6 فنانين أمريكين من أصول أفريقية صنعوا تاريخ الفن
لعدة قرون ساعد الفنانون الأمريكيون من أصل أفريقي في تشكيل الثقافة البصرية الفنية للولايات المتحدة ، وغالبًا ما كانت هذه الشخصيات المبدعة تؤثر على أعمالها تجاربها الشخصية ، وخلفياتها العائلية ، وقد أثرت كثيرًا في تطور الفن الأمريكي وألهمته.
ولكن لسوء الحظ ، فعلى مر التاريخ سواء في الولايات المتحدة أو خارجها ، لم يتم الاعتراف بفنانين ملونين على نحو مناسب لمواهبهم وإنجازاتهم وإسهاماتهم ، ولكن معظم تلك الأعمال التاريخية بالفن ، تم حفظها وعرضها في دور
الفنون الشعبية
من قبل الفنانين البيض.
ولحسن الحظ وبالرغم من كل ذلك فإن الجماهير المعاصرة أصبحت مهتمة بشكل متزايد بالتنوع في الفنون ، مما دفع المتاحف والمكتبات والمؤسسات الثقافية الأخرى ، إلى تسليط الضوء على أعمال الفنانين الأمريكيين من أصل أفريقي ، ومنهم أشهر 6 فنانين أمريكيين من أصول أفريقية صنعوا تاريخ الفن ، مثل أوغستا سافاج ، جوشوا جونسون وغيرهم كثيرون من المبدعون الذين فتحوا الطريق لفنانون آخرون بعدهم.
فنانون أمريكان من أصل إفريقي
جوشوا جونسون
Joshua Johnson
كان جوشوا جونسون رسامًا للصور ، يعيش ويعمل في بالتيمور في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر ، وبينما لا يُعرف الكثير عن خلفيته ، فهناك تقارير متضاربة بشأن ما إذا كان عبداً أم لا ، فإن أكثر من 100 صورة تُنسب إلى هذا الفنان المبدع.
وتتميز القطع الفنية التي أبدعها جوشوا جونسون ، بأسلوب بسيط ومميز وتتقاسم معظمها بتركيبة مميزة لها ، عبارة عن : حاضنة متمركزة في منظر من ثلاثة أرباع ، على خلفية بسيطة ، وبينها الدعائم التي تتراوح بين الفاكهة والزهور ، إلى المظلات ومساحات من المحاصيل الخضراء أو الغلة.
واليوم يتم الاحتفال بجوشوا جونسون كأقرب أميركي من أصل أفريقي ، يعمل كفنان محترف ، ويمهد طريقًا ليخلفه العديد من المبدعين القادمين.
أوغستا سافاج
Augusta Savage
عام 1918م هو العصر الذهبي، الذي ظهرت فيه حركة رائدة في
مدينة نيويورك
، من الفن والأدب والموسيقى ، والذي يُعرف اليوم باسم عصر النهضة في هارلم ، وحي هارلم هو مركز ثقافي للأميركيين الأفارقة ، يوجد به العديد من إسهامات أوغوستا سافاج.
كانت أوغستا سافاج تعمل في مجال النحت ، ولدت في فلوريدا في عام 1921م ، وانتقلت إلى مدينة نيويورك ، حيث حضرت اتحاد كوبر للعلوم والفنون ، وهي مدرسة قائمة على
المنح الدراسية
، وبعد حصولها على شهادتها بعد سنة دراسية كاملة ، طلبت من مكتبة هارلم ، إنشاء تمثال نصفي للناشطة في مجال الحقوق المدنية والكاتبة ( و. ب. دو بوا ) ، ليتم وضعها على الخريطة.
واليوم يرتبط دور أوغستا سافاج في عصر النهضة بالتعليم والدعوة ، ففي عام 1935م شاركت في تأسيس نقابة هارلم للفنانين ، وهي منظمة تقدم المشورة للفنانين الأميركيين من أصول إفريقية في الحي ، وفي عام 1937م ، قامت بإنشاء مركز
هارلم
للفنون المجتمعية ، حيث قادت دروس النحت ، وساعدت في بدء الحياة المهنية للفنانين الأمريكيين من أصل أفريقي ، بما في ذلك جاكوب لورانس.
يعقوب لورانس
Jacob Lawrence
ولد جاكوب لورانس في ولاية نيو جيرسي في عام 1918م ، وفي عمر 23 سنة فقط ، أكمل سلسلة الهجرة ، وهي عبارة عن مجموعة فنية من اللوحات الملونة تروي قصة الهجرة العظيمة ، وهي نزوح جماعي لأكثر من 6 ملايين أمريكي من أصل إفريقي ، يفرون من الجنوب المنفصل إلى مناطق حضرية في جميع أنحاء البلاد.
