهير تاريا توبان في أواخر عام 1891، وحصل تيبوتيب على جزء من التركة لدفع للديون المستحقة له، ورفع روماليزا دعوة للحصول على حصة في محكمة دار السلام باعتبارها موضوعاً ألمانياً مخلصاً حديثاً، وحصل على بعض ممتلكات تيبوتيب في شرق إفريقيا التي كانت محتلة من المملكة الألمانية.

المبشرون في أفريقيا

أقام المبشرون من الآباء البيض مواقع في شمال غرب تنجانيقا وهم شكلوا عقبة أمام التوغلات العربية في منطقة مانيما، والتي يحميها الكابتن ليوبولد لويس جوبرت، والبابوي السابق زوييف، وسمح روماليزا لحملات التبشير في مولويوا وفي عام 1880 وبكيبانغا في عام 1883، لكنه لم يسمح لهم بإنشاء محطة في أوجيجي.

في عام 1886 حاول غزو بوروندي لكنه هزم من قبل الملك موزي جيسابو في Uzige الواقعة في مدينة بوجمبورا الفعلية، وفي مايو 1890 اقتربت مجموعة من العرب لمهاجمة الآباء البيض في مبالا على الشاطئ الغربي لبحيرة تنجانيقا، وانسحبت فقط بعد أن دمرت العاصفة عدداً من قوارب الإمدادات الخاصة بهم، وقبل مغادرتهم أكدوا أن روماليزا قد أعطاهم أوامر بعدم إلحاق الأذى بالمبشرين.

في سبتمبر 1890، قام مبشرو الآباء البيض Lonon Bridoux و Francois Coulbois بزيارة أوجيجي، حيث عثروا على روماليزا وتيبوتيب، وكان روماليزا حريصاً على أن يكون المبشرين قدموا تقريراً جيداً عنه إلى أمين باشا، الذي كان من المتوقع أن يصل إلى يوجي، اعتذر روماليزا عن العداء الذي أظهره رجاله للمبشرين، قائلاً إنه غير قادر على السيطرة عليهم.

ومع ذلك، كان روماليزا مصمماً على القضاء على ليوبولد لويس جوبيرت، قائد القوات التي تدافع عن الآباء البيض، والذي كان يعطل تجارة الرقيق، وبحلول عام 1891، كان العبيد يسيطرون على كامل الشاطئ الغربي للبحيرة باستثناء مبالا وسهل مرومبي، كان موقف جوبيرت غامضاً، حيث عين البلجيكيون تيبوتيب ملازماً لهم في المنطقة، لكن جوبيرت رفض الاعتراف بسلطة العبيد.[1]

خلال فترة هدوء في يناير عام 1891، زار الأب موينيت أوجيجي، هناك وجد روماليزا يرفع علماً ألمانياً وقال إنه ينتظر وصول الألمان حتى يتمكن من تسليمها إليهم، في رسالة إلى جوبرت في أبريل 1891، سأل روماليزا عما إذا كان يعمل من قبل المبشرين أم من قبل حكومة الكونغو، كان جوبرت مراوغاً في رده، مشيراً إلى أن روماليزا كان يرفع العلم الألماني وأحياناً علم زنجبار وأحياناً علم بريطانيا.

نهاية الأحداث مع روماليزا

تمكنت دولة الكونغو من أن تصبح دولة حرة وقوية، بالإضافة إلي أنها كانت أقل تسامح مع العرب الأقوياء في هذا الوقت، إلا أنهم عزموا على أن يتخلصوا منهم نهائياً، في عام 1892م تمكن روماليزا من السيطرة على تنجانيقا في أوجيجي من خلال تجارة الرقيق من شلالات ستانلي في شمال نهر لوالابا إلي نيانجوي من ناحية الشرق وصولاً إلى بحيرة تنجانيقا ثم عبروا إلي تابورا ثم إلي باجامويو المعاكسة لزنجبار، وقد كان إجمالي عدد المقاتلين السواحليين في هذه المنطقة ضخم للغاية فوصلوا إلي مائة ألف مقاتل، ولكن كان كل زعيم منهم يتصرف بشكل مستقل.

على الرغم من أنهم كانوا ذوي خبرة ومهارة في القتال والحروب إلا أنهم كانوا مسلحين بأسلحة وبنادق بسيطة، ولكن البلجيكيين كانوا ستمائة جندي ومقمسين بين المخيمات في لوسامبو وباسوكو، إلا أنهم كانوا مسلحين بشكل كبير وأفضل من المقاتلين السواحليين حيث كانوا يمتلكون ستة مدافع، بالإضافة إلى أن حملة جديدة من

بلجيكا

أتت تحت قيادة كابتن جاك حتى يخلف جوبير سنة 1892، وقام بإنشاء بعض المواقع في ألبرتفيل، والذي تمكن منها من أن يهزم قوات روماليزا.

كان رزماليزا من الأهداف المهمة للقوات البلجيكية، إلا أنه لم يأخذ روماليزا بنصيحة زميله التاجر تيبوتيب بأن يتقاعد عن التجارة والحرب، فروماليزا فضل أن يقف بشجاعة مع شعبه في منطقة بحيرة تنجانيقا، وقام روماليزا بإعداد جيش قوي للغاية، واشتبك مع قوات دانيس البلجيكية، وتسبب في خسائر كبيرة لهم، وهاجم روماليزا موقعاً بالقرب من كاسونغو، ولكن دانيس تمركز بقواته وتمكن من هزيمة روماليزا، ثم دمر المواقع المحصنة لروماليزا، وحصل على دعم من حملة كابتن ألفونس جاك، وتمكن من هزيمة جيش لروماليزا والقبض على ألفين منهم، ثم هرب لروماليزا إلى المناطق الإفريقية الألمانية.[2]