دراسة سويدية شرب اللبن بكثافة يسبب الوفاة
لاشك أن الحليب أو اللبن منتج طبيعي مغذي للجسم ، سواء للبشرة أو الشعر أو العظام والمناعة ، ولكن ما لا يمكن تصوره ، هو أن نفس العنصر المغذي لكل أجزاء الجسم ، يمكن أن يكون عدوًا قاتلًا لا يتوانى عن بث سمومه في جسدك ، إذا لم تنتبه إلى مخاطره.
ومن الصادم أن تعلن لنا دراسة سويدية شرب اللبن بكثافة يسبب الوفاة ، وأن تناول أكثر من ثلاث أكواب من الحليب يوميًا ، يؤدي إلى حدوث الوفاة ، وذلك عقب إجراء دراسة علمية ممتدة ، استغرقت نحو عشرين عامًا.
ملخص الدراسة السويدية
توصل البروفيسور السويدي كارل ميكالسون Karl Michaelsson ، بقسم علوم الجراحة بجامعة أوبسالا السويدية العريقة ، أن تناول الحليب يوميًا لأكثر من ثلاث مرات ، يمكن أن يقودك نحو القبر بشكل مباشر ، حيث توصل إلى نتائج مهمة بشأن الحليب أو اللبن وأضراره ، تلك الدراسة التي أجريت على مدار عشرين عامًا ، وعلى عينة بحثية قوامها 106 مبحوثًا ، يمثلون كافة المتطوعين ممن أجريت عليهم الدراسة.
وخرجت النتائج لؤتكد أن تناول الحليب بكثافة عالية ، يمكنه أن يحرر كميات كبيرة من مادة الجالاكتوز ، وهو عنصر سكري تؤدي كثافة إنتاجه داخل الجسم ، إلى حدوث ما يعرف باسم
الإجهاد التأكسدي
، ويحدث التهاب بالجسم نتيجة تشبع الجسم به ، يوميًا والإخلال بالنظام المناعي الطبيعي ، في تنظيف الجسم من سمومه ، وبالتالي تتراكم السموم ، فتحدث الوفاة كنتيجة مباشرة.[1]
جامعة أوبسالا السويدية
ما منح تلك الدراسة أهميتها ، هو إجراؤها في جامعة أوبسالا السويدية العريقة ، والتي كانت قد تأسست عام 1477م ، وخرج منها الكثير من العلماء ، منهم ثمانية قد حصلوا على جائزة نوبل في أكثر من حقل علمي ، ولعل هذا ما منح الدراسة الحالية قوتها أيضًا ، وسعت الكثير من وسائل الإعلام للاهتمام بما رصدته الدراسة من نتائج.[2]
تجربة الدراسة السويدية
تم إجراء الدراسة السويدية بشأن الحليب ، بداية على حيوانات التجارب المعملية ، قبل فتح باب التطوع للبشر في الخضوع لتلك التجارب ، ومنذ البداية لاحت النتائج غير المبشرة ، حيث ماتت كل الحيوانات المعملية ، التي حقنت بالجالاكتوز بكثافة ، ما كان له أكبر الأثر في توقع نتائج التجربة.
بعد ذلك بدأت التجارب المعملية تأخذ صورة أكثر جدية وخطورة ، وفتح باب التطوع للخضوع للتجارب المعملية ، المتعلقة بالدراسة الحالية ، فشملت عينة الدراسة عددًا ضخمًا من المتطوعين ، بلغ قوامها 61433 امرأة ، في المرحلة العمرية من 39 إلى 74 عامًا ، إلى جانب 45339 رجلًا ، في المرحلة العمرية من 45 إلى 79 عامًا ، وتم إجراء الدراسة بالطريقة الممتدة المتصلة ، فخضعت العينة للفحص والتجريب على مدار عشرين عامًا متصلة ، وذلك بالنسبة للنساء، في حين خضع الرجال للدراسة على مدار إحدى عشر عامًا فقط ، وتم تسجيل عدد مرات تناول أكواب الحليب يوميًا للطرفين ، على مدار الأعوام التي أجريت بها الدراسة.
وخلال التطبيقات المعملية بدأت النتائج في الإعلان عن نفسها ، حيث كانت النساء الأكثر تأثرًا بتناول الحليب بكثافة ، وتوفيت أكثر من 15541 سيدة منهن ، بينما عانت حوالي 17252 من
هشاشة العظام
والكسور لأكثر من مرة ، وكان أكثرها كسور في عظام الفخذ ، بواقع 4259 من بينهن.[3]
خطر الوفاة يرتفع 15% مع كل كوب حليب
فيما تزايدت حالات الوفاة بين النساء ، عند تناول أكثر من ثلاث أكواب يوميًا من الحليب ، فكانت أكثر من 1093 حالة ، تتعرض للوفاة بشكل أكبر وأكثر خطورة ، مقارنة بمن تتناولن كوبًا واحدًا من الحليب ، يوميًا وعلى مدار عشرين عامًا متصلة.
