ماهو مرض الجوكر

مرض الجوكر هو حالة يطلق عليها تأثير Pseudobulbar وهي حالة تتميز بنوبات من الضحك أو

البكاء المفاجئ

الذي لا يمكن السيطرة عليه، ويحدث عادة مرض الجوكر في الأشخاص الذين يعانون من حالات أو إصابات عصبية معينة، مما قد يؤثر على الطريقة التي يتحكم بها المخ في العاطفة، وإذا كان لديك هذه الحالة فهذا يعني أنك ستشعر بالعواطف بشكل طبيعي، لكنك ستعبر عنها أحيانًا بطريقة مبالغ فيها، ويمكن أن تكون الحالة محرجة لك في حياتك اليومية .

مرض الجوكر

مرض الجوكر الذي يعرف باسم PBA، عبارة عن نوبات متكررة لا إرادية ولا يمكن السيطرة عليها من البكاء أو الضحك المبالغ فيه، أو غير المرتبطة بالحالة العاطفية الحقيقية للشخص، والضحك فيها غالبًا ما يتحول إلى دموع، وسوف تظهر حالتك المزاجية طبيعية في الأوقات التي لا تعاني فيها من النوبات، وهذه النوبات يمكن أن تحدث في أي وقت، ويعد البكاء عرض أكثر شيوعا لهذه الحالة من الضحك، وغالبا ما تكون درجة الاستجابة العاطفية التي تسببها هذه الحالة غريبة، حيث تستمر في البكاء أو الضحك لمدة تصل إلى عدة دقائق .

على سبيل المثال : قد تضحك بشكل لا يمكن السيطرة عليه ردا على تعليق مضحك قليلا فقط ولا يستحق كل هذا الضحك المتواصل في الحقيقة، أو قد تضحك أو تبكي في مواقف لا يراها الآخرون مضحكة أو حزينة.

وتختلف هذه الاستجابات العاطفية عن الطريقة التي كنت ستستجيب بها من قبل إذا لم تكن مصاب بالمرض، ونظرا لأن التأثير الأكبر لهذه الحالة غالبا ما ينطوي على البكاء، فإن الحالة غالبا ما يتم الخلط بينها وبين الاكتئاب، ومع ذلك فإن نوبات PBA تميل إلى أن تكون قصيرة المدة، في حين أن الاكتئاب يسبب شعورا مستمرا بالحزن، أيضا يفتقر الأشخاص المصابون بـ PBA لبعض

أعراض الاكتئاب

مثل اضطرابات النوم أو فقدان الشهية [1] .

أعراض مرض الجوكر

قد تلاحظ إذا كنت مصاب بمرض الجوكر الأعراض التالية :

  • نوبات مفاجئة شديدة من البكاء أو الضحك التي لا يتم التحكم فيها .
  • البكاء أو الضحك بصورة لا تبدو مناسبة للموقف .
  • نوبات من الإحباط والغضب .
  • تعبيرات الوجه التي لا تطابق العواطف الداخلية .
  • يمكن أن تحدث النوبات عدة مرات في اليوم أو عدة مرات في الشهر .

ولا ترتبط الأعراض بالمزاج، بمعنى آخر، قد تشعر بالسعادة ولكن تبدأ في البكاء ولن تكون قادرا على التوقف، أو قد تشعر بالحزن ولكن تبدأ في الضحك عندما لا ينبغي عليك ذلك، ومن السهل أن نخطئ في وصف الحالة والخلط بينها وبين أعراض الاكتئاب أو

الاضطراب الثنائي القطب

، وإذا كان لديك هذا المرض فقد تشعر بـ :

  • القلق
  • الإحراج في الأماكن العامة
  • الانعزال بسبب قلقك من حدوث النوبات فتضطر لإلغاء الخطط مع الأصدقاء أو العائلة
  • الاكتئاب

اسباب مرض الجوكر

يعتقد العلماء أن مرض الجوكر قد ينجم عن تلف القشرة الأمامية، وهي منطقة في العقل، والتي تساعد على التحكم في العواطف، كما يمكن أن تلعب الأضرار التي لحقت بأجزاء أخرى من الدماغ، بالإضافة إلى التغيرات في المواد الكيميائية في الدماغ التي يسببها الاكتئاب والحالات المزاجية المفرطة كالهوس، دور في ظهور هذه الحالة أيضا، ويمكن أن تؤدي الإصابة أو المرض الذي يصيب الدماغ إلى الإصابة بحالة الجوكر، وتشمل حالات الدماغ المرتبطة بهذا المرض ما يلي [2] :

كيف يمكن علاج مرض الجوكر

يمكن للطبيب إخضاعها لبعض الفحوص أولا للتأكد من إصابتك بالمرض، ومن هذه الاختبارات :


مقياس الضحك والبكاء المرضي (PLACS)

حيث يسألك الطبيب أسئلة حول النوبات، بما في ذلك مدة بقائها، وكيف ارتبطت بحالتك المزاجية وحالتك الاجتماعية، وكيف شعرت بالضيق بعدها .


