عمى تعرف الوجوه ” Prosopagnosia “
عمى التعرف على الوجوه هو اضطراب عصبي يتميز بعدم القدرة على التعرف على الوجوه، والذي يعرف أيضا باسم Prosopagnosia أو انعدام الوجه، واعتمادا على درجة الضعف قد يواجه بعض الأشخاص المصابين بالمرض صعوبة في التعرف على الوجه المألوف فقط، بينما لا يتمكن الآخرون من التمييز بين الوجوه المجهولة، وبعض الأشخاص المصابين بهذا الاضطراب يكونوا غير قادرين على التعرف على وجوههم .
عمه تعرف الوجوه
لا يرتبط هذا المرض بضعف الذاكرة أو فقدان الذاكرة أو ضعف البصر أو
صعوبات التعلم
، ويعتقد أنه ناتج عن تشوهات أو تلف أو ضعف في التلفيف المغزلي الأيمن، وهو طية في المخ يبدو أنها تنسق النظم العصبية، ويجب أن يكون التركيز في علاج هذا الاضطراب على مساعدة الفرد المصاب على تطوير
استراتيجيات
تعويضية، حيث يمكن إعادة تدريب البالغين الذين يعانون من هذه الحالة نتيجة السكتة الدماغية أو صدمة الدماغ في استخدام أدلة أخرى لتحديد هوية الأفراد بدلا من وجوههم .
والأفراد المصابون بالاضطراب غالبا ما يجدون صعوبة في التعرف على
أفراد الأسرة
والأصدقاء المقربين، وغالبا ما يستخدمون طرق أخرى للتعرف على الأشخاص، مثل الاعتماد على الصوت أو الملابس أو السمات المادية الفريدة، ولكنها ليست فعالة بالطبع مثل التعرف على الوجوه [1] .
أسباب عمى التعرف على الوجوه
يمكن أن يحدث هذا المرض عن طريق
الآفات
في أجزاء مختلفة من المناطق القذالية السفلية، التلفيف المغزلي (منطقة الوجه المغزلي)، والقشرة الزمنية الأمامية، وقد أظهر
التصوير المقطعي
بالإصدار البوزيتروني (PET) ومسح الرنين المغناطيسي الوظيفي أنه في الأفراد الذين لا يعانون من المرض يتم تنشيط هذه المناطق استجابة لمحفزات الوجه، وتشارك المناطق القذالية السفلية بشكل أساسي في المراحل المبكرة من إدراك الوجه، وتمد القشرة الزمنية الأمامية بمعلومات محددة حول الوجه والصوت واسم شخص المألوف .
يمكن أن يحدث المرض نتيجة لعدة أسباب ضارة عصبيا، تشمل الأسباب الوعائية للمرض :
- احتشاء الشريان الدماغي الخلفي (PCAIs)
- نزيف في الجزء السفلي من منطقة الصدغ
تشمل المسببات الأخرى الأقل شيوعا :
-
التسمم
بأول أكسيد الكربون - استئصال الفص الصدغي
- التهاب الدماغ
- الأورام
- ضمور الفص الصدغي الأيمن
- إصابات الدماغ
- مرض الشلل الرعاش
- مرض الزهايمر
اعراض عمه تعرف الوجوه
أكثر الأعراض شيوعا لعمى الوجه هي عدم القدرة على التعرف على الوجوه أو التمييز بينها، هذا قد يجعل تكوين العلاقات أكثر صعوبة، سواء في إطار العلاقات الشخصية أو المهنية، وقد يكون من الصعب للغاية على الأشخاص المصابين بعمى التعرف على الوجه التعرف على شخص يظهر في شكل مختلف عن الذي اعتاد عليه، وقد يصارع الأشخاص المصابون بعمى التعرف على الوجه البسيطي من التمييز أو التعرف على وجوه الغرباء أو الأشخاص الذين لا يعرفونهم جيدا.
بينما قد يواجه المصابون بعمى الوجه المعتدل إلى الشديد صعوبة في التعرف على وجوه الأشخاص الذين يرونهم بانتظام، بما في ذلك أفراد الأسرة والأصدقاء المقربون، وفي الحالات الشديدة للغاية قد لا يتعرف المصابون بعمى الوجه على وجوههم، وهذا قد يسبب
القلق الاجتماعي
أو الاكتئاب .
وإذا كان طفلك يعاني من عمى الوجه فقد [2] :
- ينتظر منك التلويح دائما عندما تكون أمامه .
- يقترب من الغرباء ويعتقد أنهم أنت
-
عدم التعرف على الأشخاص المألوفين، مثل الجيران أو
الأقارب
أو الأصدقاء والعائلة - يجد صعوبة في متابعة الشخصيات في الأفلام أو البرامج التلفزيونية
-
يجد صعوبة في
تكوين صداقات
- يحب المنزل ولا يحب المدرسة
- يشعر بالخجل دائما
كيف يرى المصاب بعمى الوجوه
لا يمكن لمرضى عمى التعرف على الوجوه التعرف على شخص ما من خلال وجهه، فهم يتعرفون على الأشخاص بعلامات أخرى خلاف الوجه، والمرضى بهذا الاضطراب يرون أن الشخص لديه عينان، أنف، شفتين، إلخ، لكن الأمر يشبه النظر إلى شخص غريب للمرة الأولى في كل مرة تراه فيها ، والبعض منهم لا يستطيع حتى التعرف على أطفاله، وعلى على نفسه في بعض الحالات [3] .
