انواع استراتيجيات ما وراء المعرفة
تعتبر الاستراتيجيات والأفكار والنظريات الحديثة هي الشغل الشاغل للخبراء والعلماء في كل مجال ؛ حيث أن الوصول إلى الأفضل وتذليل الصعاب دائمًا هو مسعى كل شخص يمتلك من العلم والخبرة ما يؤهله إلى ابتكار نظريات و
استراتيجيات
حديثة ومتطورة وأكثر منفعة للبشرية وهناك عدد كبير من استراتيجيات علم النفس ومنها استراتيجية ما وراء المعرفة.
مفهوم ما وراء المعرفة
إن مفهوم ما وراء المعرفة Metacognition يُعتبر واحدًا من أشهر المفاهيم في علم النفس وهو مفهوم يحمل نوًعا من التعقيد والغموض ، أما فيما يخص علاقة مفهوم ما وراء المعرفة ؛ فهو يُعتبر هو أكثر الأجزاء التي تحمل درجة عالية جدًا من
الغموض
، حيث أنه يُعني أحد التكوينات النظرية التي تم تعريفها للمرة الأولى عام 1976م بواسطة الفيلسوف فيلافل Flavell وقد لقي هذا المفهوم اهتمام كبير سواء فيما يخص المستوى التطبيقي أو المستوى النظري .
وفيما بعد ؛ أجرى براون Brown مجموعة من التطبيقات لهذا المصطلح في عدد كبير من المجالات الأكاديمية ؛ وتوصل في نهاية الأمر إلى أهمية استراتيجية ما وراء الطبيعة في العملية التعليمية الفعالة .
وقد شهد مفهوم ما وراء المعرفة عدد كبير من التطويرات على أيدي مجموعة كبيرة من الخبراء والفلاسفة في فترة الثمانينات ، ولا زال حتى الان يشهد قدر عالي من الاهتمام ويرجع ذلك إلى أن هذا المفهوم مرتبط بشكل كبير بنظريات التعلم والذكاء وبعض الاستراتيجيات الأخرى الهامة مثل استراتيجية
اتخاذ القرار
و
استراتيجية حل المشكلات
وغيرهم .
تعريف مفهوم ما وراء المعرفة
معنى ما وراء المعرفة هو إدراك ووعي الفرد بالعمليات المعرفية وقدرته على التحكم والسيطرة على الأعمال المعرفية والاليات التنظيمية من أجل حل بعض المشكلات حيث أن التحلي بتلك المهارة يجعل الفرد قادرًا على الإلمام بأوجه مختلفة من المعرفة مثل : المعرفة الشرطية ، المعرفة الإجرائية ، المعرفة التقريرية ، إلى جانب قدرته على التنظيم والتخطيط والتقويم .
وقد أشار العلماء إلى أن مصطلح ما وراء المعرفة يُمكن توصيفه بمرادفات أخرى مثل : المعرفة عن المعرفة أو التفكير عن التفكير ، وهي كل هذه المفردات والمصطلحات تشير إلى العمليات العقلية التي تسيطر بشكل كامل على طريقة تفكير الأفراد وتنظيمها ، حيث أن ما وراء المعرفة يعني تمتع الفرد بمهارة عقلية هامة جدًا ومعقدة في نفس الوقت مرتبطة بشكل وثيق بالسلوك الذكي للإنسان عند الرغبة في تناول المعلومات ومعالجتها ومن ثَم طرحها بشكل منطقي ومنظم من اجل المساهمة في حل المشكلات أو التوصل إلى القرارات الهامة والمصيرية الصحيحة .
وقد ذهب البعض إلى تعريف ما وراء المعرفة على أنها قدرة المتعلمين على تناول واستخدام مختلف الاستراتيجيات التعليمية بشكل صحيح وبطريقة أكثر ذكاءً وتأثيرًا إيجابيًا سواء لأنفسهم أو للمجتمع المحيط بهم .
استراتيجية ما وراء المعرفة
وفيما يخص استراتيجية ما وراء المعرفة ؛ فهي تشير إلى بعض الإجراءات التي يقوم بها المتدرب أو المتعلم من اجل القدرة على تحقيق مفهوم تعلم ما وراء المعرفة وهي تشمل طبيعة وطريقة وأسلوب العملية التعليمية ، إلى جانب الوعي والإدراك للمشكلة والإجراءات المختلفة التي ينبغي القيام بها من أجل التوصل إلى هذه النتيجة الهامة مع القدرة على التحكم الذاتي أيضًا في عمليات التعلم المختلفة .
وبذلك ؛ فإن كل شخص متعلم يكون متحملًا هنا لمسؤولية عملية التعلم بشكل كامل معتمدًا على معتقداته ومعرفته العلمية وقدرته على التفكير وتحويل المفاهيم والنظريات المختلفة إلى معاني مفهومة يُمكن استخدامها في حل ما يعترض طريقه من مشكلات أو أزمات ، حتى يتوصل في نهاية الأمر إلى القرار الصحيح .
