الفرق بين الخوف والرجاء
في حال كان الأمل قويًا فهو قادر على طرد الخوف نهائيًا ، ولطالما كان الأمل هو العلاج الفعال للكسل والسلبية كما أن التفاؤل والتشاؤم محركان أساسيان للكسل حذر منهما الفيلسوف وعالم النفس إريك فروم لكنه شدد على أهمية الكفة الأخرى المقابلة لهما وهي الأمل الذي يجعلنا قادرين على تصور أقصى مانتخيل وفي الوقت نفسه يجعلنا نفعل ما هو ضمن حدود إمكاناتنا .
الفرق بين الخوف والرجاء
الرجاء أو الأمل هو القوة التي لا يجب عليك الاستسلام لها كما كتبت ريبيكا سولنيت بعد مرور جيلين من مقالها المضئ حول دور الأمل في حياتنا بأوقاتنا المظلمة ،
بينما رأى الفيلسوف جوناثان لير أن ” الأمل الجذري ” هو نوع يتوقع الخير بعكس ما يعتقد أولئك الذين يمتلكون الأمل ، ولكن ربما كان هذا التوقع للخير في منافسة دائمة مع المجهول الذي يظل يبقي على احتمال مخيف بعدم الحصول على ما نأمل فيه وما قد يعرضنا لنوبات اليأس . [1]
هذا الأمر الذي كشف لنا على مر العمر أن الخوف والرجاء وجهان لعملة واحدة ، متكاملان بشكل مخيف وهو ما تناوله الفيلسوف الفرنسي وعالم الرياضيات رينيه ديكارت في آخر أعماله ” شفيع العقل ” في ” قسم العواطف ” . [1]
عن اندماج الخوف والأمل في كل فكر قال ديكارت موضحًا: عندما يبدأ أي شخص في التفكير حول إمكانية حصوله على سلعة ما فإنه يولد لديه الرغبة لتحقيق الهدف ثم يسأل نفسه هل سيشعرني الحصول عليها بالرضا حقًا ثم ينشأ بداخله الأمل وهو ما يعبث في إثارة الخوف وربما الغيرة ، فهو يعد العامل الأساسي المشترك بين الأمل والخوف . [1]
تعريف الرجاء عند ديكارت
الأمل أو الرجاء هو ميل الإنسان لتصديق وإقناع نفسه بأن ما يرغب به سيحصل عليه بالتأكيد ، الأمر الذي يتم بناءً على حركة معينة للأرواح وهي خليط من الفرحة والرغبة . [1]
تعريف الخوف عند ديكارت
الخوف هو أمر مختلف تمامًا ينبع من الروح أيضًا ، لكنه يجعل الإنسان يميل لفكرة أنه لن يستطيع تحقيق الهدف ولن يحدث ما ينتظره ، وبالرغم من الاختلاف الكبير بين الأمل والخوف إلا أنهم من الممكن أن يلتقوا في روح واحدة في آن واحد ، حين يبدأ الإنسان في ترتيب الأفكار التي تدعم فرضية تحقيق الهدف والأفكار الأخرى ، أو الأسباب التي تنفي تلك الفرضية . [1]
الفرق بين الخوف والرجاء عند ديكارت
بالرغم من أن الشعورين من الممكن أن يجتمعًا دون أن يقضي أحدهما على الآخر إلا أن الخلل الحاد بينهما قد يسبب أضرارًا ، فبينما ترتفع نسبة الخوف بشكل كبير فهي تطرد الأمل من داخلنا مما يعرضنا للشعور بالعجز التام وربما اليأس وهذا اليأس يجعلنا نرى الأهداف مستحيلة ينطفئ الشغف بداخلنا تمامًا ” لأن الرغبة لا تحتمل إلا الأشياء المحتملة ” . [1]
أما تصديق الأمل الجارف أو التفاؤل بشكل كبير يجعلنا نطرد الخوف تمامًا من داخلنا ويحل محله الرضا ، ويقول ديكارت أن الشعور بالقلق والإصرار أفضل من إعاقة الإبداع ، فإن التفاؤل الزائد يولد الثقة والرضا فعند اليقين بأننا سنصل إلى ما نريد ونحن مازلنا في مرحلة تحقيق ما نرغب ، فإن الشغف يقل بداخلنا وتبرد انفعالاتنا . [1]
لماذا يسيطر الخوف على الامل في حياة الاشخاص والمجتمعات
