ما هي الذئبة الحمامية الجهازية
الجهاز المناعي يُعتبر من أهم أجهزة الجسم التي تلعب دور هام ومحوري في وقاية الإنسان من عدد كبير جدًا من الأمراض ، وبالتالي ؛ فإن الجهاز المناعي يعمل دائمًا لصالح جسم الإنسان ، ولكن في بعض الأحيان ؛ قد يعمل الجهاز المناعي بشكل يضر الجسم ؛ حيث أنه قد يهاجم بعض خلايا وأجزاء الجسم الطبيعية في حالات مرضية تعرف باسم
أمراض المناعة الذاتية
ومنها مرض الذئبة الحمامية الجهازية .
الذئبة الحُمامية الجهازية
يعرف مرض الذئبة الحمامية الجهازية أيضًا باسم الذئبة الحمامية المجموعية ، وهو يعرف في اللغة الإنجليزية باسم Systemic Lupus Erythematosus واختصارًا بـ SLE ، ويحدث هذا المرض نتيجة حدوث التهابات ناجمة عن خلل في الجهاز المناعي يؤدي إلى مهاجمة بعض خلايا الجسم الطبيعية على اعتقاد أنها أجسام غريبة ، وعلى الرغم أن مصطلح الذئبة يُشير إلى عدد كبير من أمراض المناعة الذاتية ؛ إلا أن مرض الذئبة الحمراء هو أكثر الأنواع شيوعًا وانتشارًا بين عدد كبير من الأشخاص .
ويؤدي مرض الذئبة الحمامية الجهازية إلى حدوث طفح جلدي وظهور بقع حمراء وردية على الجلد ؛ ولذلك يُطلق على هذا المرض مجازًا اسم
الذئبة الحمراء
.
أما الاسم العلمي لهذا المرض وهو الذئبة الُحمامية الجهازية ؛ فهو يأتي من أن تلك البقع الحمراء تظهر على منطقة الخدين والأنف وهي ما تعرف بالـ (حُمامية) ، إلى جانب الالتهابات التي تظهر في أجزاء متفرقة من الجسم وهي ما تُعرف بـِ (الجهازية) أو (المجموعية) .
وقد أشارت بعض الإحصائيات التي قامت بها مؤسسة Lupus Foundation الأمريكية إلى أن ما يقرب من 1.5 مليون مواطن أمريكي قد تم تشخيصهم بمرض الذئبة ، وترى المؤسسة أنه يوجد أيضًا عدد كبير من الأشخاص المصابين بالمرض والذين لم يتم تشخيصهم حتى الان [1] .
أعراض مرض الذئبة الحمامية الجهازية
هناك مجموعة من الأعراض المحتملة للإصابة بمرض الذئبة الحمامية الجهازية ، وعلى الرغم أن تلك الأعراض تختلف من وقت لاخر وتتباين بين حالة مرضية والأخرى ، إلا أنها تُعد هي الأعراض المتعارف عليها لمرض الذئبة الحمراء ، ومن أهم هذه الأعراض ، ما يلي :
- التعب والإعياء الشديد .
- الام المفاصل .
- التهابات وتورمات المفاصل .
- الصداع والام الرأس .
- طفح جلدي على الوجه والخدين ( طفح الفراشة ) .
- الإصابة بفقر الدم .
- التأثير سلبيًا على عوامل التجلط والسيولة بالدم .
-
تساقط الشعر
. - الإصابة بمتلازمة رينود .
وفي بعض الأحيان ؛ قد يُصاب بعض المرضى ببعض الأعراض الأخرى الأكثر خطورة مثل اضطرابات نبض القلب واضطرابات الجهاز الهضمي والجلد .
وكما نُلاحظ ؛ فإن أعراض مرض الذئبة الجهازية الحمامية تتشابه بشكل كبير مع الكثير من الأمراض الأخرى ، ولذلك ؛ في حالة ظهور أي من الأعراض السابقة واستمرارها ؛ فيجب اللجوء إلى الطبيب حتى يقوم بإرشاد المريض إلى إجراء بعض الفحوصات والتحاليل الطبية التي تُساعده على تشخيص الإصابة بالمرض من عدمه .
أسباب الإصابة بالذئبة الحمراء
على الرغم أنه لا يُوجد سبب مُحدد للإصابة بالمرض ؛ إلا أنه هناك عدد من الأسباب المختلفة التي قد تكون عاملًا مُساعدًا في الإصابة بمرض الذئبة الحُمامية الجهازية ، مثل :
العوامل البيئية
التعرض إلى بعض المواد الكيميائية والإشعاعية قد يؤدي إلى تطور المرض ، مثل :
- أشعة الشمس فوق البنفسجية UV .
- بعض العقاقير العلاجية .
-
الفيروسات
. - الضغط البدني والنفسي .
- الصدمات الشديدة .
