ما هو خلل الغدة الميبومية
هناك عدد كبير جدًا من
الأمراض التي تُصيب العين
وتُسبب لها عدد كبير جدًا من الأضرار التي تؤثر سلبيًا في قدرة الفرد على الرؤية بشكل سليم وإذا لم يتم علاجها بشكل سليم قد تنتهي لا قدر الله بضعف شديد جدًا أو فقدان النظر ، ومن أشهر أمراض العيون المنتشرة والتي قد أشار الأطباء إلى خطورتها هو خلل الغدة الميبومية .
أهمية الغدة الميبومية
الغدة الميبومية هي أحد غدد الجسم الموجودة في العين ، ويُذكر أن الغدة الميبومية ليست غدة واحدة ؛ وإنما هي عبارة عن عدد كبير جدًا من الغدد المنتشرة في جفون العين ؛ منها ما هو موجود في الجفن العلوي ويصل عددها إلى نحو 50 غدة ، ومنها ما هو موجود في الجفن السفلي ويصل عددها إلى نحو 25 غدة تقريبًا ، وتعتبر هذه الغدة هي المسؤولة عن إفراز مادة المابيوم التي تُحافظ على طبقة الدمع في العين من التبخر ، وبالتالي ؛ فهي تُحافظ على رطوبة العين وتحميها من التعرض إلى الجفاف والالتهابات .
خلل الغدة الميبومية
إن خلل الغدة الميبومية المعروف في الدول العربية باسم
التهاب الجفن
الخلفي أو مرض حواف الجفون وبالإنجليزية بـ Meibomian Gland Dysfunction ، وكل هذه المصطلحات تُشير إلى أحد أمراض العين التي يحدث بها التهاب في غدة ميبوميوس ويسبب حكة والام شديدة في العين ، ويُذكر أن أكثر الأشخاص عرضة إلى التهاب الجفن الخلفي والغدة الميبومية هم كبار السن والأشخاص الذين يقضون أوقات طويلة في أماكن ملوثة بالغبار والأتربة [1] .
أسباب خلل الغدة الميبومية
هناك عدد كبير من الأسباب المؤدية إلى خلل الغدة الميبومية ، مثل :
-انسداد الغدة الميبومية وهو ينقسم إلى انسداد بسيط سهل العلاج وانسداد ندبي اكثر خطورة نوعًا ما ويحتاج إلى وقت أطول للعلاج .
-انخفاض أو زيادة في معدل إفراز مادة المابيوم أو المعروفة باسم الزهم التي تُساعد على
ترطيب العين
.
-اضطراب في مستوى إفراز بعض الهرمونات بالجسم ومنها
هرمون الاستروجين
؛ الذي يجعل إفرازات الغدة الميبومية أكثر لزوجة وسماكة ، ومن ثَم إعطاء الفرصة للجراثيم من التكاثر والنمو بالعين ؛ وهذا بالطبع من شأنه أن يؤدي إلى التهابات وجفاف والام العين .
-الإصابة ببعض الأمراض الجلدية أيضًا قد تؤدي إلى حدوث خلل في الغدة الميبومية ، مثل مرض الوردية أو وردية الوجه الذي يتميز باحمرار في الوجه وزيادة في عدد الأوعية الدموية المتمددة أسفل جلد الوجه ، والإصابة أيضًا بقشرة الرأس الشديدة والالتهابات الدهنية وغيرهم .
-ارتفاع نسبة الدهون الثلاثية و
الكوليسترول
في الدم ، والإصابة بعدوى بكتيرية في العين ، والإصابة كذلك بتلف أو التهابات شديدة في القرنية .
أعراض خلل الغدد الميبومية
هناك بعض الأعراض الظاهرية التي تنذر بحدوث التهابات شديدة في جفن العين الخلفي وفي الغدد الميبومية ، ومن أشهرها ، ما يلي :
جفاف شديد في العين
تُعتبر متلازمة جفاف العين أو Dry eye syndrome أحد أشهر أعراض خلل الغدد الميبومية ؛ حيث أن الغالبية العظمى من الأشخاص الذين يُعانون من مشكلة جفاف العين يتم علاجهم بناءً على ارتباط هذا الجفاف باضطراب الطبقة الوسطى المائية بالدمع في العين ، ولذلك ؛ يعتمد الأطباء في هذه الحالة على استخدام
قطرات الدموع الصناعية
للعلاج ، ولا يمكن هنا التثبت من خلل الغدد الميبومية في مراحل المرض الأولى .
التهابات في الجفن الأمامي
كما أن حدوث التهابات مزمنة في جفون العين قد ينتج عنها اضطرابات مزمنة والتهابات في الغدة الميبومية أيضًا ، وبالتالي ؛يؤدي ذلك في نهاية الأمر إلى الإصابة بجفاف العين وخلل الغدد الميبومية ما لم يتم الخضوع إلى خطة علاجية صحيحة بشكل سريع .
