استراتيجية نجمتين وأمنية
لا شك أن الاعتماد على الخبرات والتجارب العلمية والعملية الحديثة في شتى المجالات قد ساعد على تذليل الصعاب وتحقيق الأداء العالي المطلوب في كافة المؤسسات والقطاعات ، ولقد شمل ذلك مجال التعليم أيضًا ؛ حيث قد عكف كبار خبراء التربية والتعليم على مستوى العالم في صياغة عدد كبير من
الاستراتيجيات الحديثة
والتي قد ساعدت على زيادة فاعلية العملية التعليمية وزيادة معدل مشاركة الطالب داخل الفصل بدًلا من أن يتم الاكتفاء بدور الطالب في تلقي المعلومات فحسب .
الاستراتيجيات التعليمية الحديثة
لقد شهد العقد السابق اتجاه عدد كبير جدًا من الوزارات والهيئات التعليمية داخل الدول العربية والأجنبية الاتجاه إلى تطبيق بعض الأفكار التدريسية والأساليب التعليمية الحديثة التي من شأنها أن تُساعد على زيادة وعي وإدراك الطالب وتُساعد أيضًا على التخلص من الشكل التقليدي للعملية التعليمية .
حيث أن الشكل المعتاد عليه دائمًا هو الشكل النمطي الذي يصطف به التلاميذ في مجالسهم ويقف المعلم ويبدأ في إلقاء عدد ضخم من المعلومات على مسامع الطلاب ، ولا يوجد للطالب دور هنا سوى أن يكون متلقيًا للمعلومات مباشرةً دون تفنيد أو تفكير ؛ وهذا ما قد ساهم للأسف في تخريج أجيال لا تعي شيئًا عن أحداث الحياة والطريقة الصحيحة للتعامل معها وفهم وتحليل الأفكار من حولهم إلى جانب عدم قدرتهم أيضًا على اقتحام
سوق العمل
لوجود فجوات كبيرة بين متطلبات الوظائف وأصحاب التوظيف وبين خبرات وقدرات هؤلاء الخريجين .
ومن ثم كان بالفعل لا بُد من الاعتماد على الاستراتيجيات التعليمية الحديثة التي تهدف جميعها إلى زيادة نسبة مشاركة الطالب في الحصول على المعلومات وتحليلها منذ الضصغر حتى يكون ذو علم وفهم ودراية وقدرة على فهم ومتابعة وتحليل الأحداث عند الكبر .
وفي هذا الصدد ؛ ظهر عدد لا حصر له من
الاستراتيجيات التعليمية الحديثة
التي تنص الغالبية العظمى منها على تنمية مهارات وقدرات ومواهب الطلاب الفكرية والعلمية والفنية وغيرهم أيضًا .
طرق تقييم الطلاب
كما لم تغفل الاستراتيجيات الحديثة في مجال التربية والتعليم أيضًا عن أهمية وجود بعض الطرق والأساليب التي يُمكن من خلالها تقييم أداء وأفكار الطالب والعمل على مقاومة أي إعوجاج أو انحراف في سلوكه ، ومن هذا المنطلق ؛ ظهرت استراتيجية نجمتين وأمنية التي قد ساعدت على تقييم أداء الطلبة والطالبات وتحفيزهم على المذاكرة والفهم والعمل ومضاعفة نشاطهم داخل الصف بشكل إيجابي تمامًا .
ولا سيما أن الاستراتيجيات الحديثة لا تهدف بأي حال من الأحوال إلى إلغاء عقل الطالب ومحاولة توطينه على مفاهيم أو أهداف بعينها ؛ وإنما هي قائمة أولًا واخيرًا على أن تنمي عقلية الطالب حتى تكون كل قراراته وردود أفعاله في الحياة ناتجة عن تحليل وتفكير ونابعة من كينونته الشخصية دون أي ضغوطات أو تأثيرات خارجية على فكر الطالب .
استراتيجية نجمتين وأمنية
تُعتبر استراتيجية نجمتين وأمنية واحدة من أشهر وأفضل الاستراتيجيات التعليمية التشويقية التي يعتمد عليها عدد كبير جدًا من المعلمين والمعلمات داخل وخارج مدارس المملكة من أجل الوصول إلى تقييم فعلي وحقيقي للطلاب ، وهي تتم عبر الخطوات التالية :
-يقوم المعلم بطرح أحد الأفكار العامة أو المتعلقة بأحد أجزاء الدروس المقررة على الطالب في
المنهج
.
-وحتى يتثبت المعلم من مدى استيعاب الطلاب وفهمه للنقطة التي قد تناولها بالشرح ، فهو يطلب من كل تلميذ أن يقوم بطرح ميزتين هامتين في الموضوع محل النقاش وهما اللتان يُطلق عليهما ” النجمتين ” .
