اساسيات المحاسبة المالية


تعريف المحاسبة المالية

هي أحد العلوم الاجتماعية التي تبنى على عدة أسس ومباديء ومفاهيم ، وهي تختص بتحليل العمليات المالية وتجميعها وقياسها ، وتسجيل جميع الأحداث المالية والعمليات المتعلقة بمنشأة ما سواء الربح أو الخسارة ، وجميع هذه العمليات تتم في نهاية كل فترة مالية ، من أجل توفير كافة المعلومات في صور تقارير والتي تحتاجها الإدارة للقيام بوظائفها المختلفة ووضع قراراتها ، وهذه المعلومات التي يقوم بها المحاسب يستفيد بها مجموعة من الأشخاص ، وهم أصحاب المنشأة ومديريها ، وكذلك المستثمرون والدائنون والحكومة ، بالإضافة إلى الموظفين وعملاء المنشأة والناس بشكل عام .[1]

اساسيات المحاسبة المالية

تقوم المحاسبة المالية على مجموعة من الأسس أو المباديء الهامة التي يجب مراعاتها ، والتي تشمل ما يلي :

افتراض الكيان الاقتصادي

هو المفهوم المحاسبي الذي ينص على أن المنشأة التجارية هي كيان بحد ذاته ، ويجب معاملتها على هذا الأساس ، ويسمى هذا المبدأ أيضا افتراض كيان منفصل أي أن المالك يجب عليه أن يفصل المعاملات التجارية عن المعاملات الشخصية ، فمن المهم أن يكون له حساب مصرفي شخصي منفصل ، حتى في حالة الملكية الفردية .

افتراض الوحدة النقدية

يفرض مبدأ افتراض الوحدة النقدية أن يتم تسجيل جميع الأنشطة المالية بالعملة نفسها ، والتي تعني في حالة الشركات الأمريكية الدولار الأمريكي ، وهناك افتراض آخر بموجب مبدأ المحاسبة الأساسي هذا هو أن القوة الشرائية للعملة لا تزال ثابتة مع مرور الوقت ، بمعنى أنه لا يتم أخذ التضخم في الاعتبار بالنسبة للتقارير المالية للشركة ، حتى لو كان هذا الكيان موجودا منذ زمن طويل .

فترة زمنية محددة الافتراض

يتطلب افتراض الفترة الزمنية المحددة أن تظهر التقارير المالية للشركة نتائج على مدى فترة زمنية محددة ، يحدد مبدأ المحاسبة هذا أن جميع البيانات المالية يجب أن تغطي الفترة الزمنية المحددة ، ولذا لا بد من الإبلاغ عن جميع المعلومات المالية منذ التاريخ المحدد ، وأيضا يتضمن بيان الربح والخسارة نطاقا زمنيا حيث أنه يجب أن تظهر جميع البيانات المالية كل من بيان الدخل وبيان التدفق النقدي وبيان حقوق المساهمين وما إلى ذلك .

مبدأ التكلفة

ينص على أن تكلفة أي عنصر لا تتغير في التقارير المالية ، حتى إذا كنت قد اشتريت عنصرا خلال عام وزادت قيمته بشكل كبير ، فسيقوم المحاسب دائما بالإبلاغ عن أصل المبلغ الذي تم الحصول عليه به ، وتكمن أهمية هذا المبدأ من مباديء المحاسبة أنه ينبه أصحاب الأعمال بعدم الخلط بين التكلفة والقيمة ، على الرغم من أن قيمة العناصر والأصول تتغير مع مرور الوقت .

مبدأ الكشف الكامل

وفقا لهذا المبدأ المحاسبي الأساسي ينبغي على الشركة الكشف عن جميع المعلومات المتعلقة ببياناتها المالية ، تدرج هذه الملاحظات أولا السياسات المحاسبية للنشاط التجاري ، وتتبعها أي معلومات إضافية ذات صلة ، يساعد مبدأ المحاسبة هذا على ضمان عدم التضليل للمساهمين والمستثمرين وحتى عامة الجمهور بأي جانب من جوانب التقارير المالية للشركة

مبدأ الاستمرارية

يفترض مبدأ الاستمرارية أن الشركة ستستمر في الوجود وتعمل بدون تاريخ انتهاء محدد ، مما يعني أن الشركة لن تقوم بتصفية أعمالها في المستقبل ، وبهذا المبدأ يتم تأجيل الاعتراف بالمصروفات إلى فترة محاسبية لاحقة .

