أسرة تيودور
تتكون الجزيرة البريطانية من ثلاث دول، وهما انجلترا واسكتلندا وويلز، تعد انجلترا من أكثر الدول التي لها تاريخ وحضارة كبير، وحكم هذه الدولة القوية الكثير من الأسر والحكام الإنجليز، إلا أنه تمكنت أسرة تيودور الويلزية أن تحكم انجلترا بين عامي 1485 – 1603 ميلادية.
وكان أول الملوك هو الملك هنري السابع والذي اعتلى العرش بسبب أن والدته السيدة مارغريت بوفورت كانت أحق المطالبين بعرش إنجلترا بعد أن قتل ريتشارد الثالث، ولم يكن هناك مطالبين شرعيين بالعرش سواء من عائلة لانكاستر أو عائلة يورك، وبهذا تمكنت من الحصول على تاج العرش ومررته إلي ابنها هنري تيودور ليكون مؤسس حكم أسرة تيودور في انجلترا.
الملك هنري السابع
كان هنري السابع أول ملك لأسرة تيودور في إنجلترا، وُلِد في قلعة بيمبروك في ويلز في 28 يناير 1457، ومن خلال والدته، كان بإمكانه تتبع أصله من جون غاونت ابن إدوارد الثالث، في عام 1471 تم نقله إلى بريتاني من قبل عمه جاسبر تيودور لحمايته من سكان نيويورك المنتصرين بقيادة إدوارد الرابع.
فشلت محاولة هنري لغزو إنجلترا في عام 1483، لفرض مطالبته على العرش، ولكن في عام 1485 هزم وقتل ريتشارد الثالث في معركة بوسورث، بعد تتويجه كأول ملك لبيت تيودور، ثم تزوج من إليزابيث، ابنة إدوارد الرابع وجذب ولاء العديد من سكان يوركشاير، رغم أنه اضطر إلى مواجهة ثورات لامبرت سيميل و بيركين واربيك، إلا أن فترة حكمه أثبتت نجاحها بطرق عديدة.
لقد أحضر الملك النبلاء الباقين على قيد الحياة إلى مملكته الجديدة، وأسس النظام والأمن وهكذا حصل على دعم الطبقة المتوسطة والتجارية الصاعدة، وزوج ابنته مارغريت إلى جيمس الرابع ملك إسكتلندا، وابنه لكاثرين من أراغون، وبالتالي اكتسبت اعترافاً متزايداً لسلالته الجديدة، واحتفظ بالسلام مع تراكم احتياطي مالي كبير، ولكنه لم يهتم بالتعلم الجديد، إلا أنه كان ذكي في الدبلوماسية، وعلى الرغم من هذا لم يكن يحظى بشعبية كبيرة كالملوك السابقين، توفي في ريتشموند في 21 أبريل 1509 سنة.
هنري الثامن
ولد في 28 يونيو 1491 في غرينتش، ووفاة شقيقه الأكبر آرثر سنة 1502 جعلته وريثاً للعرش الذي صعده في 21 أبريل 1509، بعد فترة قصيرة من صعوده، تزوج من كاثرين أوف أراغون، أرملة أخيه، وما بين عامي 1510 و1514 شارك هنري في الحرب بين فرنسا وإسبانيا، وما بين عامين 1512-1513 شارك في الحرب بين فرنسا واسكتلندا.
في الحرب أعطي هنري أول وزير كبير له وهو الكاردينال توماس وولسي سلطة كبير، والذي ابتداء من عام 1515 يمارس كل السلطات وحمل كل خيوط السلطة في الدولة والكنيسة، لم يفقد هنري السيطرة المطلقة على الشؤون في المملكة، لكنه كان راضياً وهو يتابع ولسي، حيث فضل هنري الصيد والألعاب والأقنعة والعشيقات والموسيقى على كدح الحكومة المؤلم، قادت سياسة ولسي إلى انتصار السلام الأوروبي المتجسد في معاهدة لندن سنة 1518.
في هذه الأثناء بحلول عام 1527، كان هنري مصمماً على التخلص من زوجته، وكانت دوافعه الرئيسية اثنتان، هما ارتباط عاطفي بأحد سيدات المحكمة تدعي آن بولين، بالإضافة إلي خوفه على الخلافة، كان هنري يسعى لإعلان بطلانه، إلا أن وولسي فشل في الحصول على موافقة البابوية لمطالب الملك وفي عام 1529، فهذا الأمر الكاردينال يفقد قوته تماماً، حيث كفل توماس كرومويل للملك نجاحه من خلال التخلص من سلطة البابا تماماً وإنشاء كنيسة وطنية في إنجلترا وهي الكنيسة الأنجليكانية تحت القيادة العليا للملك نفسه، وفي النهاية أدي هذا الأمر إلي طلاق هنري من كاثرين، تسبب هذا القرار في حل الأديرة، وعزز ظهور الطائفة البروتستانتية في المملكة.