لا أحد يجهل أن الخوف يفرض سيطرته في حياة غالبية الأشخاص ، ومن خلال علم النفس وعلم الأعصاب وعلم اجتماع العواطف نستطيع أن نشير إلى أن شعور الخوف يترتب على أحداث الحاضر مدعومًا مما احتفظ به العقل من صور الماضي ، ويتم ذلك بداخل الإنسان بوعي تام منه أو بدون أي وعي ، حيث تجد بعض الأشخاص يتعاملون بعدائية بلا أي سبب واضح هي في الحقيقة أسلوب وقاية يحمي به نفسه ناتج عن خوف كامن بداخله ، ومن الممكن أن يحمل بداخله الأمل في زاوية بعيدة تجعله يستمر في الإبداع لكن يحكمه أيضًا الخوف اللاواعي . [2]
كذلك المجتمعات من الممكن أن تتخذ وجهة عاطفية واحدة سواء كانت الخوف او الرجاء ، نذكر في ذلك الأمر المجتمعات التي تواجه مشاكل مستعصية جماعية فسوف يسيطر على هذه المجتمعات الشعور بالخوف ، ويظل بداخلها كعقدة نفسية تحول حتى أنها تعترض طرق محاولات السلام . [2]
الاثار التفاضلية بين الامل والخوف على المعلومات والنزاعات
من خلال عدة دراسات أجريت كشفت أن الحواجز العاطفية أو الخوف يلعب دورًا رئيسًا في تكوين سلوكيات المجتمع وصناعة مواقفه ، ويصل حد هذه الأثار إلى إمكانية التجميد الإدراكي ، أي يمنع الأشخاص من المعرفة والانفتاح وزيادة المعلومات ويقوم أيضًا بالوقف ضد الفرص المتاحة وحل النزاعات ، تم إجراء إحدى هذه الدراسات باستخدام جهاز محاكاة جديد على عينة من الأشخاص في المجتمع الإسرائيلي تتكون من 222 يهودي إسرائيلي ، توصلت هذه الدراسة إلى أن الحديث عن السلام يبدو الأمل طويل الأمد متوقفًا على معلومات تفيد بقبول هذه الفرصة ، لكن كان هناك تخوف من هذه المعلومات فأصبحت غالبية الأشخاص رافضون للفرصة ، كما بينت النتائج أيضًا أن القرار لم يكن يتعلق بالمعلومات بقدر ما تعلق بالتفاضلية بين الأمل والخوف بدواخلهم . [3]
عبارات عن الخوف
كمجتمعات عربية تربي أبناءها على القوة والشجاعة والإيمان فإن الخوف يعد شعورًا منبوذًا ، حاربوه على مر الزمان من خلال الأفعال والسلوكيات والتربية وكذلك بعض العبارات ، نذكر منها الآتي :
-
أسوأ مستشار للإنسان هو الخوف .
-
ما يتعلمه المتعلم بالخوف والضجر والألم ينساه بسرعة كبيرة .
-
كن شجاعًا ولا تجعل الخوف من الخطأ يمنعك من تسديد الكرة .
-
إن السجن ليس جدرانًا أربع وإنما هو خوف الإنسان .
-
الناس من خوف الذل في ذل .
-
وهل الخوف من الحاجة إلا الحاجة بعينها .
-
الخوف من الموت هو موتًا لكنه يمتد مدى الحياة .
-
أعظم مأوى لجرثومة الضلال هو الخوف .
-
ليس الفشل هو ما يجعل حلمنا لا يتحقق.. بل الخوف من الفشل .
-
الخوف من العذاب أشد من العذاب .
-
الخوف من الشئ هو الوجه الآخر لعشقه .
عبارات عن الرجاء
-
الإنسان باستطاعته أن يحيا بلا بصر لكنه لا يحيا بلا أمل .
-
الآمال العظيمة تصنع الأشخاص العظماء .
-
الناس معادن تصدأ الملل وتتمدد بالأمل .
-
الأمل أمر جيد.. والأشياء الجيدة لا تموت .
-
الإنسان بلا أمل كالنبات لا ماء .
-
لن يعيش مظلومًا يومًا واحدًا لولا أنه يأمل في الغد .
-
لماذا الخوف؟ والشمس تغرب من جهة لتشرق في جهة أخرى .
-
العقل القوي لديه أمل دائم ، ولديه أسبابًا دائمة للأمل . ” توماس كارليل “