حوار بين فصول السنة الأربعة
ذات يوم دار حوار بين فصول العام الأربعة في مناقشة حادة بوجود كل من الشمس والقمر في ذلك الحوار ، امتاز الحوار في بدايته بالهدوء عن طريق سرد كل فصل من
الفصول الأربعة
للصفات التي يتميز بها ، ومع مرور الوقت اشتد الحديث بينهم حينما تشبث كل منهم برأيه في كونه هو الفصل المفضل لدى الجميع بسبب الصفات التي يحتوي عليها كل فصل ، وذلك لأن كل فصل مميزات فعليه تفضله عن الآخر وبعد ازدياد حدة المناقشة بين الفصول الأربعة كان يتوجب على كل من الشمس والقمر التدخل الحتمي قبل احتدام الأمر بينهم ، لكن اشترط كل من الشمس والقمر ضرورة سرد كل فصل من الفصول الأربعة مميزاته وصفاته مع عدم المزايدة على الفصول الأخرى وبعد هذا الشرط وافق الفصول الأربعة على حكم الشمس والقمر .
الفصول الأربعة
يحتوي العام على أربعة فصول متتالية لكل فصل مميزات عن الآخر كما أن لكل فصل ميعاد معين لمجيئه وكذلك لانتهائه ولكل فصل ثلاثة أشهر متتالية وهما ،
يبدأ فصل الشتاء من تاريخ الواحد والعشرين من شهر ديسمبر لينتهي في العشرين من شهر مارس
يلي الشتاء فصل الربيع الذي يبدأ في الواحد والعشرين من شهر مارس لينتهي في الواحد والعشرين من شهر يونيو
ويأتي بعد ذلك فصل الصيف الذي يبدأ في الثاني والعشرين من شهر يونيو لينتهي في الثاني والعشرين من شهر سبتمبر
وبعد ذلك يبدأ فصل الخريف في الثالث والعشرين سبتمبر وينتهي في الواحد والعشرين من شهر ديسمبر .
حوار بين فصول السنة الأربعة
كان الحديث في بادئ الأمر إلى فصل الشتاء دخل من بين الفصول وهو في حالة من الزهور بالنفس والإعجاب وقف في المنتصف في حالة واضحة من الثقة بالنفس ، تحدث قائلا أنا أفضل فصول العام ووصف نفسه بأنه سيد الفصول .
ظهرت حالة من الغضب وعدم الرضا من باقي الفصول عقب كلام الشتاء لكن حاولوا بشتى الطرق كتمانها احتراما لوجود الشمس والقمر ، أكمل حديثه قائلا أنا الفصل الأوحد الذي يحتوي على الكثير من الخيرات والبركات للبشر ، وأنا الوحيد من بينهم وهو يشاور بيده تجاه باقي الفصول الذي كان سببا في إنبات الأرض وذلك لأن من دون قد تموت الأرض بسبب العطش ، وفي حالة غيابي تجف الأراضي ، وبدوني قد يهلك الإنسان ولا ينبت النباتات وتموت الحيوانات فأنا سببا في استمرار الحياة وتوازنها على الكوكب .
وأنا أيضا الذي أساعد النباتات في الإنبات ومنحهم اللون الأخضر المبهج ، واعمل أيضا على الحفاظ على الوريقات خضراء دون غبار يعمل على الإضعاف والتقليل من خضرة اللون بسبب الغبار المنتشر ، وأنا أيضا الذي أقوم على انتشار الثلوج على النباتات وامنحها اللون الأبيض المبهج ، وأنا الفصل الوحيد الذي جعل الشعراء يتحدثون به ليل نهار في جمالي عندما أوردوا الثلوج والأمطار في قصائدهم ، ولم يكتفوا بمدحي في قصائدهم فحسب بل منحوني لقب فصل الخير من بينكم ، وبعد هذا الحديث الطويل الذي أبهر الحاضرين بما ذكره في حق ذاته حان حديث
فصل الربيع
.
فصل الربيع
جلس
فصل الشتاء
بعد حديثه الطويل المليء بالثقة بالنفس ليترك المجال لحديث فصل الربيع الذي قام وهو يعي تماما أنه سيتفوق على جميع الفصول وقف وقفة المغتر بنفسه المعجب بها أيما إعجاب ، بدأ الحديث عن نفسه أنه فصل المرح والسرور وأنا أيضا فصل الجمال وتفتح الأزهار بالألوان الزاهية التي تبعث في النفس الجمال .
