بماذا يشعر السيكوباتي
دائما ما نسمع مصطلح السيكوباتية ، وعادة ما يتم وصف القتلة بأنهم أشخاص سيكوباتيين ، وفي الواقع فإن السيكوباتية أحد اضطرابات الشخصية ولكن ليس بالضرورة أن يصل صاحبها لدرجة القتل ، ومع ذلك فإنه يعاني من كره المجتمع .
ما هي السيكوباتية
السايكوباتية هي اضطراب في الشخصية يتميز صاحبه بالعديد من الصفات ، أهمها السلوك غير الاجتماعي ( anti-social ) ، والغطرسة والخيانة والتلاعب بالآخرين ، مع افتقاد الشعور بالتعاطف مع ضحاياه ، وعدم الشعور بالذنب أو الندم على أفعاله الخاطئة، وهو أمر غالبا ما يقود إلى سلوك إجرامي .
و يعاني السايكوباتيين من مشاكل في فهم مشاعر الآخرين ، وهذا ما يفسر جزئياً سبب كونهم أنانيين ، ولماذا يتجاهلون بشدة رفاهية الآخرين ، ولماذا يرتكبون جرائم عنف بمعدل يصل إلى ثلاثة أضعاف معدل الآخرين . [1]
اهم صفات الشخص السيكوباتي
ويمكن تحديد أهم السمات التي تميز السايكوباتي و يمكن من خلالها كشفه في النقاط التالية : [2]
غير مكترث
يوصف السايكوباتيين بأنهم قاسيين ويظهرون عدم التعاطف ، كما يوصفوا بأنهم “ذوي القلوب الباردة ” ، وتشير بعض الأدلة إلى وجود بعض الأسباب البيولوجية خلف الطبيعة غير المكترثة للسيكوباتيين ، حيث وجد أنهم لديهم صلات ضعيفة بين أنظمة الدماغ المسئولة عن العاطفة ، وهو ما يسبب لهم عدم القدرة على التفاعل العاطفي العميق .
يعاني السيكوباتي أيضا من عدم قدرته على اكتشاف الخوف في وجوه الآخرين ، كما تلعب مشاعر الاشمئزاز دورا مهما في إحساسنا الأخلاقي ، حيث نجد سلوكيات معينة غير أخلاقية مثيرة للاشمئزاز الأمر الذي يمنعنا من الانخراط فيها ويجعلنا نعرب عن رفضها ، لكن السيكوباتيين يشعرون بالاشمئزاز بصعوبة وهو ما تم قياسه من خلال قياس ردود أفعالهم عندما تظهر صور مثيرة للاشمئزاز كالوجوه المشوهة ، وكذلك عند تعرضهم للروائح الكريهة .
قلة المشاعر
يعاني السيكوباتيين من انعدام العاطفة ، خاصة المشاعر الاجتماعية مثل الخجل والشعور بالذنب والإحراج ، حيث سجل الأطباء النفسيون أن السيكوباتيين أظهروا ” الفقر العام في ردود الفعل العاطفية الكبرى ” و “عدم الندم أو الشعور بالعار” ، ويوصف السيكوباتي أيضا بأنه ” ضحل عاطفيا ” ويظهر
عدم الشعور بالذنب
.
كما يشتهر السيكوباتيين بعدم الخوف ، فعندما يوضع الأشخاص الآخرين في مواقف تجريبية يتوقع حدوث شئ مؤلم فيها ، مثل الصدمة الكهربائية الخفيفة يظهر الأشخاص العاديون استجابة جلدية واضحة تنتج عن نشاط
غدة العرق
كما أن شبكة الدماغ لديهم تنشط بشدة ، بينما السيكوباتي لا تظهر الشبكة الدماغية لديه أي نشاط ، ولا تحدث أي ردود فعل جلدية .
عدم المسؤولية
لا يعترف السايكوباتي بمسئوليته عن الأحداث ، وإنما يعمل على إلقاء اللوم على الخارج ، أي أنهم يلومون الآخرين على الأشياء التي هي في الواقع خطأهم .
قد يعترف السايكوباثي عندما يجبر على ذلك ، لكن هذه الاعترافات لا يصاحبها شعور بالخجل أو
الندم
وليس لديه أي رغبة لتغيير سلوكه المشين في المستقبل .
الكذب والخداع
يتصف السايكوباتيين بالإطلالة الساحرة والحضور ، إلا أنهم أيضا دائما ما يعتمدون على الكذب اللانهائي وعدم الإخلاص ، فالسايكوباتي يعتمد على خداع الآخرين لتحقيق الربح أو المتعة الشخصية ، وقد يقول عشرات الأكاذيب بوجه محايد خالي من أي دلالة أي “يكذب دون أن يرجف له جفن” .
الافراط في الثقة بالنفس
يعاني السايكوباث من “تضخم الذات” أي لديه إفراط
الثقة بالنفس
، فيتفاخر دائما بنفسه ويعتقد أنه أفضل من الجميع .
ضيق الانتباه
وفقا لعلماء النفس فإن العلة الأساسية لدى السايكوباتي هي فشل ما يسمونه تعديل الاستجابة ،فعندما ينخرط معظمنا في مهمة ما ، نكون قادرين على تغيير سلوكنا أو تعديل استجاباتنا ، اعتمادًا على المعلومات التي تظهر بعد بدء المهمة ، بينما يعاني السايكوباتي على وجه التحديد من نقص في هذه القدرة ، وهو ما يفسر اندفاعهم ، فضلا على مشاكلهم مع تفادي الانفعال و التعامل مع العواطف .
