وصايا لقمان بالترتيب
وصايا لقمان لابنه
- التوحيد وعدم الشرك بالله
- طاعة الوالدين
- مراقبة الله سبحانه وتعالى
- إقامة الصلاة في أوقاتها
- الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
- حسن الخلق والمعاملة الحسنة
- عدم التكبر
- الاعتدال في المشي
- خفض الصوت
اشتهر لقمان الحكيم عبر العصور بالحكم والمواعظ التي كان يعظها لابنه ، خاصة تلك
قصة لقمان
مع ابنه التي وردت في القرآن الكريم ، هو لقمان بن ياعور كان من الرجال الصالحين في بلدته ، وهو ليس بنبي ولا رسول ، ولكنه رجل أوتي الحكمة حتى أن الجميع كان يذهب إليه في المنازعات لفضها ، وينتمي لقمان الحكيم إلى قرية نوبة بالحبشة في السودان وهناك بعض الآراء تقول بأنه عاصر سيدنا داوود عليه السلام فأخذ منه الحكمة والعلم ، كما أنه قيل أنه ابن خالة سيدنا داود وقال آخرون أنه ابن أخت سيدنا داود عليه السلام ، وقال عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه كان من الناس الذين يميلون إلى كثرة التأمل ولا يرغب في كثرة الكلام ودائما حسن الظن بالآخرين ، كان محبا لله عزّ وجل لذا أحبه الله ومن عليه بالحكمة والموعظة الحسنة . [1]
وكانت بشرته تميل إلى اللون الأسمر ذو شعر مجعد قدماه متشققتين ، واختلف العلماء في طبيعة عمله لكنهم أجمعوا أنه كان يعمل قاضيا لبني إسرائيل في حقبة من الزمن ، وقال آخرون أنه كان يعمل في مهنة الرعي أو النجارة أو الخياطة ، اشتهر بين الناس بسبب عدله وفطنته وما زاد في شهرته تلك الوصايا التي كان يعظ ابنه بها .
اول وصيه اوصى بها لقمان ابنه هي
اول وصيه اوصى بها لقمان ابنه هي
توحيد الله
.
نصح لقمان ابنه بعدة وصايا لكي يقيه من فتن الحياة ، ولكي ينير له الطريق الصحيح ويبعده عن طريق الضلال ، ومن تلك الوصايا أنه نصحه بعبادة الله وحده وعدم الشرك به سبحانه وتعالى ، حيث أن الطريق الصحيح عماده الأول طاعة الله تبارك وتعالى والبعد عما يغضبه وذلك ما ورد في سورة لقمان في قوله تعالى بسم الله الرحمن الرحيم ” يابني لا تشرك بالله إن الشرك لظلم عظيم” صدق الله العظيم ، فقد طلب منه عبادة الله وتقواه والاستقامة على أمره . [2]
ثاني وصيه اوصى بها لقمان ابنه هي
ثاني وصيه اوصى بها لقمان ابنه هي
طاعة الوالدين
.
تأتي طاعة الوالدين بعد عبادة الله تبارك وتعالى وذلك لبيان عظم أجرهما وفضلهما على الأبناء ، لذا كانت الوصية الثانية من لقمان لابنه هي طاعة الوالدين وعدم العقوق بهم كما وأكد لقمان على أن تكون الطاعة في رضا الله وليست فيما يغضبه وأن أمر الوالدين الأبناء في أمر فيه معصية هنا لا يجب طاعتهما ويتوجب على الابن هنا تقديم طاعة الله على طاعة الوالدين ، ويجب على الأبناء في ذلك الأمر البر بالوالدين والسؤال عنهم وعدم تركهم
ثالث وصيه اوصى بها لقمان ابنه هي
ثالث وصيه اوصى بها لقمان ابنه هي
مراقبة الله سبحانه وتعالى
في كل صغيرة وكبيرة خاصة أنه مطلع على جميع الأمور الحياتية التي نمر بها وأنها سبحانه وتعالى لا يغفل أبدا ، لذا كان لقمان يحذر ابنه من الوقوع في المعصية ويوصيه بطاعة الله .[2]
الوصية الرابعة :
فرض الله تبارك وتعالى علينا الصلاة لعبادته وحده ، دون إشراك أي شخص آخر في تلك العبادات ، لذا حث لقمان ابنه على
إقامة الصلاة في أوقاتها
وعدم تركها والتهاون في أدائها لأنه هي عماد الدين وحصنه على أن يكون ذلك بنية سليمة وخالصة لله تبارك وتعالى
الوصية الخامسة :
من الوصايا التي أوصى بها لقمان ولده هي
الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
وذلك هو الصلاح ذاته عدم الطغيان والتجبر والسير بين عباده في الأمر بكل ما هو خير ، ومعنى الأمر بالمعروف أي الدعوة إليه ومعرفة كل ما ينبغي معرفته حول ذلك المعروف من العلم أو غيره والداعي إلى اتباع المعروف من البديهي أن يكون هو ذاته من الصالحين لكي يستمع الناس إليه ويتبعوا قوله ، كما تشمل وصية لقمان فيما يخص الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر على تحمل ابنه للمسئولية خاصة تجاه مجتمعه والمشاركة فيما يخص الناس من حوله من أمور ، وعدم السلبية وذلك من أهم ادوار المصلحين في مجتمعاتهم ، وحرص لقمان أيضا على إعطاء ابنه الوسيلة التي تعينه على ذلك وهو الصبر على ما يتعرض إليه من أمور
