الرؤساء المثيرين للجدل في أمريكا الوسطى
تعد أمريكا اللاتينية وأمريكا الوسطى من أكثر المناطق التي حصل فيها الكثير من الأحداث بالعصور المختلفة، وتوالى على هذه الدول العديد من الرؤساء ما بين الديمقراطيين والدكتاتوريين، وعلى الرغم من هذه الدول تحتوي على العديد من الموارد الطبيعية إلا أنها في النهاية تعد من
الدول الفقيرة
وتحتوي على العديد من المشاكل الاقتصادية، وقد حكم أميركا الوسطى الكثير من الحكام المثيرين للجدل.
أهم الرؤساء المثيرين للجدل في أمريكا الوسطى
السيد فرانسيسكو مورازان
الرئيس السابق فرانسيسكو مورازان من مواليد 3 أكتوبر 1792، في مدينة تيغوسيغالبا في هندوراس وقد توفي 15 سبتمبر 1842 في مدينة سان خوسيه في
كوستاريكا
، وهو رئيس المقاطعات المتحدة في أمريكا الوسطى من سنة 1830 إلي 1840، كان متميزاً في الجيش وبطل سياسي لأمريكا الوسطى من بداية نضاله سنة 1827 حتى تاريخ وفاته.
بدأ مورازان، الذي تلقى تعليمه الذاتي ومسيرته السياسية في مسقط رأسه في هندوراس، و في سن 35 قاد قوات الحزب الليبرالي في تمرد ضد الرئيس مانويل خوسيه آرس، فكان هو أول رئيس للمقاطعات المتحدة التي أنشئت في عام 1823، والجدير بالذكر إنه على يديه هزمت القوات الليبرالية جيش المحافظين في عام 1829 في مدينة غواتيمالا، وفي عام 1830 تم انتخاب مورازان رئيساً للمقاطعات المتحدة في أمريكا الوسطى، وقد قدم العديد من الإصلاحات المصممة للحد من سلطة الكنيسة الكاثوليكية الرومانية، لكن إدارته أثارت غضب المحافظين واضطر إلى تكريس معظم طاقته لإخماد الثورات، التي كانوا يقومون بإشعالها.
السيد رافائيل كاريرا
ولد الديكتاتور رافائيل كاريرا 24 أكتوبر 1814 في
مدينة غواتيمالا
وتوفي في 4 أبريل 1865 في مدينة غواتيمالا، حكم ديكتاتور غواتيمالا من سنة 1844 إلي 1848 ومن سنة 1851 إلي 1865، وواحد من أقوى الشخصيات في أمريكا الوسطى في القرن التاسع عشر.
كان كاريرا من أصول أوروبية وهندية مختلطة، حاصل على تعليم رسمي، ثم شارك في الحرب الأهلية في أمريكا الوسطى في عشرينيات القرن التاسع عشر، وارتفع بسرعة في صفوف الجيش، تبنى معتقدات محافظة قوية كجندي، وبدأ بدعم من الفلاحين الهنود الذين كانوا يحترمونه، ومن رجال الدين الذين احتقروا الحكومة الليبرالية المناهضة للثورة، استولى على مدينة غواتيمالا في عام 1838 واستولى على السلطة، والتي مارسها بشكل تام وبلا رحمة حتى وفاته.
عزز كاريرا قوى المحافظين الملتزم في حكمه في عام 1840، وعندما أصبح ديكتاتوراً أخرج غواتيمالا من المقاطعات المتحدة الأمريكية الوسطى، وأعلن أنها جمهورية مستقلة، إذ استعاد اليسوعيين وأعاد تأسيس الكنيسة الكاثوليكية الرومانية في عام 1852، في عام 1854 ألغى الانتخابات وأصبح رئيساُ مدى الحياة، وتم إحباط محاولتين من المكسيك لضم غواتيمالا، وأوقف التوسع الإقليمي لهندوراس البريطانية، توغل في كثير من الأحيان في شؤون الدول المجاورة نيابة عن قواتهم المحافظة.
السيد وليام ووكر
كانت الولايات المتحدة الأمريكية تتوسع خلال منتصف القرن التاسع عشر ، حيث فاز الغرب الأمريكي المتمثل في الولايات المتحدة خلال الحرب المكسيكية الأمريكية ونجحت في ضم تكساس بعيداً عن المكسيك كذلك، حاول رجال آخرون تكرار ما حدث في تكساس، والاستيلاء على أجزاء من الإمبراطورية الإسبانية القديمة ثم محاولة ضمها إلى الولايات المتحدة، هؤلاء الرجال كانوا يطلق عليهم filibusters، كان ويليام ووكر من سنة 1824إلي 1860من أعظم الشخصيات من filibusters، وهو محام وطبيب ومغامر من ولاية تينيسي، حيث قام بإحضار جيشاً صغيراً من المرتزقة إلى نيكاراغوا، وأصبح رئيساً لنيكاراغوا في 1857 من خلال اللعب بذكاء مع الفصائل المتناحرة.[1]
السيد خوسيه سانتوس زيلايا
كان رئيساً وديكتاتور نيكاراغوا من عام 1893 إلى عام 1909، ترك إرثاً مختلط من الخير والشر، حيث قام بتحسين التجارة والتعليم والاتصال لكنه حكم نيكاراغوا بقبضة حديدية، وقام بسجن المعارضين وقتلهم وقضي على حرية التعبير نيكاراغوا، كما اشتهر بإثارة الصراع والتمرد والمعارضة في البلدان المجاورة.
