التهاب الفقار القسطي
الام العظام والمفاصل تعتبر من أقوى أنواع الالام التي يُمكن أن يتعرض لها أي شخص ، وخصوصًا أمراض العظام المزمنة التي تنتج بسبب خلل جيني يؤدي إلى حدوث الالتهابات ولا سيما التهابات العمود الفقري الذي يُعتبر المحور الأساسي في تنظيم حركة الجسم ، ومن أشهر هذه الأمراض هو مرض التهاب الفقار القسطي .
ماهو التهاب الفقار
التهاب الفقار القسطي أو التهاب المفاصل الفقري Spondyloarthritis أو كما يُعرف باسم ankylosing spondylitis هو عبارة عن مجموعة من الالتهابات التي تؤدي إلى الإصابة بالتهابات المفاصل ، ويرى العلماء أن العامل الأساسي في الإصابة بهذا النوع من الالتهابات العظمية والمفصلية يكون وراثي ، ولا يُوجد أي طريقة يُمكن من خلالها الوقاية من هذا المرض [1] .
وينقسم التهاب الفقار القسطي إلى الالتهاب المحوري والالتهاب المحيطي ، وغالبًا ما يؤثر النوع المحوري على مفاصل منطقة الحوض والعمود الفقري ، ويؤثر النوع المحيطي على مفاصل الأطراف .
وفي بعض الأحيان ؛ قد يؤدي مرض التهاب الفقار القسطي إلى الإصابة بالتهابات في العينين والجهاز الهضمي وبعض أجزاء الجسم التي ترتبط بها الأربطة والأوتار بالعظام .
ويُعتبر التهاب الفقرات التصلبي Ankylosing spondylitis المعروف اختصارًا بـ AS هو أكثر أنواع المرض انتشارًا بين الكثير من الأشخاص ، ومن أنواع المرض الأخرى التهاب المفاصل التفاعلي ،
التهاب المفاصل الصدفي
، التهاب المفاصل المعوي ، وكذلك التهاب المفاصل الفقارية غير المتمايزة
.
أعراض التهاب الفقار القسطي
الأعراض الرئيسية للمرض تكون عبارة عن الام وتصلب وتورم في العظام والمفاصل وقد يؤدي ذلك إلى إلحاق الضرر والتلف والألم الشديد في العظام كما أماكن الشعور بالألم تختلف وفقًا لنوع الالتهاب الفقاري لدى المريض على النحو التالي :
أعراض التهابات الفقرات التصلبي
يبدأ الشعور بالألم في هذه الحالة في منطقة
الأرداف
وأسفل الظهر ، وقد يمتد الألم إلى الصدر والعنق ، والأوتار والأربطة في مختلف أجزاء الجسم ، وفي بعض الأحيان النادرة قد يؤثر مرض AS على القلب والرئتين .
أعراض التهاب المفاصل المعوي
كما أن أعراض التهاب المفاصل المعوي Enteropathic arthritis تظهر على شكل ألم في مفاصل العمود الفقري والساق والذراعين ، وقد يؤدي هذا المرض إلى الإصابة بالإسهال الدموي والإصابة بآلام والتهابات البطن والأمعاء .
أعراض التهاب المفاصل الصدفي
كما أن مرض
التهاب المفاصل
الصدفي Psoriatic arthritis قد يؤثر على العمود الفقري ويسبب الشعور أيضًا بالام في منطقة الرقبة .
أعراض التهاب المفاصل التفاعلي
ومرض التهاب المفاصل التفاعلي Reactive arthritis يؤدي إلى الإصابة بالام المسالك البولية والمفاصل والعينين ، وقد يؤدي في بعض الأحيان إلى الإصابة التهاب شوكي في المفاصل .
أعراض التهاب المفاصل الفقارية غير المتمايزة
وهو يؤدي إلى حدوث بعض الأعراض المشابهة تمامًا لمرض التهاب الفقرات التصلبي AS حيث يبدأ بظهور ألم في الأرداف و
أسفل الظهر
وفي كعوب الأقدام .
أسباب التهاب الفقار القسطي
السبب الرئيسي والدقيق للإصابة بمرض التهاب الفقار القسطي لم يتم اكتشافه حتى اليوم ، ولكن على الرغم من ذلك فإن جميع انواع المرض يُصاحبها وجود جين HLA-B27 ، وعلى الرغم أن الجين لا يُسبب الإصابة بشكل كامل بالحالة المرضية ، إلا أنه يُزيد من خطر تعرض المريض إلى الإصابة بالمرض .
ومن جهة أخرى ؛ أشار بعض العلماء إلى أنه قد يكون هناك هناك علاقة بين عدم توازن الميكربيوم وحدوث التهابات المفاصل أو أي من امراض الالتهابات الأخرى ، كما يوجد الحاجة إلى إجراء المزيد من الدراسات والأبحاث أيضًا من أجل الكشف عن العلاقة بين بكتيريا الأمعاء والالتهابات الجهازية .