في الوقت نفسه بعد كل هذه المحاولات حتى يتزوج الملك هنري الثامن آن بولين، تم إعدامها بتهمة الزنا، والتي جعلتها تنجب ابنة في مايو 1536.
في يناير 1540، تضمنت سياسة توماس كرومويل البروتستانتية زواج الملك من آن كليف، التي كان هنري يكرهها من البداية وسرعان ما طلقها في أغسطس 1540، وقام هنري بعلاقة حب مع كاثرين هوارد، والتي أُعدمت في 1542 بسبب الزنا، أخيراً في عام 1543، استقر مع زوجته الأكثر هدوءً كاثرين بار، وبحلول هذا الوقت كانت قوة شخص هنري الثامن وعهده تتناقص، وتوفي الملك في 28 يناير 1547.[1]
الملك إدوارد السادس
كان إدوارد ملك إنجلترا وأيرلندا، ولد في محكمة هامبتون في 12 أكتوبر 1537، وكان ابن لهنري الثامن وزوجته الثالثة جين سيمور، على الرغم من ضعف صحته، تلقى إدوارد تعليماً شاقاً وممتازاً، من روجر أسشام والسير جون تشيك، خلف والده كملك في عام 1547 لكنه لعب دوراً صغيراً في الحكومة.
كانت القوة في يد عمه إدوارد سيمور دوق سومرست، ثم جون دودلي دوق نورثمبرلاند، بموجب حكمهم وبموافقة إدوارد الكاملة، وتم تأسيس البروتستانتية في إنجلترا، وتم نشر أول كتاب صلاة باللغة الإنجليزية واثنين وأربعين مقالة في كنيسة إنجلترا، حاولت إرادة إدوارد المصنوع من هيمنة دودلي عليه، ومنع انضمام بنات هنري الثامن، وهما ماري وإليزابيث، وتأكيد مطالبة السيدة جين جراي بالحكم وهو حفيدة هنري السابع، توفي إدوارد بسبب مرض السل في غرينتش في 6 يوليو 1553.[2]
ماري أنا
ماري تيودور كانت تسمى أيضا باسم (ماري الدموية) ولدت في غرينتش في 18 فبراير 1516، كانت ابنة هنري الثامن وكاثرين، عندما كانت طفلة، حصلت على تعليم شامل باللغات الكلاسيكية والحديثة، في عام 1526، اقترح أن تتزوج من الملك الفرنسي فرانسيس الأول أثناء المناقشة، ولقد تمكنت من الوصول إلي الحكم بعد وفاة أخيها إدوارد السادس.
الملكة إليزابيث الأولى
ولدت إليزابيث في قصر غرينتش على نهر التايمز في 7 سبتمبر 1533، وكان والدها هنري الثامن والدتها آن بولين، حصلت إليزابيث على تعليم صارم في عصر النهضة على يد علماء الإنسانيين الشباب في كامبريدج، وكان من أشهرهم روجر أشام، كانت ملكة المستقبل مبكرة وذكية للغاية، ومثيرة للاهتمام، كانت معرفتها باللغات الكلاسيكية والحديثة كبيرة، وكذلك قراءتها التاريخية واللاهوتية، كانت حيويتها سبب في نجاحها كحاكم، مما مكنها على سبيل المثال، من التحدث مع السفراء الأجانب والحفاظ على السيطرة الشخصية على الشؤون الدبلوماسية لإنجلترا.
عهد أختها غير الشقيقة ماري تيودور (1553-1558) هددت حياتها، في الواقع، كانت ماري متعصبة كاثوليكية وكانت متعاطفة مع أسبانيا، وكانت مستاءة من ابنة آن بولين، على الرغم من أن إليزابيث كانت تتفق ظاهرياً مع الدين الكاثوليكي الراسخ، إلا أنها أصبحت حتماً أملاً للقضية البروتستانتية وبالتالي تهديداً لسلامة ماري.
ألقي القبض على إليزابيث وأُرسلت إلى برج لندن، ولم ينفذ سجنها بسبب عدم وجود أدلة قاطعة ضدها، نجحت إليزابيث في الوصول إلي العرش في 17 نوفمبر 1558، ورُحب بوصولها بحماسة، خاصة من قبل مواطني لندن وجميع البروتستانت.
مع الوقت أثبتت الملكة استعدادها لقطع الكنيسة الإنجليزية مرة أخرى عن روما والبابوية، كان رجال الدولة والبرلمان مهتمين بشدة بتأمين مستقبل البلاد البروتستانتية، لأن إليزابيث كانت آخر عائلة تيودور، لقد ضغطوا عليها حتى تتزوج، لكن اختيار الزوج كان صعباً ومحفوفاً بالمخاطر لدرجة أن الزواج أثبت أنه غير عملي، من خلال الاختيار والسياسة بقيت الملكة العذراء في إنجلترا، وكانت آخر ملوك أسرة تيودور.[3]