ذاكرة الوجوه
نظرا لأن جميع الوجوه تحتوي على نفس الميزات (العيون والأنف والفم) في نفس التكوين العام (العيون فوق الأنف والأنف فوق الفم)، فإن التمييز بين الأفراد مهمة شاقة، على الرغم من ذلك فنحن قادرون على التعرف على الأفراد حتى في وجود مجموعة متنوعة من التغييرات مثل : الإضاءة أو ارتداء
النظارات الشمسية
وغيرها، ولقد بحث رويير وزملاؤه عام 2015 حول : أي مدى تعتمد القدرة على التعرف على الوجوه على توفر معلومات وجه كاملة، واستخدموا تقنية Bubbles حيث يتم عرض الوجوه من خلال عدد مقيد من الفتحات الصغيرة الموزعة عشوائيا، مما يحد بشكل فعال من كمية المعلومات المرئية المتاحة .
ونظر المشاركون لفترة وجيزة إلى وجه الشخص في الدراسة، ثم اضطروا إلى اختيار أي من الوجوه “الفقاعية” التي تطابق هوية وجه هذا الشخص، وقد أظهرت النتائج أن الحد الأدنى من المعلومات يمكن أن يجعل الأفراد يتعرفوا على الوجوه، ومن المثير للاهتمام أن أعمال أخرى قام بها بالاس وتوماس في عام 2015 تشير إلى أن التعرف على الوجوه قد لا يعكس فقط قدرة الفرد على إنشاء تمثيلات للوجه، ولكن قد تتأثر أيضا بالسياق الاجتماعي، بمعنى أنه يمكن أن يتسبب وضع المشاركين في سياق اجتماعي تنافسي في تذكر الأشخاص المحيطين بهم على أنهم أكثر
عدوانية
، مما يدل على أن التفاعلات الاجتماعية يمكن أن تؤثر على إدراك الوجه والذاكرة [4] .
علاج عمى الوجوه
تم توثيق حوالي 100 حالة من مرض عمى التعرف على الوجوه في جميع أنحاء العالم، ومع ذلك يتساءل العلماء في مراكز أبحاث Prosopagnosia ب
جامعة هارفارد
وكلية لندن الجامعية عما إذا كان الاضطراب نادرا جدا أم لا، وفي أبحاث معهد علم الوراثة البشرية في ألمانيا، يعتقد العلماء أن الحالة أكثر شيوعا، وهناك نوعان من الـ prosopagnosia : prosopagnosia الخلقية والـ prosopagnosia المكتسبة
Prosopagnosia الخلقية
يولد بعض الناس دون القدرة على التعرف على الوجوه، وهو ما يعرف باسم prosopagnosia الخلقية أو التنموية، وقد لا يدرك الأطفال المصابون بهذا النوع من عمى الوجه عدم قدرتهم على التعرف على الوجوه حتى يكبرون سنا، ولا يسبب هذا النوع أي اختلافات هيكلية في المخ، ويعتقد بعض الباحثين أن هذا النوع قد يكون موروث وقد وجدت دراسة بحثية ألمانية من عام 2005 دليلا على وجود أساس وراثي للاضطراب بعد دراسة سبع عائلات مصابة بهذا النوع من المرض، وقد يحدث المرض في الأطفال المصابين بالتوحد، وعدم القدرة على التعرف على الوجوه قد يسبب أو يساهم في ضعف مهاراتهم الاجتماعية .
Prosopagnosia المكتسبة
قد يحدث النوع المكتسب بعد تلف المخ بسبب إصابة في الرأس أو سكتة دماغية أو أمراض تنكس عصبي، والأفراد المصابين بهذا النوع كانوا قادرين على التعرف على الوجوه في الماضي، ثم أصبحوا غير قادرين بسبب حادثة ما، ومن غير المحتمل أن يستعيد الأشخاص الذين لديهم هذا الشكل من المرض قدرتهم على التعرف على الوجوه مرة أخرى، ويعد الأساس العصبي لهذا المرض غير مفهوم جيدا، لكن إحدى النظريات تقول أنه ناتج عن تشوهات أو تلف أو ضعف في التلفيف المغزلي الأيمن للدماغ .
ولا توجد علاجات لهذا المرض، ويجب أن يتعلم المصابون به طرق أخرى لتذكر الوجوه، قد تساعد الدلائل الأخرى مثل الشعر والصوت والملابس في تحديد الأشخاص والتعرف عليهم، ويمكن أن يساعد العلاج في علاج أي قلق أو اكتئاب يتعلق بالحالة، لا علاج الحالة نفسها، ويعمل الباحثون حاليا على إيجاد طرق لمساعدة الأفراد المصابين بالمرض على تحسين المقدرة في التعرف على الوجوه [5] .