الملك سيجونج الكبير لكوريا

كان الملك سيونج العظيم من أعظم الشخصيات التي حكمت كوريا، كان الحاكم الرابع سلالة جوسون الكورية، لقد كان بطلاً محبوباً لكل الكوريين في هذا الوقت، ويعد خبير تعليمي وخبير استراتيجي عسكري موهوب، وقام الملك سيونج العظيم بالتكليف بإعداد الأبجدية الكورية الصوتية هانغول من خلال مجموعة من العلماء.

وعلى الرغم من أن هناك معارضة قوية من قبل المسؤولين المتعلمين في هانجا لهذا الأمر، إلا أن الملك أصر وتم إنشاء

الحروف الكورية

، والتي لا تزال تستخدم إلي يومنا هذا، فالملك سيجونغ كان محب للعلم والثقافة ولهذا قام بإنشاء مؤسسة للبحث العلمي ومكتبة، وقام بتعزيز الرجال الموهوبين ليأخذوا مناصب كبيرة في حكومته، فتحت رعايته ازدهرت الثقافة و

الأدب الكوري

، وقام بتشجيع ودعم التقدم التكنولوجي في مجال الأسلحة وقام باستخدام المطابع.[1]

سيجونغ العظيم

هو الملك الرابع سلالة جوسون الكورية، وهو الابن الثالث للملك تايجون والملكة القرين مين، وتم تعيينه ليرث عرش أبيه، وهذا بعد أن تم تجريد أخيه الكبير الأمير يانغ يونج من لقب ولي العهد، حيث صعد إلى العرش سن 1418، وخلال السنوات الأربعة الأولى من حكمه، كان تايجون يحكم البلاد كوصي عليه.

عزز سيجونج العظيم من سياسيات الكونفوشيوسية وقام بتنفيذ العديد من التعديلات القانونية، كما أنه قام بأصدار الهانغول الأبجدي الكورية، وشجع التقدم التكنولوجي العلمي، وقد بذل الكثير من الجهود الأخرى حتى يحقق الكثير من الاستقرار للبلاد وحتى يجلب الرخاء لكوريا، وقد قام بإرسال العديد من الحملات العسكرية إلى الشمال وسعى لاقامة سياسة سامين، وهذا ليجذب مستوطنين جدد إلى المناطق الموجودة في الجنوب، وقد أخضع القراصنة اليابانيين واستولى على جزيرة تسوشيما التي تعرف باسم جزيرة دايما ب

اللغة الكورية

.

وذلك من خلال الإعداد لحملة عظيمة تضم أكفاء الجنود، تهدف هذه الحملة للانقضاض على الجزيرة والتغلب على القراصنة ممن تسببوا في رعب وإيذاء عدد كبير من الكوريين والصينيين بتلك الفترة ممكن كانوا يريدوا البحر بغرض السفر أو الصيد أو لأي غرض آخر.

أسفرت الحملة عن مقتل قرابة مائة وخمسين قرصان وإنقاذ 150 من الضحايا الصينين وأربعة من الأسرى الكوريين، بعد ذلك تعهد تسوشيما أمام الملك بعدم التعرض بأذى لأي شخص في مقابل السماح له بإجراء عمليات تجارية مختلفة على البر الكوري.

سيجونج والتعليم

كان الملك سيجونغ ملك كبير ومهم لكوريا وهو أحد الملوك الأوائل الذين استأجروا أشخاص بناء على معرفتهم ومهاراتهم وليس على ثرواتهم وقربهم إليه وأسند إليهم العديد من المهمات، وقد قام الملك سيجونغ بتوسيع التجارة مع الممالك المجاور، بما في هذا اليابان، وشجع العلماء على أن يطوروا التعليم في كوريا، وطور الزراعة وحافظ على صحة الناس.

عندما أصبح سيجونغ ملك، وجد أن هناك عدد قليل للغاية من الكوريين يستطيعون الكتابة والقراءة، وقد كان الكوريون يستخدمون

الحروف الصينية

في الكتابة ولهذا كان من الصعب على كل الأفراد في كوريا أن يفهموا ويتعلموا القراءة والكتابة، أراد سيجونغ أن يكون هناك رعاية متعلمين بشكل أفضل، حتى يتمكنوا من التواصل بشكل فعال وحتى يصبحوا أكثر تقدماً في التكنولوجيا والفنون والعلوم.

لهذا قام سيجونج بوضع الهانغول وهي الأبجدية الكورية، حتى يساعد الكوريون من

تعلم القراءة

والكتابة، ولقد تم تسمية الهانغول أجمل الأبجديات في العالم، وهي لغة مكتوبة رسمية في كوريا الجنوبية و الشمالية ومنطقة جيلين الصينية القريبة من حدود

كوريا الشمالية

.[2]

سيجونغ ودين الدولة

مثل غيره من ملوك أسرة جوسون، قام بخطوات للحد من القوة العلمانية ومن ثروة التسلسل الهرمي البوذي، فقد انخفض في عهده عدد الأمراء البوذية الكورية من سبعة إلى اثنين، في سنة 1424 قام بتقييد عدد من المعابد والرهبان المسموح بهم بالبلدان فقمعه للبوذية قلل من المناخ السياسي، كما حاول سيجونغ الذي يؤمن بالبوذية في حياته الخاصة لكي يوازن أيدلوجية الدولة الكونفوشيوسية الجديدة التي تدعو للتسامح والممارسة المستمرة للدين في بعض السياقات الغير رسمية.

