معلومات عن العواصف الاستوائية
تعد الأعاصير الاستوائية هي واحدة من
الظواهر الطبيعية
الخطيرة التي تمر على الإنسان كل عام تقريباً، والتي تتسبب في كثير من الأحيان إلى فقدان حياة الكثير من الناس، بالإضافة إلى الأضرار الجسمية للممتلكات التي تتسبب بها بارجاء العالم، ومع هذا فإن هذه الأعاصير هي من سمات الغلاف الجوي لكوكب الأرض، وهي مهمة للغاية، فهي تقوم بنقل الطاقة والحرارة من بين المناطق الباردة القريبة من القطبين وخط الاستواء.
العاصفة الاستوائية
الإعصار المداري هو مصطلح عام لنظام الضغط المنخفض فوق المياه الشبه الاستوائية أو المدارية، وهي تحمل الرياح على مستويات منخفضة تدور إما في اتجاه عقارب الساعة والتي تكون دائماً في النصف الجنوبي من الكرة الأرضية، أو أن تدور في عكس اتجاه عقارب الساعة.
من الممكن أن يرتفع نظام العاصفة بشكل كامل إلي ستة أميال ويكون عرضه من ثلاثمائة إلى أربعمائة ميل، وفي بعض الأحيان من الممكن يكون أكبر وفي العادة تتحرك إلى الأمام بسرعة تتراوح من بين عشرة إلى خمسة عشر ميل في الساعة، ولكنها من الممكن أن تسير بسرعة أكبر تصل إلى أربعين ميل في الساعة، وعندما تصل سرعة الرياح إلي 39 ميل في الساعة هنا يطلق عليها عاصفة استوائية.
وإذا زادت السرعة لتصل إلي 74 ميل في الساعة أو أكثر أحياناً، هنا العاصفة الاستوائية تسمي إعصار في
المحيط الأطلسي
وشرق المحيط الهادئ الشمالي، أو من الممكن أن يدعي إعصار غرب شمال المحيط الهادئ، ومن الممكن أن يحدث في أجزاء أخرى من العالم.
السلائف من العواصف المدارية أو الاستوائية الموجودة في المحيط الأطلسي هو عبارة عن موجات شرقية تبدأ في التشكل فوق قارة أفريقيا وتنتشر ناحية الغرب، تتميز الأمواج الشرقية بأن لها سرعة رياح عالية من الممكن أن تصل إلى 16 كم تقريباً أي عشر أميال في الساعة، وتشكل سحب حرارية منظمة بشكل فضفاض حول منطقة مركزية لها ضغط منخفض، وتقوم الرياح بنقل الرطوبة والحرارة من سطح البحر إلي الجو، وإذا كانت الظروف الجوية المحلية تدعم هذا الحمل الزائد والرياح العمودية المنخفضة فمن الممكن أن يتكيف النظام الجوي معها.[1]
كيف تتشكل العواصف الاستوائية
في المناطق المدارية يوجد منطقة واسعة من
الضغط الجوي
المنخفض، والذي يمتد على جانبي خط الاستواء، حيث تهب رياح العاصفة على الجانب الشمالي من المنطقة الشمالية الشرقية من كوكب الأرض، والتي تعرف بالحرف الشمالي الشرقي، وتهب أيضاً الرياح الجنوبية الشرقية على الجانب الجنوبي من الكرة الأرضية.
في داخل هذه المنطقة التي تحتوي على ضغط منخفض يحدث تسخين للهواء فوق مياه المحيط الاستوائي الدافئ، هذا الهواء الساخن يرتفع إلى الأعلى، هذا الأمر يسبب هطول بعض الأمطار الرعدية، والتي من الممكن أن تأتي من وقت إلى الآخر، وهذا عندما تتجمع مجموعة من العواصف الرعدية، وهذا الأمر يخلق تدفق من الهواء الحار للغاية، والذي يرتفع إلى الأعلى بسرعة وهذا يؤدي إلى تطوير مركز الضغط المنخفض على السطح.[2]
آليات تكوين الأعاصير الاستوائية
هناك بعض الآليات التي يجب أن تكون موجودة حتى تحول المجموعات السحابية الرعدية إلى أعاصير استوائية، وتعتمد هذه الآليات على بعض الشروط التي يجب أن تتوافر في التوقيت الصحيح، وهي :
-أن يتوفر مصدر هواء دافئ رطب، والذي يكون متوفر في الغالب على المحيطات المدارية، ويجب أن تكون هناك درجات حرارية على سطح الماء معينة في العادة تكون قرابة 27 درجة مئوية فما أكثر.
-أن تكون الرياح قريبة من سطح المحيط والتي يمكن أن تهب من اتجاهات مختلفة، حيث تتقارب وتتسبب في أن يرتفع الهواء وبالتالي تتشكل العاصفة.
