الفنون الشعبية في منطقة الحجاز


تتعدد الفنون الشعبية في منطقة الحجاز وهي من أهم

سمات الفن السعودي المعاصر

، والتي تعبر عن التراث  الكبير والثقافة الشعبية القديمة في

الخليج العربي

، ومن أشهر الفنون الشعبية في منطقة الحجاز رقصة المجرور والبدواني و فن المحاورة وفن الكسرة ، ومنطقة الحجاز هي أرض ذات مساحة كبيرة ، تشمل المملكة العربية السعودية ، وخاصة المنطقة الغربية منها ، ونقدم لكم في التقرير التالي الفنون الشعبية في منطقة الحجاز .


الفنون الشعبية في منطقة الحجاز


منطقة الحجاز تغطي سواحل

البحر الأحمر

الشرقية ، حيث تمكن أجدادنا القدامى في أرض الحجاز اختراع العديد من الفنون والأساليب الشعبية الجميلة التي اشتهرت في جميع أنحاء الخليج العربي ، ونقدم لكم أشهر الفنون الشعبية في أرض الحجاز .


رقصة المجرور


هي نوع من الفنون الشعبية المشهورة في منطقة الحجاز ، ويكون بكثرة في منطقة جدة والطائف ، يعتبر أهل

مدينة الطائف

أكثر من برع في رقصة المجرور ، حيث ارتبط أسمها بأهل الطائف ، ويطلق البعض على  ألحانها باسم ” المجرور الطائفي “.


طريقة اداء رقصة المجرور


و طريقة أداءها هو أن ينقسم الفريق إلى صفين مقابل بعضهما ، ويحملون الدفوف ، ثم يبدأ واحد من الصفين في الغناء باللحن المطروح ، بينما يصمت الصف الآخر ، وبعد ذلك يتبادلون الأدوار ، ويشاركون بعضهم البعض بالإيقاع على الدفوف ، حتى نهاية المقطوعة .


وفي بداية الغناء يخرج أحد الراقصين ويبدأ في التمايل على نغمة الدفوف ، مع الحركات المشهورة والرشيقة ، ويقوم بالهبوط إلى الأرض والصعود في سرعة وهو ممسك بالدف مع الإيقاع  .


فن الكسرة


فن الكسرة من

الفنون الشعبية في ينبع

والمدينة والعلا وبعد ذلك انتشر إلى كافة مدن المملكة ، والكسرة من الفنون الشائعة التي يتم استخدامها حتى الآن ، وفن الكسرة عبارة عن تصوير دقيق لمعاناة يجسدها الشاعر ، ولذلك تم تسميتها بالكسرة ، ومن بعض الشعراء المتخصصين في فن الكسرة هم الشريف البركاتي في مكة ، وفي المدينة الشاعر الأحمدي ، ونقدم لكم بعض أنواع الكسرة القديمة .


  • يا الأخضري دلعوك أهلك .. عن الخطا مايردونك .

  • تنزل بحور الهوى وحدك .. وتكايد اللي يعادونك .


فن الردية أو (فن المحاورة)


فن الردية هو عبارة عن محاورة شعرية مرتجلة بين اثنين من الشعراء يؤدونها ، وخلفهما صفين متقابلين من الرجال يرددون الشعر مع التصفيق من البقية ، وتكون الكلمات متناسقة في القافية والوزن ، وفن الردية ينتشر في منطقة الطائف و منطقة رنية والخرمة ، وهناك الكثير من

شعراء المحاورة

المشهورين .

فن حيوما


وينتشر فن حيوما في منطقة الطائف بالمملكة ، حيوما كلمة مفرده تدل على الترحيب بالضيف ، ويتم تأديتها على هيئة صفين مقابل بعضهما ، وتردد بعض أبيات الشعر المحفوظة مسبقاً ، ومن الممكن أن تتم بين شاعرين ، حيث يقف كل شاعر في صف ويتبادلان المحاورة ، والتي يكملها ضرب الدفوف بطريقة احترافية والملابس والألحان الخاصة بالفريق ، مما يجعل فن حيوما يبعث روح من الدعابة والمرح في المكان ، الجدير بالذكر أن حيوما انتشر بثوبه الجديد في السنوات الأخيرة في منطقة الطائف .


فن البداوني


فن البدواني من أجمل الفنون الشعبية التي انتشرت في منطقة

الحجاز

، والذي يبدأ من

المدينة المنورة

شمالاً ، ومكة المكرمة وجدة في الجنوب ،


البدواني يشبه إيقاعات الفنون التي تعتمد على إيقاعات الزير ، ويتم أدءاها عن طريق صفين مقابل بعضهما وبكل صف يوجد ربابا ونقالة .