مقياس دراسة الأعصاب (CNS-LS)

يمكنك الإجابة على الأسئلة المتعلقة بأغراضك، كم مرة ظهرت لديك ؟ كيف تجعلك تشعر ؟ على سبيل المثال : هل تجد نفسك تبكي بسهولة شديدة ؟

وقد يصف الأطباء

مضادات الاكتئاب

للسيطرة على أعراض المرض، ففي عام 2010 وافقت إدارة الأغذية والعقاقير على ديكستروميثورفان / كينيديين (نويديكستا) كأول دواء لمرض الجوكر، وتشير الدراسات إلى أن الدواء يساعد في السيطرة على نوبات البكاء والضحك لدى المصابين بمرض التصلب العصبي المتعدد أيضا .

هل مرض الجوكر مرض منتشر

تشير التقديرات إلى أن ما بين 2 و 7 ملايين شخص في الولايات المتحدة يعانون من مرض الجوكر، وعلى الرغم من أن الأسباب ليست معروفة تمامًا إلا أن هذا المرض يرتبط دائما بالاضطرابات العصبية أو الأمراض التي تسبب تلفا أو إصابة في الدماغ مثل الزهايمر وأشكال الخرف الأخرى، ومرض لو جيريج، وأورام الدماغ، والآفات المخيخية، والصرع، ومرض ويلسون الذي يتراكم فيه النحاس في المخ والكبد والأعضاء الأخرى وغيرهم .

ويحدث المرض عندما يكون هناك نقص أو فقدان في السيطرة الطوعية على الاستجابات العاطفية، ومن المحتمل أن تكون مناطق المخ المختلفة على طول مسار المخيخ الدماغي مسؤولة عن فقدان السيطرة المثبطة أو التنظيمية على التعبير عن المشاعر.

وجزء من هذا المسار يتضمن المخيخ، وهو الذي يلعب دورا رئيسيا في تعديل أو مراقبة الاستجابات العاطفية ويضمن أنها مناسبة لموقف ما، وقد يؤدي تعطيل مسارات العصب من مناطق معينة من الدماغ إلى المخيخ إلى فقدان أو عدم التحكم في التعبير العاطفي، ويعتقد أن الناقلات العصبية مثل السيروتونين والنورادرينالين و

الدوبامين

والغلوتامات تلعب أيضا دور في الإصابة بمرض الجوكر [3] .

طرق للمساعدة عند الإصابة بنوبات الجوكر

  • كن منفتح حول المشكلة والمرض، حتى لا يتفاجأ الناس أو يشعرون بالارتباك عندما يكون لديك نوبة .
  • اصرف انتباهك عن طريق حساب عدد الأشياء على رف ما، أو عن طريق التفكير في شيء آخر حين تعتقد أنك على وشك أن تدخل في نوبة .
  • خذ أنفاسا عميقة بطيئة حتى تتحكم في نفسك .
  • قم بإرخاء جبينك وكتفيك ومجموعات العضلات الأخرى التي تتوتر أثناء أي نوبة .
  • قم بتغيير وضع جسمك .
  • قم بتغيير مكانك عندما تعتقد أنك على وشك البكاء أو الضحك .

بالطبع هذه النصائح ليست بديلا عن المشورة الطبية، تحدث مع طبيبك حول طرق إضافية للتعامل مع نوبات المرض، لأن الأشخاص الذين يعانون من مرض الجوكر قد يصرخون كثيرا، لذا غالبا ما يتم خلط أعراضهم بالاكتئاب، لكن مرض الجوكر ليس اكتئاب، وفي الماضي كان يتم علاج المريض بمضادات الاكتئاب، لكن تأثير هذا الدواء كان معتدل، لذا ما زالت البحوث مستمرة، ومن الممكن أن يكون لديك مرض الجوكر والاكتئاب في نفس الوقت، لكن المرضان منفصلان ويجب تشخيصها وإدارتها بشكل منفصل [4] .

جدير بالذكر أنه لا يتم تشخيص الكثير من الأشخاص مطلقا بمرض الجوكر، لأنه قد يكون من الصعب التمييز بينه وبين المشكلات العاطفية الأخرى، ومع ذلك يأتي مرض الجوكر مع سلوكيات يمكن التعرف عليها، السلوكيات الأكثر شيوعا فيه هو ردود الفعل العاطفية المفاجئة التي لا علاقة لها بالموقف الذي يعيش فيه الشخص.

لذا راجع طبيبك إذا كنت تعتقد أنك تعاني من مرض الجوكر، سيسألك طبيبك عن أعراضك، وسيطرح عليك سلسلة من الأسئلة قبل قول النتيجة لمعرفة ما إذا كان لديك المرض أم لا، وبعد تحديد ذلك يمكنه أن يناقش معك خطة العلاج [5] .