الانانية
يظهر السايكوباتي أنانية مفرطة وعجز عن حب أي أحد إلا نفسه .
عدم القدرة على التخطيط للمستقبل
يظهر السايكوباتيين فشلا في اتباع أي خطة للحياة ، فهم لديهم نقص في الأهداف طويلة المدى الواقعية .
العنف
يظهر السايكوباتيين سلوكا يتسم بالعدوانية و عدم التسامح والعنف ، حيث يدخلون دائما في صراعات جسدية و يميلون إلى ارتكاب جرائم العنف بسهولة .
بالرغم من عدم قدرة السايكوباتيين على إدراك مشاعر الآخرين ، إلا أنهم لا يجدون صعوبة في فهم ما يفكر فيه الآخرون أو يريدونه أو يؤمنون به .
يقول باسكن سومرز : ” يبدو أن سلوكهم يوحي بأنهم لا يفكرون في أفكار الآخرين ” ، لكن أدائهم في التجارب يوحي بعكس ذلك ، عندما يسمعون قصة ويطلب منهم أن يقولوا صراحة ما تفكر فيه الشخصية ، يمكنهم ذلك ، وبهذا يمكننا القول أن السايكوباتي يمكنه معرفة وفهم ما يشعر به ضحاياهم ولكنه لا يهتم . [3]
حتى الآن ، كان الفهم السائد للسايكوباتية أنهم يفتقرون بشكل أساسي إلى مشاعر كالخوف أو الضيق ، فعلى عكس الإنسان الطبيعي أن السايكوباتي بالكاد يظهر استجابة لمواقف الخطر أو المفاجأة ، الآن تخيل لو أنك لم تشعر أبدًا بالخوف أو الضيق الحقيقي ، كيف يمكن أن تتعاطف مع خوف الآخرين أو محنتهم ؟ . [4]
ما يشعر به السيكوباتي
الشعور بالدونية
على الرغم من الغطرسة التي تبدو عليه من الخارج ، إلا أنه يشعر بالدونية بالنسبة للآخرين ويعرف أنه يوصم من قبل الناس بسبب سلوكه .
الشعور بصعوبة التكيف
بعض السايكوباثيين يتكيفون بشكل سطحي مع بيئتهم وحتى أنهم يتمتعون بشعبية ، لكنهم يشعرون أنهم مجبرون على إخفاء طبيعتهم الحقيقية بعناية ، لأن ذلك لن يكون مقبولًا لدى الآخرين ، هذا يترك السايكوباثي أمام خيار صعب ، إما التكيف والمشاركة في حياة فارغة وغير واقعية ، أو لا تتكيف وتعيش حياة وحيدة معزولة عن المجتمع ، يرون المحبة والصداقة التي يشاركها الآخرون ويشعرون بالاكتئاب وهم يعلمون أنهم لن يكونوا جزءًا منها .
الاحباط ونقص الحافز
من المعروف أن السايكوباتيين يحتاجون إلى تحفيز مفرط ، لكن معظم المغامرات التافهة تنتهي فقط بخيبة الأمل بسبب الخلافات مع الآخرين والتوقعات غير الواقعية ، علاوة على ذلك ، يشعر الكثير من السايكوباثيين بالإحباط بسبب عدم قدرتهم على التحكم في البحث عن الإحساس وتواجههم نقاط الضعف بشكل متكرر .
وبالرغم من أنهم قد يحاولون التغيير ، إلا أن استجابة الخوف المنخفضة وعدم القدرة على التعلم من التجارب تؤدي إلى مواجهات سلبية محبطة ، بما في ذلك المشاكل التي قد تعرضهم للمسائلة القانونية .
مع تقدم السايكوباثي في العمر ، لا يستطيع الاستمرار في أسلوب حياته المستهلكة للطاقة ويصبح محترق ومكتئب بينما ينظر إلى الوراء على حياته المضطربة المليئة بالسخط بين الأخرين ، وتتدهور صحته مع تراكم آثار التهور .
عنف السيكوباتيين
في النهاية يصلون إلى نقطة اللاعودة ، حيث يشعرون أنهم قطعوا آخر رابط رفيع مع العالم الطبيعي ، وتصبح المعاناة الخفية والشعور بالوحدة ، وعدم احترام الذات هي عوامل الخطر للسلوك الإجرامي العنيف لدى السايكوباتي .
الالم العاطفي والعنف
قد تسبق
العزلة الاجتماعية
، والشعور بالوحدة ، والألم العاطفي المرتبط به لدى السايكوباثي الأفعال الإجرامية العنيفة ن وهم يعتقدون أن العالم أجمع ضدهم بل يصبحون مقتنعين في النهاية بأنهم يستحقون امتيازات أو حقوق خاصة لإشباع رغباتهم .
وكما عبَّر القاتلان السايكوباتيان جيفري دامر ودينيس نيلسن ، فإن المرضى السايكوباتيين العنيفين يصلون في النهاية إلى نقطة اللاعودة ، حيث يشعرون أنهم قطعوا آخر رابط رفيع مع العالم الطبيعي ، وفي وقت لاحق يزداد حزنهم ومعاناتهم وتصبح جرائمهم أكثر فأكثر .