ما هو علم الاقتصاد السياسي
علم الاقتصاد السياسي هو فرع من فروع العلوم الاجتماعية ، واسُتخدم الاقتصاد السياسي على نطاق واسع منذ سنوات عديدة لتغيير
خريطة العالم
، واستطاع علم الاقتصاد السياسي أن يقوم بدراسة الكثير من النظريات كنظرية
الرأسمالية
والاشتراكية ، وأيضًا كان علم الاقتصاد السياسي مفيدًا كثيرًا للعلاقات بين كل من المجتمع ، والأفراد ، والدولة ، والأسواق ، وعلم الاقتصاد السياسي هو علم منهجي تم استخدامه كوسيلة توجيه للسياسات طوال هذه السنوات [1] .
تاريخ الاقتصاد السياسي
بدأ علم الاقتصاد السياسي خلال
العصور الوسطى
، وكانت دول أوروبا تعتمد في ذلك الوقت على الزراعة ، وبعدها جاءت الصناعة التجارة ، ولكنها كانت محدودة للغاية مقارنة بالزراعة ، حيث أن في ظل هذه العصور كان البحث عن المكسب والربح خطيئة ، وبعد فترة قصيرة من فترة العصور الوسطى وتحديدًا من القرن السادس عشر وحتى القرن الثامن عشر ، تبنت العديد من الدول الأوروبية أنظمة اقتصادية تجارية ، ومنذ ذلك الوقت بدأ المجتمع المدني في النمو والظهور داخل الدول ، وبدأت الدول التجارية أن تسعى إلى تحقيق معدل صادرات أعلى من الواردات من أجل كسب المزيد من الثروة ، وعمل الكثير من الأشخاص على تجميع الثروات حيث اعتقدوا أن الثروات هي المصدر الحقيقي للاقتصاد القوي ، ومن هنا فرضت الدول الكثير من العقوبات لكي تحد من الاحتكارات وبالفعل تم السيطرة عليها بإحكام ، وتم انتشار التراخيص والنقابات ، وكل الشركات الفردية قامت بعمل ترخيصا من قبل الدولة وأصبح الحرفيين الصغار يعملون تحت إشراف النقابات ، وبدأت الدولة هي التي تكون متحكمة في توظيف العمال ، وكذلك جودة وكمية السلع الناتجة [2] .
ما هي مكونات الاقتصاد السياسي
تم تقسيم الاقتصاد السياسي إلى مكونين وهما :
الاقتصاد السياسي الكلاسيكي
ويدرس الاقتصاد السياسي الكلاسيكي أعمال الفلاسفة أمثال الفيلسوف
مكيافيلي
وآدم سميث وكارل ماركس .
الاقتصاد السياسي الحديث
أما عن الاقتصاد السياسي الحديث فيدرس عمل الفلاسفة ، والاقتصاديين الحديثين ، وعلماء السياسة أمثال جون ماينارد كينز ، وميلتون فريدمان ، وفريدريش حايك [3] .
مجالات علم الاقتصاد السياسي الرئيسية
دراسة متعددة التخصصات
الاقتصاد السياسي هو متعدد التخصصات ، ويركز الاقتصاد السياسي على كل من الاقتصاد و
علم الاجتماع
، والعلوم السياسية الأخرى ، وذلك لفهم كيفية تأثير كل من النظم الاقتصادية ، والمؤسسات السياسية ، والبيئة على بعضهم البعض ، والاقتصاد السياسي الدولي يؤثر بدون شك على العلاقات الدولية ، ويعمل أيضًا على تخصيص الموارد في النظم الاقتصادية المختلفة .
الاقتصاد السياسي الجديد
أما عن مجال الاقتصاد السياسي الجديد فهو مختص للسياسات الاقتصادية حيث أنها من السياسات المعقدًة والتي تحتاج إلى تحليل ، والاقتصاد السياسي الجديد يوحد أيديولوجيات الاقتصاد الكلاسيكي ، والتقدم الجديد في مجال السياسة والاقتصاد ، وهذا المنهج يهدف إلى تشجيع النقاشات السياسية حول احتياجات الفرد والمجتمع .
