ما هي الشبكة الكونية
وسط ذلك الترتيب المتقن للكون من حولنا ، لا يمكن أن تكون المجرات الأخرى موزعة بشكل عشوائي ، فقد أكد العلماء أنها عملية منظمة تمامًا ، تم تحديدها على بعد 12 مليار سنة ضوئية من الأرض ، فقد استطاعت الجاذبية أن تضم الكون في شبكة كونية عملاقة ، عبارة عن بنية واسعة تشكلت من خيوط غازية خافتة الوهج تربط المجرات البعيدة ببعضها .
ما هي الشبكة الكونية
كشفت الملاحظات القديمة عن مجموعة من المجرات الموجودة في كوكب الدلو على بعد 12 مليار
سنة ضوئية
، وهي مجموعة تتكون من مئات إلى آلاف المجرات وتعد أكبر الهياكل التي تجمعها الجاذبية في الكون ، متصلة ببعضها البعض عن طريق خيوط غاز خافتة ، فقد كان ذلك الكشف هو العبور الأول نحو تفسير كيفية تشكل الكون بعد الانفجار الأعظم ، ثم حديثًا تم الكشف من خلال أجهزة مصممة لالتقاط أضعف الهياكل الموجودة ، حيث قال عالم الفيزياء الفلكية في جامعة دورهام البروفيسور ميشيل فوماغالي: ” من المثير أن نرى بوضوح للمرة الأولى خيوط متعددة وممتدة في بداية الكون ، أخيرًا نحن نمتلك طريقة لدراسة هذه الهياكل بشكل مباشر وفهم دورها بشكل مفصل في تنظيم
الثقوب السوداء
والمجرات الهائلة ” .
ومن خلال كشف المحاكاة الحاسوبية ظهر هذا الهيكل لأول مرة منذ عقود بهذا الشكل الواضح لرؤية الضوء والمجرات لكن الغاز الخافت الذي يربط بينهما ظل صعب الالتقاط بشكل مصور . [1]
وقد كان آخر ما تم التقاطه للشبكة الكونية عندما كان عمر الكون لا يتعدى الـ 2 مليار عامًا ، هو ليس تصويرًا واضحًا بما يكفي لكنه الأفضل فيما نملك . [1]
ضوء الشبكة الكونية
اكتشف العلماء الشبكة الكونية بشكل غير مباشر ، حيث عندما تنظر إلى الشبكة الكونية يظهر نورًا لامعًا على مسافة الطريق بين المجرات بالتدقيق فيه أكثر يظهر كغابة من الخطوط المتداخلة ، تلك الخطوط امتصت الهيدروجين من جميع الشعيرات التي صادفتها ، ولكن ليس هناك الكثير منها ولكن ذلك الغاز الرابط بين المجرات موجودًا لكنه لا ينبعث منه الضوء بشكل كبير . [2]
فمن الممكن أن يكون الغاز مضيئًا بواسطة الضوء المنبعث من المجرة نفسها ، حيث تنفجر تلك المجرات مع
النجوم حديثة الولادة
أو تحتوي على ثقبًا أسودًا مملوءًا بالغاز ، والذي يؤدي إلى انتشار غاز الهيدروجين المشع على جوانب المجرة .
وتم الكشف عن أن المجرة UM 287 تعمل كمصباح كهربائي فلكي ، حيث تكون قادرة على إضاءة خيوط طولها 1.5 مليون سنة ضوئية . [2]
كشافات كونية
رصد فريق أومهاتا مجموعة من الكشافات الكونية عن طريق مستكشف الطيف متعدد الوحدات ” MUSE ” ووضعوه على تليكسوب هائل الحجم تابع للمرصد الجنوبي الأوروبي في تشيلي ، حيث تم التركيز على مجرات بعيدة يطلق عليها اسم ” SSA22 ” والتي لكي يصل ضوئها إلى الأرض يستغرق 12 مليار سنة ضوئية ، هذه المجرات تقوم بإضاءة الغاز الموجود بين المجرات وذلك هو سر توهجه . [2]
وعن طريق ” MUSE ” أيضًا تم اكتشاف بقع مضيئة في غاز الهيدروجين الموجود بين المجرات والذي يربط بينها ، وأيضًا على المناطق الخافتة التي تربط بين المجرات . [2]
يؤكد علماء الفلك أن هذه المنطقة الواقعة بين المجرات أو ما تسمى الشبكة الكونية تحتوي على غاز تقدر قيمته بـ تريليون صنز ، ولكن هذا الغاز لا يظل ثابتًا بل هو متحرك لذا من الممكن أن يتدفق إلى المجرات مما يساعد على تكوين النجوم أو يزيد من نشاط الثقوب السوداء . [2]
ولعل من أغرب ما لدينا أن تلك الراصدات الكونية التي نملكها لا يمكنها إلا رصد الكون البعيد أو المجرات البعيدة ، حيث يمتد الضوء في أطوال الموجات فوق البنفسجية إلى أطوال موجبة تسهل رؤيتها ، وحتى الأشعة تحت الحمراء خلال مرورها في الكون الفسيح ، ولكن لكي نراقب الكون القريب يجب أن نستطيع الوصول إلى أطوال موجات فوق البنفسجية وتلك هي التي يقوم بحجبها الغلاف الجوي للأرض . [2]
ويقول إريكا هامدن من جامعة أريزونا: ” إن استكشاف التاريخ الكوني الكامل عن طريق انبعاثات الغاز يتوجب وجود قمر صناعي للأشعة فوق البنفسجية تساعد على الرؤية ، أي أن الأمر يستدعي إدخال تلسكوب كبير للأشعة فوق البنفسجية إلى الفضاء وذلك يمثل تحديًا لأسباب لوجستية ومالية ” . [2]
الشبكة الكونية ونمو المجرات
أكدت الدراسات التي أجريت حديثًا أن الغازات المتوجهة التي تحيط بالمجرات وتربط بينها ، تساعد في تغذية نمو المجرات ذات الحجم الصغير ، وهذا ما يفسر كيف يتطور الكون مع مرور الوقت ، حيث أشارت الأبحاث السابقة إلى بعد ولادة الكون في الانفجار الأعظم من 13.8 مليار سنة ، انهار جزء كبير جدًا من الهيدروجين ذلك الغاز الذي يشكل غالبية المادة الموجودة في الكون لتتشكل في هيئة صفائح عملاقة ، ثم انفصلت تلك الصفائح مكونة خيوط شبكة كونية هائلة .
وتصورت المحاكاة الحاسوبية أن حوالي 60% من الهيدروجين الذي نتج عن الانفجار الأعظم موجود في هذه الخيوط الشاسعة ، ولمن ظلت كلها مجرد نظريات بعيدة المنال عن التأكيد نظرًا لصعوبة الوصول لهذه الغازات الموجودة في تلك الخيوط أو الشعيرات .
وقال البروفسير وعالم الفلك أومهاتا: ” لم أتوقع أن أرى هذه الخيوط عبر شبكة الإنترنت ، ظننت أنها أضعف بكثير من إمكانية رؤيتها ” . [3]