تحليل الشخصيات من نظرات العيون
” العيون هي نافذة على الروح ” عبارة مبتذلة أو شاعرية نوعًا لطالما سمعناها ولكن هل يمكن أن يثبتها العلم ؟ ونتعرف على الشخصية من خلال
نظرات العيون ومعانيها
، وتكشف لنا الكثير عن جوانب وبواطن الشخصية ، فماذا تتوقع أن يقول عنك شكل عينيك أو نظراتك ؟ ثمة اختبارات تقول أن الباب الذي تختاره يكشف أسرارًا عن روحك ، لكن عيوننا التي هي جزءً منا هل يمكن أن تخبر أكثر ؟ اكتشف خبراء قراءة الوجه الصينيون أن ثمة علاقة بين شكل العينين والسمات الشخصية ، وكذلك علماء جامعة أوريبرو في السويد قاموا بعمل دراسة على 482 موضوعًا حول العلاقة بين الشخصية والقزحية التي في عيونهم ، واكتشفوا أن لون العيون يتأثر بالجينات ذاتها التي تشكل الفصوص الأمامية للدماغ ، وأكدوا أن هناك سمات مشتركة للأشخاص الذين يشتركون في لون قزحية العين ، فلنتعرف معًا في هذا المقال على تحليل الشخصيات من نظرات العيون .
تحليل الشخصيات من نظرات العيون
قال دكتور أنتوني فالون الذي أجرى دراسة متعلقة أيضًا بالعلاقة بين العيون والسمات الشخصية في جامعة أدنبرة ، أن العيون ترتبط بشكل كبير موثوق بالمخ العصبي إلى درجة أن يمكنك اعتبار العيون هي الجزء المرئي من المخ وهو يحمل العديد من الأدلة عما يحدث في الدماغ [1] ، لذا يمكننا أن نعتبر العيون ليست مركز الرؤية فقط بل أيضًا أحد أدوات
لغة الجسد
الهامة ، سنعرف فيما يلي :
القرنية
هل تعرف أن هذا الجزء من جسدك الموجود في عينيك ليس لديك أي سيطرة عليه ؟ وذلك مؤكدًا من الناحية العلمية ، فمن خلال ضبط مقدارًا معينًا من الضوء الذي تطلقه القرنية أثناء عملية الرؤية ، فيحدث امتداد لها أو زيادة في حجمها وحين ينخفض الضوء تتناقص بشكل تدريجي وقد اكتشف إيكهارد هيس أن القرنية تتوسع عندما نتحدث مع شخص نهتم به أن نحمل له شعور بالحب الجارف ، لذا يمكنك أن تدقق النظر في عيون أصدقائك حين تتحدث معهم في موضوع هام ، ثم قم بتغيير الموضوع لواحد أفضل أهمية وراقب كيف تتوسع القرنية وكيف تتقلص . [2]
اتصال العين
لكي يحدث اتصال بينك وبين الآخرين بشكل فعال وأكثر تفاهمًا عليك أن تتواصل معهم من خلال العيون كالآتي :
اتصال العين المستمر
تعتبر العديد من الثقافات وخاصة الثقافة الغربية أن الاتصال المستمر بالعين بينك وبين الشخص ، يجب أن يكون منظم وليس بشكل مفرط ، فإن استخدام التحديق المستمر في شخص ما يوحي بالتهديد نوعًا أو التخويف .
وقد قاتل دراسة في مجلة طبية نيوزلاندية أن ما يجعل الأطفال أكثر عرضة لهجمات الكلاب أو الحيوانات عامة ، هو التحديق المنتظم في عيونهم حيث يعتبره الحيوان نوعًا من الخطر . [2]
الاتصال المراوغ للعين
قد يكون تجنبنا النظر في عيون شخص ما نوعًا من الخجل أو ربما نحاول خداعهم ، وقالت في هذا الأمر جامعة ستيرلنج في اسكتلندا أن في دراستها التي أجرتها بين الأطفال ” الأسئلة والأجوبة ” وجدت أن الأطفال الذين حرصوا على اتصال العين كانت إجابتهم ليست صحيحة بقدر أولئك الذين كانوا ينظرون بعيدًا عن العين أثناء إجاباتهم .
