ما معني التصاحب الحسي
وعينا على كثير من الأشياء التي حولنا سواء من طعم أو لون أو ملمس أو غيرها من الأشياء التي تجعلنا على دراية بما يدور حولنا، وكل هذه العمليات تقوم من خلال ما يعرف بالحس، ولكن في بعض الأحيان من الممكن أن يحدث خلل في هذا الإحساس، ومن ضمن الأمراض أو المشاكل التي يعاني منها الحس الخاص بالفرد لبعض الأشياء، أن تحس مثلاً بطعم البرتقال عندما تسمع اسم شخص ما، أو أن تشعر أن
حرف الألف
يشبه عود القصب وغيرها من الأشياء الغريبة التي من الممكن أن تحس بها، في حين أن كل واحدة منهم غير مرتبطة بالأخرى، وهذا هو ما يعرف التصاحب الحسي أو التوافق الحسي.
ما هو التصاحب الحسي
هو حالة عصبية تؤدي إلى تحفيز مسار حسي أو إدراكي معين، وعلى سبيل المثال تنشيط السمع تلقائياً بشكل غير إرادي كمسار حسي أو إدراك حسي ثانٍ مع الرؤية، ببساطة التوافق الحسي أو التصاحب الحسي هو أنه عندما يتم تنشيط إحساس معين يتم تنشيط إحساس آخر على غير صلة أو غير متشابه معه مع الإحساس الأساسي ويتم هذا الأمر في نفس الوقت، فعلى سبيل المثال من الممكن أن نشعر أو نري شكل دوامات أو أنماط معينة من
الألوان
عندما نسمع نوع معين من الموسيقى.
هناك العديد من هذه التركيبات التي تتضمن مجموعة من الحواس، فقد يكون هناك تركيبات حسية تصل من 60 إلى 80 نوع فرعي من الإحساس، ولكن لم يتم دراسة أو توثيق أي منها إلى الآن لسبب غير واضح.
والنوع الأكثر شيوعاً وشهرة من التوافق الحسي أو التصاحب الحسي هو (synthhesia-grapheme-color ) هذا النوع ترتبط فيه الأحرف والأرقام المختلفة مع ألوان وأنواع ملونة معينة في بعض الأحيان، وفي ظاهرة آخرى تسمى (Chromesthesia) يحدث ارتباط للأصوات بالألوان وهو أمر شائع أيضاً.
تدرك أحياناً بعض المواد التركيبية الملموسة لاستجابة البصر أو سماع أصوات معينة بسبب الاستجابة لبعض الروائح، وترتبط الأشكال بالنكهات أحياناً، وتشير التقديرات أن أهناك تقريباً حوالي من 3% إلى 5% من السكان لديهم مثل هذه الأشكال من التصاحب الحسي.
أنا كلمة Synesthesia أصلها يأتي من كلمتين يونانيتين الأولى هى syn والتي تعني معاً aisthesis تعني تصور، لذلك في التعريف الحرفي لها هو التصور المنضم، أي حدوث تصورين او إحساسين معاً في وقت واحد.[1]
تشخيص التصاحب الحسي
على الرغم من أنه لا يوجد إلى الآن طريقة رسمية من الممكن أن نشخص بها هذا الأمر إلا أن تم تطوير بعض الإرشادات عن طريق ريتشارد سيتوفيتش، وهو الباحث الرائد في التصاحب الحسي، من الممكن أن يكون هناك الكثير لا يتوافق مع هذه المعايير التي وضعها ريتشارد، إلا أنها توفر نقطة انطلاق للتشخيص، والتصورات الإرشادات الحسية المركبة هي:
نشاط غير طوعي
وهي أنه لا يوجد نشاط من حول هذه التصورات، بل يقول ريتشارد أنها تحدث فقط.
عملية مُسقطة
وهو أن يكون هناك حس مصاحب أحيانا لتجربة شيء ما بعين العقل، أي عندما يُطلب منك أن تتخيل لون معين ففي الغالب تري هذا اللون على جسم معين، أو على شكل معين.
حس دائم وعام
هو أن تدرك شيئين في كل مرة بنفس الوقت، مثل أن تسمع موسيقى معية وأنت تأكل
الشوكولاتة
، هذا الأمر من الممكن أن يجعلك في كل مرة تسمع هذا النوع من الموسيقى سوف تتذوق الشوكولاتة أو العكس عندما تأكل الشوكولاتة سوف تسمع الموسيقى، ومن الممكن أن يكون الإدراك عام في حالة أنك من الممكن أن ترى ألوان أو أشكال أو خطوطاً استجابة لرائحة معينة، ولكنك لن ترى شيء معين مثل غرفة وأشخاص أو صور معينة على الحائط، فهنا يكون الإحساس المصاحب هو إحساس عام لألوان وخطوط عامة لا تشكل شيء محدد.
