معلومات عن اللغة السنسكريتية


اللغة السنسكريتية هي اللغة الهندوسية القديمة ، حيث تعتبر لغة التواصل بين الآلهة ، ثم انتشرت لتشمل الديانة اليانية والبوذية والسيخية ، ويتم استخدامها حتى اليوم كواحدة من

22 لغة أساسية في الهند

ويتم دراستها كلغة رسمية ثانية للهند ، وقد تم استخدام اللغة السنسكريتية عند الآريين أيضًا ، وكلمة ” سنسكريت ” تعني الأمر الذي تم الكامل ، حيث الجزء الأول منها ” سن ” يشير إلى كلمة ” سنياك ” وتعني ” بالكامل ” والجزء الثاني من الكلمة ” كريت ” وتعني ” تم ” أي أنه تم بالكامل ، بما يفسر أن تلك اللغة من خلالها يتم التواصل بالكامل بالسمع والبصر والقراءة أي تتجاوز حدود الكلام وتذهب لتترجم المشاعر . [1]

معلومات عن اللغة السنسكريتية


تلك اللغة المعقدة صاحبة الكثير من المفردات ، والتي تستخدم حتى الآن في الطقوس العقائدية والنصوص المقدسة والترانيم ، ولدت منذ 1500 – 500 عام قبل الميلاد ، خلال الفترة الفيدية ، وكان يطلق على هذه اللغة اسم ” dava vani ” وكلمة ” dava ” تعنى الآلهة ، وكلمة ” vani ” تعني لغة ، أي لغة الآلهة ، وكان المعتقد السائد آن ذاك أن هذه اللغة خلقها الإله ” brahma ” وأرسلها إلى الحكماء الذين يتخذون من السماء مساكن لهم ” rishis ” وبالتالي تواصل هؤلاء الحكماء مع تلاميذهم الموجودين في الأرض بتلك اللغة لكي يتم نشرها . [1]


ظلت لغة الـ ” dava vani ” أو السنسكريتية لقرون طويلة معروفة شفهيًا فقط ولم يتم التعرف عليها إلا لفظيًا ، إلى أن كتبت بها التراتيل المقدسة ” Rig Vida ”  في عام 2000 قبل الميلاد ، وبالفعل استطاعت اللغة السنسكريتية أن تعكس مدى نقائها الأول من خلال الوصف المثالي لقوى الطبيعة في هذه التراتيل . [1]


ولم تزل اللغة السنسكريتية محتفظة بكامل نقاءها حتى الآن ، حيث لم يتم تغيير حروفها الـ “52 ” ولم يطرأ أي جديد على مفرداتها ، فهي ثابتة منذ نشأتها الأولى سواء لفظيًا أو عندما أخذت شكلها الكتابي ، في نصوص الفيدا المقدسة ” فيج فيدا ” و ” بوراناس ” و ” الأوبنشاد ” . [1]

اللغة السنسكريتية الفيدية


كما عرفنا في مستهل المقال استخدمت اللغة الفيدية السنسكريتية في الهندوسية واليانية والبوذية والسيخية ، وأثبتت تميزها في الشعر القديم والدراما والعلوم والفلسفة والنصوص الدينية ، فقد كان الاعتقاد يقول بأن هذه اللغة أنشأت بعدما تمت ملاحظة المخارج الصوتية العديدة لفم الإنسان ، فإن تكوين اللغة به تركيز كبير على تلك

المخارج الصوتية

، وهو ما يبرر ثراء اللغة السنسكريتية بالشعر ذا التعبيرات الجمالية والتي تقال بطريقة صوتية تلاطف الأذن ، كما تحتوي اللغة الفيدية السنسكريتية على مصطلحات فلسفية غير موجودة في اللغات الأخرى . [1]


هي لغة لها 26 حرفًا ساكنًا لهم مرونة خاصة تمكنك من التعبير بشكل دقيق عما تريد ، فهي لغة أشبه بالمحيط حيث تعبر عن معنى واحد بالمئات من الكلمات .[1]

