علاقة الأسلحة البيولوجية بفيروس كورونا الجديد
هل يمكن أن يكون
فيروس كورونا
الجديد هو أحد الأسلحة البيولوجية ؟ حيث ربط عدد من الباحثين بعد البحث في الأمر بين ما يحدث في الصين والحرب الخفية التي تجري بينها وبين الولايات المتحدة، وقبل هذا كله يجب أن نعرف ما هي الأسلحة البيولوجية، التي تعرف أحيانا باسم “الحرب البكتيرية”، فهي تستخدم السموم أو العوامل المعدية ذات الأصل البيولوجي (البكتيريا أو
الفيروسات
أو الفطريات) لعرقلة أو قتل الناس، الحيوانات، أو النباتات لإضعاف البلد المستهدف .
ما هي الحرب البيولوجية
الحرب البيولوجية أو السلاح البيولوجي الذي يسمى أيضا سلاح جرثومي، هو أي من الأسلحة المنتجة للأمراض مثل البكتيريا أو الفيروسات أو الريكتسيا أو الفطريات أو السموم أو العوامل البيولوجية الأخرى التي يمكن استخدامها كأسلحة ضد البشر أو الحيوانات أو النباتات، والاستخدام المباشر للعوامل المعدية والسموم ضد أفراد العدو هو ممارسة قديمة في الحرب، وفي الواقع في العديد من النزاعات كانت الأمراض مسؤولة عن الوفيات أكثر من جميع الأسلحة القتالية المستخدمة مجتمعة، حتى عندما لم يتم استخدامها بصورة متعمدة .
واعتبارا من عام 2013، وقعت 180 دولة اتفاقية
الأسلحة البيولوجية
، وعلى الدول الأعضاء في الاتفاقية الالتزام بحظر استخدام الأسلحة البيولوجية في الحروب أو تطويرها أو اختبارها أو إنتاجها أو تخزينها أو نشرها، ومع ذلك فقد واصل عدد من الدول السعي وراء قدرات الحرب البيولوجية، سعيا وراء إنتاج سلاح استراتيجي أرخص ولكنه ولكنه في نفس الوقت مميتا، وذلك بدلا من اتخاذ المسار الأكثر صعوبة والأكثر تكلفة المتمثل في صناعة الأسلحة النووية .
فيروس كورونا والحرب البيولوجية
نظرا لصعوبة التحكم في الجينات المستهدفة بالأسلحة البيولوجية والتحقق منها، يمكن أن تنتشر العدوى بطريقة يصعب التحكم فيها، وقد تكون مدمرة على نطاق عالمي، لأنها محظورة عالميا بموجب العديد من المعاهدات، تاريخ
الحرب البيولوجية
طويل، فهي سلاح صنعه ونشره سهل، لا يحتاج إلى المكونات الكهربائية أو الانصهار النووي أو التيتانيوم المستخدم في صنع الصواريخ، على سبيل المثال يعد استخدام هذه الأسلحة عامل جاذبية كبير للقتلة والإرهابيين، لأن هذه الأسلحة لديها القدرة على التسبب في ضرر كبير، كما أنها رخيصة بعض الشيء بالمقارنة مع الصواريخ أو غيرها من المعدات عالية التقنية .
أيضا، نظرا للوقت الطويل الذي يستغرقه الانتشار والتفعيل، يكون هناك متسع من الوقت لمرتكب الجريمة للهروب دون اكتشاف، كما أنه سلاح لا يمكن التنبؤ به، على سبيل المثال، منذ أكثر من ألفي عام أصاب الآشوريون آبار أعدائهم بفطريات “الجاودار”، التي تحتوي على مواد كيميائية تسبب دخول أولئك الذين يشربون من الآبار الدخول في حالة ذهنية وهلوسة وفي بعض الحالات الموت، وفي عام 1763 حاول الجيش البريطاني استخدام الجدري كسلاح ضد الأمريكيين الأصليين في حصار فورت بيت، حيث قدم البريطانيون بطانيات من مستشفى الجدري كهدايا لنشر المرض بين السكان المحليين، وخلال الحرب العالمية الثانية بنى الحلفاء منشآت قادرة على إنتاج جراثيم الجمرة الخبيثة، والتي يتم تصنيعها بسهولة في المختبر، وتعيش لفترة طويلة في البيئة [1] .
سبب فيروس كورونا الجديد من وجهة نظر عربية
بعد انتشار فيروس كورونا في الصين وبلدان أخرى، كتب العديد من الكتاب في الصحافة العربية أن هذا الفيروس وغيره، مثل السارس وفيروسات أنفلونزا الخنازير، تم إنشاؤها عمدا ونشرها من قبل الولايات المتحدة من أجل تحقيق ربح عن طريق البيع للقاحات ضد هذه الأمراض، وقد كتب آخرون أن الفيروس كان جزءا من حرب اقتصادية ونفسية شنتها الولايات المتحدة ضد الصين بهدف إضعاف البلد وتقديمه كبلد متخلف ومصدر للأمراض .