وذلك يعني أن الجهاز البصري الذي يقوم أيضًا بدور جهاز اجتماعي ، يمكنه أن يبذل جهدًا كبيرًا في حساب مهامه بدلًا من التركيز في العين ويوفر طاقته من أجل الدقة في الإجابات . [2]
البكاء
البكاء هو في الكثير من الثقافات يحدث نتيجة التعرض لانفعال شديد يرتبط بالحزن أو ربما يرتبط بالسعادة الشديدة ، لكن هناك نوعًا آخر من البكاء هو البكاء القسري الذي يكون عبارة عن محاولة لخداع الآخرين وهي التي تسمى بـ ” دموع التماسيح ” ، ويرجع هذا التعبير لأساطير التماسيح التي كانت تبكي عند صيد فرائسها . [2]
رمش العين
بغض النظر عن حاجة عيوننا الطبيعية إلى الرمش في كثير من الأوقات ، إلا أنه حين نتحدث إلى شخص نحبه أو نحمل له عواطف ما فإن معدل وميضنا يتزايد بشكل لا نلاحظه ودون تدخل منا ، حيث يصل إلى -10 مرات في الدقيقة ، ويحدث ذلك مع الشخص الذي تنجذب إليه ، لذلك اشتهر ” الغمز ” كنوع من المغازلة . [2]
العيون والذكاء الاصطناعي ( AI )
هل يمكنك أن تتخيل عالمًا يكفل لك كامل تفاصيل شخصية شريك حياتك من خلال عينيه ؟ نعم يمكننا أن نرغب في ذلك بشدة ، ويمكننا أن نقول أن باستطاعتنا إدراك الكثير عن الشخصية من خلال النظر في العيون التي نافذة الروح ، لكن العلم الحقيقي الذي بين أيدينا لا يدعم هذه النظرية بشكل مطلق هكذا ، لكن هناك نوعًا من الذكاء الاصطناعي يمكنه فعل ذلك ، وأن يفسر ما تقوله العيون بشكل رائع . [3]
في دراسة علمية حديثة تم نشرها في مجلة فرونتيرز عن علم الأعصاب البشرية ، أثبتت أنه من خلال تتبع حركات العين لشخص ما يقوم بفعل أمر معين فإن آلة الذكاء الاصطناعي إذا قامت بتتبع حركات عينيه ، فإنها سوف تتنبأ بدقة كبيرة الفروقات التي تحدث في شخصية ذلك الشخص ، حيث قام باحثون بعمل تجربة من خلال توجيه عدة أسئلة لخمسين طالب يمكنهم تحديد نوع شخصيتهم من خلال الإجابات التي يحصلون عليها من الطلاب ، في إطار السمات الشخصية الخمس التي أقرها علم النفس وهم ” الانفتاح و الضمير والعصبية والموافقة والانبساط ” هذه فئات السمات الشخصية التي يستخدمها خبراء الصحة العقلية في تحديد الشخصيات حيث يعتبرون أن الإنسان له الجوانب الخمس تلك ، ولكن بحسب الاستبيان الحالي فقد تم استبعاد الانفتاح من بين هذه الفئات . [3]
وبعد عمل هذه الدراسة على الخمسين طالبًا قاموا ، بإرسالهم إلى مهمة ما مع ارتداء سماعات يمكنها تتبع حركة العين ، وفي النتيجة استطاع الذكاء الاصطناعي أن يتنبأ بدقة مذهلة سمات شخصية كل طالب ، وذلك من خلال تتبع حركة العين فقط . [3]
وبالرغم من النجاح الكبير التي وصلت إليه العديد من الدراسات المماثلة ، إلا أن هذه الدراسة كانت ولا شك الأكثر تميزًا من بينهم حيث تم إجرائها خارج المختبر في إطار واسع وهذا ما تم ذكره في الورقة العلمية للباحثون القائمون على هذه الدراسة ، وأيضًا في اختلاف دراستهم الكبير على من خلال أن السمات الشخصية تتغير عندما تضع شخًا ما في بيئة غريبة وتحت المراقبة ، كذا وقد أكد الباحثون في بيان صحفي أن بغض النظر عما حققته التجربة من نجاح رائع فهي يمكن استغلالها أيضًا لمساعدة الربوتات المستقبلية والعديد من أشكال الذكاء الاصطناعي الآخر ليكون قادرًا بشكل أكر على التواصل مع المجتمع والبشر ذات يوم ، يمكن أن تتوصل هذه الآلات يومًا لقراءة عقل الإنسان . [3]
وقال الدكتور توبياس لوتشر ، الباحث البارز في الدراسة من جامعة جنوب أستراليا ، في بيان أن إمكانية تحسين التفاعل بين الآلة والإنسان هو أمر مؤكد ، ولكن بالرغم من ذلك فإن الروبوتات وأجهزة الكمبيوتر ليست لها إدراك حاليًا ، لهذا لا يمكنها التكيف مع الإشارات غير الناطقة ، ولكن هذه الدراسة توفر فرصًا لتطوير كبير ينتظر الروبوتات وأجهزة الكمبيوتر لتصبح طبيعية أكثر وقابلة لتفسير الإشارات الاجتماعية البشرية . [3]