-هدوء رياح القص، أي لا تختلف سرعة أو اتجاه الرياح اختلاف كبير مع الارتفاع إلى الأعلى، لأن هذا الأمر يسمح للسحب في العاصفة أن ترتفع بشكل عمودي إلى مستويات أعلى.
-أن تكون الرياح بعيدة بمسافات كافية من خط الاستواء حتى يتمكن الهواء من الدوران والتطور ليكون عاصفة.
-سنجد أن قوة كوريوليس التي تنتج من دوران الأرض تعمل على دوران هذه الحزم الصاعدة، ومع تطور الضغط المنخفض على السطح، يسبب هذا الأمر زيادة في قوة الرياح، مما يعمل على تسارع الرياح التي تتصاعد وتنتشر الرطوبة والحرارة في جميع الاتجاهات في العاصفة.
علم المناخ بالمحيط الأطلسي وشرق المحيط الهادئ
بالفترة من 1 يونيو إلى 30 نوفمبر يبدأ ويمتد موسم الأعاصير في المحيط الأطلسي، ويستمر هذا الموسم في شرق المحيط الهادئ من يوم 15 مايو إلي يوم 30 نوفمبر، ويشمل حوض المحيط الأطلسي والبحر الكاريبي وخليج المكسيك، ويمتد ليصل إلى حوض
المحيط الهادئ
تقريباً فترتفع درجة الحرارة به إلى 140 درجة مئوية.[3]
الانخفاض الاستوائي
في تلك الظاهرة يصبح الضغط الجوي منخفض للغاية حيث يصل إلى 960 مليار تقريباً، ومن الممكن أن ينخفض عن قيمة الرقم القياسي الذي تم تسجيله لإعصار شمال غرب المحيط الأطلسية والذي تم قياسه سنة 1979 وهو 65 سم، حيث يتكون الهواء السطحي إلي داخل الإعصار بشكل لولبي، ويتحول إلى دائرة قطرها تقريباً 30 كم محيطة بالإعصار، ويطلق على هذا الجدار المحيط اسم جدار العين.
جدار العين وعين الاعصار
جدار العين هو عبارة عن الهواء الذي يحمل الرطوبة الصاعدة بطريقة حلزونية إلي داخل الاعصار ناحية الأعلى، والذي يجعله يتكاثف ويخرج الحرارة التي تكمن داخل الاعصار، وعندما يصل إلى ارتفاعات عالية للغاية فوق سطح الأرض يتم إطلاق الهواء نحو محيط العاصفة، هذا الأمر يسبب توليد مجموعات دوامية من الغيوم، والتي تؤدي إلى سرعة في صعود الهواء كما تحدث عملية تكثيف على جدار عين الإعصار، وهذا يسبب هطول بعض الأمطار، ولأن الزيادة الخارجية في ضغط الإعصار هي أكبر في الجدار، فالسرعة تكون في أقصاها.
حقائق حول الأعاصير
هناك بعض الحقائق الخاصة بالأعاصير التي تحدث حول العالم والتي يجب أن تكون على علم بها، ومن أهم تلك الحقائق الآتي:
-الأبحاث تؤكد أن الأعاصير التي تحدث في البحر لا تكون مؤذية في الغالب، مع هذا فإنه من الممكن أن تكون خطيرة ولها بعض الأضرار، وهذا في حالة تحركها نحو اليابسة.
-من الممكن أن تصل سرعة رياح الإعصار المتصاعدة في داخل الإعصار إلى حوالي 320 كم في الساعة الواحدة، وهذه السرعة من الممكن أن تكون مدمرة بشكل كافي لهدم المباني ونزع الأشجار.
-تدور الأعاصير في اتجاهين، الاتجاه الأول يكون في اتجاه عقارب الساعة ويكون في الغالب في النصف الجنوبي من الأرض، والاتجاه الثاني عكس عقارب الساعة، ويكون في الجزء الشمالي من الكرة الأرضية، وهذا الأمر يعود السبب فيه إلى ما يعرف بقوة كوريوليس، وهي تنتج من دوران الأرض حول نفسها.
-يتغير مفهوم الأعاصير وفقاً للمكان التي تتشكل فيه، ففي المحيط الأطلسي وشمال غرب المحيط الهادئ تدعي (hurricanes)، وفي شمال غرب المحيط الهادئ تدعي (typhoons)، أما في الجنوب من المحيط الهندي والهادي تدعي (Typhoon).
– تم تسجيل أكبر إعصار في سنة 1979 في شمال غرب المحيط الهادئ، ويدعي إعصار تايفون (Typhoon)، الذي يبلغ طول قطره 2220 كم تقريباً أي أنه يكون تقريباً نصف حجم أمريكا.