تجدر الإشارة إلى أن المحلل السياسي العراقي صباح العقيلي قال نفس الشيء، في مقابلة أجراها معه تلفزيون الإذاعة في 5 فبراير 2020، وقال إن وباء فيروس كورونا كان جزءا من حرب بيولوجية أمريكية ضد الصين، وأنه قد انتشر بواسطة الذباب الإلكتروني الذي أصدره المسؤولون الأمريكيون في الصين في عام 2015، وقال الكاتب سعود الشهري أن الفيروس التاجي الذي يعد كورونا جزءا منه كان مؤامرة من قبل شركات الأدوية الأمريكية والإسرائيلية تهدف إلى زيادة أرباحها، والفيروس الجديد انتشر لنفس الفكرة والسبب، وفيروس كورونا هو فيروس معروف، تم اكتشافه في عام 1960 وأنه يسبب أمراض الجهاز التنفسي العادية، وأعراضه مثل أعراض أي فيروس آخر : السعال والاحتقان، وربما أيضا الإسهال و
الحمى
[2] .
رأي روسيا في سبب انتشار فيروس كورونا الجديد
إن الموضوع الرئيسي للقصص التي تظهر عبر وسائل الإعلام الروسية، بداية من المواقع الإلكترونية إلى التلفزيون، هو أن فيروس كورونا الجديد هو نتاج مختبرات أمريكية تهدف إلى إعاقة
التنمية الاقتصادية في الصين
، وهذا ما تحاول روسيا إثباته في كل قنواتها ووسائل الإعلام لديها، لكن بالطبع هذا شيء من الصعب بصورة كبيرة إثبات صحه أو نفيها [3] .
هل الأسلحة البيولوجية أسلحة دمار شامل
الأسلحة البيولوجية هي الكائنات الحية الدقيقة مثل الفيروسات أو البكتيريا أو الفطريات أو السموم الأخرى التي يتم إنتاجها وإطلاقها عمدا لتسبب المرض والموت في البشر أو الحيوانات أو النباتات، ويمكن أن تشكل الأسلحة البيولوجية مثل الجمرة الخبيثة، وتوكسين البوتولينوم والطاعون تحديا صعبا للصحة العامة مما يسبب أعدادا كبيرة من الوفيات في فترة زمنية قصيرة بينما يصعب احتواؤها، ويمكن أن تؤدي هجمات الإرهاب البيولوجي أيضا إلى حدوث وباء، على سبيل المثال إذا تم استخدام فيروسات الإيبولا أو لاسا كأسلحة بيولوجية .
يشار إلى الأسلحة البيولوجية بأنها أسلحة دمار شامل مثل الأسلحة الكيميائية والأسلحة الإشعاعية والأسلحة النووية، فقد تكون الأسلحة البيولوجية الفتاكة قادرة على التسبب في وفيات جماعية، لكنها غير قادرة على التدمير الشامل للبنية التحتية أو المباني أو المعدات، ومع ذلك بسبب الطبيعة العشوائية لهذه الأسلحة وكذلك إمكانية بدء انتشار الأوبئة وصعوبة السيطرة على آثار المرض، والخوف الذي تتسبب في انتشاره وتفشيه، فقد وافقت معظم البلدان على حظر السلاح تماما، ويمثل استخدام الأسلحة البيولوجية مشكلة خطيرة، ويزداد خطر استخدام هذه العوامل في هجوم إرهابي بيولوجي واسع النطاق [4] .
معلومات عن فيروس كورونا الجديد
فيروسات التاج (CoV) هي عائلة كبيرة من الفيروسات التي تسبب المرض تتراوح من نزلات البرد الشائعة إلى الأمراض الأكثر حدة مثل متلازمة الشرق الأوسط التنفسية (MERS-CoV) ومتلازمة الجهاز التنفسي الحادة الوخيمة (SARS-CoV) وفيروس كورونا الجديد (nCoV) وهو سلالة جديدة لم يتم اختبارها من قبل في البشر، وفيروسات كورونا حيوانية المصدر، وهذا يعني أنها تنتقل بين الحيوانات والناس، وقد توصلت التحقيقات التفصيلية إلى أن السارس قد تم نقله من
قطط الزباد
إلى البشر وفيروس MERS-CoV تم نقله من
الإبل
الصغيرة إلى البشر، وهكذا الحال مع فيروس كورونا الذي يقال أنه ينتقل من
الخفافيش
.
تشمل الأعراض الشائعة للعدوى أعراض الجهاز التنفسي والحمى والسعال وضيق التنفس وصعوبة التنفس، وفي الحالات الأكثر شدة يمكن أن تسبب العدوى الالتهاب الرئوي والمتلازمة التنفسية الحادة الوخيمة والفشل الكلوي والموت، وتشمل التوصيات القياسية لمنع انتشار العدوى غسل اليدين بانتظام وتغطية الفم والأنف عند السعال والعطس، وطهي اللحوم والبيض جيدا، وتجنب الاتصال الوثيق مع أي شخص يظهر عليه أعراض أمراض الجهاز التنفسي مثل السعال والعطس [5] .