مفهوم بطاقة الاداء المتوازن

في مجال المال والأعمال ؛ يتم قياس مدى نجاح أي مؤسسة بناءًا على عدد الإنجازات الإيجابية والانتشار والأرباح التي قد تمكنت من تحقيقها خلال فترة زمنية مُحددة ، وكما نعرف جميعًا أنه يوجد عدد كبير من النماذج المتعددة والخاصة بتطوير أداء المشاريع والمنظمات والأعمال التي تهدف دائمًا إلى استخدام بعض المعايير من أجل قياس وتقييم أداء الشركة أو مؤسسة العمل ، وتُعد بطاقة الأداء المتوازن هي أحدث وأهم المقاييس المستخدمة في هذا الصدد .

بطاقة الأداء المتوازن

لقد تضافرت جهود العلماء والدارسين والباحثين في مجال البيزنس و

إدارة الأعمال

وقد رافق ذلك التطور الهائل فيما يخص مفاهيم الجودة والكفاءة والخبرة والتنظيم الهيكلي والإداري الجيد للمنشات والاستراتيجيات الإدارية الحديثة أيضًا ؛ حتى تم التوصل في نهاية الأمر إلى ما يُعرف باسم بطاقة الأداء المتوازن أو وثيقة التقييم المتوازنة والتي تعرف اختصارًا بـ BSC أو Balanced Scorcard .

وتعتبر بطاقة الأداء المتوازن هي أحد الأدوات التي يتم الاعتماد عليها من أجل بناء الخطط الاستراتيجية داخل مؤسسات العمل ؛ ومن ثَم تكون عامل هام جدًا ومساعد لإدارة المؤسسة من أجل تقييم الأنشطة والأداء الخاص بها وفقًا للرؤية والاستراتيجية الخاصة التي تعتمد عليها كل مؤسسة .

ويرى أصحاب ريادة الأعمال أن بطاقة الأداء المتوازن لا تعتبر نظام من أجل قياس وتقييم أداء

منظمة العمل

فحسب ؛ وإنما هو عبارة عن نظام إداري يعتمد بشكل دقيق على الربط بين الأهداف والمقاييس المختلفة ومستويات الأداء والتقدم التي تضعها الشركة أو مؤسسة العمل نصب عينيها ، وبالتالي ؛ فإن تلك البطاقة تعتبر مساعد ذكي يُمكن من خلاله لصاحب منشأة العمل أن يتنبأ بمدى إيجابية خطته الاستراتيجية ومدى توافقها مع تحقيق أهداف ورغبات مؤسسة العمل في التقدم والازدهار ؛ ومن ثَم اكتشاف أي عوامل خلل أو أداء متدني والعمل على إصلاحه وتطويره فورًا قبل أن يؤثر سلبيًا على نجاح مؤسسة العمل .

وقد قام البعض الاخر أيضًا بتعريف بطاقة الأداء المتوازن على أنها عبارة عن استراتيجية مبتكرة تُساعد إدارة مؤسسة العمل على التعرف مردود الأداء الداخلي للمؤسسة ومدى جودة المنتجات التي تقدمها من أجل أن تكون قادرة طوال الوقت على تنفيذ التطوير المستمر للحصول على أفضل النتائج عبر الأداء العالي والمثالي لكل كوادر مؤسسة العمل .

أهمية بطاقة الأداء المتوازن

أشار خبراء المال والأعمال أيضًا إلى أنه يمكننا تلخيص أهمية بطاقة الأداء المتوازن في أكثر من نقطة ووظيفة على النحو التالي :

قياس أداء المنظمة

حيث أنه هذه البطاقة تنقل صورة حقيقة وواقعية عن معدل أداء المؤسسة والتغذية العكسية لكل العمليات التي تقوم بها الإدارة سواء الداخلية أو الخارجية والتعرف جيدًا على مردود تلك الأنشطة والعمليات من أجل إصلاح أي إعوجاج عن حيود عن الطريق الصحيح في مسار أداء مؤسسة العمل ككل .

تنفيذ الاستراتيجية بنجاح

كما أن بطاقة الأداء المتوازن BSC لا تفرض تطبيق استراتيجية بعينها على أي مؤسسة ، لأن كل مؤسسة عمل كفيلة بأن تقوم بتحديد استراتيجية العمل الأصلح والأنسب لها في ضوء عدد كبير من المعطيات الخاصة بكل مؤسسة عمل ، وإنما يرتكز دور بطاقة الأداء المتوازن هنا على إرشاد وتوجيه الإدارة إلى طريقة تنفيذ تلك الاستراتيجية بشكل صحيح ودقيق من خلال اكتشاف أي تقصير أو خلل وعلاجه فورًا ، ومن ثم ؛ تُعد هذه

البطاقة

عامل هام وأساسي في نجاح وتقدم مسيرة العمل في أي مؤسسة سواء عامة أو خاصة وسواء مؤسسة كبيرة أو شركة صغيرة .