تجربة لا تنسى
في كثيراً من الاحيان يتذكر الإدراك الجمالي الثانوي بطريقة أفضل من الإدراك الأساسي، فعلي سبيل المثال انت غالباً سوف تربط بين اللون الأرجواني والمرأة الأرجوانية المشهورة (لورا) فعندما تري اللون الأرجواني من الممكن أن ترى امرأة جميلة حتى ولو لم تكن لورا بشكل فعلي.
ارتباط بالعاطفة
من الممكن أن تربط العاطفة بين الأشياء التي من الممكن أن تدرك بعض الأشياء مع عند إدراكك لأشياء تؤثر بعاطفتك.[2]
إيجابيات وسلبيات لحالة التصاحب الحسي
يقول بعض الأشخاص أن حالتهم هذه من الممكن أن تكون غير مريحة في بعض الأحيان، فعلى سبيل المثال، من الممكن أن ترى بعض الكلمات المطبوعة بلون خاطئ هو أمر غريب وهذا على عكس الحقيقة، ومن الممكن يكون هناك أسماء معينة مرتبطة معك بشيء له مذاق سيئ، فمن الممكن أن يسبب التصاحب الحسي لبعض الأشخاص تجارب غير جيدة أو مزعجة في كثير من الأوقات مما يجعل الأمر له الكثير من الجوانب السلبية.
ولكن على الجانب الآخر فإن هناك بعض الأشخاص الذين يرون فوائد كبيرة لهذا الأمر لكونهم مصابين بالتصاحب الحسي، وهو أنه لديهم القدرة على التمييز بين الألوان المتشابهة من خلال ارتباطهم بإحساس آخر، كما أن هذا الأم يساعدهم في حفظ بعض المعلومات بسهولة أيضاً، فعلى سبيل المثال، من الممكن أن تتذكر رقم معين في رقم الهاتف لأنه يعطيك الاحساس برؤية
اللون الأخضر
، وهذا الأمر من الممكن أن يساعدك في التعرف على الرقم السري أو غيرها من الأشياء التي من الممكن أن تساعد ذوي التصاحب الحسي في تذكره.
في سنة 2005، قام دانيال تامت بتسجيل رقم قياسي أوروبي لأنه تمكن من حفظ (221414) رقم في خمس ساعات فقط، وقد قال دانيال أن هذا الأمر يرجع لقدرته على رؤية الأرقام مع بعض الملامس والأصوات والألوان.
هناك أيضا دليل أخر على أن التصاحب الحسي من الممكن أن يساعد في تعزيز الإبداع، وهذا ما حدث في دراسة تم إجراؤها سنة 2004 في
جامعة كاليفورنيا
، حيث قام مجموعة مكونة من بعض طلاب الجامعة بإجراء اختبار تورانس للتفكير الإبداعي، وقد تم تسجيل أن الأشخاص الذين لديهم التصاحب الحسي تمكنوا من أن يحصلوا على نتيجة أكثر من الضعف بين كل الفئات.[3]
نسبة الإصابة بالتصاحب الحسي
هناك بعض التقديرات التي تذهب إلى أن عدد الأشخاص الذين يعانون من التصاحب الحسي من الممكن أن يكون عددهم هو شخص واحد من بين 200 شخص، وهناك تقديرات أخرى تذهب إلى أنه يوجد شخص واحد من بين كل 100,000 شخص، والممكن أن يكون هناك بعض الأشخاص المصابين بالتصاحب الحسي ولكنهم لا يشعرون بهذا الأمر أو لا يدركون ما يكون.
كما أن هناك بعض التقديرات التي تقول أن:
-النساء في
الولايات المتحدة الأمريكية
المصابون بالتصاحب الحسي هم ثلاث أضعاف النساء المصابون بالتصاحب الحسي في المملكة المتحدة، ثم خرجت دراسات وتقديرات أخرى تقول إنهم ثمانية أضعاف، ولكن لا يعرف إلى الآن سبب هذا الاختلاف.
-من الممكن أن يكون الأشخاص الأعسر هي الأكثر نسبة في الإصابة بالتصاحب الحسي.
-من الممكن أن يصاحب التصاحب الحسي بعض المشاكل العصبية.
-أن التصاحب الحسي من الممكن أن يكون وراثي بطريقة ما.