مفهوم الدعم المعنوي
الكائنات البشرية هي كائنات اجتماعية لا يمكن أن تعيش منفردة، فهي تعتمد على نفسها في بعض الأشياء إلا أنها تحتاج إلى الآخرين في الكثير من الأحيان، وخصوصاً في هذا الوقت الذي يعتمد كل فرد في المجتمع على الآخر، سواء بطريقة مباشرة أو بطريقة غير مباشرة، وفي بعض الأحيان نرغب في أن نحصل على بعض الدعم المعنوي في بعض لحظات الضعف التي نمر بها، من الأشخاص القريبين منا.
مفهوم الدعم المعنوي
الدعم المعنوي هو وسيلة من وسائل تقديم الدعم للشخص، من خلال تقديم أي مساهمة تتجاوز القيمة العاطفية والنفسية في التشجيع، وعلى سبيل المثال، أنه من الممكن أن تقوم حرب بين دولتين، وتقوم دولة ثالثة بتقديم الدعم المعنوي لجانب من الجانبين، ولكن دون المشاركة الفعلية في النزاع.
أما بالنسبة للبشر فإن الحصول على الدعم المعنوي من قبل أحد اللاعب يكون بمجرد شعور هذا الفرد بأن أحد أصدقائه أو أن عائلته موجودة في مكان المباراة، هذا التواجد حتى ولو لم يسمع اللاعب أي تشجيع منهم أو حتى إذا لم يصل منهم أي تحفيز أو تشجيع له، فإن علم اللاعب بوجود أهله في المكان يعد من أكثر أنواع الدعم المعنوي، وأحياناً مجرد وجود بعض الأشخاص في بعض المواقف الصعبة يعد دعم معنوي حتى ولو أن هذا الشخص لن يقوم بأي شيء يذكر، وفي كثير من الأحيان يخلط الناس بين الدعم المعنوي وباقي أنواع الدعم.[1]
الفرق بين الدعم المعنوي والدعم العاطفي
في كثير من المناسبات المختلفة نحاول أن نظهر الدعم والحب للآخرين، لنحصل عليه في المقابل، ومن بين أنواع هذا الدعم المختلف الذي نقدم لبعضنا البعض الدعم المعنوي والعاطفي، فالدعم المعنوي والعاطفي هما نوعان مهمان للدعم الغير مادي الذي يقدمه البشر لبعضهم البعض، ولكنهما في الحقيقة يختلفان عن بعضهما.
إذا قمت بتقديم دعم عاطفي ومعنوي معاً في نفس الوقت، فهذا شيء جيد للغاية ولكن يجب أن تفرق بين الإثنين، حتى تتمكن من تقدم الدعم المناسب بالشكل والطريقة المناسبة للشخص الذي يحتاجه.
الدعم العاطفي هو نوع من أربع أنواع من الدعم الاجتماعي، والدعم الاجتماعي هو الراحة العاطفية والجسدية التي يقدمها الأصدقاء والعائلة والزملاء لنا، وهي وظيفة مهمة جداً في علاقاتنا الاجتماعية، أما الأنواع الثلاثة الأخرى للدعم الاجتماعي غير الدعم العاطفي هو الدعم الإعلامي والدعم التقييمي والدعم المفيد.[3]
ما هو الدعم العاطفي؟
هو أحد الاحتياجات الأساسية لكل إنسان، حيث يتم من خلال إظهار التعاطف والاهتمام الحقيقي للآخرين، بالإضافة إلى هذا فهو تعبير عن الثقة والحب والرعاية، ومن الممكن أن نعبر عنه بالعديد من الأشكال المختلفة، مثل الراحة الجسدية من خلال إعطاء عناق للشخص الآخر أو الربت على ظهره، او حتى الاستماع والتعاطف معه، وفي أغلب الأوقات، يتم تقديم الدعم العاطفي من خلال أفراد العائلة المقربين والأصدقاء، حتى أنه أحياناً من الممكن أن تكون
الحيوانات الأليفة
مصدر من مصادر الدعم العاطفي، وهناك بعض الحيوانات التي تتقن تقديم هذا الأمر ويدعون حيوانات الدعم العاطفي.
ما هو الدعم المعنوي ؟
على الجانب الأخر، فإن الدعم المعنوي هو التصرفات المبادئ التي يقوم الشخص بتقديمها من خلال إظهار التشجيع والحب وحتى بمجرد إعلام الناس أنك تدعم وتعرف هذا الشخص، في الغالب عندما تقوم بتقديم الدعم المعنوي فمن الممكن ألا تكون قادر على مساعدة الشخص بشكل مباشر أو بشكل جسدي، ولكنك تدافع وتؤمن بتصرفاته، ويمكنك القيام بهذا عن طريق تشجيعه او من خلال الدعوة له في الأزمات أو في الحالات الصحية الصعبة التي يمر بها، فإنك على الرغم من عدم قدرتك على أن تقدم أي مساعدة طبية أو مادية فإنك تبقي على مقربة منه حتى تتمكن من دعه معنوياً.