إحمرار العين
كما يُعتبر الشعور بحكة دائمة في العين يُصاحبها دائمًا إحمرار شديد وألم في العين أيضًا من أهم الأعراض التي قد تدل على الإصابة بالتهابات وخلل في الغدد الميبومية .
عوامل الإصابة بخلل الغدة الميبومية
على الرغم أن خلل الغدة الميبومية قد يُصيب أي شخص في أي مرحلة عمرية ؛ إلا أنه يوجد بعض الفئات من الأشخاص التي تُعتبر هي الأكثر عرضة إلى الإصابة بهذا المرض ، وهم :
كبار السن
أشارت الأبحاث والدراسات إلى أنه كلما تقدم الإنسان في السن ؛ كلما نقص عدد الغدد الميبومية في الجفن العلوي والسفلي وتقل أيضًا كمية السائل الذي تفرزه هذه الخلايا وتقل جودته مما يؤدي إلى الإصابة بجفاف و
التهابات العين
.
عدسات العين اللاصقة
هناك عدد كبير من أضرار استخدام العدسات اللاصقة ومنها أنها تؤدي إلى الضغط على الغدد الميبومية والتأثير سلبيًا على كمية إفراز السائل المرطب للعين منها ، ولذلك يُنصح بالتقليل من استخدام
العدسات اللاصقة
قدر الإمكان .
العوامل البيئية
الهواء الجاف المحمل بالغبار والتعرض أيضًا إلى الأتربة بشكل كبير طوال الوقت من أهم الأسباب التي تؤدي إلى جفاف العين والتهابات الغدد الميبومية ، كما أن التواجد الدائم أسفل المراوح أو تشغيل
المكيفات
لوقت طويل يؤثر سلبيًا أيضًا على سلامة هذه الغدد .
فقر النظام الغذائي
الكثير من الأشخاص لا يحصلون على المركبات الغذائية اللازمة للحفاظ على صحة العين عبر النظام الغذائي ؛ مثل
الأوميجا ثري
وغيرهم وهذا قطعًا يؤثر على الصحة العامة وعلى صحة العين ، ولذلك ؛ ينبغي الإكثار من تناول الأسماك مثل سمك السلمون والتونة وإضافة زيت الزيتون إلى النظام الغذائي لأنها تُمد الجسم بقدر جيد من الأحماض الدهنية المفيدة .
الخلل الهرموني
يؤثر الخلل الهرموني كذلك على معدلات إفراز مادة المابيوم من الغدد الميبومية ؛ حيث أن هرمونات الاستروجينات تقلل من معدل إفرازه ؛ في حين أن الأندروجينات تؤدي إلى زيادة نسبة إفراز المابيوم بشكل كبير .
شاشات الجوال والحاسوب
كما أن البقاء لأوقات طويلة أمام شاشة الجوال أو الحاسوب يؤثر سلبيًا على الغدة الميبومية ويؤدي إلى جفاف والام العين .
علاج خلل الغدة الميبومية
ينقسم علاج خلل الغدة الميبومية إلى شقين أساسيين على النحو التالي :
العلاج المنزلي
هناك بعض الإجراءات الأولية التي يُمكن أن يقوم بها المريض بالمنزل للحد من التهابات وجفاف العين قبل التوجه إلى الطبيب ، مثل :
-عمل كمادات مياه دافئة على العين باستمرار لأن ذلك من شأنه أن يُساعد على ليونة التكتلات الموجودة على جفن العين ويعطي الفرصة لزيادة إفراز المابيوم .
-غسيل و
تنظيف العين
ولكن بشكل حذر من أجل التخلص من أي غبار أو أتربة ملتصقة بجفون العين .
العلاج الطبي
كما يوجد بعض خطط العلاج الدوائية الطبية لعلاج جفاف والتهابات الغدد الميبومية ، مثل :
-استخدام بعض المضادات الحيوية الخاصة بالعين مثل التتراسيكلين لمدة تتراوح بين شهر إلى شهرين ، ويجب أن يتم تنظيف العين جيدًا وعمل الكمادات الدافئة قبل وضع المرهم .
-في بعض الأوقات ؛ قد يلجأ الطبيب إلى استخدام مضادات الالتهابات و
المضادات الحيوية
الفموية إلى جانب المضادات الموضعية .
-وقد يصف الطبيب في بعض الأحيان للمريض بعض المكملات الغذائية المحتوية على الحمض الدهني أوميجا ـ 3 نظرًا إلى دورها الهام في تعزيز صحة العين والغدد الميبومية ولا سيما إذا كان المريض لا يحصل على القدر الكافي من هذه الأحماض الدهنية عبر نظامه الغذائي .