الدول الهشة في العالم


لم يزل العالم يعاني بعض الهشاشة على نطاق واسع ، حيث الكثير من الفقر وعدم المساواة والصراع ، ولكن بدأت تنقشع غيوم تلك الهشاشة رويدًا رويدًا عن العالم في العقود الأخير ، وعلى الرغم من وجود أنماط سلبية في بعض البلدان إلا أن الكواليس خلف ذلك تحمل الكثير من التفاؤل ، بحسب مؤشرات عام 2019 كانت دولتي فنزويلا والبرازيل من بين الدول الأكثر هشاشة ، حيث المعاناة التي عاشتها فنزويلا عقب الانتخابات المتنازع عليها من قبل شخصين ولم تزل تجد نفسها بين زعيمين ، أما البرازيل تعاني داخليًا من اضطرابات مهمة عقب تولي رئيس جديد ذا حملة يغذيها الخطاب اليميني القاسي .

الدول الهشة في العالم


وكانت إثيوبيا عام 2017 هي الدولة الأكثر هشاشة بحسب إحصائيات ” FSI ” لكنها عادت لتستقر خلال عام 2019 وأصبحت الدولة الأكثر تحسنًا ، ذلك بعدما تبنت أجندة الإصلاحات التي تضمنت الحياة السياسية والاجتماعية معًا ، وحطمت النظام العرقي الذي كان يمزقها على مدى عشرات العقود . [1]


أما عام 2019 فجاءت اليمن في المرتبة الأولى على مستوى الدول الأكثر هشاشة ، نظرًا لما تعانيه من الحرب الأهلية التي بكل المقاييس هي كارثة إنسانية ، ويرجع السبب لتلك الهشاشة المحادثات الخاملة لليمن والدول المجاورة ، حيث فقدت استقرارها الإقليمي ، كما أن الشعب اليمني لديه قوة غير عادية تصل لحد التسليح ، فما ينبغي فعله هو إيلاء الاهتمام بذلك التدهور المستمر من العقد الماضي . [1]


ولأول مرة تحتل دولة إفريقية فئة ” مستقر للغاية ” في مؤشرات عام 2019 ، وهي دولة

موريشيوس

التي وقفت جنبًا إلى جنب في نفس مستوى استقرار المملكة المتحدة والولايات المتحدة الأمريكية . [1]


وعلى صعيد قارة آسيا ، وفي ذات المنوال احتلت سنغافورة مرتبة الدولة الأكثر استقرارًا بشكل مستدام . [1]


أكد مؤشر ” FSI ” أن من بين البلدان الأكثر تحسنًا ثمة عدد آخر من البلدان لا يزال يعاني من الهشاشة المتمثلة في الاستبدادية والحيز المدني المغلق ، هنا من الضروري أن تبدأ تلك الدول ، فبالرغم من تلك النقطة السيئة التي تقع فيها لكنها تساعدها على اكتشاف ثغرات الهشاشة واتباع برنامج إصلاح مهما كان بسيطًا يؤدي إلى الحد من تلك الهشاشة بشكل كبير . [1]


أما قائمة البلدان الأكثر تحسنًا ، فقد احتلت الدول السوفيتية السابقة رأس القائمة من بين 20 دولة مثل ” بيلاروسيا وجورجيا وجمهورية قيرغيزستان ومولدوفا وطاجيكستان وتركمانستان وأوزبكستان ” وحتى البلدان التي كانت تعاني من الحروب مثل ” كولومبيا وسيريلانكا ” فقد استطاعت التعافي مما يؤكد على

تأثير الحروب

بشكل سلبي على الدول ، وبمجرد انتهائها تدعم الدول أنفسها وتتمكن من الوقوف مجددًا . [1]

ما هي الدول الهشة


الدول الهشة هي الدول النامية التي تعاني من الفقر وضعف قدرة الدولة أو ضعف شرعية الحكم مما يؤدي إلى لتعرض مواطنيها للكثير من الاستبداد والعنف ، فقد يعتبر

البنك الدولي

أن الدول الهشة هي التي تعاني من الآتي :


  • هي الدول التي تصل لدرجة الحصول على مساعدات أو منح من جمعية

    التنمية

    الدولية ” IDA ” .