النوع والهرمونات
تتعرض النساء بشكل أكبر إلى الإصابة بمرض الذئبة الحُمامية الجهازية أكثر من الرجال ، وقد تعاني النساء كذلك من أعراض أكثر حدة أثناء الحمل وأثناء دورة الطمث ، وبناءً على ذلك أشار بعض العملاء إلى أن
هرمون الأستروجين
الأنثوي قد يلعب دورًا في الإصابة بهذا المرض ، ولكن هذا الافتراض ما زال في حاجة إلى عدد كبير من الأبحاث والدراسات من أجل تأكيد هذه النظرية .
تشخيص مرض الذئبة الحُمامية الجهازية
إلى جانب الأعراض ؛ هناك بعض الشواهد والاختبارات التي يعتمد عليها الطبيب من أجل تشخيص مرض الذئبة الحمراء ، مثل :
- إجراء تحليل الأجسام المضادة Antibodies .
-
إجراء
تحليل صورة الدم الكاملة CBC
. -
تحليل البول
الكامل Complete Urine analysis . - إجراء أشعة مقطعية على الصدر .
طرق علاج الذئبة الحمامية الجهازية
في حالة ثبوت الإصابة بالمرض يتم تحويل المريض إلى الطبيب المتخصص في أمراض الروماتيزم حتى يتمكن من اتباع الخطة العلاجية الهامة التي من شأنها أن تُساعد المريض على التخلص من اضطرابات المفاصل والأنسجة الرخوة المصاحبة لأمراض المناعة الذاتية مثل مرض الذئبة الحمامية الجهازية ، ومن أهم طرق العلاج لهذا المرض ، ما يلي :
-بعض العقاقير العلاجية المضادة للالتهابات للتخلص من الام وتصلب المفاصل .
-بعض كريمات ستيرويدية للتخلص من الحكة الجلدية .
-بعض عقاقير الستيرويدات القشرية لتحجيم رد الفعل المناعي .
-بعض الأدوية التي تستهدف الجهاز المناعي في حالات الإصابات الشديدة والمتأخرة .
مضاعفات مرض الذئبة الحمامية الجهازية
في حالة تطور المرض وعدم الخضوع إلى الخطة العلاجية السليمة بشكل سريع ؛ قد يؤدي ذلك إلى تعرض المريض إلى بعض الاضطرابات الصحية الخطيرة ، ومن أهمها ، ما يلي :
- الإصابة بالتهابات الأوعية الدموية وتكون الجلطات الدموية .
- الالتهابات والنوبات القلبية والسكتات القلبية والدماغية .
- التأثير السلبي على الذاكرة .
- التغيرات المزاجية الشديدة .
- التهابات الرئة والغشاء المبطن للرئتين .
- التهابات وقصور وظائف الكلى ، وقد يتعرض المري في بعض الأحيان إلى الفشل الكلوي .
- وفي حالة الحمل ؛ قد يؤدي مرض الذئبة الحمامية الجهازية إلى حدوث الإجهاض .
نصائح للوقاية من الذئبة الحمامية الجهازية
هناك بعض النصائح واجبة الاتباع من أجل الوقاية من مرض الذئبة الحمامية الجهازية قدر الإمكان ، مثل :
-في حالة ظهور أي من الأعراض الخاصة بالمرض وخصوصًا الطفح الجلدي الفراشي ، لا بُد من استشارة الطبيب فورًا ، لأن العلاج المبكر يُساعد على الشفاء بمعدل أكبر .
-في حالة التشخيص بالإصابة بالمرض ؛ يجب الالتزام تمامًا بالخطة العلاجية التي يقررها الطبيب المُعالج لأن الإخلال بالنظام العلاجي قد يؤدي إلى تطور وتفاقم الحالة المرضية بشكل سلبي وخطير .
-عند حدوث الحمل ، وكانت الأم قد تعرضت إلى هذا المرض مُسبقًا أو إذا ظهرت عليها أعراض مبدئية ، لا بُد من إجراء الفحوصات الطبية اللازمة واتباع الخطة العلاجية التي يقررها الطبيب من أجل الحفاظ على سلامة الجنين .
-في حالة التعرض إلى صدمات قوية وشديدة ، لا بُد من إجراء الفحص الطبي الشامل للتأكد من عدم تأثير تلك الصدمات على سلامة الجسم والجهاز المناعي .
-في حالة الخضوع إلى علاج مرض الذئبة الحمامية الجهازية لفترة طويلة باستخدام الأدوية الستيرويدية ؛ يجب إجراء الفحوصات اللازمة على العظام للتأكد من سلامتها ؛ لأن استخدام هذه الأدوية لوقت طويل يؤثر سلبيًا على قوة وسلامة هذه العظام ويسبب الهشاشة العظمية .
-يجب اتباع تعليمات الطبيب بشكل كامل عند الإصابة بالمرض ، والامتناع عن تناول الأطعمة والمشروبات التي قد تؤدي إلى تفاقم الإصابة وزيادة شدة الأعراض وغير ذلك من التعليمات والإرشادات الأخرى التي يوصي بها الطبيب إلى أن يصل المريض إلى محطة الشفاء التام من المرض .