قصة اختراع الفونوغراف
أعاد اختراع الفونوغراف تعريف صناعة الموسيقى ، حيث أنه في منتصف القرن التاسع عشر، إذا أردت سماع أغنية فكان لديك خيار واحد فقط وهو أن تستمع إلى شخص ما يلعبها أو أنك تلعبها بنفسك ، ولكن كل هذا تغير في عام 1877 عندما أكتشف توماس إديسون الفونوغراف ، ولم يكن الفونوغراف هو الجهاز الأول من نوعه الذي يقوم بتسجيل وتشغيل الصوت ، ولكنه كان أول جهاز موثوق فيه يستخدم لذلك الغرض [1] .
تعريف الفونوغراف
يعرف الفونوغراف أيضا باسم الجرامافون ، وهو أول ألة يتم صنعها لتسجيل وإذاعة الأصوات ، وينسب هذا الاختراع لتوماس إديسون بالرغم من وجود محاولات سابقة على اختراع اديسون .
تاريخ الفونوغراف المبكر
إدوار ليون سكوت هو من اخترع الفونوغراف الأصلي وحاز على براءة اختراع في عام 1857 ، وجهازه استطاع أن يقوم بالتصوير الصوتي ، واستطاع الاختراع الأول للفونوغراف أن يقوم بتسجيل موجات الصوت على لوحة زجاجية ، ولكنه لم يكن قادر على تشغيل الأصوات ، وكان الغرض من اختراع إدوارد ليون سكوت هو تقييم الصوتيات بدلاً من إعادة تشغيل الأصوات والموسيقى ، وبعد تطوير الاختراع الأول ، تم تغييره لتسجيل الأصوات على ورقة سوداء اللون باستخدام مصباح أو أسطوانة لتثبيت الورق في مكانه ، ولقد كانت هذه هي الصورة الأصلية التي ألهمت الاختراعات اللاحقة وشجعت على تطويرها [2] .
اختراع توماس أديسون للفونوغراف
عثر إديسون على واحدة من اختراعاته العظيمة وهو الفونوغراف ، وقام باختراعه أثناء عمله على طريقة لتسجيل الاتصالات الهاتفية في مختبره في مينلو بارك في نيو جيرسي ، وقاده عمله هذا إلى تجربة قلم باستخدام أسطوانة من الصفيح ، والتي على حين غرة أعادت تشغيل الأغنية القصيرة التي سجلها ، وكان يطلق عليه اسم ” ساحر مينلو بارك ” . [3]
وفي عام 1877 اخترع توماس إديسون الفونوغراف باستخدام مزيج من التصوير الصوتي والتلغراف والهاتف ، وكان هدفه نسخ الرسائل من التلغراف إلى قطعة من الورق عندئذ تكون الرسائل المكتوبة منسقة بتنسيق معين يسمح للفرد بإرسال نفس الرسالة مرارًا وتكرارًا عبر التلغراف ، وقد عمل إديسون على تطوير استراتيجية لتسجيل الأصوات ، وقام بتطوير جهاز يستخدم إبرة واحدة لتسجيل الأصوات على أسطوانة مصنوعة من
القصدير
، ثم قام باستخدام إبرة ثانية لإعادة الأصوات عبر الفونوغراف ، وفعليَا قدم إديسون براءة اختراع للفونوغراف في 24 ديسمبر 1877 ، وتم إصدار براءة الاختراع في 19 فبراير 1878 [2] .
من هو توماس إديسون
إديسون رجل عصامي مخترع ومبتكر وكان أديسون رمز لعصر التأسيس في أمريكالا، وقضى
توماس إديسون
حياته في خلق الاختراعات التي تهدف إلى تحقيق سهولة وراحة بيوت الناس واستطاع أن يجني الأرباح أيضًا ، ومع كل اختراعاته هذه لم يستطع أي شخص آخر أن يأخذ مكانة إديسون في التاريخ الأمريكي ، حيث أنه قام بإنشاء مجموعة من المنتجات التي أصبحت الآن أساسية للحياة العصرية ، وإلى جانب المصباح المتوهج وكاميرا الصور المتحركة يعتبر الفونوغراف إنجازه المتوج [4] .
