مؤتمر يالطا
مؤتمر يالطا هو عبارة عن اجتماع ثلاثة من حلفاء الحرب العالمية وهم الرئيس الأمريكي فرانكلين دي روزفلت، ورئيس الوزراء السوفيتي
جوزيف ستالين
ووزير البريطاني ونستون تشرشل، حيث ألتقي الثلاثة في شبه الجزيرة القرم في منتجع مدينة يالطا، حيث ناقش القادة الثلاث لأكبر ثلاث دول في هذا الوقت لدول الحلفاء مصير ألمانيا وبقية
الدول الأوروبية
المنهزمة بعد الحرب العالمية الثانية، بالإضافة إلي شروط دخول الاتحاد السوفيتي إلي الحرب التي كانت مستمرة في المحيط الهادئ ضد الإمبراطورية اليابانية، ودار النقاش حول السعي لتشغيل منظمة الأمم المتحدة الجديدة.
اجتماع يالطا
في هذا الاجتماع يلتقي أهم قادة الحرب العالمية الثانية بغرض تسوية بعض القضايا الدبلوماسية المزعجة بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية، بينما تم التوصل إلى عدد من الاتفاقيات المهمة في المؤتمر بشأن التوترات العالقة القضايا الأوروبية، وخاصة مصير دولة بولندا، التي كانت السبب في انهيار التحالف الكبير الذي كان بين بريطانيا العظمى و
الاتحاد السوفيتي
والولايات المتحدة خلال
الحرب العالمية الثانية
مع التلميح إلى دخول الحرب الباردة القادمة.
أثناء اجتماعهم في مدينة يالطا في شبه جزيرة القرم الروسية في الفترة من بين 4 إلى 11 فبراير، وصل كل من روزفلت وتشرشل وستالين مع جداول أعمالهم الخاصة للمؤتمر، بالنسبة لستالين كان يركز على المساعدات الاقتصادية بعد حرب روسيا ، والاعتراف الأمريكي والبريطاني بنطاق النفوذ السوفيتي في أوروبا الشرقية كانت من أهم الأهداف الرئيسية له.
كان لتشرشل أهداف أيضاً وهي حماية
الإمبراطورية البريطانية
قبل كل شيء في ذهنه، لكنه أراد أيضًا توضيح صورة عامة عن وضع ألمانيا بعد الحرب، تضمنت أهداف روزفلت في الإجماع إنشاء هيئة الأمم المتحدة والحصول على موافقة من الاتحاد السوفيتي للدخول في الحرب المتبقية من بقايا الحرب العالمية الثانية ضد اليابان بمجرد هزيمة
هتلر
بشكل كامل، ولكن لم يغادر أي منهم يالطا راضياٍ بشكل كامل، حيث أنه لم يكن هناك تحديد للمساعدات المالية لروسيا، وتم تأجيل العديد من القضايا المتعلقة بألمانيا لمزيد من المناقشة، وبالنسبة للأمم المتحدة، أراد ستالين الحمع بين الجمهوريات السوفياتية الـ 16 الممثلة في الاتحاد السوفيتي، لكن استقرت لثلاث (روسيا، بيلاروسيا، وأوكرانيا)، ومع ذلك وافق السوفييت على الانضمام إلى الحرب ضد اليابان بعد مرور 90 يومًا من هزيمة ألمانيا.
مؤتمر طهران
قبل مؤتمر يالطا، قام الزعماء الثلاثة في نوفمبر سنة 1943 بالالتقاء في إيران في مدينة طهران، فكان هذا الاجتماع حول المرحلة التالية في الحرب العالمية ضد دول المحور، حيث اتفقت الولايات المتحدة والمملكة المتحدة بشن غارة على الاحتلال الألماني بشمال فرنسا في منتصف سنة 1994، بالإضافة إلي فتح جبهة أخرى للحرب على ألمانيا النازية.
في نفس الوقت حيث وافق ستالين من حيث المبدأ على الانضمام في الحرب التي كانت مقامة على الجانب الآخر من الكرة الأرضية ضد نازيون الشرق في الإمبراطورية اليابانية، وبحلول فبراير سنة 1945، وفي الاجتماع الثاني لهم في فبراير سنة 1945 في يالطا، كان نجم فوز الحلفاء يطل في سماء أوروبا، وهذا بعد أن استطاعوا أن يحرروا كلاً من بلجيكا وفرنسا من الاحتلال النازي، وقام الحلفاء بالتوغل ناحية الحدود الألمانية، أما عن شرق أوروبا قامت القوات السوفيتية بعملية طرد للألمان من بلغاريا وبولندا ورومانيا، وتم التوغل في الأراضي الألمانية إلى أن وصلوا إلى بعد أربعين ميل من برلين، هذا الأمر جعل وضع ستالين في مكانة متميزة خلال الاجتماع في منتجع
البحر الأسود
في مؤتمر يالطا.[1]
النتائج مؤتمر يالطا الدولي
-تقسيم ألمانيا إلى أربع مناطق، لتصبح تكون تحت الاحتلال الأمريكي والبريطاني والفرنسي والسوفيتي.