السيد أناستاسيو سوموزا جارسيا
في أوائل عام 1930 ، كانت نيكاراغوا مكاناً فوضواً، وهذا الأمر سهل على رجل الأعمال والسياسي الفاشل أناستاسيو سوموزا جارسيا أن يشق طريقه نحو قمة الحرس الوطني في نيكاراغوا، وقد كانت عبارة عن قوة شرطية من أكبر السلطات في البلاد.
بحلول عام 1936، كان قادراً على الاستيلاء على السلطة، التي احتفظ بها حتى اغتياله في عام 1956، كان دكتاتورياً وقحاً، حيث كان يحكم نيكاراغوا كما لو أنها مملكته الخاصة، وسرق بوقاحة من أموال الدولة واستحوذ على الصناعات الوطنية بشكل صارخ، كما أسس سوموزا، والتي استمرت في الحكم من خلال ولديه حتى سنة 1979، وعلى الرغم من الفساد الصارخ الذي كان متفشي في البلاد، كان سوموزا هو السبيل المفضل من قبل الولايات المتحدة بسبب معاداته المستمرة للشيوعيين.
السيد خوسيه بيبي
كان جوزيه بيبي فيغيريس رئيساً لكوستاريكا في ثلاث فترات بين عامي 1948 و1974.
لفيغيريس حق كبير فيما تتمتع به كوستاريكا اليوم، فقد أعطي الأميين والنساء الحق في التصويت في الانتخابات، وقد ألغي سيطرة الجيش، وقام بتأميم البنوك، وقد كرس فترة حكمه حتى يغرس أقدام الحطم الديمقراطي في بلاده، كما أن معظم الكوستاريكيين في يومنا هذا يعتبرونه إرث غالي للغاية.[2]
السيدة ريغوبيرتا مينشو
ولدت ريغوبيرتا مينشو لعائلة فلاحين من قبيلة المايا من الهنود السكان الأصليين في عام 1959 وحتى في سن مبكرة كانت تحارب من أجل
العدالة الاجتماعية
وكانت تعمل مدافعة عن حقوق المرأة، وبسبب عملها وعمل والدها وشقيقها ، اتُهمت أسرتها بالتعاطف مع جنود حرب العصابات الذين يقاتلون الجيش في الحرب الأهلية الغواتيمالية.
في عام 1979 تعرض شقيق منشو للتعذيب والقتل على يد الجيش، في العام التالي شارك والدها في احتلال محلي للسفارة الإسبانية في مدينة غواتيمالا، داهمت الشرطة مبنى المحتاجين واشتعلت فيها النيران، مما أدى إلى مقتل والدها و 35 شخص آخر، هربت ريغوبيرتا مينشو من غواتيمالا لتجنب المزيد من الملاحقة من قبل الجيش، على مدى السنوات القليلة التالية، واصلت مينشو الدعوة إلى اهتمام دولي أكبر بالحرب الأهلية الغواتيمالية ومحنة الشعوب الأصلية من الهنود في غواتيمالا.
الجدير بالذكر أنه في عام 1983 قامت ريغوبيرتا مينشو بتلاوة قصتها للمؤلفة الفنزويلية والتي تدعى إليزابيث بورغوس ديبراي، والتي ساعدت مينشو في نشر مذكراتها التي تسمي (أنا ريغوبيرتا مينشو)، كان الكتاب بمثابة نجاح دولي فوري لها وكفاحها من أجل حقوق الشعوب الأصلية ولأجل العدالة الإجتماعية، في عام 1992 حصلت منشو على جائزة نوبل للسلام عن عملها، بعد أربع سنوات، انتهت الحرب الأهلية في غواتيمالا أخيراً، لكن مينشو استمر في الدعوة إلى السلام والعدالة والمساواة، تعرضت مذكراتها للجدل في عام 1999 عندما اقترح عالم
الأنثروبولوجيا
ديفيد ستول أن بعض الأحداث في الكتاب كانت ملفقة أو غير حقيقة، إلا أنه في النهاية أثبت أن معظم حجج ستول غير صحيحة.
في الآونة الأخيرة، دخل Menchú في السياسة الوطنية التي تمثل حزب (Encuentro por Guatemala) الأصلي وحزب (Winaq)، في عامي 2007 و2011 ، هُزمت في الجولة الأولى في الإنتخابات، إلا أنها مازالت تعد من أكثر زعماء أمريكيا الوسطي شهرة، حيث لا يوجد زعيم أمريكي لاتيني واحد حارب بشجاعة التي ناضلت وحاربت بها مينشو من أجل أفكارها وحربها للحفاظ على حقوق الشعوب الأصلية.[3]