أهداف استراتيجية ما وراء المعرفة
كما أن تطبيق استراتيجية ما وراء المعرفة في العملية التعليمية يحمل عدد كبير من الأغراض والأهداف الهامة ، مثل :
-تعمل هذه الاستراتيجية على تشجيع المتعلمين على إعمال العقل والتفكير وتنمية المهارات الإدراكية لديهم من خلال توجيههم دائمًا إلى بعض العمليات العقلية التي تُساعدهم بشكل فعال على استخدام العقل والتفكير والتحليل والتخطيط دائمًا .
-كما أن هذه الاستراتيجية تُعتبر من أهم الاستراتيجيات التي يُمكن من خلالها مُساعدة التلاميذ وتوجيههم إلى تقويم طريقة تفكيرهم من خلال طرح بعض المشكلات وترك الطالب يفكر بها ويحللها جيدًا حتى يعرف ماهيتها ويصل إلى الحلول الممكنة لها بمفرده ومن خلال بعض التوجيهات فقط .
وقد أشار الخبراء التربويين إلى ان تطبيق استراتيجية ما وراء المعرفة داخل الفصل ؛ من شأنه أن يُساعد على تحويل بيئة الدراسة التقليدية إلى بيئة تفاعلية إيجابية واستقصائية نظرًا إلى أنها تعمل على إحداث نوعًا من المناقشة المستمرة والتحليل والتفكير العميق وتبادل الأفكار بين الطلاب وبعضهم البعض وبين الطلاب والمعلم .
أهم انواع استراتيجيات ما وراء المعرفة
وقد أشار بعض الخبراء والعلماء في
علم النفس
أيضًا إلى أن مفهوم ما وراء المعرفة يتضمن عدد كبير وأكثر من نوع من الاستراتيجيات ، مثل :
استراتيجية K. W. L
وهي اختصار لعبارة Know ـ Want to Know ـ Learned
ـ
[1] ، وهي تعني مدى معرفة المتعلم بالموضوع محل النقاش ، ورغبته في اكتساب المزيد من المعلومات حول هذا الموضوع ، والتي تؤدي في نهاية الأمر إلى تحقيق عملية التعلم والفائدة المرجوة من الاستراتيجية والعملية التعليمية بوجه عام .
استراتيجية التساؤل الذاتي
وهي التي تأتي في صورة سؤال وجواب ؛ حيث أن المتعلم يقوم بنفسه بطرح مجموعة من الأسئلة حول قضية ما أو موضوع ما ؛ ثم يبدا في التفكير المنطقي والبحث والاستكشاف من أجل التوصل إلى إجابات وافية لهذه الأسئلة .
استراتيجية العصف الذهني
وتعتبر استراتيجية العصف الذهني هي أحد أهم أشهر
استراتيجية ما وراء المعرفة
؛ وهي قائمة على
التفكير العميق
جدًا وإعمال العقل بأعلى درجة وبقدر عالي جدًا من التفكير حتى يتوصل المتعلم في نهاية الأمر إلى الأفكار والمعلومات والنتائج الإيجابية تجاه قضية مُحددة تشغل تفكيره .
استراتيجية التفكير بصوت عالي
هناك عدد من الأشخاص يُفضلون
استراتيجية التفكير بصوت عالي
التي يقوم المتعلم من خلالها بالتفكير فعليًا بصوت عالي من خلال طرح ما يجول في ذهنه من أفكار والتلفظ بها من أجل التوصل إلى حل لها ، ومن جهة أخرى يرى البعض أن التفكير بصوت عالي ليس الطريقة المناسبة للوصول إلى أفضل كيفية للتفكير والتحليل .
استراتيجية التدريس
هذه النظرية على تبادل الأدوار داخل الفصل بحيث يقوم المتعلم في بعض الأحيان بالقيام بشرح أحد أجزاء الدرس قبل أن يقوم المعلم بطرحها وهكذا ؛ فإن هذا الأمر سوف يُساعد الطالب على أن يقوم بالتفكير والتحليل لهذا الجزء من الدرس اولًا قبل أن يشرحه المعلم وهذا بالطبع سوف يقوي من قدرته على البحث والاستشكاف وتناول المعلومات والمصطلحات وتحليلها في ذهنه ثم طرحها في صورة كلمات ومعلومات مفهومة [2] .
استراتيجية التلخيص
وهذه الاستراتيجية أيضًا تعتبر واحدة من أنجح الاستراتيجيات لأن الطالب بها يقوم بتلخيص أهم النقاط والأفكار الرئيسية بالدرس ؛ وهذا بالطبع سوف يؤهله إلى امتلاك قوة الملاحظة والتركيز دائمًا على الأجزاء المهمة في أي قضية أو بحث أو دراسة يقوم بها .