الوصية السادسة :
آداب المعاملة ، حرص لقمان الحكيم على توصية ابنه
حسن الخلق والمعاملة الحسنة
للناس وذلك لقوله ” ولا تصعر خدك للناس ولا تنس في الأرض مرحا إن الله لا يحب كل مختال فخور ” ، يريد أن يعلم ابنه بذلك التواضع وحسن الخلق مع الغير ، وذكر هنا لفظ يصعر وذلك ليعبر عن التعالي والتكبر على الآخرين ، حيث أن ذلك اللفظ يستخدم في الصعار الذي يصيب الإبل واستخدامه لهذا اللفظ دليل على دقة لقمان في اختيار المعاني حيث يريد أن يقول له أن ذلك الصعار من صفات الحيوانات ولا يصح للإنسان أن يستخدمه عند التعامل مع الآخرين ، واعتبر العلماء أن هذا الأسلوب من أروع الأساليب التي تستعمل في تربية الأبناء على الأخلاق الحميدة ، كما أن التكبر على الآخرين من الأمور التي لا يحبها الجميع لأن الكبر من صفات الله تبارك وتعالى ولا يصح لأي إنسان أن يشاركه فيها .[3]
الوصية السابعة :
النهي عن التكبر
، تلك الصفة التي تجعل الجميع ينفرون من هذا الشخص المتكبر وذلك لأن التكبر يعود ضرره على الفرد والمجتمع بشكل عام ، وأوصاه أيضا باللين في التعامل مع الآخرين ، كما أكد لقمان عما يريد أن ينهي ابنه عنه بأكثر من تأكيد للتشديد على الابن في ذلك .
الوصية الثامنة :
أوصى لقمان ابنه في تلك الوصية باتباع الأمور التي تحس الناس على احترامه ، ومعاملته بصورة حسنة ومن تلك الأمور توصية ابنه
ا
لاعتدال في المشي
بصورة متأنية ، ولا يعني لقمان هنا السير العادي لكن يقصد الاعتدال في جميع الأمور التي يتعرض إليها الإنسان من أمور حياتية . [4]
الوصية التاسعة :
أمر لقمان ابنه في تلك الوصية أن
يخفض من صوته
وهذا يبعث في النفس الثقة بصورة أفضل حيث أن أصحاب الأصوات العالية لا يتمتعون بالثقة الكافية بالنفس ، حيث أنهم يتخذون من الصوت العالي مصدر في النقاش بدلا من الحجة والبرهان .
سورة لقمان
ذكرت تلك الوصايا في القرآن الكريم على أنه لم يذكر عن لقمان أنه نبي أو رسول ، لكنه رجل صالح وولي من أولياء الله الصالحين الذين من الله عليهم بالعلم والحكمة وما ورد في القرآن الكريم من قصة لقمان ما يلي :
قال تعالى ( وَلَقَدْ آَتَيْنَا لُقْمَانَ الْحِكْمَةَ أَنِ اشْكُرْ لِلَّهِ وَمَنْ يَشْكُرْ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يَا بُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ يَا بُنَيَّ إِنَّهَا إِنْ تَكُ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ فَتَكُنْ فِي صَخْرَةٍ أَوْ فِي السَّمَاوَاتِ أَوْ فِي الْأَرْضِ يَأْتِ بِهَا اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلَاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ وَلَا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ وَاغْضُضْ مِنْ صَوْتِكَ إِنَّ أَنْكَرَ الْأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ ) صدق الله العظيم . [5]
كيفية الاستفادة من وصايا لقمان الحكيم في سلوكنا اليومي
يمكننا الاستفادة من وصايا لقمان الحكيم في سلوكنا اليومي في العديد من الطرق. وصايا لقمان الحكيم هي عبارة عن تسع وصايا مختلفة محملة بالحكمة. تحمل وصايا لقمان الحكيم في طياتها العديد من الدروس والمواعظ والنصائح. كما أن وصايا لقمان الحكيم لابنه تفيدنا في التعرف على أسلوب نقل هذه الوصايا للأولاد وهو أسلوب يجمع بين التذكير بوجوه الخير والزجر بوجوه الشر وهو أسلوب رقيق لين الهدف منه التأثير على الشخص الآخر. وهو من أفضل الأساليب في الوعظ والإرشاد.
لم أوصى لقمان ابنه باقامة الصلاة
من بين وصايا لقمان الحكيم لابنه كان هنا وصية خاصة بالصلاة لأن الصلاة هي عماد الدين وهي العبادة الوحيدة التي لا عذر في تركها كما أن الصلاة هي من أكثر العبادات أداءً في اليوم والليلة. وقد أوصى لقمان الحكيم ابنه بإقامة الصلاة لأن الصلاة فيها إصلاح للنفس وتهذيب للأخلاق. كما أن الصلاة تزكي النفس وتجعل الشخص في مراقبة دائمة لله تعالى من خلال تجديد العهد مع الله تعالى في كل صلاة.[6]