أنا الفصل الوحيد الذي لقب بالفصل الهادئ ، بمجرد قدومي تتفتح الزهور والورود وبابتسامة عريضة لست بفصل هبوب الرياح أو ارتفاع الحرارة أنا أكثرهم استقرار وأنا أيضا أكثرهم اعتدالا في الأجواء ، أنا الذي ألبس الأشجار ثوبها الأخضر بمجرد حلولي ، ولهذا يطلق الجميع علي أنني درة الفصول وزقزقة الطيور التي تلحن زقزقتها الألحان و
الأناشيد
المبهجة ، وبمجرد قدومي أيضا تنتشر الفراشات في شتى الأرجاء لتلون الحياة بألوانها المختلفة ، فأنا يارفاق فصل الحياة وانتشار ضوء الشمس في جميع الأنحاء واستقرار الرياح ، انتهى فصل الربيع من الحديث عن نفسه ومميزاته وجلس بزهو وفخر ليترك المجال متسع لباقي الفصول الأربعة للحديث عن صفات ومميزات كل فصل منهم .
الصيف
حان حديث فصل النفس عن ذاته وكان الصيف مختلف في الظهور عن كل من الشتاء والربيع حيث بدأ الحديث باندفاع دون هوادة ليسرد صفاته قائلا أنا فصل الدفء وكذلك الفصل الذي يبعث الحياة للأرض وأهلها أنا الفرح والسرور أنا فصل الحصاد للثمار والنباتات واستمتاع الإنسان بثماره المنتظرة طيلة العام .
أنا الفصل الذي تظهر به النجوم واضحة جلية لتبعث في السماء الجمال وكأنها اللؤلؤ المتناثر بحكمة في أجواء السماء الليلية ، أنا الفصل الذي امنح الشمس الوقت الأكبر في الظهور والبقاء لدفء الإنسان وانتشار الضوء في نهاره ، ولا أخفيكم سرا أنا الفصل الذي يطلق عليه بين أهل الأرض بفصل المرح والسهر الليلي لاستقرار المناخ بي أثناء حلولي على الأرض ، وأنا الفصل الذي يمنح الإنسان القدرة على التنزه والتنقل بسهولة والاستمتاع بالورود والأشجار والحدائق العامة ، فأنا الذي يحمل جوا مناسبا لست بشديد البرودة ليختبيء الناس بي في المنازل خوفا من الشعور بالبرد كغيري ، أعجب الجميع بحديث الصيف المليء بالثقة بالنفس عن ذاته وكان الجميع في حالة من الانبهار جراء ذلك الحديث .
الخريف
وبعد حديث الصيف المفعم بالحيوية والثقة جاء فصل الخريف ليتحدث عن ذاته قائلا ، في بعض الأحيان يفضل البعض الصيف والشتاء والربيع متناسين أن أفضل الفصول الأربعة هو فصل الخريف ، أنا الفصل الذي تمنح الراحة من خلالي للإنسان والنبات ، وأنا الذي أقوم بمعالجة ما أحدثه الصيف في الأشجار من حرارته وانزع عنها ذلك الثوب البالي والهالك ، وذلك لكي تهدأ بي ولكي امنحها ردءا جديدا في وجودي وأنا أيضا الذي يطلق عليه فصل الجمال الأصفر الذي يجعل الأوراق تتناثر على الأرض وتمنح الأرض طبقة أخرى فوقها من تلك الأوراق لتؤنسها ويمتزجا سويا ، لينهي بذلك فصل الخريف الحديث عن نفسه بل والحديث أيضا عن الفصول الأربعة .
كان فصل الخريف هو الفصل الأخير في السرد ، وبعد الانتهاء من الحديث للفصول الأربعة يتوجب على القمر والشمس الفصل في هذا الحوار بالحكم المنصف بينهم ، وقالوا لهم أن جميعكن مهمين لحياة الإنسان والحيوان والنبات ولا يتوجب على أحد أن ينتقص من قدركن أبدا ، وذلك لأن لكل فصل منهم أهمية كبيرة ولا يمكن الاستغناء بفصل عن الآخر وكلكن أيضا مكملين لبعض فبدون فصل منكن لا تتم الحياة ولا تهنأ ، كلكن كالحلقة المتشابكة التي لا يمكن فصلها عن بعض فبدون الشتاء لا يأتي الربيع ولولا الربيع لم يأتي الصيف وبدون الصيف لا يحل الخريف فكلكن كالحياة لا يمكن الاستغناء عنكم أبدا فلا داعي لهذا الدجال الذي يحدث بينكم .