لوحات كهف التاميرا

من خلال البحث عن الحياة في

عصور ما قبل التاريخ

، فإننا لا نفكر بشكل كبير للنظر في الفن ، بالرغم من أن هؤلاء الناس تركوا وراءهم كنز مذهل ، يحكي واقع تلك الحياة ، فقبل 30000 سنة كان الناس ينتجون العديد من الأعمال الفنية المتطورة ، كوسيلة للتعبير عن حياتهم اليومية ، ولا شئ يجسد هذا أكثر من لوحات كهوف التاميرا.

يقع كهف التاميرا Altamira cave بالقرب من سانتيانا ديل مار في كانتابريا بإسبانيا ، وإليك حقائق مذهلة حول لوحات كهف التاميرا ، فهو يعد كنز من المعلومات حول الحياة في

العصر الحجري

القديم ، من الأدوات الحجرية البدائية ، إلى المنحوتات العظمية ، إضافة للعديد من القطع الأثرية ، التي تعطي لمحة عن الحياة اليومية ، خلال العصر الحجري.

وقد تم اكتشاف اللوحات المحفوظة في كهف التاميرا في القرن التاسع عشر ، وذلك لأن المدخل كان مغطى بسبب سقوط صخرة عليه ، ويعد هذا الاكتشاف بمثابة ثورة تاريخية ، فصور اللوحات المدهشة للحيوانات واليدين و

الرموز

المجردة ، تعبر عن مدى تطور الثقافات خلال العصر الحجري القديم.


أهم الحقائق عن لوحات كهف التاميرا


فتاة صغيرة هي من اكتشفت لوحات كهف التاميرا

تم اكتشاف الكهوف لأول مرة في عام 1868م ، من قبل صياد محلي متواضع يدعى Cubillas ، وقام بإخبار مالك الكهف ، النبيل مارسيلينو سانز دي سوتولا عما عثر عليه ، لكن سانزا دي سوتولا لم يهتم ويذهب نحو الكهوف إلا في عام 1876م ، وما إن وصل إلى هناك ، لم يكن معجبًا كثيرًا بما رآه ووجده من رموزًا اعتبرها لا معنى لها ، ولكن بعد قيامه برحلة إلى المعرض العالمي عام 1878م في باريس ، ورؤيته  قطعًا من العظام المنقرضة على غرار ما رآه في الكهف ، أدرك أنه شيء مميز ، وقد أدى هذا إلى قيامه بالشراكة مع خوان فيلانوفا إي بييرا ، عالم الآثار من

جامعة مدريد

، لبدء عمليات التنقيب في عام 1879م ، وفي البداية بدأوا في اكتشاف عظام الحيوانات ، والأدوات الصغيرة ، وكانت ماريا ماريا ابنة سانزا دي سوتولا البالغة من العمر 8 سنوات ، التي رافقته إلى الكهوف ذات يوم ، والتي لاحظت لأول مرة لوحات البيسون داخل إحدى الغرف.  [1]

وتم الإعلان عن نتائج عمليات التنقيب في عام 1880م ، ولكن تم رفضها من قبل معظم العلماء ، الذين اعتبروها لوحات مزورة وليست أثرية ، وذلك بسبب تطور الرسومات بها ، ولكن في مطلع القرن العشرين ، عندما تم العثور على لوحات مماثلة في مناطق أثرية أخرى ، تم الاعتراف بلوحات كهف التاميرا كأعمال فنية حقيقية.


تم العمل على لوحات كهف التاميرا على مدار 20000 عام

من المعروف علميًا أن الكهف كان مأهول بالسكان منذ آلاف السنين ، خلال العصر الحجري القديم ، لكن العلماء ما زالوا يحاولون تضييق الإطار الزمني ، لمعرفة التاريخ الفعلي لإنشاء لوحات كهف التاميرا ، لذلك و استنادًا إلى تاريخ الكائنات المختلفة الموجودة في

الكهوف

، تأكد علماء الآثار من وجود ثقافتين رئيسيتين استخدمتا في الموقع.

أولهما سولوترين (حوالي 21000 إلى 17000 سنة) ، والمجدلية (حوالي 11000 إلى 17000 عام) ، وهؤلاء السكان يرمزون إلى قمة الثقافة خلال العصر الحجري القديم العلوي ، وقد كان سكان تلك الفترة معروفين بصنع واستخدام الأدوات الفنية ، مما يؤكد أنهم المسؤولين عن غالبية اللوحات في كهف التاميرا.