وهناك بعض الدراسات التي قد أكدت على أن الإصابة بالعدوى البكتيرية مثل الإصابة ب
الكلاميديا
أو العدوى التي تنقلها الأغذية الملوثة يؤدي بشكل كبير إلى تطور التهابات المفاصل .
عوامل الإصابة بالتهاب الفقار القسطي
هناك بعض العوامل التي قد تعزز من فرص الإصابة بالمرض ، مثل :
- إصابة أحد أفراد الأسرة أو أكثر من فرد بالعائلة بأحد أنواع التهاب الفقار القسطي .
- الإصابة بعدوي بكتيرية متكررة في الأمعاء .
- الأشخاص التي تكون نتائج تحليل جين HLA-B27 لديهم إيجابية .
-
الإصابة ببعض الأمراض الالتهابية الأخرى مثل التهابات الأمعاء أو
الصدفية
أو غير ذلك .
طريقة تشخيص التهاب الفقار القسطي
هناك بعض الطرق التي يستند إليها الطبيب إلى جانب الأعراض من أجل تشخيص المرض ، مثل :
- إجراء الأشعة السينية على المفاصل العجزية بمنطقة الحوض .
- التصوير بالرنين المغناطيسي .
- إجراء اختبار الدم من أجل فحص جين HLA-B27 وهذا الاختبار يُعرف باسم pcr for HLA-B27 .
طريقة علاج التهاب الفقار القسطي
لا يُوجد علاج مُحدد لمرض التهاب الفقار القسطي ؛ وإنما الخطط العلاجية التي يتبعها المريض عند اكتشاف المرض تعتمد على تخفيف الأعراض والألم المصاحب لها وتحسين حركة المفاصل والوقاية من الإصابة بالمضاعفات المحتملة ، وعلى الرغم أن الحركة الدائمة قد تبدو أمر غير بديهي نظرًا إلى الألم الذي يُعاني منه المريض المصاب بهذا المرض عند الحركة ؛ إلا أن الحرص على الحركة الدائمة من شأنه أن يقلل من مضاعفات وأعراض المرض .
وعلى الرغم أن كل مريض يكون له الخطة العلاجية الخاصة به ؛ إلّا أن تلك الخطط العلاجية دائمًا ما تتضمن ما يلي :
- العلاج الطبيعي .
- ممارسة التمارين الخفيفة .
- أدوية مضادات الالتهابات غير الستيرويدية .
- حقن الكورتيكوستيرويد .
- الأدوية المضادة للروماتيزم .
- الأدوية المثبطة لعامل النخر الورمي TNF alpha-blocker .
وقد يتم استخدام المضادات الحيوية عند وجود عدوى بكتيرية معوية مُصاحبة للإصابة بمرض التهاب المفاصل التفاعلي ، وفي بعض الحالات المتأخرة من المرض والالتهابات الشديدة جدًا ؛ قد يضطر المريض إلى الخضوع إلى عملية جراحية من أجل غزالة تلف وتدمير العام والغضروف .
وتُجدر الإشارة إلى أن التدخين يعتبر من أهم عوامل تطور الالتهابات في الجسم ؛ وبالتالي إذا كان المريض مدخنًا ؛ فعليه أن يتوقف فورًا عن التدخين حتى لا تكون أعراض المرض أكثر حدة وألم .
نصائح لمرضى التهاب الفقار القسطي
لا يوجد نظام غذائي مُحدد خاص بالمرض ، ولكن يجب الابتعاد عن تناول الأطعمة التي تؤدي إلى تطور وتفاقم الالتهابات ، مثل :
- السكريات .
- الأطعمة المقلية .
- الدهون المشبعة والدهون المتحولة .
- المواد الكحولية .
- الكربوهيدرات .
ومن جهة أخرى ؛ يجب الإكثار من تناول بعض أنواع المأكولات الأخرى التي تُساعد على تخفيف الأعراض ، مثل :
- الفواكه والخضروات الطازجة .
-
الحبوب الكاملة
. - الألياف الغذائية .
- الأسماك الدهنية .
- البروتين الخالي من الدهون Lean Protein .
ونظرًا إلى أن مرض التهاب الفقار القسطي يؤدي إلى الإصابة بضعف العظام وهشاشة العظام على المدى البعيد ؛ فُينصح بالإكثار من تناول الأطعمة التي تحتوي على نسبة جيدة من الكالسيوم ، مثل :
- منتجات الألبان .
-
التين المجفف
. - البقوليات .
- الخضروات ذات الأوراق الخضراء .
وعلى الرغم أن أعراض مرض التهاب الفقار القسطي بمختلف أنواعه تتشابه مع الكثير من أمراض العظام والمفاصل الأخرى ؛ إلا أنه ينبغي على المريض أن يتوجه إلى الطبيب المختص عند ظهور أي من هذه الأعراض لأن تناول الأدوية المسكنة للألم دون الحصول على خطة علاجية متوازنة في حالة الإصابة قد يؤدي إلى تفاقم الأعراض وزيادة حدة المضاعفات والآلام بعد ذلك.