لماذا يعطس الناس ؟

هناك عدد كبير من العمليات الفسيولوجية والوظائف المختلفة التي يقوم بها الجسم بشكل يومي والتي أصبحت من الأمور المعتادة لدينا ولا تمثل أي نوع من الغرابة أو الخطورة بل إنها أصبحت من الأمور المسلم بها والعادية والتي يغيب عنا فوائدها وأهميتها للجسم في الكثير من الأحيان ، ومنها العطاس الذي قد يحدث بشكل طبيعي نتيجة استنشاق بعض المواد ذو الرائحة النفاذة أو بسبب الإصابة ببعض الحالات المرضية أو التعرض إلى المواد المهيجة أو غيرها من الأسباب الأخرى .

لماذا تعطس

المقصود بالعطس هو عملية خروج قدر من الهواء من الجهاز التنفسي بشكل مُفاجئ وبدرجة قوة كبيرة جدًا عبر كل من الأنف والفم معًا ، ودائمًا ما يحدث العطس كنتيجة لتعرض الأنف إلى بعض المواد المُهجية ، وبالتالي يحدث العطس للتخلص من هذه المواد ، وقد يحدث بسبب استثارة الخلايا العصبية في التجويف الأنفي أيضًا .

حيث أن النهايات العصبية في منطقة الأنف تستجيب إلى تلك المواد المُهيجة بشكل لا إرادي ، ومن ثَم فإن عملية العطس تحدث بشكل غير إرادي ورغمًا عن الإنسان ويكون من الصعب التحكم بها في الكثير من الأحيان .

وقد أشارت بعض الإحصائيات العلمية إلى أن الإنسان عندما يعطس مرة واحدة ؛ يندفع ما يقرب من مائة نوع من الميكروبات والجراثيم الضارة والجسيمات الغريبة إلى خارج الجسم بسرعة كبيرة جدًا تصل إلى مائة ميل لكل ساعة حتى تتمكن من مقاومة الضغط الجوي ولا تعود إلى الجسم مرة أخرى [1] .

عدد العطسات الطبيعية

في الكثير من الأحيان لا يعطس الإنسان عطسة منفردة ؛ وإنما قد يعطس مرتين أو ثلاثة مرات أو أكثر بشكل متتالي ؛ وعلى الرغم أن هذا الأمر قد يُزعج البعض ؛ إلا أنه في حقيقة الأمر يُساعد بشكل كبير على التخلص من المواد التي تُثير

حساسية الأنف

ويُساعد الإنسان على التخلص من قدر كبير من الجسيمات الغريبة والضارة والميكروبات عبر دفعها بقوة إلى خارج الجسم .

وعندما يعطس الإنسان عطسة واحدة أو عطستين ؛ فإن الأمر هنا يكون طبيعي جدًا وهو محاولة فقط من الجسم للتخلص من بعض المواد الضارة ولا ينم عن أي حالة مرضية .

أما في حالة العطس ثلاث مرات متتالية أو أكثر من ذلك ؛ فإن الأمر هنا يُنذر بوجود بعض المشكلات الصحية مثل التهابات التجويف الأنفي ، والممرات التنفسية ، وأمراض الجهاز التنفسي ، و

نزلات البرد

، أو وصول بعض مسببات الحساسية إلى الجسم مثل :

حبوب اللقاح

، أو وبر بعض الحيوانات التي يتعامل معها الإنسان عن قرب ، وقد يكون ناتجًا أيضًا عن التدخين أو التعرض بقوة إلى الغبار أو استنشاق الدخان أو أي من عوامل التلوث الأخرى التي تثير الأنف .

العطس الضوئي

هناك أنواع مختلفة ومُتعددة من العطس ؛ حيث أشارت التقارير والدراسات والتجارب السريرية إلى أنه يوجد عدة أنواع من العطس وهي ليست مقرونة دائمًا باستنشاق المواد المُهجية للأنف ؛ بل إن بعض الأشخاص دائمًا ما يتعرضون إلى نوبات العطس عند التواجد في ضوء الشمس لوقت طويل ، وهي حالة تُعرف باسم (العطس الضوئي المنشأ) ويُصاب بها نسبة تتراوح بين 20 إلى 35 % من سكان العالم ، حيث أنها تكون حالة وراثية في الكثير من الأحيان والمسؤول عنها هو العصب الثلاثي Trigeminal Nerve .

