استراتيجيات التعلم باللعب
هناك العديد من استراتيجيات التعلم المختلفة، أهمها
استراتيجيات
التعلم باللعب، وهي من أهم
استراتيجيات التدريس
الحديثة، وعلى الرغم من أن التعلم من خلال اللعب فكرة بسيطة لكنها ذو معنى عميق، حيث يساعد اللعب الأطفال على فهم العالم من حولهم من خلال الاكتشاف، مما يسمح لهم بالتطور المعرفي والاجتماعي والعاطفي والجسدي، وقد تمت دراسة أهمية اللعب من قبل العديد من العلماء لاسيما علماء النفس لأكثر من قرن .
استراتيجيات التعلم باللعب للاطفال
تركز المدارس التي تستخدم تعليم مونتيسوري على تشجيع الأطفال على التعلم من خلال “اللعب الهادف”، واستراتيجية التعلم باللعب لها خمس خصائص هي :
- أنها تعطي الطفل خيارا عما يريد القيام به
- أنها تشعر الطفل بالمرح وتجعل عملية التعليم ممتعة له
- تجعل الطفل يتطور تلقائيا بدلا من إعطاء الأطفال نصا معينا لتعلمه
- تكون الدافع الجوهري حول ما يريد الطفل القيام به
- تخلق الاستراتيجية بيئة خالية من المخاطر حيث يمكن للأطفال تجربة أفكار جديدة
في هذه الاستراتيجية يكون الأطفال مشاركين نشطين، على سبيل المثال بدلا من
مشاركة الطفل
في الدرس بشكل سلبي، يلعب الأطفال في هذه الاستراتيجية أدوارا بجانب أقرانهم، ويستجيبون للأطفال الآخرين وفقا لقواعد اللعب التي أنشئوها، وفي حين أن القواعد في هذه الألعاب قد تبدو متناقضة مع فكرة اللعب الحر التطوعي، فإن نظام القواعد هذا هو في الواقع أحد الميزات الرئيسية للعب التعليمي، ويمكن للأطفال تحديد القواعد بشكل صريح، ويمكن أن يضعوا القواعد معا بشكل تعاوني أو يمكنهم اتباع قائد محدد .
ويمكن أن يوفر هذا النوع الممتع من اللعب عدد من فوائد التعلم، وتشرح الأستاذة دوريس فرومبرج مديرة تعليم معلمي
الطفولة المبكرة
بجامعة هوفسترا السبب في أن اللعب جزء مهم من عملية التعلم للأطفال، حيث تقول أننا بحاجة إلى التفكير في أن الأطفال الصغار يتعلمون بطرق مختلفة تماما عن البالغين، فهم يتعلمون من خلال مقارنة التجارب الجسدية والتفاعلات مع الآخرين والمشاعر، ويتعلمون كم كبير أيضا من خلال خيالهم، واللعب هو ما يجمع بين الأجزاء المنطقية والإبداعية للدماغ .
وبالنسبة للأطفال الصغار، غالبا ما يكون اللعب نشاطا كاملا، وبالتالي فهو يساعدهم على
تطوير المهارات
التي سيحتاجون إليها في وقت لاحق من الحياة، فالجري والرقص والتسلق واللف والقفز كل هذه الأنشطة تعزز نمو العضلات وتساعد على تحسين المهارات الحركية لديهم، ويبني الأطفال أيضا إمكاناتهم وقوتهم العقلية والعاطفية وهم يتخيلون ويخلقون عوالم معقدة ومبدعة، كل هذا يتم من خلال اللعب [1] .
استراتيجيات التعلم باللعب للكبار
على الرغم من أن اللعب أساسي لتنمية الطفل، إلا أنه مفيد أيضا للأشخاص من جميع الأعمار، ويمكن أن يضيف اللعب الفرح والمرح، ويخفف من التوتر، ويوصلك بالآخرين والعالم من حولك، واللعب يمكن أن يجعل العمل أكثر إنتاجية ومتعة، ويساعد اللعب في تخفيف التوتر لأنه يؤدي إلى إطلاق الإندورفين وهي مواد كيميائية طبيعية تعزز الشعور بالراحة ويمكن أن تخفف الألم بشكل مؤقت، كما أن
استراتيجية التعلم
باللعب للكبار يمكن أن تساعد في تحسين وظائف المخ، فألعاب مثل الشطرنج أو إكمال الألغاز تتحدى الدماغ، وتمنع مشاكل الذاكرة وتحسن وظائف المخ .
ويمكن للتفاعل الاجتماعي في اللعب مع العائلة والأصدقاء أن يساعد في درء التوتر والاكتئاب، وتساعد أيضا الاستراتيجية في تحفيز العقل وتعزيز الإبداع، حيث يتعلم الأطفال الصغار غالبا عندما يلعبون، وهذا المبدأ ينطبق على البالغين أيضا، ويمكن أن يحفز اللعب خيالك مما يساعدك على التكيف و
حل المشكلات
، وتحسين العلاقات واتصالك بالآخرين [2] .
