ما الوقت الذي تعيشه الجراثيم خارج الجسم

الجراثيم هي البكتيريا والفيروسات وغيرها من الميكروبات التي تسبب العدوى، تموت بعض مسببات الأمراض على الفور تقريبا خارج الجسم، في حين أن البعض الآخر قد يستمر لساعات أو أيام أو حتى قرون، ويعتمد طول عمر الجراثيم على طبيعة الكائن الحي وبيئته، وتعد درجة الحرارة والرطوبة ونوع السطح أهم العوامل التي تؤثر على مدة بقاء الجراثيم .

دورة حياة الفيروس

الفيروسات ليست حية تماما لأنها تتطلب مضيفا من أجل التكاثر، تبقى الفيروسات بشكل عام معدية على الأسطح الصلبة لا الرخوة، لذا فإن الفيروسات على البلاستيك والزجاج والمعادن أقوى من تلك الموجودة على الأقمشة، ويعمل ضوء الشمس المنخفض والرطوبة المنخفضة ودرجات الحرارة المنخفضة على زيادة صلاحية معظم الفيروسات، ومع ذلك فإن المدة التي تستغرقها الفيروسات تعتمد على النوع، فمثلا تنشط فيروسات الإنفلونزا لمدة يوم تقريبا على الأسطح، ولكنها تنشط حوالي خمس دقائق فقط على اليدين، وفيروسات البرد تكون معدية حوالي أسبوع، وفيروس Caliciv الذي يسبب إنفلونزا المعدة يمكن أن يستمر لعدة أيام أو أسابيع على الأسطح .

ويمكن لفيروسات الهربس البقاء على الأقل لمدة ساعتين على الجلد، وقد يستمر فيروس Parainfluenza لمدة عشر ساعات على الأسطح الصلبة وأربع ساعات على المواد التي يسهل اختراقها، بينما يموت فيروس نقص المناعة البشرية خارج الجسم على الفور تقريبا لاسيما إذا تعرض لأشعة الشمس، وفيروس Variola المسؤول عن الجدري هو فيروس هش للغاية، فوفقا لوزارة التأمين في تكساس، إذا تم إطلاق الجدري في الهواء فإن 90 بالمائة من الفيروس سيموت خلال 24 ساعة [1] .

كيف تعيش البكتيريا

في حين أن الفيروسات تعمل بشكل أفضل على الأسطح الصلبة، فإن البكتيريا على العكس من ذلك، حيث تستمر في المواد التي يسهل اختراقها بشكل أفضل، وتظل البكتيريا معدية لفترة أطول من الفيروسات، ويعتمد طول عمر البكتيريا خارج الجسم على مدى اختلاف الظروف الخارجية وعلى بيئتها المفضلة، وما إذا كانت البكتيريا قادرة على إنتاج الجراثيم أم لا، ولسوء الحظ قد تستمر الجراثيم لفترة طويلة، على سبيل المثال يمكن أن تعيش جراثيم الجمرة الخبيثة Bacillus anthracis لعقود أو حتى قرون .

ويمكن أن تعيش الإشريكية القولونية والسالمونيلا، وهما سببان شائعان للتسمم الغذائي، لبضع ساعات إلى يوم واحد خارج الجسم، وتشكل المكورات العنقودية الذهبية (S. aureus)، المسؤولة عن التهابات الجرح ومتلازمة الصدمة السامة والتهابات MRSA القاتلة، جراثيم تسمح لها بالبقاء على قيد الحياة لأسابيع على الملابس، ووفقا للدراسات العلمية يمكن للمكورات العقدية الرئوية والمكورات العقدية المسؤولة عن التهابات الأذن والتهاب الحلق البقاء على قيد الحياة على السرير ليوم أو لفترة أطول قليلا .

مدة بقاء فيروس بى خارج الجسم

يمكن لفيروس التهاب الكبد بي B البقاء على قيد الحياة خارج الجسم لمدة 7 أيام على الأقل، خلال ذلك الوقت يكون الفيروس ما زال قادرا على التسبب في العدوى، التهاب الكبد يعني أن يكون الكبد ملتهبا أو تالفا بحيث يمكن أن تتأثر وظيفته، ويعد تعاطي الكحول بكميات كبيرة، والسموم، وبعض الأدوية وبعض الحالات الطبية سبب في التهاب الكبد، وتعد أكثر فيروسات التهاب الكبد الوبائي شيوعا هي فيروس التهاب الكبد الوبائي A، وفيروس التهاب الكبد B، وفيروس التهاب الكبد C .