اللغة السنسكريتية الكلاسيكية


بدأت اللغة السنسكريتية الكلاسيكية من حيث انتهت اللغة السنسكريتية الفيدية التي كان آخر ما كُتب بها هو نصوص الـ ” الأوبانيشاد ” المقدسة ، حيث قام ” باني ” الباحث في القواعد اللغوية بإنشاء نسخة مكررة من هذه اللغة ، وذلك في القرن الرابع قبل الميلاد ، أعد باني جدول من ثمانية فصول يحتوي على تحليل المعاني والمفردات وقواعد اللغة السنسكريتية وهي المرجع الوحيد حتى الآن لهذه اللغة ، ويسمى هذا الجدول بـ ” Ashtadhyayi panini ” فلم يتم تسجيل أي قواعد قبل هذا الجدول . [1]


يتضمن جدول بانيني 3959 قاعدة للغة السنسكريتية غير مخففة ، وشروحات تفصيلية للمفردات واستخدامها والتشكيل الخاص بها ، من دلائل مرونة اللغة اتساع وكرم مفرداتها ، حيث تحتوي على 250 كلمة لوصف هطول الأمطار ، و67 كلمة لوصف المياه ، 65 كلمة لوصف الأرض ، وهذا ما ليس موجودًا على الإطلاق في أي لغة ، وبالرغم من وجود بعض الاختلاف بين اللغة واللهجة السائدة لدى الهندوس اليوم إلا أن اللغة السنسكريتية هي اللغة المقدسة الوحيدة لكافة الأديان والعقائد في الهند الغنية بـ5000 لغة ولكنة . [1]


القليل جدًا من الهنود الناطقين باللغة السنسكريتية اليوم ، لكنهم عادة مايعتبرونها مصدر فخر إذ تعد واحدة من 14 لغة أصلية في الدستور الهندي ، لكن باعتبارها لغة اعتمدت في تكوينها على الأصوات ، فهي تستخدم حتى الآن في التراتيل الدينية والأغاني وعبادة الله ، وخاصة في موسيقى الـ ” كارناتيك ” مثل ” bhajans ” ، ” shlokas ” ، ” stotras ” ، ” kirtanas ” .


تأثير السنسكريتة على اللغات الاخرى


نظرًا للتاريخ القديم والكبير للغة السنسكريتة فهي بالطبع أثرت على اللغات الهندية الأخرى ، وخاصة اللغة الرسمية للهند حاليًا ، وغيرها كاللغة الهندية الآرية مثل ” الكانادا ” و ” المالايالامية ” ، كما تابعت تأثيرها من خلال النصوص الدينية البوذية على اللغة الصينية التبتية ، أيضًا هناك اللغة ” التيلجو ” هي مشتقة من السنسكريتية حيث اقتبست منها العديد من المفردات . [1]


كذلك تشعبت اللغة السنسكريتية لتؤثر على لغة تايلاند وسريلانكا في الكثير من الكلمات ، كذلك تأثرت بها اللغة الرسمية الحالية في إندونيسيا وملايو ، والفلبين تأثرت قليلاً بتلك اللغة مقارنة بتأثر

اللغة الإسبانية

، ومن اللافت تأثر اللغة الإنجليزية الحديثة التي تعتبر من اللغات الأولى عالميًا ، فجميعها في النهاية تندرج تحت قائمة لغات هندية أوروبية . [1]


تلك اللغة التي تزخر بكلمات ليس لها مثيل في أي لغة وخاصة في الجانب الأدبي منها ، بدأت كلغة بين الآلهة استخدمها البعض وخشي منها البعض الآخر على قدر اتساعها وتفسيراتها وقواعدها ، فهي لغة فاحشة الثراء في التعبيرات لهذا تم استخدامها في الأعمال الأدبية النثرية كونها لا تقهر ، وتم ترجمة العديد من نصوص اللغة السنسكريتية لأنها تقدم قدرًا هائلًا من فهم الماضي الأدبي الذي يترجم الإنسانية في تلك الأوقات بكل دقة وجمالية . [1]


قال المؤرخ والمؤلف ويليام كوك تايلور عن اللغة السنسكريتية : ” تعلم واكتساب هذه اللغة يكاد يكون مسألة حياة ، هي لغة لا ينفد أدبها ” . [1]