ماهية الذكاء وهل يزيد معدل الذكاء بين البشر

لا يوجد تعريف متفق عليه للذكاء، لكن يعرف قاموس كولينز الإنجليزي الذكاء على أنه : ” القدرة على التفكير والعقل والتفهم بدلا من القيام بالأشياء تلقائيا أو عن طريق الغريزة “، ويقول قاموس ماكميلان أن الذكاء هو : ” القدرة على فهم الأشياء والتفكير فيها واكتساب المعرفة واستخدامها “، لذا يكون غالبا من الثابت ارتباط لفظ الذكاء بلفظ التفكير في التعريفات المتعددة للذكاء [1] .

مفهوم الذكاء

ما الذي يجعل بعض العقول أكثر ذكاءا من غيرها ؟ هل الأشخاص الأذكياء أفضل في تخزين واسترجاع الذكريات ؟ أو ربما يكون لدى الخلايا العصبية الخاصة بهم المزيد من الروابط التي تتيح لهم الجمع بين الأفكار المختلفة بطريقة غير عادية ؟

قال أينشتاين : ” إن العلامة الحقيقية للذكاء ليست المعرفة بل الخيال “، وقال سقراط ” أعرف أنني ذكي لأنني أعرف أنني لا أعرف شيئا “، ولعدة قرون حاول الفلاسفة تحديد المقياس الحقيقي للذكاء، وفي الآونة الأخيرة دخل علماء الأعصاب في النقاش باحثين عن إجابات حول الذكاء من منظور علمي لهذه الأسئلة : ما الذي يجعل بعض العقول أكثر ذكاءا من غيرها ؟ وهل الأشخاص الأذكياء أفضل في تخزين واسترجاع الذكريات ؟ أو ربما يكون لدى الخلايا العصبية الخاصة بهم المزيد من الروابط التي تتيح لهم الجمع بين الأفكار المختلفة بطريقة غير عادية ؟ وغيرها من الأسئلة .

نظريات الذكاء

ثبت أن الكشف عن الشبكات العصبية الضالعة في الذكاء أمر صعب لأن هناك أنواعا مختلفة من الذكاء – التحليلي واللغوي والعاطفي، على سبيل المثال لا الحصر – لكن علماء النفس وعلماء الأعصاب يختلفون حول ما إذا كانت هذه الذكاءات مرتبطة أو ما إذا كانت موجودة بشكل مستقل عن بعضها البعض،وقد أنتج القرن العشرين ثلاث نظريات رئيسية حول الذكاء :


الأولى :

هي النظرية التي اقترحها تشارلز سبيرمان في عام 1904، والتي اعترفت بأن هناك أنواعا مختلفة من الذكاء، لكنها تقول أنهم جميعا مترابطون .


الثانية :

بعد مرور عقود من النظرية الأولى قام عالم النفس “هوارد جاردنر ” من جامعة هارفارد بمراجعة هذه الفكرة من خلال نظرية الذكاءات المتعددة والتي حددت ثمانية أنواع مختلفة من الذكاء وادعى أنه لا توجد علاقة بينهما، حيث يمكن للشخص أن يمتلك ذكاءا عاطفيا قويا أقل من الموهوبين من الناحية التحليلية .


الثالثة :

في وقت لاحق من عام 1985 طرح روبرت ستيرنبرغ عميد جامعة تافتس السابق نظريته في نظرية الذكاء الثلاثية، والتي جادلت بأن التعاريف السابقة للذكاء ضيقة للغاية لأنها تستند فقط إلى الذكاءات التي يمكن تقييمها في اختبار حاصل الذكاء، بدلا من ذلك، يعتقد ستيرنبرغ أن أنواع الذكاء مقسمة إلى ثلاث مجموعات فرعية : تحليلية، خلاقة، وعملية .

وقد قال الدكتور غاردنر المزيد عن نظرية الذكاءات المتعددة، وقال أن هذه الأشكال المختلفة من الذكاء لم تكن لتتطور لو لم تكن مفيدة في مرحلة ما من تاريخ البشرية، لكن ما كان مهما في وقت ما يكون غير مهم في وقت آخر، ومع تطور التاريخ والثقافات يتغير الذكاء بالطبع، ويخبرنا غاردنر أنه من مائة عام إذا كنت ترغب في الحصول على تعليم عالي الجودة، كان الذكاء اللغوي مهما، فقد كانت امتحانات القبول في جامعة هارفارد قبل 150 عام باللاتينية واليونانية والعبرية، وإذا كنت تعاني من عسر القراءة على سبيل المثال سيكون ذلك صعبا للغاية لأنه سيكون من الصعب عليك تعلم تلك اللغات، والتي تعد لغات مكتوبة بشكل أساسي، وهذا بالطبع تغير الآن مع أنواع الذكاء الأخرى مثل الذكاء العاطفي [2] .