في هذين التعريفين السابقين من الممكن أن تكون قد توصلت إلي معنى كلاً منهم إلا أنك مازلت من الممكن أن يختلط عليك الأمر، ومن الممكن أن يكون من الصعب أن تضع خطاً فاصلاً بينهم، ولكن لا عليك، فمن الممكن أن تتعرف على أنواع الدعم في حياتك الشخصية من خلال الاتصال مع شخص آخر، وإخباره أنك تهتم بأمره أو أنك تفكر فيه، فهذه الطريقة هي أفضل مثال للدعم المعنوي الذي من الممكن أنك تقوم بتقديمه إلي بعض الأشخاص ولكنك قد لا تشعر بهذا، ولكن إذا قمت بخطوات متطورة أكبر من هذا بأن تقوم مثلاً احتضانهم أو التعبير بشكل أكثر حميمية عن عواطفك تجاههم وتجاه ما يمرون به من مشاكل فأنت بذلك تقدم لهم دعم عاطفي.
يجب أن نلاحظ أن غالباً ما يأتيك الدعم العاطفي من الأصدقاء والعائلة التي تربطك بينهم علاقة حميمة وحقيقة كبيرة، على العكس من الدعم المعنوي الذي من الممكن أن يقدمه لك بعض الأصدقاء و
أفراد العائلة
ومن الممكن أن يقدمه لك حتى الغرباء أو الأشخاص الذين تربطهم بك علاقة وجيزة.[2]
طرق تقديم الدعم المعنوي والعاطفي
هناك بعض الدعم العاطفي والمعنوي من الممكن أن تقوم بتقديمه للأشخاص بطرق مختلفة، من خلال تقديم هدية صغيرة مثلاُ، تعبر عن دعمك العاطفي لهم، أو أن تتحدث باللهجة أو الطريقة التي يحبها الشخص الآخر أو أن تفهم مشاعر الشخص الآخر وتبادله نفس المشاعر وتعبر عنها له، يعد هذا من أفضل طرق الدعم العاطفي، وغيرها من الطرق المختلفة من الدعم المعنوي.
أما فيما يتعلق بالدعم المعنوي فإن الاعتقاد أو الإيمان بعمل شخص ما وتشجيعه و
إخراج الأفكار السلبية
من عقله، من الممكن أن يكون مساهمة صغيرة ويعد طريقة من طرق الدعم المعنوي، ومن الممكن أن يتم الدعم أيضاً من خلال التحدث معهم والدفاع عنهم أيضاً ويكون هذا مثال على الدعم المعنوي، وهذا الأمر نراه بشكل كبير بين زملاء العمل في دعم بعضهم البعض وتشجيع بعضهم البعض في العمل.
الدعم المعنوي والاكتئاب
يقال إن الدعم المعنوي من العناصر الأساسية في الصحة النفسية القوية والعلاقات القوية أيضاً، ولكن ما هي العلاقة بين الاكتئاب والدعم المعنوي.
كما قلنا إننا البشر أشخاص اجتماعيين والاكتئاب يعد مرض من الأمراض النفسية الشهيرة التي يعاني الكثير من الناس منها والتي يحتاجون بها إلى أن يقف إلي جانبهم الأشخاص المقربين منهم حتى يتمكنوا من التعافي من
أعراض الاكتئاب
.
الدعم المعنوي قد يتم من خلال تقديم الدعم في المبادئ والإجراءات التي تتعلق بالأشخاص وما يفعلوه، كما إنه يضم على الدعوة للأشخاص وإعطائهم التشجيع والحب، كل هذه الطرق من الدعم المعنوي تساعد الفرد في أن يعرف أنه ليس بمفرده، وهذا هو أهم وأول طرق الخروج من الاكتئاب.
الاكتئاب يجعل الفرد يشعر أنه بمفرده أن لا أحد يهتم بأمره ثم يتحول إلى
العزلة
الضارة التي تزيد من الأعراض وتزيد من مرض الاكتئاب لديه، كما أن الاكتئاب يجعلك تريد أن تبتعد عن الناس ويزرع بداخلك الشعور بالعار وتحقير الذات.
ولهذا يعد الاكتئاب مرض لأنه يغير من طبيعة البشر الاجتماعية، ويجرد الفرد من خلال اللجوء للعزلة، ويجعله ينفصل على العلاقات والتفاعلات الاجتماعية، وهنا يأتي دور الدعم المعنوي الذي يفرض على الفرد أن يتفاعل مع المجتمع ليخرج من رأس أفكار الاكتئاب التي تحاول أن تقنعه أنه غير وحيد في هذه الحياة ولا يهتم لأمره أحد. [4]