حياة سيجونغ الأولى

ولد سيجونغ تحت اسم يي دو لملك كوريا تايجون والملكة نجيونغ، في السابع من مايو سنة 1397، وهو الأبن الثالث لهم للزوجين الملكيين إلا أنه حاز على إعجاب جميع أفراد العائلة بشكل كبير بسبب حكمته وفضله.

ووفقاً للمبادئ الكونفوشيوسية، كان الأبن الأكبر وهو الأمير يانغ ميونغ هو وريث العرش، ومع هذا فإن سلوكه الوقح في المحكمة تسبب في سحب هذا المنصب منه، وهناك بعض المصادر التي تقول انه قام بهذا الأمر لأنه يظن أن أخيه الأصغر أحق منه بالعرش، أما شقيقه الثاني الأمير هيو يونغ قد أخرج نفسه من الخلافة وأصبح راهباً بوذياً.

عندما بلغ سيجونج 12 عام، أطلق والده عليه لقب الأمير الكبير تشونغ يونغ، وبعد عشر سنوات تخلى الملك تايجونغ عن العرش لصالح ابنه الأمير تشونغ يونغ، سمي نفسه الملك سيجونغ.

التطورات العسكرية لسيجونغ

كان الملك تايجونج خبير استراتيجي وعسكري وقائد محنك، واصل التخطيط العسكري أسرة لجوسون لفترة طويلة تصل بعد إنتهاء فترة حكمه لمدة أربع سنوات من حكم ابنه الملك سيجونج، وقد كان سيجونج أيضاً سريع التعلم وقد أحب التكنولوجيا والعلوم بشكل كبير، وقد قام بالعديد من التحسينات في التنظيمات والتكنولوجيا الخاصة بمملكته.

على الرغم من أن

البارود

كان يتم استخدامه لعدة قرون في كوريا، إلا أن استخدامه في الأسلحة المتقدمة تطور وزاد بشكل كبير في فترة سيجونج، حيث أنه ساعد في أن يتم تطوير العديد من الأسلحة وتطور أنواع جديدة من المدافع مثل مدافع الهاون، وكذلك سهام النار التي كانت تشبه الصواريخ، التي كانت تعمل بطريقة تشبه القنابل اليدوية الحديثة والتي كانت تعمل بالدفع الصاروخي.

إنجازات سيجونغ في العلوم والأدب والسياسة

كان الملك سيجونغ العظيم محب للعلوم والتكنولوجيا بشكل كبير، ولهذا قام بدعم العديد من الاختراعات والتحسينات التقنية التي كانت تستخدم قديماً، حيث أنه شجع على التحسين من نوع المعدن المنقول في الطباعة الذي كان يستخدم لأول مرة في كوريا، وهذا كان قبل أكثر من 215 عام على الأقل قبل أن قوم يوهانس غوتنبرغ بإختراعة مطبعته الحديثة الرائدة، كما أنه قام بالتطوير من ورق ألياف التوت القوي.

هذا الأمر أتاح صناعة كتب عالية الجودة على نطاق واسع بين الكوريين المتعلمين، كما تضمنت الكتب التي قام سيجونغ برعايتها والاهتمام بها الكتب الخاصة بتاريخ مملكة كوريو المملكة السابقة لمملكة أسرة جوسون، كما أنه قام بالاهتمام بالأدلة الزراعية التي تهدف إلي مساعدة المزارعين في التحسين من الإنتاج.

تتضمن الأجهزة العلمية الأخرى التي رعاها الملك سيجونغ مقياس المطر الأول، و

الساعات الشمسية

والساعات المائية الدقيقة بشكل كبير في هذا الوقت، بالإضافة إلى الخرائط الخاصة بالنجوم والكرات السماوية، وقد اهتم أيضاً بالموسيقي، كما أنه استنبط نظاماً ترميزياً أنيقاً لتمثيل الموسيقى الكورية والصينية، وشجع على صناعة الآلات التي تحسن من تصميم الآلات الموسيقية المختلفة.

في سنة 1420، قام الملك سيجونغ بإنشاء أكاديمية تضم 20 من كبار علماء الكونفوشيوسية حتى يقدموا له المشورة وكانت تسمى بقاعة الجدارة، وقام العلماء فيها بدراسة القوانين والطقوس القديمة للسلالات الكورية السابقة والصين، وقاموا بتجميع النصوص التاريخية، حتى يتم دراستها والاستفادة منها.[4]