سيرة الكاتب صامويل بتلر

كان صامويل بتلر مؤلف إنجليزي شهير عاش في أواخر

العصر الفيكتوري

، وكان أيقونة كلاسيكية قدمت صورة قاتمة للحياة الأسرية الفيكتورية ، وتم معارضة الكثير من أفكاره التي أعتبرها الكثيرون أفكارًا مهيمنة ، ولكنه أيضًا قدم العديد من الأفكار الأدبية والعلمية ، التي كانت سائدة في عصره ، وهذا من خلال العديد من المقالات ، وكان لانتقادات صامويل بتلر الكثير من التأثير خلال حياته ، وعلى الأجيال اللاحقة من بعده من الكتاب والمفكرين [1] .

حياة صامويل بتلر المبكرة

وُلد صامويل بتلر في 4 ديسمبر عام 1835 في قرية صغيرة في نوتنغهام شاير ، إنجلترا ووالده هو القس توماس بتلر ونشأ في العصر الفيكتوري ، حيث حكمت وقتها الملكة فيكتوريا إنجلترا ، وسمي العصر الفيكتوري بهذا الاسم ؛ نظرًا لأن الملكة فيكتوريا جلست على العرش لفترة أطول من أي ملك بريطاني آخر ، وفي هذا العصر حدثت الكثير من التغييرات في بريطانيا العظمى ، حيث حدث ازدهار في التصنيع بدلًا من الزراعة ، وهذا الازدهار أدى بدوره إلى انفتاح الفكر والكثير من السلوكيات المعقدة [1] .

كان صامويل بتلر صبياً مشرقاً وأتقن كل من قواعد

اللغة اللاتينية

واليونانية ، وهو في سن 13 عامًا، حيث تلقي تعليمه في مدرسة داخلية ، وفي عام 1854 ذهب إلى كلية سانت جون ، كامبريدج وشارك بحماس في الحياة الجامعية ، وتخرج عام  1859 ، وبعد ذلك تم اقتراح عليه حياة الأبرشية ، ولكنه لم يحب الحياة بهذا الشكل ، وأراد أن يجرب العديد من المهن في الطب والفن ، وأنتقل إلى نيوزلندا عام 1860 . [1]

حياة صامويل بتلر المهنية

بعد التخرج من

كامبريدج

، عاش صامويل بتلر في أبرشية حيث الدخل المنخفض في لندن ، وقد أثبتت الأشهر الستة التي قضاها في العيش والعمل في أبرشية أنه لا يؤمن بالكثير من المعتقدات المسيحية  ، ورفض هذه المهنة الدينية ، وقرر بعدها أن يصبح رسامًا وبالفعل قام باختيار مهنة أخرى ، ولكن والده القس كان يرفض أن يصبح أبنه رسامً ، وقدم له المال لكي ينتقل إلى نيوزيلندا ، ويقوم بتأسيس نفسه كمزارع للأغنام  ، وبالفعل أبحر إلى الجزيرة الجنوبية في عام 1859 [2] .

وكانت نيوزلندا في ذلك الوقت تعتبر

مستعمرة بريطانية

منذ معاهدة وايتانغي القانونية ، وكانت حينها ما بين التاج البريطاني ، والعديد من الماوري النيوزيلنديين ، وذهب بتلر إلى هناك مثل العديد من المستوطنين البريطانيين الأوائل ذوي الأصول المتميزة ، وذلك من أجل وضع أكبر مسافة ممكنة بينه وبين عائلته ، ولقد كتب عن وصوله وحياته كمزارع يملك مزرعة خراف في محطة بلاد ما بين النهرين في السنة الأولى في كانتربيري سيتيلمنت (1863) ، وبالفعل استطاع أن يحقق ربحًا جيدًا عندما باع مزرعته . [2]

منحت نيوزيلندا بتلر الحرية التي كان يشتهيها دائمًا ، جنبًا إلى جنب مع درجة من الاستقلال المالي ، والكثير من الوقت ، والمساحة ، لكي يقوم باستكشاف الكثير من الأشياء ، والتفكير ، والقراءة ، والكتابة ، وقضي هناك خمس سنوات ، وقام بنشر العديد من المقالات في مطبعة كرايست تشيرش حول مجموعة من الموضوعات العلمية والدينية ، وقام صامويل بتلر بدراسة العهد الجديد ، وقراءة داروين عن أصل الأنواع ، وبدأ بعدها حياته المهنية الحقيقية حيث قام بطرح الأفكار ، واقتراح إجابات بديلة لها ، وعلى الرغم من أن صامويل بتلر غير رأيه في مدى معقولية وأصالة فكرة داروين حول الانتقاء الطبيعي ، إلا أن كانت

أفكار داروين

هي التي كان لها تأثير كبير على أعمال بتلر [3] .

بدايات صامويل بتلر ككاتب

نشر صامويل بتلر روايته الأولى في عام 1872 ، وكانت تتميز كتاباته بأنها خيالية وساخرة ، ولكن سرعان ما حول انتباهه إلى كتابات أخرى بعيدة عن الخيال فكتب في مجالات الدين والعلوم من عام 1873 وحتى 1880 ، وخلال ثمانينيات القرن التاسع عشر نشر بتلر سلسلة من الكتب عن الفن والسفر ، إلى جانب تقديم المزيد من العمل حول التطور [3].

فكر صامويل بتلر الشخصي

تميزت أعمال صامويل بتلر بالفكر التطوري ولديه الكثير من الكتابات الأخرى المتنوعة ، وكان هناك موضوع ثابت دومًا يعمل من خلاله ، وكان هذا الموضوع في الواقع نابع من صراعه الشخصي مع والديه ، وهذا الأمر دفعه إلى البحث عن مبادئ أكثر عمومية للنمو والتنمية ، فقد كان كل ما يهمه هو إثبات طبيعته وتطلعاته على أساس فلسفي ، لذا أصبح كفاحه معممًا ، وأشتهر صامويل بتلر بأنه كاتب وروائي سخري ، كما أنه كان فنان وناقد أيضًا ، وكان فيلسوفًا يبحث في كل الأسس البيولوجية حيث كان يركز كل تركيزه على فلسفة الحياة . [4]

عودة صامويل بتلر إلى إنجلترا

عاد الكاتب صامويل بتلر إلى إنجلترا في عام 1864 ، واستقر في غرف في كليفورد إن بالقرب من شارع فليت ، حيث عاش هناك بقية حياته وفي عام 1872 ، ظهرت الرواية الطوباوية المجهولة ، مما تسبب في بعض الحيرة حول هوية المؤلف ووقتها كشف بتلر عن نفسه كونه هو مؤلف هذه الرواية ، وهذه الرواية جعلت منه شخصية معروفة بدون شك [2] .

وفاة صامويل بتلر

توفي صامويل بتلر في 18 يونيو 1902 عن عمر يناهز 66 عامًا ، وتوفي في دار لرعاية المسنين موجود في شارع سانت جون وود في لندن ، وبعد وفاته تم إحراقه حيث كانت هذه هي رغبته أن يتم حرق جثمانه في محرقة وكينغ ، وتختلف الروايات حول ما حدث للرماد ، فهناك من يقول إنه تم تفريق الرماد ، أو تم دفنه في قبر غير معروف ، ففي النهاية المعروف أن رماده تم التخلص منه بشكل غير متجانس ، وتوفي صامويل بتلر لكي يظل واحد من الرجال الأدبيين

العظماء

في القرن التاسع عشر [3] .