الاقتصاد السياسي الدولي
هذا المجال معروف أيضا باسم الاقتصاد السياسي العالمي ، وهو يقوم بتحليل العلاقة بين الاقتصاد و
العلاقات الدولية
، وفي هذا المجال يتم استخدام أفكار من العديد من العلوم كالاقتصاد ، وعلم الاجتماع ، والعلوم السياسية ، ويركز هذا الاقتصاد السياسي الدولي على استخدام الدول والمؤسسات الكثير من التفاعلات الاقتصادية العالمية ، لكي تقوم بتشكيل النظم السياسية [3] .
نظريات الاقتصاد السياسي
أما عن نظريات الاقتصاد الحديث فهي تنقسم إلى ثلاث وهما :
النظرية الليبرالية
تنبع النظرية
الليبرالية
من مفهوم العمل والتبادل ، واستخدام الأرض ، والعمل ، ورأس المال الذي يستخدم في إنتاج السلع الدائمة ، وفي النظرية الليبرالية يعتقد الاقتصاديون أن الاقتصاد يمكنه أن يفيد المجتمع والأفراد ؛ حيث أنه يحسن من مستوى المعيشة ، ويؤمنون أيضًا بأن المجتمع أهم من الأفراد من ناحية صنع القرار ويؤمنون بالمساواة في الفرص للجميع ، وتهتم هذه النظرية بهيكل المجتمع المدني .
النظرية الماركسية
تنص
النظرية الماركسية
على أن عدم المساواة هو بالطبع أمرًا سيئًا ، وأن أي ثروة تنتج من العمل المتبادل وهذه النظرية لا تدعم الملكيات الخاصة ، حيث تؤمن بأنها تؤدي إلى عدم المساواة ، وتلبي احتياجات نخبة المجتمع فقط وليس المجتمع كله .
النظرية القومية الاقتصادية
هذه النظرية تؤمن بأن الدولة تمتلك كل السلطة ، وأنه يجب على كل الأفراد العمل لكي يستطيعوا الاستفادة من الفوائد الاقتصادية ، وتقول هذه النظرية أن على الحكومة أن تقوم بالسيطرة على كل الموارد لكي يخلقوا دولة قوية متماسكة [3] .
أهمية الاقتصاد السياسي
في الواقع أن الاقتصاد السياسي هو منهج مهم ومناسب لحل جميع القضايا السياسية ، كما أن يمنح الاقتصاد السياسي الكثير من الأدوات التي تسمح بفهم القضايا التي يتعرض لها العالم ، ويساعد أيضًا في التركيز عليها ، وأهمية الاقتصاد السياسي زادت خلال العقود الماضية ؛ وذلك تحديدًا حدث مع التغييرات التي حدثت في أسعار المعادن والنفط والعملة ، ومع معرفة الاقتصاد السياسي يمكن معرفة الكثير عن سكان العالم ، مما يجعل الاقتصاد السياسي يمسك بدور القيادة في عالم السياسة وله أهمية كبيرة جدًا . [4]
العولمة والاقتصاد السياسي
من المثير للدهشة أن مفهوم العولمة كله هو من يحدد حالة عالمنا ، فعن طريق
العولمة
تستطيع أن تفهم العالم بشكل أفضل بكثير ، وتستطيع أيضًا معرفة وجهات نظر الثقافات الأخرى وما هي أولوياتها ، والعولمة استطاعت أن تقدم الكثير من المساهمات في مجالات الاقتصاد السياسي ، فزودت الكثيرون بمقاييس جديدة لمجموعة كبيرة من السياسات الاقتصادية ، كما أنها قامت بتقديم مؤشرات جديدة للصناعة ، وتحدثت أيضًا عن رأس المال المادي والبشري ، وساعدت العولمة في تقديم مجموعة جديدة من البيانات حول الأنشطة السياسية للشركات والعمال ، كما أن العولمة أعطت بيانات هامة عن الكثير من مصادر المعلومات التي تعتمد عليها العديد من الشركات والأفراد ، والعولمة ساعدت أيضًا بدون شك في إعادة التدريب على الوظائف وفي برامج المساعدة في التكيف ، وهذا التكيف ساعد في الاندماج بين الدول وبعضها بدون حدوث أي عوائق من أي نوع [5] .