  • الدول التي أوفد إليها من جمعية حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة .

  • هي البلد الذي يحصل على درجة حوكمة أقل من 3.2 ، وتلك الدرجة توضع وفقًا لـ مؤشر سياسة الدولة والتقييم المؤسسي من البنك الدولي . [2]


وعلى الرغم من المضي قدمًا للعديد من تلك الدول نحو تحقيق

اهداف التنمية المستدامة

إلا أن من بين 50 دولة تتخلف نحو 35 دولة عن تحقيق ذلك . [2]


وبحسب المؤشرات هناك 26% من سكان العالم يعيشون في دول هشة ، ويتم حساب ذلك عن طريق الآتي:


  • الدول التي يعيش ثلث أفرادها بأقل من 1.25 دولار أمريكي في اليوم .

  • نسبة الأطفال الذين يموتون قبل سن الخامسة .

  • ووفيات الأمهات . [2]


فتلك البلدان لا تعاني فجوة شاسعة بينها وين العالم فحسب ، بل تتخلف كثيرًا عن الركب وتصبح في زيل العالم ، فقد أكدت إحصائيات عام 2006 أن تلك الدول نما نصيب الفرد فيها من

الدخل القومي

إلى 2% فقط بينما الدول الأخرى والتي تعد منخفضة الدخل أيضًا نما

نصيب الفرد

بها لـ 6% .


وبحسب توقعات البنك الدولي في عام 2018 أن الدول الهشة في المرحلة القادمة ستخطو نحو فئة الدول منخفضة الدخل حيث العديد من البلدان منخفضة الدخل تسير نحو فئة الدخل المتوسط وذلك من خلال أفضلية الأداء ، وذلك يعد تحدٍ كبير لجهود التنمية ، بينما رأى معهد جهود التنمية لما وراء البحار أن الدول الهشة تطلب برنامج تنمية مختلف عن الدولة منخفضة الدول أو الدول الأكثر مرونة ، وذلك يرجع لاختلاف نوعية المخاطر وحدتها . [2]


ويتم قياس مستوى هشاشة الدول من ثلاثة محاور هما ” البنك الدولي ، والتقييم المؤسسي ، والبعد الأمني ” . [2]

أنواع هشاشة الدول


تختلف كثيرًا مقاييس الهشاشة بين الدول ، فمثلا من دولة هايتي إلى دولة نيبال ، ذلك القطر كافة يعاني من صراعات عنيفة وفقر وأيضًا من لعنة

الموارد الطبيعية

، بينما هناك دول أخرى تعاني من سوء إدارة متوارث عبر العقود ، كذلك هناك دول لا تتمكن من تقديم الخدمات لمواطنيها إذا أنها خارجة من أزمة من فورها مثل ” جمهورية الكونغو الديمقراطية ، أيضًا ثمة العديد من أشكال الهشاشة مثل : [2]


  • الصراع ، وما بعد الصراع ، والأزمات .

  • الحروب ، و انتقال السياسي .

  • تدهور بيئات الحكم .

  • حالات التحسن التدريجي .

  • الأزمات الاقتصادية طويلة الأمد . [2]

مخاطر هشاشة الدول


الدول الهشة هي الأكثر عرضة للعديد من المخاطر ، مثل الصدمات الداخلية أو الخارجية ، والصراعات المحلية أو الدولية ، أيضًا الدول الهشة قد تعاني من الناحية الاقتصادية والاجتماعية والسياسية ، فالاقتصادية تتمثل في حدوث تفاوت شديد في الثروة ، وصعوبة الحصول على ممتلكات أو توفير وسائل كسب العيش ، ومن الناحية الاجتماعية التفاوت الشديد في الحصول على الرعاية الصحية أو التعليم ، مما يعزز عدم المساواة ، ومن الناحية السياسية فتتألف تحالفات الاستبداد في السلطة ” العرقية أو الدينية أو الإقليمية ” وانتشار الفصائل المتطرفة ، وتجزأ المنظمات الأمنية . [2]