التهاب الكبد A والتهاب الكبد الوبائي B والتهاب الكبد الوبائي C عبارة عن التهاب الكبد الناجم عن ثلاثة فيروسات مختلفة، على الرغم من أن كل منها يمكن أن يسبب أعراض مماثلة، إلا أنها تنتشر بطرق مختلفة ويمكن أن تؤثر على الكبد بشكل مختلف، فالتهاب الكبد A عادة ما يكون عدوى قصيرة المدى ولا يصبح عدوى طويلة المدى، ويمكن أن يبدأ التهاب الكبد B والتهاب الكبد الوبائي C كعدوى قصيرة الأجل ولكن في بعض الأشخاص يبقى الفيروس في الجسم ويسبب عدوى مزمنة أو عدوى مدى الحياة، وهناك لقاحات لمنع التهاب الكبد A  والتهاب الكبد B ؛ ومع ذلك لا يوجد لقاح لمنع التهاب الكبد [2] .

مدة حياة فيروس كورونا خارج الجسم

يمكن أن تنتقل فيروسات كورونا بين البشر من خلال رذاذ الجهاز التنفسي التي يطرده الأشخاص المصابون عندما يتنفسون أو يسعلون أو يعطسون، ولا يمكن لقناع الجراحين العادي حجب الجزيئات الفيروسية الموجودة في هذا الرذاذ، لكن التدابير البسيطة مثل غسل اليدين وتطهير الأسطح والأشياء التي تم لمسها بشكل متكرر، وتجنب لمس الوجه والعين والفم يمكن أن تقلل بشكل كبير من خطر الإصابة .

ولا يمكن لفيروسات كورونا عموما البقاء على قيد الحياة لأكثر من بضع ساعات على الأسطح خارج مضيف بشري، لكن قالت الدكتور نانسي ميسونير مدير المركز الوطني للتحصين والأمراض التنفسية، خلال مؤتمر صحفي لمركز السيطرة على الأمراض في أوائل عام 2020 : ” لا يعرف العلماء بعد كم من الوقت يمكن لفيروس كورونا الجديد البقاء خارج مضيف ” [3] .

نصائح لمنع انتشار العدوى

ليس من الممكن دائما تجنب الإصابة بمرض ما، ولكن هناك طرق لتقليل المخاطر ومنع انتشار العدوى إلى الآخرين، لذا اتبع هذه النصائح [4] :

  • اغسل يديك بانتظام، خاصة بعد الذهاب إلى المرحاض، وقبل تناول الطعام أو لمسه، وبعد السعال أو العطس أو التثاؤب .
  • حافظ على منزلك نظيفا وصحيا .
  • اغسل الأقمشة التي قد تكون ملوثة بالبكتيريا أو الفيروسات في حرارة 60 C وقم بإضافة بعض الكلور .

نصائح إذا أصبت بعدوى بكتيرية أو فيروسية

اتبع هذه النصائح إذا كنت مصاب بعدوى [5] :

  • الحصول على اللقاح المناسب
  • اغسل يديك باستمرار
  • ابقى في المنزل إذا كنت مريضا لكي لا تنشر المرض لأشخاص آخرين
  • استخدم المنديل عند السعال أو العطس أو على الأقل استخدم ذراعك لتسد فمك، لكن لا تستخدم كف يدك
  • الابتعاد عن الآخرين
  • استخدام المناديل ذات الاستخدام الواحد، وقم بالتخلص منها على الفور بعد أي استخدام
  • اغسل يديك بعد السعال أو العطس أو استخدام المناديل
  • إذا كنت تعمل مع الأطفال اجعلهم يلعبون بألعاب ذات سطح صلب يمكن تنظيفه بسهولة
  • لا تلمس عينيك أو أنفك أو فمك لأن الفيروسات تستطيع أن تنتقل من يديك إلى الجسم
  • لا تشارك الكؤوس أو النظارات أو الأطباق أو أدوات المائدة مع الآخرين لكي لا تصيبهم أو تصاب منهم

في حالة حدوث وباء إنفلونزا، ذكرت وكالة الصحة العامة في كندا أن ارتداء الأقنعة عند السعال لن يكون عمليا أو مفيدا، بل يجب المعالجة الخاصة للنفايات الملوثة بإفرازات الأشخاص الذين يعتقد أنهم مصابون .

قد تكون هناك حاجة لتدابير إضافية لتقليل انتقال الفيروس عن طريق الأسطح الصلبة مثل مقابض الأبواب والخزائن، والسور، وما إلى ذلك، ويعتمد طول المدة التي يبقى فيها الفيروس على الأسطح الصلبة على نوع الفيروس، حيث تشير مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها في الولايات المتحدة إلى أن ” معظم الدراسات أظهرت أن فيروس الإنفلونزا يمكنه أن يعيش خارج الجسم مع قدرته على أن يصيب الشخص لمدة تصل إلى 48 ساعة بعد وجوده على سطح ما .

في معظم أماكن العمل والمنازل، يعتبر تنظيف الأرضيات والجدران ومقابض الأبواب وما إلى ذلك باستخدام المطهرات العادية أو الصابون والماء مناسبة للغاية، اتبع الإرشادات على منتجات التنظيف أو التطهير، وقم بارتداء ملابس واقية مثل القفازات عند الاقتضاء .