هل الذكاء يزيد

منذ أن تم اختراع اختبار الذكاء منذ أكثر من 100 عام، تزداد درجات معدل الذكاء لدينا بشكل مطرد، حتى الشخص العادي اليوم كان يعتبر عبقريا مقارنة بشخص مولود في عام 1919، وهي ظاهرة تعرف باسم تأثير فلين، لكن هذا التأثير قل جدا الآن، لكن هل هذا يعني أننا وصلنا بالفعل إلى ذروة الذكاء ؟

لنبدأ باستكشاف الأصول القديمة للذكاء البشري، منذ اللحظة التي بدأ فيها أسلافنا في السير منتصبين منذ أكثر من ثلاثة ملايين عام، تشير فحوصات الجماجم الأحفورية إلى أن أدمغة القردة الأولى ثنائية القدم ” أوسترالوبيثكس” تبلغ حوالي 400 سنتيمتر مكعب أي ثلث حجم البشر المعاصرين، وتستهلك أدمغة الإنسان الحديث حوالي 20 بالمائة من طاقة الجسم، لذلك يجب أن تكون أدمغتنا الأكبر قد تسببت في أن نجني بعض الفوائد أكثر من غيرنا القدماء، وهناك العديد من الأسباب المحتملة لزيادة حجم المخ، ولكن وفقا لنظرية رائدة كان السبب هو استجابة للمطالب المعرفية المتزايدة لحياة المجموعة .

وقبل حوالي 400000 عام وصل دماغ هومو هايدلبرجنسيس إلى حوالي 1200 سنتيمتر مكعب، أي أصغر من أدمغة البشر المعاصرين التي تبلغ مساحتها حوالي 1300 سنتيمتر مكعب، وعندما غادر أجدادنا إفريقيا منذ حوالي 70000 عام، كانوا أذكياء بما يكفي للتكيف مع الحياة في كل ركن من أركان الكوكب تقريبا، وقد كانوا قادرين تماما على التفكير في الأسئلة الكونية الضخمة بما في ذلك الأسئلة حول أصولهم .

ويجادل عدد قليل من الخبراء بأن التغييرات الحديثة في معدل الذكاء هي نتاج هذا النوع من التطور الوراثي، وقبل 100 عام فقط ابتكر العلماء “حاصل الذكاء” لقياس الإمكانات الفكرية لشخص ما، والذي يعتمد نجاحهم فيه على القدرات المعرفية، لذلك ترتبط قدرتك على أداء التفكير المكاني أو التعرف على الأنماط بقدرتك في الرياضيات وبراعتك اللفظية وما إلى ذلك، لهذا السبب ، يعتقد أن معدل الذكاء يعكس “الذكاء العام”، وهو نوع من القدرة العقلية الكامنة [3] .

اسباب قلة الذكاء

هنالك الكثير من الأسباب التي تجعل الذكاء قليل، السبب الأكثر قوة هو تنوع الجينات التي تحدد الذكاء الأساسي، هناك أيضا أخطاء جينية أو أمراض يمكن أن تسبب قلة الذكاء، وهناك أسباب أخرى إذا لم يكن لديك مرض أو أخطاء جينية مثل [4] :

  • سوء التغذية قبل الولادة أو سوء التغذية في مرحلة الطفولة
  • متلازمة الكحول الجنيني وتعاطي المخدرات أثناء الحمل
  • التسمم بالمعادن الثقيلة مثل الرصاص
  • وجود مرض أو عدة أمراض فيروسية قبل الولادة والطفولة
  • صدمة في المخ قبل بعد الولادة
  • الحمى الشديدة
  • التسمم
  • عدم وجود بيئة مناسبة لرعاية للطفل

أسباب الذكاء

اقترح بعض المنظرين النفسيين أن الذكاء هو في المقام الأول شيء موروث، على سبيل المثال شيء يتكون من القوى البيولوجية والوراثية ويرثه الابن من أحد الوالدين أو يكون الذكاء من تأثر الطفل ببيئة، على سبيل المثال شيء يتأثر به الطفل عن طريق المدرسة وتعاليم الوالدين والتعرض لتجارب الحياة وغيرها، أما في الوقت الحالي، يتفق معظم الباحثين على أن مزيجا من العوامل الوراثية والبيئية يساهم في تطوير الذكاء [5] .

علامات الذكاء في الوجه

يمكنك معرفة ما إذا كان الرجل ذكيا بالنظر إلى وجهه (ولكن ليس المرأة)، فقد اكتشف العالم كلايسنر أن ” كل من الرجال والنساء كانوا قادرين على إجراء تقييم دقيق لذكاء الرجال من خلال عرض صور الوجه، لكن الغريب أنه لم يتم العثور على علاقة بين الذكاء المدرك ونسبة الذكاء بالنسبة للنساء، ومن أبرز علامات الذكاء على الوجه :

  • طول الوجه
  • اتساع المسافة بين العينين
  • طول الأنف وكبره
  • الذقن مثلث الشكل
  • زوايا الفم المائلة للأعلى