مبدأ المطابقة

بموجب هذا المبدأ المحاسبي الأساسي ، يجب أن تكون النفقات مطابقة للعائدات ، وبالتالي يتم الإبلاغ عن المبيعات والنفقات المستخدمة لإنتاج تلك المبيعات في نفس الفترة المحاسبية ، يمكن أن تشمل هذه النفقات عدة بنود مثل الأجور وعمولات المبيعات وبعض التكاليف العامة وغير ذلك .

مبدأ الاعتراف بالإيرادات

ينص مبدأ الاعتراف بالإيرادات على أنه يتم الإبلاغ عن الإيرادات عند تحقيقها ، بصرف النظر عن الوقت الفعلي لاستلام المدفوعات ، من خلال هذا المبدأ المحاسبي الأساسي يمكن لتجارتك أن تكسب إيرادات شهرية حتى لو لم تتلق أي أموال فعلية في ذلك الشهر، فيكون الغرض من مبدأ الاعتراف بالإيرادات هو الإبلاغ بدقة عن الدخل والإيرادات بمجرد أن يتم البيع حتى إذا تلقيت الدفع في وقت لاحق .

مبدأ النسبية

هو مبدأ يسمح للمحاسب باستخدام أفضل حكم له في تسجيل معاملة ما ، إذا وجد المحاسب أثناء هذه العملية أن التناقض في الحساب صغير نسبيا بالنسبة للميزانية الكلية للشركة ، فيمكنه اعتبار التناقض غير مهم ، الأمر متروك للمحاسب لاستخدام حكمه المهني لتحديد ما إذا كان المبلغ غير مهم .

مبدأ المحافظة

مبدأ المحافظة هو المبدأ الثاني الذي يسمح للمحاسب باستخدام أفضل حكم له في مواقف معينة ، في هذه الحالة عندما يكون هناك أكثر من طريقة مقبولة لتسجيل معاملة ما ، فإن مبدأ النزعة المحافظة يطلب من المحاسب تسجيل النفقات والالتزامات في أسرع وقت ممكن ، ولكن لتسجيل الإيرادات والمكاسب فقط عند حدوثها . [2] [3]

أكثر أنواع المحاسبة شيوعًا‎ ‎

هناك فروع مختلفة للمحاسبة ، كل منها يخدم غرضًا مختلفًا ، ويساعد النظام المحاسبي المتنوع على جمع السجلات والمحافظة عليها بطريقة مناسبة حتى يمكن استخدام هذه البيانات في تقارير مختلفة ، كما يقوم بإنشاء نظام داخل الشركة مع العديد من الفحوصات لتسليط الضوء على الأخطاء أو الفساد ، وهناك أنواع متعددة من المحاسبة الموجودة :

المحاسبة المالية

والتي تتضمن عملية تجميع وإنتاج المعلومات المالية للشركة عادةً في شكل بيانات مالية ويستخدمها أصحاب العمل في الشركة ، وتشمل البيانات المالية المختلفة للشركة الميزانية العمومية وحساب الربح والخسارة وبيان التدفق النقدي وبيان التغيير في حقوق الملكية ، ويتم إعداد البيانات المالية للشركة من خلال التقيد بالمبادئ التي يتم تخفيضها في مبادئ المحاسبة المقبولة عمومًا (GAAP).

محاسبة المشاريع

محاسبة المشاريع هي المحاسبة التي تستخدمها الشركة لتتبع تقدم المشاريع المختلفة من منظور مالي ، وهي تلعب دورا هاما في إدارة المشاريع .

المحاسبة الادارية

تركز بشكل أساسي على تجميع المعلومات لاستخدامها في إعداد التقارير التشغيلية الداخلية ، أي أنها تعمل بشكل أساسي على العمل الداخلي للشركة بشكل أكثر تفصيلاً .