الفونوغراف وتسجيل ولعب الأصوات
قام إديسون بلف قطعة من الصفيح حول الأسطوانة في الوسط ، ووضع قطعة على جانب واحد من الأسطوانة أثناء تشغيل المقبض ، وداخل هذه القطعة كان هناك إبرة والصوت يجعل الإبرة تهتز ، وسوف تمر الاهتزازات الصوتية عبر الإبرة وتصنع خطًا أو أخدودًا في ورقة القصدير ، ويمكن لإبرة على الجانب الآخر تشغيل ما قمت بتسجيله للتو . [5]
وفي الواقع أنه كان الهدف من الفونوغراف هو تسجيل الأصوات ثم إعادة تشغيل الأصوات ، ولقد نجح توماس إديسون في إطلاق جهازه ، لكنه فقد الاهتمام بتطوير الجهاز عندما فقد الجمهور اهتمامه بالاختراع الأول ، وابتعد عن الاختراع وأجرى تحسينات على الصوت لبضع سنوات [2] .
وكان توماس إديسون مخترعًا تجاريًا ، وفي اختراع الفونوغراف قام بإدخال تحسينات على
التلغراف
المصمم لسوق العمل ، وكان يحظى بالاحترام في عالم الأعمال والمجتمع العلمي ، لكنه لم يكن معروفًا على نطاق واسع لعامة الناس ، ولكن إديسون أدرك أن الفونوغراف سيغير العالم [5] .
وفي عام 1880 ، اخترع ألكساندر جراهام بيل الهاتف واستخدم الأموال التي حصل عليها من اختراعه للعمل على الاختراعات والتطورات الجديدة أخذ الفونوغراف الأصلي لإديسون ، وبدأ في إجراء التعديلات والتغييرات لتحسين الجهاز وكانت المشكلة الرئيسية في الفونوغراف الأصلي هي استخدام ألواح الصفيح للتسجيل حيث كان يتآكل القصدير بسرعة من الإبرة الصلبة ، مما أدى إلى مضاعفات عند استخدام الأداة واستخدم ألكساندر جراهام بيل قلمًا عائمًا لتشغيل الأصوات والموسيقى ، وبدأ أيضًا في استخدام الشمع بدلاً من رقائق القصدير للتسجيلات ، مما جعلها أكثر دواما وطويلة الأمد واطلق جراهام بيل على الجهاز الجديد اسم الجرافوفون ، وعلى الرغم من أن وأيضًا توماس إديسون قام ببعض التعديلات التي قد حسنت التصميم الأصلي ، وقرر توماس إديسون إجراء تغييرات على اختراعه الأصلي شخصيًا ، وركزت تغييراته على إتقان اختراعه ثم بدأ شركته الخاصة لبيع الفونوغراف الجديد والمحسّن [2] .
تحسينات الفونوغراف عبر الزمن
بعد التطوير الأول للفونوغراف، بدأت التغييرات والتحسينات في التطور بوتيرة سريعة ، فبحلول عام 1901 سمحت أسطوانات الشمع المنتجة بكميات كبيرة للفنانين بتسجيل أغنية أو أصوات أخرى بكميات أكبر بدلاً من تسجيل كل أسطوانة في وقت واحد ، وأدى ذلك إلى المزيد من الفرص لصناعة الموسيقى ، وغيرت الطريقة التي يستمتع بها الناس بالموسيقى ، وتم تغيير الجهاز على مدار عدة سنوات لمواكبة طلب المستهلك ، وبحلول عام 1913 بدأ جهاز الفونوغراف في استخدام الأقراص بدلاً من الأسطوانات لتشغيل الأصوات ، وبمرور الوقت ، تطور الفونوغراف إلى مشغلات التسجيلات المستخدمة في الموسيقى الحديثة .
ويحدد تاريخ الفونوغراف الأساس للموسيقى وصناعة الموسيقى داخل الولايات المتحدة والعالم ، ولقد مهدت الطريق لعصر جديد من التقدم التكنولوجي الذي سمح للناس بتسجيل الرسائل والموسيقى وغيرها من المعلومات ، وعلى الرغم من تغير الفونوغراف بشكل كبير على مر
السنين
إلا أنه كان اختراعًا مهمًا للتقدم التكنولوجي [2] .