-تم تحرير فرنسا من ألمانيا النازية، وتم ضمان الاستقرار بشكل جزئي في المؤتمر بسبب الضغوط التي قام بها الزعيم الفرنسي ديغول، ولكن أيضاً بريطانيا كانت في حاجة لحليف في أوروبا يمكن أن يتقاسم معها إعادة الإعمار بعد الحرب على ألمانيا.
-أصبحت العاصمة الألمانية برلين على بعد حوالي 40 ميل من المناطق المحتلة من الاتحاد السوفيتي.
-أصبحت برلين مصدر للتوتر بشكل مستمر بمجرد أن بدأت الحرب الباردة بشكل جاد.
-كان لجميع البلدان المحررة من السيطرة النازية، الحق في الحرية والديمقراطية وإجراء انتخابات واختيار حكوماتهم.
-صدر هذا الالتزام كبيان رسمي مشترك، وتم الإعلان عن أوروبا المحررة، وبهذا زاد نفوذ ستالين مجال السيطرة بقوة على أوروبا الشرقية حيث الشيوعية والمثل العليا تهيمن.
-التزم ستالين هذه المرة بالانضمام إلى الحرب ضد الإمبراطورية اليابانية، بمجرد الانتهاء من هزيمة ألمانيا، فكان هذا الأمر مهماً بالنسبة للأمريكان الذين كانوا يعانون من خسائر فادحة في المحيط الهادئ، وعلى الرغم من حقيقة أنهم لم يكونوا يفعلوا شيء كبير في هذه الحرب سوى أنهم كانوا يدفعون اليابانيين بالتدريج.
-التزم جميع القادة بملاحقة مجرمي الحرب النازيين المشتبه فيهم وتقديمهم للمحاكمة العادلة.
-وافق الحلفاء على إنشاء منظمة الأمم المتحدة، وهي منظمة مكرسة لتفعيل التعاون الدولي ومنع نشوب الحرب.[2]
مشكلة بولندا وبداية الحرب الباردة
كانت المشكلة الرئيسية التي تم مناقشتها في مؤتمر يالطا الدولي هو كيفية التعامل مع البلدان المختلفة التي تم تحريرها والمهزومة في منطقة أوروبا الشرقية، حيث دعت الاتفاقيات المختلفة التي تم التوصل لها في المؤتمر، والتي قبلها القائد ستالين، إلي قيام السلطات الحكومية المؤقتة التي تمثل أوسع فئة من العناصر
الديمقراطية
في السكان، والعمل على إنشاء انتخابات ديمقراطية لبناء حكومة تستجيب لإدارة شعوب هذه الدول، وقد قامت بهذه المهمة الولايات المتحدة الحكومة البولندية الموجودة في المنفى في لندن، بينما دعم السوفيت لجنة التحرير الوطني التي كان فصيل الشيوعيون البولنديون يسيطرون عليها في منطقة لوبلان.
لن يغير الحلفاء الغربيون أو الاتحاد السوفيتي ولاءهم بعد هذا المؤتمر، ولهذا لم تم الاتفاق الكامل على توسيع لجنة لوبلين حتى تشمل ممثلين عن الجماعات السياسية البولندية الأخرى، والتي سوف يتم الاعتراف بها كحكومة مؤقتة للوحدة الوطنية، وتم إجراء انتخابات حرة حتى يتم اختيار حكومة تخلفها في الحكم، ولقد تم مناقشة الحدود البولندية المستقبلية أيضاً ولكن لم يتم تقرير هذا الأمر.
ما بعد مؤتمر يالطا الدولي
عندما تراجع ستالين في الوعود المتعلقة بأوروبا الشرقية، وتغيرت النظرة للأمور في يالطا، تم إلقاء اللوم على روزفلت في التنازل عن أوروبا الشرقية للسوفييت، وعلى الرغم من أن صحته السيئة كانت تؤثر على قراراته وحكمه، إلا أن روزفلت أصبح قادر على على تأمين بعض التنازلات من ستالين خلال هذا الاجتماع، على الرغم من هذا الأمر فقد استطاع أن ينال ترحيب الكثيرين لأن الأمر كان بمثابة عملية بيع شجعت الاتحاد السوفيتي في التوسع في أوروبا الشرقية وفي شمال شرق آسيا،.
تم الاجتماع بين القادة الثلاثة مرة أخرى في مؤتمر أطلق عليه مؤتمر بوتسدام، وخلال الاجتماع كان القائد ستالين قادراً بشكل فعلي على التصديق على القرارات المتفق عليها مسبقاً في مؤتمر يالطا، لأنه كان قادر على أن يستفيد من الرئيس الأمريكي هاري ترومان، وبذلك تم تغيير السلطة في بريطانيا وقد شهد ذلك على استبدال
تشرشل
بعيداً من خلال السعي إلى مؤتمر بكليمنت أتلي.[3]