ويصور هذا العمل كأشكال طليعية مقدمة بألوان مشرقة ، ويتم الاحتفال بهذا العمل بقدر موضوعه الثري المستوحى من هارلم ، وكما يوضح متحف الفن الحديث أن عمل لورنس هو معلم بارز في تاريخ الفن الحديث ، ومثال رئيسي على الطريقة التي يتم بها رسم لوحة عن التاريخ بشكل جذري في العصر الحديث.
وبعد نجاح هذه السلسلة المكونة من 60 لوحة ، استمر لورنس في توثيق التجربة الأمريكية الأفريقية ، في عدد من المشاريع بشكل فني ، كما قام بالتدريس في العديد من الجامعات ، وحصل على العديد من الجوائز ، ففي عام 1941 م على سبيل المثال أصبح أول فنان أمريكي من أصل أفريقي لديه أعمال واردة في المجموعة الدائمة لمتحف الفن الحديث ، وفي عام 1990 م حصل على
الميدالية
الوطنية الأمريكية للفنون. [1]
جان ميشيل باسكيات
Jean-Michele Basquiat
وتواصل مدينة نيويورك دورها كحافز للفنانين الأمريكيين من أصل أفريقي لعقود من الزمن ، فيعد جان ميشيل باسكيات من بين أشهر الفنانين في بيغ آبل ، وهو واحد من أبرز شخصيات الفن المعاصر الأكثر شهرة عالميًا.
وُلد جان ميشيل باسكيات في بروكلين لأم بورتوريكية ، وأب هايتي في عام 1960م ، وعندما كان مراهقًا ساعد الفنان المبدع في الترويج لفن الشارع وتعميمه ، وكان أول أعماله مع SAMO © وهي علامة اختصار لـ (the same old sh-t) ، وقد قام بتصميمها على طريقة (chicken-scratch) المميزة.
وعندما كان شابًا صغيرًا ، أبدع في الرسم على جدران المعرض في أولى أعماله ، وفي عروض جماعية حصرية ، وبعد ذلك عمل كفنان منفرد.
وعلى الرغم من أنه توفي بشكل مأساوي عن عمر يناهز 27 عامًا ، إلا أن مسيرة باسكيات التي استمرت لعقد من الزمان أصبحت إرث هائل ، فاليوم لا يزال هو رمزًا إبداعيًا وثقافيًا مشهورًا معترفًا به ، ومواضيعه الفنية التي تمثل العبودية والقمع ، كما تعرض أعماله في
أفضل المتاحف
والمعارض في جميع أنحاء العالم ، ويتم بيعها بعشرات الملايين من الدولارات في مزاد علني.
كارا ووكر
Kara Walker
كارا ووكر فنانة مولودة في كاليفورنيا ، أعمالها الفنية تعبر عن قضايا العرق ، وبدلاً من اختيار لوحة
الألوان
الزاهية ، تعمل كارا ووكر غالبًا على أحادية اللون ، سواء كانت تصنع نافورة حجارة ، أو هرم من السكر ، أو صورة ظلية.
بدأت كارا ووكر في عمل لوحات لصور ظلية في عام 1994م ، ومنذ ذلك الحين واصلت استخدام هذه النوعية من الأعمال الفنية ببراعة ، ونقلًا عن مقالات قصيرة تتحدث فيها كارا ووكر عن أعمالها الفنية ، تقول :دائما أقوم بعملية بحث عن أصناف أمريكية أعبر من خلال قصاصات الصور الظلية عنها.
وبالإضافة إلى إبداع كارا ووكر في صنع الصور الظلية ، قامت أيضًا بالمشاركة في العيدي من الوسائط الفنية الأخرى ، بدءًا من اللوحات والأعمال المتحركة ، إلى دمى الظل ، وإسقاطات الفانوس السحري. [2]
كيندي وايلي
Kehinde Wiley
في عام 2017 م صنع كيندي وايلي رسام بورتريه أمريكي نيجيري التاريخ ، عندما أصبح أول فنان أسود يرسم صورة رئاسية رسمية ، وقد تم اختياره من قبل الرئيس باراك أوباما نفسه ، وتم تكليف وايلي بإكمال اللوحة الخاصة بـ National Portrait Gallery ، التي تعد من أهم مقتنيات الصور الرئاسية على الإطلاق.
ومنذ هذا المشروع الكبير ، وكيندي وايلي واصل إعادة تصور البورتريهات التقليدية ، وفي الآونة الأخيرة تحدى كيندي وايلي كل التوقعات ، بلوحة الفروسية و شائعات الحرب ، وهو عبارة عن تمثال ضخم معاصر للتماثيل
الكونفدرالية
، ومع هذه القطعة أعاد كيندي وايلي التفكير في مفهوم البطل والهوية الأمريكية.
وقد قال كيندي وايلي خلال كشف النقاب عن التماثيل في ميدان التايمز ، قال : نقول نعم لشيء يشبهنا ، نقول نعم للشمولية ، نقول نعم لأفكار أوسع حول معنى أن تكون أمريكيًا. [3]