ويقوم ربان الصف برفع البدوة أو النقلة ، ويتبادلها منه الصف المقابل ، وبعد ذلك يدق على الزير ، ويقوم الصف القائد بترديد البدوه على عدة مرات ، وبعد ذلك يقوم ربان الصف برفع البدوه ، و يتبادلها منه الصف الآخر ، وبعد ذلك يقوم الصف القائد بترديد البدوة عدة مرات ، ويردد ربان الصف الكسرات عدة مرات ، ومن أنواعها الدلوكة ، والحرابي ، و المزهوم .


فن الخبيتي


فن الخبيتي من أكثر الفنون الشعبية القديمة في بلاد الحجاز ، الذي تدخل فيه الإيقاعات والدفوف ، وهو عبارة عن آلة وترية


الخبت هو ما انخفض واتسع من الأرض ، هو من الفنون الراقصة الجميلة ، ويجيد فن الخبت كبار السن والصغار الذين يزداد حماسهم على الأنغام الإيقاعية على الآلة في الرقص والدوران ،


ويرتدي الراقصون الثوب الحويسي وهو عبارة عن ثوب تراثي قديم ، وصمم خصيصاً لهذا الفن ، مما يساعد الراقصون على الدوران ويظهرون بشكل مميز ولائق ، ويعتبر أشهر من يؤدون فن الخبيتي أبناء بدر ورابغ وينبع ، والليث ووادي الصفراء  ، وغيرهم من أبناء الساحل الغربي في المملكة العربية السعودية ، وفي دولة أسبانيا توجد رقصة مشهورة تسمى ”

الفلامنكو

” تشبه نفس ثوب الحويسي ، حتى الآلات تشبه آلات الخبيتي .


فن الزهم


فن الزهم هو نوع من الشعر ، مثل المجرور والهجيني ،  ويضم المدح والغزل والهجاء والرثاء ، والمختلف في فن الزهم هو أن بيوت الشعر في الشطر الأول أطول من الثاني ، والعكس ، والقافيه في الشطر الثاني ،


و ينتشر هذا النوع من الفن في أغلب مناطق الحجاز ، منها قبيلة قريش ، وقبيلة هذيل ، وقبيلة ثقيف .


فن التعشير


هو فن شعبي سعودي يعرف باسم

التعشير الحجازي

، يعتمد على اللعب بالنار والحديد ، وتحول من رقصة قديمة ، وهي الاستعراض العسكري الذي يبث لتحميس المحاربين وفرحتهم بالانتصار بعد الحروب ، إلى فن شعبي يبعث الفرحة والبهجة في النفوس ، ولا يخلو منه الأفراح والمناسبات .


وتقوم الرقصة من شخص أوبين شخصين أو أكثر ، كل ذلك في آن واحد ، يقوم العارض بحمل السلاح المقمع ، الذي يكون بداخله البارود الذي يتحول إلى لهب تحت قدميه حينما يعانق العارض السماء ،  حيث يقوم الرجال بإطلاق النار من البنادق المعبأة بمادة البارود على هدف يتم تحديده من قبل ، لذلك تعتبر رقصة تحتاج إلى التركيز واليقظة والدقة عند التصويب ، فن التعشير تتناسق فيه الأدوار والمهمات ، ومن يؤديه يتسم بالاحترافية الكبيرة ، حيث كانت تقرع طبوله استعراض حربي قبل بدء معركة الحرب ، وذلك لبث الرعب في الخصوم ، وإشعال الحماس في نفوس المحاربين ، وحتى الآن لا تزال طبوله يتم قرعها حتى الآن في المناسبات .


عرض الباحة


عرض الباحة هو نوع من أنواع الفنون الشعبية في بلاد الحجاز ، هو عبارة عن فن ارتجالي يحتاج إلى تقنية كبيرة للشاعر ، حتى يتمكن من أداءه ، والذي يحتاج إلى الاستعراض العسكري والتناسق في الأداء والزي والحضور ، وهو عبارة عن مجموعة ويترأسها شاعر أو أكثر ، ويحملون البنادق والسيوف أو الخناجر ، ويخطون خطوات موزونة بطريقة ثنائية الحركة ، وسمي هذا العرض على منطقة الباحة التي تقع  في الجنوب الغربي من المملكة ، في إقليم الحجاز ، ويوجد العديد من المهتمين بهذا العرض ، حيث تعتبر من أفضل ألوان التراث الشعبي القديم ، ويتميز بالكثافة الجماهيرية في بلاد الحجاز .