حيث أن هذا العصب الثلاثي يمتلك عدد كبير من النهايات  العصبية المتصلة بالجمجمة والجلد ، كما أن وصول الغبار إلى الأنف أو بالقرب منها ؛ يؤدي إلى استثارة هذه الأعصاب ووصول إشارة عصبية منها إلى المخ ينتج عنها حدوث العطس ، وهذا هو ما يحدث تمامًا للعين عند التعرض لبعض المواد المهيجة مثل النشادر أو البصل ، ولكن لأسباب غير معروفة حتى الآن ؛ فإن هذه النهايات العصبية عند تعرض العين إلى الضوء الساطع تستجيب للضوء وترسل إشارة إلى المخ أيضًا ويحدث العطاس ، وهو لا يُمثل مشكلة صحية ، ولكنه يكون مزعج في بعض الأوقات خصوصًا أثناء القيادة أو القيام ببعض المهام التي تتطلب التواجد في ضوء الشمس .

كما أن بعض الأشخاص يتعرضون كذلك إلى نوبات العطس المتكررة عندما تكون بطونهم ممتلئة ، وهذه الحالة يُطلق عليها اسم Snatiation

ـ

[2] .

فوائد العطس

هناك عدد كبير من فوائد العطس ، مثل :

-يُساعد على التخلص من عدد كبير جدًا من الأمراض والوقاية منها لأن العطسة الواحدة تطرد معها عدد كبير جدًا من الجراثيم والميكروبات الضارة خارج الجهاز التنفسي .

-يُساعد العطس على الوقاية من التهابات وحساسية الأنف والجيوب الأنفية والجهاز التنفسي بوجه عام .

-العطس أثناء الإصابة ببعض أمراض الجهاز التنفسي يُساعد على سرعة الشفاء منها ويُساعد على تنقية الممرات التنفسية أيضًا والتخلص من عدد كبير من الآلام .

-كما قد أشارت بعض الدراسات أن العطس له فوائد هامة في

تنشيط الدورة الدموية

وتعزيز الصحة بوجه عام خصوصًا عندما يكون في المعدل الطبيعي .

العطس لا يحدث أثناء النوم

عندما يُصاب أي شخص بنزلات البرد والإنفلونزا أو غيرها ؛ فإنه يتعرض دائمًا إلى العطاس المتكرر ، نتيجة حدوث احتكاك بين الخلايا العصبية والشعيرات الموجودة داخل الأنف ، وهنا يتم إرسال إشارة إلى المخ تُفيد بوجود دخلاء ؛ وبالتالي ، يتم طردها عن طريق العطس .

أما أثناء النوم ؛ فإن أغشية الأنف تكون في حالة من الاسترخاء ؛ وبالتالي لا يحدث احتكاك بين شعيرات الأنف والخلايا العصبية .

وقد أعزى العلماء ذلك إلى أن رد الفعل اللا إرادي للجسم يتعطل أثناء ساعات النوم ، وهذا قد ينتج عنه الإصابة بشلل جزئي أو ما يُعرف بالجاثوم ، وبالتالي لا يتفاعل الإنسان مع أحلامه ولا يؤذي أي شخص جواره أثناء نومه ، وبذلك ؛ فإن إشارات رد فعل الجسم تتعطل أثناء النوم وهذا يُفسر عدم تعرض المريض إلى العطاس أثناء نومه .

حقائق عن العطس

يُعتبر العطس من الأمور التي قد شهدت بعدد كبير جدًا من الخرافات والمعلومات الخاطئة والمغلوطة منذ القدم ، ومن أهم المفاهيم الخاطئة حول العطاس ، ما يلي :

-فتح العينين أثناء العطس يؤدي إلى خروجهما ؛ وهذا أمر خاطئ تمامًا ولا يُفسر سبب غلق العين أثناء العطاس ؛ حيث أن بعض الأشخاص يُمكنهم العطس وأعينهم مفتوحة دون أن يتعرضوا إلى أي أضرار ، حيث أن العيون لها عضلات خاصة بها ولا يُمكن للعكس أن يؤثر عليها .

-من المفاهيم الخاطئة المنتشرة أيضًا أن منع العطاس يؤدي إلى الشلل والوفاة ، ولكن في حقيقة الأمر أن للعطس فوائد مُتعددة ، وكتم العطس قد يُفقد الإنسان عدد كبير من تلك الفوائد الصحية وقد ينتج عنه تأثيرات سلبية على طبلة الأذن ، ولكن

كتم العطاس

لن ينتج عنه حدوث شلل أو وفاة كما يُشيع البعض .

-ويعتقد البعض أن الإنسان فقط هو الذي يعطس ؛ في حين أن العطس هو صفة بعض الحيوانات أيضًا مثل الدجاج والكلاب والقطط وغيرهم ، ونفس الفوائد التي يحصل عليها الإنسان من العطس هي التي يحصل عليها الحيوان في طرد الميكروبات والسموم بعيدًا عن الجسم .