توضيح موضع المبادرات

ويُذكر أن بطاقة الأداء المتوازن BSC تُساعد أيضًا على توضيح أهم الأجزاء والمواضع التي تتطلب نوعًا من المبادرات والتي تعني رفع نسبة الإنفاق والعمل بها دونًا عن غيرها من أجزاء وأقسام العمل الأخرى ؛ من أجل تحسين الأداء ورفع معدل وكفاءة إنتاجية الشركة ومؤسسة العمل ككل .

معدل تحقيق الأهداف

لا بُد لكل شركة أو مؤسسة عمل أن تضع خطة زمنية مُحددة وإن كانت خطة لمدة خمس سنوات مثلًا ووضع هدف مُحدد من أجل تحقيقه ، وكما هو متعارف عليه فإن جميع الاستراتيجيات الخاصة بتنظيم العمل تعتمد على انتهاء المدة الزمنية الموضوعة للخطة من أجل تقييمها بشكل دقيق ، أما في حالة الاعتماد على معايير ومحاور بطاقة الأداء المتوازن بشكل دائم ومستمر ؛ فإن ذلك من شأنه أن يُساعد صاحب المشروع والرئيس التنفيذي والمدير التنفيذي والإداري أيضًا بالشركة في التعرف على مجريات سير الخطة ومحاولة إصلاح أي خلل فورًا عند ظهوره بشكل يُساعد على تفادي أي أخطاء ويرفع نسب نجاح الاستراتيجية وخطة العمل الموضوعة بنسبة تفوق الـ 90 بالمائة .

أهم محاور بطاقة الأداء المتوازن

هناك مجموعة من المحاور الهامة والأساسية التي قد اعتمد عليها نجاح استخدام مفهوم الأداء المتوازن داخل مؤسسات العمل ، وقد ذكر الخبراء أن تلك المحاور تأتي على النحو التالي :

المحور المالي

وهو يرتكز بشكل كامل على الناحية المالية لمؤسسات العمل ويهتم بالأهداف المالية لها فقط ، ومن أبرز الأمثلة على ذلك أن المحور المالي لبطاقة الأداء المتوازن يتضمن توضيح تكلفة المنتج النهائية ، العائد على

الاستثمار

، معدل التدفق النقدي ، صافي الأرباح ، ومجمل الأرباح ، والقيمة المضافة ، وغيرها من المفاهيم الاقتصادية الهامة التي تعتبر هي الركيزة الأساسية للقسم المالي في جميع مؤسسات العمل .

محور المستهلك

لا شك أن الوصول إلى المستهلك والحصول على ثقته ورضائه عن منتجات الشركة من أبرز مظاهر نجاح مؤسسة العمل الخدمية أو الإنتاجية ، وبالتالي لا بُد ان تكون تتمكن من تحقيق درجة نجاح فائقة في هذا المحور على وجه التحديد حتى تتمكن من الاستمرار في السوق ، ومن أهم المصطلحات التي يتضمنها محور المستهلكين والعملاء في بطاقة الأداء المتوازن كل من : خدمة العملاء والدعم الفني للمنتج ، معدل تحقيق ولاء ورضاء العملاء ، معدل تحسين الخدمات والتجاوب مع احتياجات العملاء ، ومعدل التجاوب بشكل إيجابي أيضًا مع شكاوى العملاء .

محور التقدم والنمو

وهذا المحور في بطاقة الأداء المتوازن أيضًا يُطلق عليه اسم محور الإبداع ؛ ويرجع ذلك إلى أن هذا المحور يتناول أهم الخطط والأهداف و

الأفكار الجديدة

التي تضعها مؤسسة العمل من أجل تقديم مستوى أفضل من الخدمات وتحقيق أفضل تجربة مستخدم ويقيس معدل النمو التقدم الدائم والمستمر أيضًا في مسيرة العمل داخل المؤسسة .

محور العمليات الداخلية

لا شك أن العمليات الداخلية في أي شركة هي العامل الحاسم في معدل نجاح واستمرار قوة هذه الشركة ، وبالتالي ؛ فإن بطاقة الأداء المتوازن لم تغفل بالطبع عن تقييم هذا الجانب ، ولذلك ؛ فهي تتناول في هذه النقطة التعرف على معدل تطوير الأنظمة الإدارية والتنفيذية داخل الشركة ، ومعدل التعاون بين الموظفين وأقسام العمل داخل الشركة ، ومدى تطبيق التكنولوجيا الحديثة والرقمية في الخدمات المُقدمة إلى المستهلكين أيضًا .والأفكار المطروحة من أجل تطوير المنتج وغيرها من الأفكار والأساليب الإدارية والتنفيذية الأخرى الخاصة بالبيئة الداخلية لمؤسسة العمل .