المحاسبة الحكومية

تركز المحاسبة الحكومية بشكل أساسي على الإدارة المالية لأنشطة الحكومة لتعزيز الرفاهية إلى أقصى مستوى في شكل مختلف الخدمات التي تقدمها الحكومة ، وبالتالي فهي تهتم بشكل رئيسي بالتسجيل المنهجي لإيرادات ونفقات مكاتب الحكومة .

المحاسبة الجنائية

تنطوي على تسجيل الوثائق المختلفة وتقديم التقارير المطلوبة التي تنطوي على مسائل قانونية ، وفي ذلك يتم استخدام مهارات المحاسبة إلى التحقيق في عمليات الاحتيال والتحليل للبيانات المالية التي سيتم استخدامها في الإجراءات القانونية .

المحاسبة الضريبية

محاسبة المسائل المتعلقة بالضرائب تأتي في إطار المحاسبة الضريبية ، وهي تنطوي على الامتثال لمختلف القوانين المتعلقة بالضرائب جنبا إلى جنب مع التخطيط الضريبي بهدف إعداد الإقرارات الضريبية ، وتتضمن هذه العملية حساب ضريبة الدخل وضرائب أخرى مختلفة ودفعها في الوقت المناسب إلى السلطات الضريبية .

محاسبة التكاليف

محاسبة التكاليف هي الطريقة المحاسبية التي يتم استخدامها لحساب تكلفة الإنتاج المختلفة للشركة من خلال تقييم هذه التكاليف مثل تكلفة المدخلات والتكلفة الثابتة ،،،، إلخ ، وحساب التكلفة الفعلية التي تكبدتها الشركة ، ومن خلالها يمكن للشركة اتخاذ الإجراءات التصحيحية بطريقة أفضل بكثير . [4]

المحاسبة تعني جمع السجلات المختلفة وترتيبها وتسجيلها بشكل منتظم بحيث تصبح بيانات مفيدة ، يتم ذلك بهدف إعداد البيانات الرئيسية الثلاثة وهي بيان الدخل والميزانية العمومية وبيان التدفق النقدي ، كما يتم أيضًا من خلالها إعداد العديد من تقارير نظم المعلومات الإدارية الأخرى عند الاقتضاء ، مع حساب ربح أو خسارة أي عمل لفترة محددة وقيمة حقوق ملكية مالك الشركة والأصول والخصوم .

علاوة على ذلك ، يمكن مقارنة النتائج المحاسبية بنتيجة العام السابق لمعرفة نقاط الضعف في العمل ، كما تساعد في اتخاذ القرارات المتعلقة بالإدارة ، ويمكن من خلالها تقديم هذه المعلومات كدليل في أي مسألة قانونية .

اهمية استخدام التكنولوجيا في المحاسبة

الوقت يساوي المال ، وبالتالي إذا تم إنفاق الجزء الأكبر من وقت العمل على ‏جداول البيانات والمهام اليدوية وقواعد البيانات ، والتي تتضمنها المحاسبة ‏عادةً ، فأنت تعيق نمو أعمالك نظرًا لأن اهتمامك بعيدًا عن دفع أعمالك إلى ‏الأمام ، ففي دراسة أجرتها شركة‎

Silverfin

‎، يعتقد 67٪ من المحاسبين أن ‏التكنولوجيا في مجال المحاسبة تمكنهم من أن يكونوا أكثر كفاءة وتمكنهم من ‏إنهاء أعمالهم بشكل أسرع ‏

يمكّن الاستثمار في برنامج المحاسبة الصحيح من كسب المزيد من الوقت ‏والجهد من حيث تنمية الأعمال وزيادة الإيرادات ، ووفقًا لأحد الأبحاث التي ‏أجرتها شركة‎

Intuit

‎، أن 53% من الشركات أصبحت تتجه نحو الاستثمار أكثر ‏في التكنولوجيا ففي عام 2018 ، كشفت أيضًا أن 14٪ من هذه الشركات زادت ‏استثماراتها كثيرًا ، بينما 39٪ في تزايد إلى حد ما ، وتوضح هذه الأرقام أن ‏الشركات أدركت فوائد استخدام التكنولوجيا لتحسين مهامها المحاسبية .‏ [5]