تعريف استراتيجية التعلم باللعب
استراتيجية التعلم باللعب هي استراتيجية تعرف بأنها : أي نشاط موجه يقوم به الطفل، بهدف تنمية سلوكه وقدراته وقدرته العقلية والجسمية والوجدانية، ويحقق له في نفس الوقت قدرا من المتعة والفرح والتسلية، وتعد استراتيجية التعلم باللعب استراتيجية تستغل أنشطة اللعب لإكساب الطفل المعرفة، وزرع مبادئ العلم فيه من خلال لعبة، وتوسيع آفاقه المعرفية .
أنواع الألعاب التربوية في استراتيجية التعلم باللعب
أهم أنواع الألعاب التربوية التي يمكن استخدامها في التعلم باللعب هي :
- الدمى : كالعرائس، وأدوات الصيد، والسيارات والقطارات، ودمى الحيوانات، والآلات، وأدوات الزينة وغيرهم .
-
الألعاب الحركية
: مثل المصارعة، القفز، الرمي، التأرجح، الجري، لعب الكرة وغيرهم . -
ألعاب الذكاء
مثل : حل المشكلات، الكلمات المتقاطعة الفوازير وغيرهم . - ألعاب الغناء والرقص مثل : تقليد الأغاني، الرقص الشعبي، الغناء التمثيلي وغيرهم .
- الألعاب التمثيلية : مثل التمثيل المسرحي ولعب الأدوار .
- ألعاب الحظ : مثل الدومينو، السلم والثعبان، وغيرهم .
- القصص والألعاب الثقافية : كالمسابقات الشعرية وبطاقات التعبير .
استراتيجية التعلم باللعب لغتي
أهم ما يميز استراتيجية التعلم باللعب عن اللعب الحر هو أن اللعب الحر نشاط تلقائي غير موجه، أما التعلم باللعب هو نشاط موجه يساعد في تنمية قدرات المتعلم الجسمية والوجدانية والعقلية، من خلال توظيف أنشطة معينة تجمع بين المتعة والتسلية والتعلم في نفس الوقت، في صورة أدوات تربوية تساعد الطلاب في اكتساب المعرفة والمفاهيم وتعزيز عملية التواصل، ومن أهم أنواع الألعاب التربوية : الألعاب الحركية، الدمى، ألعاب الذكاء، لعب الأدوار، وغيرهم، وتتمثل ألعاب الذكاء مثل الكلمات المتقاطعة وغيرها في
تنمية اللغة عند الطفل
.
ركائز استراتيجية التعلم باللعب
خلص قدر كبير من الأبحاث إلى أن التعلم القائم على اللعب له تأثير حقيقي وإيجابي على تعلم الطلاب وتطويرهم، وتقول كاثرين هيرش باسك وهي خبيرة معروفة في مجال تنمية الطفل في قسم علم النفس بجامعة تمبل، وزميلة قديمة في معهد بروكينجز، إن البشر يتعلمون بشكل أفضل عندما يتوفر واحد على الأقل من هذه الركائز :
- عندما يقوم الأفراد بدور نشط في بيئة التعلم
- عندما يتعلم الأشخاص معلومات ذات مغزى
- وعندما يتفاعلون مع أقرانهم اجتماعيا
هذا يعني أن الأطفال يتعلمون جيدا عندما يكونون نشطين عقليا، ومشاركين، واجتماعيين، وقد وجدت دراسة أخرى أنه بالإضافة إلى تحسين مهارات اللعب والقدرة اللغوية السردية، كان للمنهج القائم على اللعب تأثير إيجابي على اكتساب القواعد، وقد وجد علماء الأعصاب أن المسرحية تنشط الدماغ بطرق ذات مغزى أكثر من الورق والاختبارات والفصول الدراسية التقليدية التي لا تفعل هذا [3] .
افكار للتعلم باللعب
لعبة الأعداد بالمكعبات :
عبارة عن أحجار نرد يلقيها المتعلم ليحاول التعرف على العدد الذي يظهر له، ويمكن أيضا أن تستغل هذه اللعبة في عمليات حسابية كالجمع والطرح .
لعبة البحث عن الكلمة المفقودة :
وتتم هذه اللعبة من خلال مجموعة من الحروف توضع على لوحة، ويقوم المتعلمين بالبحث عن الكلمات من خلال تجميع الحروف أفقيا ورأسيا مثل :
- ر —- س—- و—- م
- ك—- ل—– ع—- ب
- ت—- و—– ج—- د
- ب—- ك—- م—- ك
- ي—- ص—- و—– م
لعبة من أنا :
هذه اللعبة تستخدم لكي تميز الحروف المتصلة والمنفصلة في النطق والكتابة حسب موقعها .
التعلم باللعب في العلوم
يكون لدى الأطفال الصغار فضول فطري بطبيعتهم، وهذا ما يجعلهم غير صبورين ويحبوا الاستكشاف دائما، لذا يمكن استغلال هذا في جميع أنواع الأنشطة العلمية لاسيما العلوم، لكي تعلم عملية تعلم العلوم عند الأطفال سهلة وتساعده على اكتساب العلوم في الطفولة المبكرة، يمكنك استخدام التعلم باللعب، وهي استراتيجية تدمج اللعب الهادف بالتعلم، يمكنك استخدام أفكار مثل : خلط الألوان، واستكشاف المواد التي تذوب في الماء، ومقارنة أوجه التشابه والاختلاف في الأشياء من حولهم، والطبخ، كل هذا يندرج تحت بند العلوم [4] .