وعن طريق  يورانيوم الثوريوم التي يرجع تاريخ اكتشافه لعام 2008م ، تأكد الباحثون أن اللوحات نفسها ربما تم إنشاؤها على مدى 20000 عام ، كما أكدت دراسة لاحقة في عام 2012م ، أن هناك ما لا يقل عن 10000 لوحة من اللوحات المختلفة في

الكهوف

، تم إنشاؤها في نفس السنة. [2]


كان الفنانون يستخدمون المربعات الضيقة لتنفيذ لوحاتهم

يبلغ طول كهف التاميرا 971 قدمًا ، وبينما كان البشر يسكنون غرفة المدخل فقط ، توجد لوحات موجودة على طول الكهف ، ولم يكن لدى الفنانين أي مشكلة في انشاء لوحاتهم بجوار اللوحات الأخرى السابقة ، وهكذا أصبح الكهف من أكثر الفنون جاذبية.

وقد تم رسم معظم

اللوحات المعروفة

باسم التاميرا Altamira على أسطح الكهف ، وهو أمر مذهل عندما يرى المرء أن الغرفة التي توجد بها معظم اللوحات ، يتراوح ارتفاعها بين 3.8 قدم إلى 8.7 قدم ، فهذا يعني أن معظم الفنانين اضطروا للانحناء ليصعد على ظهورهم آخرين من أجل الرسم.

و

العمل

في كهف التاميرا عبارة عن مزيج من الحفر والرسم ، حيث تم حفر معظم الأشكال أولاً في الحجر ،  باستخدام الأدوات ، ثم تلوينها بألوان سوداء وحمراء وبنفسجية ، كما أن اللوحات الأكثر واقعية ومتطورة ، تم إنشاؤها من قبل ثقافة المجدلية في وقت لاحق.


الحيوانات هي الموضوع المهيمن في لوحات الكهف

مع طول الفترة الزمنية من إنتاج اللوحات ، فلا يدهشنا أن لوحات الكهف متنوعة تمامًا ، فاللوحات الأكثر شهرة في الكهف عددها 25 لوحة ملونة ، من البيسون ، والغزلان والخيول المحفورة ، وبعد ذلك تم رسمها على سطح الكهف.

وبشكل مثير للإعجاب ، يبلغ حجم غزال الإناث الواحد أكثر من 6.5 قدم ، ومن حيث المواد فقد تم استخدام

الفحم

لصنع خطوط سوداء ، في حين تم استخدام  الأحجار الحمراء لأرض الهيماتيت لملء الأشكال.

وتتضمن اللوحات الأقدم في الكهوف صورًا إيجابية وسلبية لليدين ، والعديد من

صور الغزلان

، وأقنعة تم إنشاؤها بواسطة رسم استراتيجي للعيون والفم ، حول المطبات في الحجر ، وقد تم استخدام هذه التقنية على مدار تاريخ لوحات كهوف التاميرا ، حيث تم استخدام الجودة ثلاثية الأبعاد للصخور لإعطاء حجم للأشكال.


التاميرا


يظهر خطوة مهمة تقدم تاريخ الفن

وتعد لوحات التاميرا مصدر معلومات هام عن الحياة اليومية في العصر الحجري القديم ، وعن تقدم تاريخ الفن ، حيث تعد لوحات الكهوف المنفذة خلال ثقافة المجدلية المتأخرة ، والتي تشمل البيسون والغزلان ، ذات أهمية حيوية ، وأنها تظهر واقعية وتطور لا مثيل لهما في هذا الوقت.

كما تعد المجدلية Magdalenian أفضل مثال للفن في كهوف التاميرا Altamira ، وعلى الرغم من أن اللوحات الفردية لا تحتوي بالضرورة على علاقة أو رابط تركيبي بينهما ، إلا أن هناك تطوراً في كيفية عرض الحجم والتعبيرات والمنظور ، والذي يجعلها نقطة عالية ، من فن ما قبل التاريخ. [3]


اللوحات قد استخدمت في الطقوس الدينية

في حين أن الباحثين لا يعرفون بالضبط سبب إنشاء هذه اللوحات الكهفية ، فإن إنتاجهم يظهر بالتأكيد أن هذه الثقافات كان لديها وقت فراغ كبير ، لإنتاجها بتلك التقنية العالية المتطورة ، وهذا يشير إلى أن تلك الثقافات كانت في حالة ازدهار دائم.

كما يعتقد الخبراء والباحثون أن لوحات الكهف ، قد تكون استخدمت خلال

الطقوس الدينية

، حيث يدخل الكاهن الكهف ، ويقوم بالاتصال الروحاني مع تلك اللوحات لأداء الطقوس الدينية.