وتشير تلك النتائج ، إلى ارتفاع خطر
الوفاة المبكرة
، نتيجة تناول الحليب بكثافة أي أكثر من ثلاث مرات يوميًا ، وهذا بالنسبة للنساء. بينما تعرض الرجال لخطر مختلف ، وهو ظهور ما يعرف باسم interleukin 6 أو الانترلوكن 6 ، وهو عنصر يظهر في الدم أو الجسم ، نتيجة تناول الحليب بكثافة ، ولكنه لم يظهر لدى النساء ، في فروق واضحة بين الجنسين.
أسباب حدوث أضرار تناول الحليب
في الدراسة المنشورة بعام 2014م ، تقدم
البروفيسور
كارل ميكالسون Karl Michaelsson ، بشرح الأسباب الكامنة خلف هذا التأثير المدمر للحليب أو اللبن ، على العكس مما عُرف بشأنه أنه مغذي قوي ومتكامل للجسم ، وتحوله فجأة إلى عدو شرس.
وأوضح البروفيسور كارل ، أن اللبن أو الحليب يحتوي على عناصر غذائية هي السكريات ، وهي موجودة بنسب محددة في اللبن ، وهما
اللاكتوز
والجالاكتوز ، ولكن مع شرب أكواب من الحليب أكثر من اللازم ، تتزايد نسبة هذه السكريات ، وتنتقل بالتالي إلى الجسم ، وتؤثر على كافة أعضائه.[4]
تعمل السكريات الموجودة في اللبن على تحفيز عملية التقدم بالعمر ، ومن ثم ظهور علامات النضوج المبكر سواء بالشكل أو وظائف الأعضاء ، ما يؤدي إلى تلف الخلايا ، التي تصاب بالإجهاد نتيجة العمل بكثافة بشكل مفاجيء ، وهذا هو ما أدى إلى حدوث حالات وفاة ، أثناء إجراء الدراسة نفسها ، لمن تناولن الحليب بكثافة ، مقارنة بمن لم تتناوله سوى مرة واحدة باليوم.
وفي النهاية ، نصحت الدراسة والعاملون عليها ، بأن يتم تناول الحليب صافيًا ، بمعدل كوب واحد على الأكثر كل يوم ، مع استبدال الحليب بأي منتج آخر ، مصنوع من الحليب نفسه ، مثل
الزبادي
، فهو أكثر فائدة وتغذية للجسم ، حيث يحتوي على بكتريا مفيدة ومغذية ، ويساعد على تخليص الجسم أيضًا من سمومه.[5]
تعليقات عالمية بشأن أضرار الحليب
تناول أحد المواقع العلمية الفرنسية هذه الدراسة بالتحليل والشرح ، وعلقوا على نتائجها بأن بالفعل أكثر من 70% من البشر ، لا تستطيع معدتهم أن تهضم كميات كبيرة من الجالاكتوز ، وفي هذه الحالة يمثل الأمر تنبيهًا للجسم بأن الحليب أو اللبن ، غير صالح للاستهلاك وأنه يمثل خطرًا كبيرًا على الصحة.
وفسر الموقع الفرنسي هذا الأمر ، بألأن تربية الأبقار كمصدر أساسي للحليب ، لم تعد كما كانت بالسابق ، فمربو الأبقار لم يعودوا مثل من كانوا قبلهم ، حيث اختلفت تغذية الحيوانات ، وهذا بالطبع أثر على تركيبة الحليب ، وطلب الموقع من المستهلكين للحليب ، بأن يجربوا التوقف عن تناوله لأسبوع واحد فقط ، مع مراقبة صحتهم وسوف يلاحظون الفرق.[6]
كذلك علق متخصصو علم الأوبئة ، بأن الحليب الموجود حاليًا لا يصلح للاستهلاك الآدمي ، وأنه يحتوي على مواد مسرطنة ، هي السبب في زيادة حالات سرطان الثدي لدى النساء على مستوى العالم ، مشيرين إلى حدوث إصابة سيدة واحدة من أصل عشر سيدات ، بسرطان الثدي في المجموعات التي تناولت الحليب بشكل يومي.
إلا أن بعض المواقع العلمية الصينية ، أجابت بهذا الشأن أن استهلاك الحليب للنساء ، ليس ثقافة شعبية ، وإنما تقتصر على السيدات الثريات ، المتاح لهن تناول بعض الوجبات أو المشروبات بالحليب المثلج ، بخاصة عند سفرهن إلى خارج الصين.
وقد خرجت دراسة متعلقة بعلم الأوبئة ، إلى نتيجة مماثلة بأن استهلاك الحليب بكثافة ، يؤدي إلى حدوث سرطان الثدي لدى النساء ، وأن هذا الأمر تم الكشف عنه منذ عقدين كاملين ، خاصة مع تطور الأبحاث العلمية ، حول أسباب حدوث
سرطان الثدي
.[7]
وفي النهاية ، يمكن الابتعاد عن تناول الحليب بمفرده ، على الرغم من كونه مصدرًا غذائيًا مهمًا للطفل عقب ولادته ، إلا أنه يجب الابتعاد عن شرب الحليب المباشر بعد إتمام عامين ، واستبدالها بوجبات مغذية مثل الزبادي ، فهو أكثر فائدة وأقل ضررًا.