-ويطلب من كل تلميذ أيضًا أن يضع تصوراته ومقترحاته الخاصة من أجل تطوير أو إصلاح الموضوع محل النقاش أيضًا وهي التي يُطلق عليها ” الأمنية ” .
-وبذلك سوف يتمكن المعلم من الإطلاع على طريقة تفكير كل طالب وما هي الأجزاء التي يُركز اهتمامه عليها أكثر ويرى أنها تمثل مميزات ويرى أيضًا ما هي المقترحات التي يطرحها الطالب وتصوراته الخاصة من أجل تطوير وتحسين بعض المجالات وفق رؤيته .
أمثلة على استراتيجية نجمتين وأمنية
يُمكن تطبيق استراتيجية نجمتين وأمنية في جميع المواد التعليمية وفي جميع الصفوف الدراسية بمرحلة التعليم الأساسي أيضًا ومن الأمثلة على ذلك ، ما يلي :
قام أحد المعلمين بشرح أهمية الحرص على التعليم واكتساب العلم والمعرفة دائمًا والبحث والإطلاع والقراءة الدائمة من أجل تعزيز مستوى الثقافة العامة والوعي والإدراك لدى كل الأشخاص سواء الكبار أو الصغار ، وتم تطبيق الاستراتيجية على هذا المثال بواسطة الطلاب على النحو التالي :
-النجمة الأولى : يتم تقديمها إلى
وزارة التعليم
بالدولة نظرًا إلى حرصها الدائم والقائم طوال الوقت على تطبيق أحدث وأهم الاستراتيجيات التعليمية الحديثة وتدريب الطلاب عليها من أجل رفع درجة وعيهم .
-النجمة الثانية : يتم تقديمها إلى المعلمين و
المعلمات
نظرًا إلى مجهودهم الكبير الذي يبذلونه مع الطلبة والطالبات من أجل تمرينهم على تطبيق تلك الاستراتيجيات بصدر رحب مما يُساعد الطلاب على تنمية مداركهم وتحصيلهم العلمي والمعرفي .
-الأمنية : أما الأمنية في هذه النقطة ؛ فهي قد تكون رغبة بعض التلاميذ في تحقيق جودة التعليم في جميع
مدارس المملكة
العامة والخاصة دون تمييز ، وقد تكون الأمنية في أن يتم إدخال القتنيات الرقمية التي تُساعد على تعزيز عملية الحصول على العلم بشكل نشط وإيجابي وأكثر فاعلية عن التعليم النظري ، وهكذا .
أهمية نظرية نجمتين وأمنية
كما قد أشار خبراء التعليم والتربويين والباحثين والدارسين والمهتمين بالاستراتيجيات التعليمية الحديثة إلى أن نظرية نجمتين وأمنية ؛ تأتي بعدد كبير من الثمار الإيجابية في العملية التعلمية ، مثل :
-تُساعد بشكل كبير جدًا على أن يتم تقييم طريقة تفكير كل طالب ونسبة استيعابه للمادة العلمية التي قد تلقهاها وطريقة تفنيده للأحداث والأفكار والقضايا العامة المطروحة حوله .
-كما أنها تُساعد المعلم في التعرف بشكل مُقرب وأكثر واقعية على اهتمامات الطالب من خلال النجمتين ؛ حيث أن كل طالب يعطي النجمتين وفقًا لوجهة نظره إلى أهم أجزاء ومزايا الموضوع محل النقاش ، وبالتالي ؛ وعلى سبيل المثال إذا اختار الطالب إعطاء النجمة في المثال السابق إلى المعلم والمعلمة ؛ فهذا يدل على أنه ذو ولاء وانتماء وتقدير لمجهودات الاخرين ، وإذا أعطى النجمة لأثر التعليم الإيجابي في رفع درجة الوعي والثقافة في المجتمع ؛ فهي تكون دليل على مدى إدراك واستيعاب التلميذ لأهمية القضية محل النقاش وأثرها في الدول والمجتمعات .
-ومن جهة أخرى ؛ فإن الأمنية التي يضعها الطالب تنقل بصورة واقعية أهم تطلعات الطالب في المستقبل ؛ حيث أنه إذا أراد أن ينتشر التعليم مثلًا في كل ربوع الدولة يكون ذو تفكير تخطيطي ، وإذا أراد أن يتم إدخال أحدث التقنيات العالمية في العملية التعليمية ؛ فهو يكون ذو إطلاع ورغبة في الاستفادة من أحدث التطورات والتقنيات العالمية ، وهكذا .
وبالتالي ؛ فإن الاعتماد على هذه الاستراتيجية سوف يُساعد بشكل عملي وفعال على اكتشاف طريقة تفكير الطالب وتقييمه ، وسوف يُساعده أيضًا على تحليل الموضوعات والأفكار واستشفاف أهم النقاط الإيجابية بها ، وما الذي تحتاج إليه كي تُصبح ذو وضع أفضل في ضوء رؤيته الخاصه .